مسألة: هل يعاد المريض وكيف يزار .؟ حفظ
الشيخ : وفي هذا المجال يحسن البحث في أمور أولا هل المريض إذا مرض هل يعاد أو لا يعاد؟ الجواب بل يعاد وعيادة المريض من حقوق المسلم على أخيه وفي العيادة من جلب المودة والإلفة والمحبة شيء لا يعرفه إلا من أصيب ثم عيد فإنك إذا عدت أخاك في مرضه يجد لهذا قيمة كبيرة عظيمة لا يزال يتذكرها فالعيادة أعني عيادة المريض من السنن المؤكدة وفيها ثواب عظيم وقال بعض أهل العلم بل هي فرض على الكفاية كتجهيز الميت وأنه يجب على المسلمين أن يعودوا مرضاهم فمن علم أن شخصا ما مريض ولكنه لا يعاد وجب عليه أن يعوده وهذا القول أصح أي أن عيادة المرضى من فروض الكفاية وأن الناس إذا علموا بمريض ولم يعودوه أثموا وإن قام به البعض سقط عن الباقين لأنه ليس من الإسلام والإيمان في شيء أن يكون أخونا المسلم تتلفه الأمراض وتتقاذفه ونحن لا نعوده أين الأخوة الإيمانية؟ فلابد من عيادة المريض ثم إذا عيد المريض هل الأولى أن نبسط الكلام معه وأن نذكر الماضي والحاضر أو أن نقتصر على السلام والدعاء ثم ننصرف؟ في هذا خلاف بين العلماء والصحيح أن الخلاف قريب من اللفظ وأن المسألة تعود إلى ما تقتضيه الحال فقد يكون المريض يرغب أن هذا الشخص يبقى عنده ويحدثه وهو يفرح به ويأنس به فهذا نقول الأفضل في حقه الإطالة، الإطالة حتى يظهر على صاحبك الملل وهناك شخص آخر مفارقته عيد ومقاربته نار مثل هذا لا ينبغي أن يجلس عند المريض ولا لحظة ولولا أننا نحب أن يكتسب الأجر لقلنا لا تعد المريض هو في غنى عنك وهذا التفصيل هو الصحيح أن الإنسان ينظر إلى ما تقتضيه الحال ثم إن المريض أيضا أحيانا يكون متسع الصدر منشرحا يحب الأنس ويحب الكلام فهنا نطيل معه أحيانا يكون ضيق الصدر يتملل من أمراضه ويظهر على وجهه أنه يحب الانفراد أو يحب أن يكون عنده أهله أو ما أشبه ذلك فهنا نقول نقتصر على أقل شيء، إذاً القول الراجح في المكث عند المريض أنه يختلف باختلاف الأحوال حسب ما تقتضيه الحال.