قال المؤلف :" وعلى الغاسل ستر ما رآه إن لم يكن حسنا " حفظ
الشيخ : ثم قال " وعلى الغاسل ستر ما رآه إن لم يكن حسنا " على الغاسل غاسل من؟ غاسل الميت ستر ما رآه من الميت إن لم يكن حسنا الميت ربما يرى منه ما ليس بحسن إما ليس بحسن من الناحية الجسدية وإما ليس بحسن من الناحية المعنوية قد يرى والعياذ بالله وجهه مظلما متغيرا كثيرا عن حياته فلا يجوز الإنسان أن يتحدث إلى الناس ويقول إني رأيت وجهه مظلما لأنه إذا قال ذلك ظن الناس به سوءا وقد يكون وجهه مسفرا حتى إن بعضهم يرى بعد موته متبسما هذا أيضا يستره أو لا؟ هذا لا يستره، أما السيء من الناحية الحسية فإن الميت قد يكون في جلده أشياء من التي تسوءه إذا اطلع الناس عليها كما قال الله تعالى في قصة موسى (( تخرج بيضاء من غير سوء )) يعني قد يكون فيه برص يكره أن الناس يطلعوا عليه فلا يجوز الإنسان أن يقول رأيت فيه برصا وقد يتغير لون الجلد ببقع سوداء والظاهر والله أعلم أنها دموية تكون أيضا لا يبرزها للناس يجب أن يسترها قال العلماء إلا أن يكون صاحب بدعة وداعية لبدعته ورآه على وجه مكروه فإنه ينبغي أن يبين ذلك ليش؟ حتى يحذر الناس من دعوته إلى البدعة لأن الناس إذا علموا أن خاتمته على هذه الحال فإنهم ينفرون من منهجه وطريقه وهذا القول لا شك قول جيد وحسن لما فيه من درء المفسدة التي تحصل في اتباع هذا المبتدع الداعية عندي في الشرح كلام حسن يقول " فيلزمه ستر الشر لا إظهار الخير " يعني ستر الشر واجب وإظهار الخير ليس بواجب ولكنه حسن ومطلوب لما فيه من إحسان الظن بالميت والترحم له ولاسيما إذا كان صاحب خير يقول " ونرجو للمحسن ونخاف على المسيء " يعني بالنسبة نظرنا للأموات أن نرجو للمحسن رحمة الله ونخاف على المسيء خوفنا على المسيء يستلزم أن ندعو الله له إذا لم تكن إساءته مخرجة للكفر فإذا مات الإنسان وهو معروف بالمعاصي التي لا توصل إلى الكفر فإننا نخاف عليه ولكننا نسأل الله له المغفرة والعفو لأنه محتاج إلى ذلك ولا نشهد إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم لا نشهد يعني بالجنة أو بالنار إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم والشهادة بالجنة أو بالنار على نوعين النوع الأول شهادة للجنس والنوع الثاني شهادة للعين يعني أن تشهد لشخص بعينه فأما الأول فنشهد بالجنة لكل مؤمن لأن الله هكذا قال ونشهد بالجنة لكل متق لأن الله قال (( أعدت للمتقين )) وهذا لا يخص شخصا بعينه لكن يعم الجنس وكذلك نشهد لكل كافر أنه في النار قال الله تعالى في النار (( أعدت للكافرين )) وأما الشهادة لمعين فلا نشهد إلا إذا شهد له النبي صلى الله عليه وسلم مثل العشرة المبشرين بالجنة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وستة مجموعون في بيت " سعيد وسعد وبن عوف وطلحة وعامر فهر والزبير الممدح " ستة وغيرهم أيضا ممن شهد لهم الرسول شهد النبي صلى الله عليه وسلم لغير هؤلاء مثل سعد بن معاذ ثابت بن قيس ين شماس عبدالله بن سلام وبلال وكثير من الصحابة نشهد لهم بالجنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم شهد لهم وألحق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من اتفقت الأمة أو جل الأمة على الثناء عليه مثل الأئمة الأربعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما مرت جنازة