قال المصنف :" وتلقينه لا إله إلا الله مرة ولم يزد على ثلاث إلا أن يتكلم بعده فيعيد تلقينه برفق " حفظ
الشيخ : " وتلقينه لا إله إلا الله " تلقينه لا إله إلا الله يعني تعليمه إياها كما يلقن التلميذ وهل يقولها بلفظ الأمر فيقول قل لا إله إلا الله أو يقولها بدون لفظ الأمر بأن يذكر الله عنده حتى يسمعه ينبغي أن ينظر في هذا إلى حال المريض فإن كان المريض قويا يتحمل أو كان كافرا فإنه يؤمر قال قل لا إله إلا الله اختم حياتك بلا إله إلا الله وما أشبه ذلك وإن كان مسلما ضعيفا فإنه لا يؤمر وإنما يذكر الله عنده حتى يسمع فيتذكر وهذا التفصيل مأخوذ من الأثر والنظر أما الأثر فلأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمه أبا طالب عند وفاته أن يقول لا إله إلا الله قال يا عم قل لا إله إلا الله لأنه إن قالها فهو كسب وإن لم يقلها فهو كافر يعني لو فرض أنه ضاق صدره بهذا الأمر ولم يقلها فهو باق على حاله لم يؤثر عليها شيئا أما إذا كان مسلما وهو ممن يتحمل فإن أمرنا إياه بها لا يؤثر عليه وإن كان ضعيفا فإن أمرنا إياه بها ربما يحصل منه رد فعل بحيث يضيق صدره ويغضب فينكر يقول لا يشره على صاحبه الذي عنده وهو في حال فراق الدنيا يأمره بعض الناس حتى في حال الحياة في غير حال الاحتضار إذا قلت له قل لا إله إلا الله يا ابن الحلال قل لا إله إلا الله قال ماني بقائل لا إله إلا الله إيه نعم فيه في ناس عند الغضب يغضب حتى ينسى فيقول لا أقول لا إله إلا الله فما بالك بهذه الحال؟ فالصواب في هذه المسألة أن يقال أما من كان كافرا فإنه يؤمر بها لأن المفسدة التي يخشى منها هي موجودة إن قالها فهو غنم وإن لم يقلها فلم نغرم شيئا لأن الرجل كان كافرا ودليله أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب أن يقول لا إله إلا الله أما إذا كان مسلما فينظر إلى الحال إلى حال الشخص وقوله تلقينه لا إله إلا الله ولم يقل محمدا رسول الله لأن هذا هو الذي ورد به الحديث ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) وقال النبي عليه الصلاة والسلام ( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة ) فهي مفتاح الإسلام أعني كلمة التوحيد وما يأتي بعدها فهو من مكملاتها وفروعها قال " ولم يزد على ثلاث " لم يزد على ثلاث يعني لا يلقنه أكثر من ثلاث لأنه لو زاد على ذلك ضجر يعني يقول لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله ثم يسكت لو كرر ربما يتضجر المريض لأنه في حال صعبة لا يدركها إلا من كان على هذا الحال يتضجر فيقول أنا في حال وهذا يكرر علي لا إله إلا الله فيضجر إنما يقولها ثلاثا فقط لأن من عادة النبي صلى الله عليه وسلم غالبا أنه إذا تكلم تكلم ثلاثا وإذا سلم سلم ثلاثا وإذا استأذن استأذن ثلاثا فالثلاث عدد معتبر في كثير من الأشياء قال " إلا أن يتكلم بعده فيعيد تلقينه برفق " إلا أن يتكلم بعده من الفاعل؟ المريض المحتضر إذا تكلم بعد أن قال لا إله إلا الله فإنه يعيد تلقينه لكن برفق كالأول وقوله فيعيد هل نقرأها بالنصب أو بالرفع؟
السائل : بالنصب
الشيخ : هاه
السائل : بالنصب
الشيخ : بالرفع على الاستئناف لأنه لا تصلح العطف والاستئناف بالفاء كثير ومنه قوله تبارك وتعالى (( وإن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر )) فالفاء هنا للاستئناف والمعنى يفسد فيما لو قلنا فيعيدَ بالنصب عطفا على يتكلم يعني يكون المعنى إلا أن يتكلم فأن يعيد تلقينه وهذا ليس بمقصود، المقصود إلا أن يتكلم فإدا تكلم أعاد تلقينه أو يعيد تلقينه برفق.
السائل : بالنصب
الشيخ : هاه
السائل : بالنصب
الشيخ : بالرفع على الاستئناف لأنه لا تصلح العطف والاستئناف بالفاء كثير ومنه قوله تبارك وتعالى (( وإن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر )) فالفاء هنا للاستئناف والمعنى يفسد فيما لو قلنا فيعيدَ بالنصب عطفا على يتكلم يعني يكون المعنى إلا أن يتكلم فأن يعيد تلقينه وهذا ليس بمقصود، المقصود إلا أن يتكلم فإدا تكلم أعاد تلقينه أو يعيد تلقينه برفق.