شرح قول المصنف"... فان لم يجد شاخصا فإلى خط...". حفظ
الشيخ : يقول المؤلّف رحمه الله " فإن لم يجد شاخصا فإلى خطّ " إن لم يجد شاخصا يعني شيئا قائما يكون له شخص فإلى خطّ، الخط له أثر في الأرض لأن الأرض فيما سبق مفروشة بالرمل أو بالحصباء وإذا خطّ الإنسان صار له أثر بيّن لكن نحن الآن ليس عندنا أرض يكون عليها خطّ بيّن فهل نقول إن الخط الخط الذي هو خط التلوين يجزئ عن الخط الذي له أثر؟ قال بعض أهل العلم يجزئ كل ما اعتقده سترة كل ما اعتقدته سترة فهو مجزئ حتى الخطّ الملوّن لكن في النفس من هذا شيء فالظاهر أن هذه الخطوط الملوّنة لا تكفي نعم لو فرض فيه حياط بارز في طرف الحصير أو في طرف الفراش لصحّ أن يكون سترة لأنه بارز، هل هناك دليل على أن الخطّ يكفي ؟ الجواب نعم فيه دليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( فمن لم يجد فليخطّ خطّا ) وهذا الحديث قال عنه الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام ولم يصب من زعم أنه مضطرب لأن ابن الصلاح رحمه الله قال إنه مضطرب والمضطرب كما تعرفون من أقسام الحديث الضّعيف لكن ابن حجر ردّ ذلك وقال لم يصب من زعم أنه مضطرب بل هو حسن، والحسن حجّة لأنه يوجب غلبة الظّنّ حسب التعريف المعروف وهو أن الحسن ما رواه عدل خفيف الضّبط بسند متّصل وسالم من الشذوذ والعلة القادحة وعلى هذا فيكون الحديث حجّة فإن لم تجد شاخصا فخطّ خطّا ولكن كيف أخطّ؟ أخطّ خطّا مقوّسا كالهلال أو ممتدّا كالعصا ؟ أي خط ولهذا قال المؤلف " فإلى خطّ " وكذلك في الحديث ( فليخطّ خطّا ) وهذا الخطّ يكون علامة على المصلي ومفيدا له قال " إن لم يجد شاخصا فإلى خطّ " .