قال المصنف :" ويحرم أن يغسل مسلم كافرا أويدفنه بل يواريه لعدم من يواريه " حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف " ويحرم أن يغسل مسلم كافرا أو يدفنه بل يواريه لعدم من يواريه " قال يحرم أن يغسل مسلم كافرا ووجه التحريم أن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم (( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره )) فإذا نهي عن الصلاة على الكافر وهي أعظم ما يفعل بالميت وأنفع ما يكون للميت فما دونها من باب أولى ولأن الكافر نجس وتطهيره لا يرفع نجاسته لقوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس )) ولمفهوم قول النبي صلى الله عليه وسلم إن المؤمن لا ينجس فيحرم أن يغسله وكذلك يحرم أن يكفنه والعلة ما سبق أنه إذا نهي عن الصلاة وهي أعظم وأنفع ما يفعل في الميت فما دونها من باب أولى قال في الشرح " أو يتبع جنازته " أو يتبع جَنازته أو جِنازته يجوز الوجهان حسب ما سبق يعني لا يجوز للمسلم أن يتبع جنازة الكافر لأن تشييع الجنازة من إكرام الميت والكافر ليس أهلا للإكرام بل يهان الكافر قال الله تبارك وتعالى (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فأزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار )) ليغيظ بهم الكفار فدل هذا على أن غيظ الكفار مراد الله عز وجل قال تعالى (( ولا يطؤون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح )) وتشييع الكافر إكرام له وإكرام لذوييه ولهذا يحرم أن يتبع جنازته أو يدفنه نعم يحرم أن يدفنه لقوله تعالى (( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره )) والمراد يحرم أن يدفنه كدفن المسلم ولهذا قال بل يوارى لعدم من يواريه ومعنى يوارى يغطى بالتراب سواء حفرنا له حفرة ورمسناه بها رمسا أو ألقيناه على ظهر الأرض وردمنا عليه ترابا لكن الأول الأول أحسن أي أننا نحفر له حفرة ونرمسه فيها لأننا لو وضعناه على ظهر الأرض وردمناه بالتراب فلربما تحمله الرياح تحمل هذا التراب ثم تتبين جثته وقوله بل يوارى لعدم يشمل ما إذا وري بالتراب أو إذا وري بقعر بئر أو نحوها لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتلى بدر من المشركين أن يلقوا في بئر من آبار بدر كما هو مشهور في السيرة قال بل يواريه لعدم ما معنى لعدم أي لعدم من يواريه فإن وجد من يقوم بهذا من أقاربه فإنه لا يحل للمسلم أن يساعدهم في هذا بل يكل الأمر إليهم.