قال المصنف :" وإسراع تجهيزه إن مات غير فجأة " حفظ
الشيخ : قال وإسراع تجهيزه الثامن " وإسراع تجهيزه إن مات غير فجأة " لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم ) وهذا حديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم لكنه ظاهر فيما إذا كانت محمولة لأن قوله فشر تضعونه عن رقابكم ظاهر في أن المراد بذلك الإسراع بها حين تشييعها لكن نقول إذا كان الإسراع حين التشييع مطلوبا مع مافيه من المشقة على المشيعين فالإسراع في التجهيز من باب أولى أما حديث " لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله " فهو ضعيف لكن ما استدللنا به يغني عنه قال " إن مات غير فجأة " إن مات غير فجأة فإن مات فجأة فإنه لا يسن الإسراع بتجهيزه لاحتمال أن تكون غشية لا موتا والمسألة خطيرة لأنه لو كانت غشية ثم جهزناه ودفناه ولم تكن موتا صار في ذلك قتل للنفس فالواجب إذا مات فجأة أن ينتظر به وهذا الذي ذكره العلماء رحمهم الله قبل أن يتقدم الطب أما الآن فإنه يمكن أن يحكم عليه مئة بالمئة أنه مات بسرعة يعني يحكم عليه بسرعة أنه مات لأن لديهم وسائل قوية تدل على موت المريض لكن إذا لم يكن هناك وسائل فإن الواجب الانتظار فينتظر إن مات غير فجأة طيب إلى متى إلى متى ننتظر إذا مات فجأة إلى أن نتيقن موته يقول المؤلف في الشرح " يعلم موته بانخساف صدغيه وميل أنفه وانفصال كفيه واسترخاء رجليه " أربع علامات ذكر انخساف الصدغ الصدغ هذا هذا ينخسف لأن اللحى اللحيين تنطلق إذا انطلقت صار هذا منخسفا الثاني يقول " وميل أنفه " إذا مات يميل الأنف لأن الأنف مستقيم ما دامت الحياة في الإنسان ثم إذا مات ارتخى ولان ومال قال المؤلف " وانفصال كفيه " يعني عن ذراعه تنطلق الكف عن الذراع وتجدها مرتخية والرابع استرخاء الرجلين تنفصل الرجل عن الكعب فترتخي وتميل هذه أربع علامات يعلم بها الموت وهي علامات حسية بدون أدوات وبدون آلات لكن الآن لدى الأطباء آلات تدل على الموت دون هذه العلامات يذكر أن رجلا أصيب بغشية فلما أصيب بغشية جهزوه وحملوه إلى المقبرة فمروا برجل ذي خبرة فقال لهم ما هذا قالوا هذا جنازة نريد أن ندفنها قال لا هذا لم يمت نزلوه فنزلوه فأتى بسوط فجعل يضربه يضرب هذا الميت حتى تحرك حتى تحرك فقالوا ما الذي حملك على هذا ما الذي أعلمك أولا أنه ليس بميت قال إن الميت تسترخي رجليه لا تنتصب وهذا الذي أنتم حملتم رجلاه منتصبتان وأما ضربي إياه السوط فلأن الضرب يحمي الجسم وإذا حمي جسمه زالت عنه البرودة التي هي سبب الغشية ثم حملوه راجعا إلى بيته نعم فالمهم أن هذا شاهد على ما قال الفقهاء رحمهم الله أن من علامات الموت استرخاء الرجلين طيب إذا الثامن إسراع التجهيز بشرط إيش أن يموت غير فجأة فإن مات فجأة وجب الانتظار وبهذا التقرير نعلم خطأ ما يفعله بعض الناس مما حدث أخيرا أنهم يؤخرون الميت حتى يأتي أقاربه أحيانا يكون أقاربه خارج المملكة في أروربا أو غيرها فينتظرون به يوما أو يوما وليلة من أجل حضور الأقارب وهذه في الحقيقة جناية على الميت الميت إذا كان من أهل الخير فإنه يود أن يدفن سريعا لأنه يبشر بالجنة عند موته نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم يبشر بالجنة عند موته وإذا خرج به من بيته تقول نفسه قدموني قدموني تحثهم على أن يوصلها إلى القبر فإذا حبسناه عن ما أعد الله له من النعيم صار في هذا جناية عليه مع مخالفة السنة أصبحت الآن الجنازة وكأنها حفل عرس ينتظر به القادم حتى يحظر وهذا لا شك أنه خلاف السنة من وجه وجناية على الميت من وجه آخر أما إذا أخر مثلا لساعة أو ساعتين أو نحوهما من أجل كثرة الجمع فلا بأس في ذلك كما لو مات في أول النهار وأخرناه إلى الظهر ليحضر الناس أو إلى صلاة الجمعة إذا كان في صباح الجمعة ليكثر الناس عليه فهذا لا بأس به لأنه تأخير يسير لمصلحة مصلحة من؟ مصلحة الميت فلا بأس به فإن قال قائل كيف نجيب عن فعل الصحابة رضي الله عنهم حيث لم يدفنوا النبي صلى الله عليه وسلم إلا يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء مع أنه توفي يوم الإثنين؟ فالجواب عن ذلك أنه من أجل إقامة الخليفة بعده حتى لا يبقى الناس بلا خليفة فالإمام الأول محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي فلا نواريه بالتراب ونغيبه عن ظهر الأرض حتى نقيم خليفة بعده وهو مما يحثهم على إنجاز إقامة الخليفة وتعلمون أنهم من حين ما بويع أبو بكر رضي الله عنه شرعوا في تجهيز النبي صلى الله عليه وسلم ودفنه وعلى هذا فإذا مات الخليفة وكان لم يعين من يخلفه فلا حرج أن يؤخر دفنه حتى يقام خليفة بعده.