شرح قول المصنف "... فصل : ويكره في الصلاة إلتفاته...". حفظ
الشيخ : ثمّ قال " فصل ويكره في الصّلاة التفاته " التفات نائب فاعل يعني يكره للمصلي أن يلتفت لأن النبي صلى الله عليه وسلّم سئل عن الالتفات في الصّلاة فقال ( هو اختلاس يختلسه الشّيطان من صلاة العبد ) اختلاس يعني سرقة ونهب يختلسه الشّيطان من صلاة العبد وقال ( وإياك والالتفات في الصلاة فإنه هلكة فإن كان لا بدّ ففي التّطوع ) ولأن الالتفات حركة لا مبرر لها والأصل كراهة الحركات في الصلاة ولأن في الإلتفات إعراضا عن الله عزّ وجلّ فإن الله سبحانه وتعالى إذا قام الإنسان يصلي فإن الله تعالى قبل وجهه ولهذا حرم على المصلي أن يتنخّع قبل وجهه لأنه من سوء الأدب مع الله ولكن إذا كان لحاجة فلا بأس فمن الحاجة ما جرى للنبي صلى الله عليه وسلّم حيث أرسل عينا تترقب العدو فكان النبي صلى الله عليه وسلّم يصلّي ويلتفت نحو الشّعب الذي يأتي منه هذا العين والعين يعني الجاسوس ولأن النبي صلى الله عليه وسلّم أمر الإنسان إذا أصابه الوسواس في صلاته أن يتفل عن يساره ثلاث مرات ويستعيذ بالله من الشّيطان الرّجيم وهذا التفات لحاجة ومن ذلك لو كانت المرأة عندها صبيّ وتخشى عليه فصارت تلتفت إليه فإن هذا من الحاجة فلا بأس به، هذا لا بأس به لأنه عمل يسير يحتاج إليه الإنسان ثم اعلم أن الالتفات نوعان : التفات حسي بالبدن والتفات معنوي بالقلب الالتفات بالبدن معروف وما أكثر الذين يمكنهم أن يسيطروا على هذا الالتفات أليس كذلك؟ لأنه يسير عمل بدني يسير أما الالتفات المعنوي القلبي فهذا هو العلّة التي لا يخلو أحد منها وما أصعب معالجتها وما أقل السّالم منها ... التفات جزئي التفات يمسكك من أول الصّلاة إلى آخرها وينطبق عليه تماما أنه اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد بدليل أن الرّسول صلى الله عليه وسلّم لما شكى إليه الرجل هذه الحال قال ( ذاك شيطان يقال له خنزب -سمّاه الرسول عليه الصلاة والسّلام- فإن أحسست به فاتفل عن يسارك ثلاث مرات وتعوّذ بالله منه ) إذن صار هذا الاختلاس الواضح وإذن هذا الالتفات خفي مثل المختلس، تعرفون المختلس كيف يعمل ؟ المختلس يأتي عندك في الدّكّان ويوهمك أنه يشتري منك بضائع كثيرة ويقول شوف لي هذا كم يسوى تروح تجيبه يقول هذا ليس الذي نريده آبي ذلك الرجل يأخذه ويحطه ويأمن من الرجل ويأمن من هذا الزبون اللي قاعد ... مرتين ثلاث ثم يقول والله ... الدكان ... هذا اختلاس لأنه أتى بخفية حتى حصّل مقصوده هذا الشيطان إذا أتى القلب بخفية هذا اختلاس في الحقيقة وكل من الاختلاس الالتفات البدني والقلبي .