قال المصنف :" فإذا مات سن تغميضه " حفظ
الشيخ : يقول " ويوجهه إلى القبلة فإذا مات سن تغميضه " إذا مات يعني إذا تحققنا موته وقد مر علينا أن الإنسان إذا مات شخص بصره انفتح يتبع روحه أين تذهب إذا مات فإنه سوف يشخص بصره فيسن تغميضه ولذلك دليلان أثري ونظري أما الأثري فهو ما كان من فعل النبي صلى الله عليه وسلم بأبي سلمة فإنه لما دخل على أبي سلمة ورأى بصره قد شخص قال ( إن الروح إذا قبض اتبعه البصر فسمعه من في البيت فضجوا ) يعني علموا أن الرجل قد مات فضجوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ) لأنهم من عادتهم في الجاهلية أنهم عند المصائب يدعون على أنفسهم بالشر فيقولون واثبوراه وانقطاع ظهراه وما أشبه ذلك من الكلمات المعروفة عندهم فقال النبي عليه الصلاة والسلام لأهل أبي سلمة لا تدعو على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون وإن دعاء تؤمن عليه الملائكة لحري بالإجابة لا سيما في هذه الحال التي يكون فيها الإنسان مصابا خاضعا خاشعا مفتقرا إلى ربه عارفا بأنه لا ينجيه من هذه المصيبة إلا الله فيكون حري بالإجابة ولهذا سخرت الملائكة لتؤمن على دعاءه ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام ( اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين وافسح له في قبره ونور له فيه واخلفه في عقبه ) دعوات عظيمة خير من الدنيا وما فيها دعا له بهذه الدعوات الخمس ( اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين وافسح له في قبره ونور له فيه واخلفه في عقبه ) الأخيرة منها علمت فإن الله تعالى خلفه في عقبه حيث سخر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتزوج أم سلمة وأن يكون أبناء أبي سلمة ربائب للنبي صلى الله عليه وسلم فخلفه الله في عقبه والذي علمناه علمناه وما لم نعلمه من المغفرة ورفع درجته في المهديين والفسح له في قبره وتنويره فإننا نرجو أن يكون كذلك إذا يسن تغميض عينيه هذا الدليل أثري أو نظري؟ دليل أثري، أما الدليل النظري فهو أولا لإبقاء نعم لدفع تشويه الميت لأنه إذا صار البصر شاخصا ففيه تشويه الذي ينظر إليه يجده مشوها ففي تغميضه إزالة لتشويه وجهه قال العلماء وفيه أيضا حجب عن الهوام أن تصل إلى حدقة العين نعم ولكن هذا قد يكون تعليلا بعيدا لأن الميت لن يبق حتى تتسلط عليه الهوام ولأنه سيأتي أنه يغطى فالذباب وشبهه لن يصل إليه لكن التعليل الذي ذكرنا هو الأولى وهو درء إيش؟ درء التشويه لأن الميت سوف يغسل سوف يكشف فإذا كشف وقد حصل له هذا يكون مشوها نعم ربما يتوجه ما قاله بعض العلماء في منع الهوام من الوصول إلى الحدقة فيما إذا دفن في القبر لأنه إذا بقي البصر منفتحا ثم برد الميت لا يمكن أن ينضم بعد هذا سيبقى منفتحا إلى أن يشاء الله إذا لدينا دليلان أثري ونظري وينبغي عند التغميض أن يدعو بما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سلمة فيقول اللهم اغفر لفلان وارفع درجته في المهديين وافسح له في قبره ونور له فيه واخلفه في عقبه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فيكون هنا سنة فعلية وسنة قولية، الفعلية هي تغميض العينين والقولية هو هذا الدعاء.