أثنوا عليها خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت يعني وجبت له الجنة ومرت الجنازة الأخرى فأثنوا عليها شرا فقال وجبت ثم قال لهم أنتم شهداء الله في أرضه وعلى هذا فنشهد لهؤلاء الأئمة الذين أجمعت الأمة أو جلها على الثناء عليهم بالجنة لكن ليست شهادتنا لهم بالجنة كشهادتنا لمن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم قال " ويحرم سوء الظن بمسلم ظاهره العدالة " انتبه يحرم سوء الظن بمسلم أما الكافر فلا يحرم سوء الظن فيه لأنه أهل لذلك ظاهره العدالة يعني وأما من عرف بالفسوق والفجور فلا حرج أن نسيء الظن به لأنه أهل لذلك ومع هذا لا ينبغي للإنسان أن يتتبع عورات الناس ويبحث عنها لأنه قد يكون متجسسا بهذا العمل قال " ويستحب ظن الخير للمسلم " يعني يستحب للإنسان أن يظن بالمسلمين خيرا وإذا وردت كلمة من إنسان تحتمل الخير والشر فاحملها على الخير ما وجدت لها محملا وإذا حصل فعل من إنسان يحتمل الخير والشر فاحمله على الخير ما وجدت له محملا لأن ذلك يزيل مافي قلبك من الحقد والعداوة والبغضاء ويريحك فإذا كان الله عز وجل لم يكلفك أن تبحث وتنقب فاحمد الله على العافية وأحسن الظن بإخوانك المسلمين حتى لو قالوا فيك كلمة أنت وجاءك الشيطان يقول إن هذا الرجل يريد كذا وكذا فالواجب أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأن تحملها على أحسن المحامل وإلا لو اتبعنا الشيطان في هذه الأمور لكنا نؤول كلمات كثيرة من الناس على أنها قدح ولكننا يجب أن نبعد الشيطان عنا في هذا الأمر وما دامت كلمة أخينا المسلم تحتمل الخير ولو من وجه بعيد نعم فليحملها على الخير وأما ما يذكر عن النبي عليه الصلاة والسلام احترسوا من الناس بسوء الظن فهذا كذب لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يصح بل روى أبو داود من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يحدثني أحد عن أحد شيئا فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر ) عليه الصلاة والسلام وهذا هو اللائق بالمسلم وأما والعياذ بالله بعض الناس من فتن وصار يتتبع عورات الناس ويبحث عنها وإذا رأى شيئا يحتمل الشر ولو من وجه بعيد طار به فرحا ونشره فليبشر بأن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جحر بيته.
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله قال المصنف رحمه الله تعالى " فصل يجب تكفينه في ماله مقدما على دين وغيره فإن لم يكن له مال فعلى من تلزمه نفقته إلا الزوج لا يلزمه كفن امرأته ويستحب تكفين رجل في ثلاث لفائف بيض تجمر ثم تبسط بعضها فوق بعض ويجعل الحنوط فيما بينها ثم يوضع عليها مستلقيا ويجعل منه في قطن بين أليتيه ويشد فوقها خرقة مشقوقة الطرف كالتبّان تجمع أليتيه ومثانته ويجعل الباقي على منافذ وجهه ومواضع سجوده وإن طيب كله فحسن "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم قال المؤلف رحمه الله تعالى " فصل في الكفن ".
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله قال المصنف رحمه الله تعالى " فصل يجب تكفينه في ماله مقدما على دين وغيره فإن لم يكن له مال فعلى من تلزمه نفقته إلا الزوج لا يلزمه كفن امرأته ويستحب تكفين رجل في ثلاث لفائف بيض تجمر ثم تبسط بعضها فوق بعض ويجعل الحنوط فيما بينها ثم يوضع عليها مستلقيا ويجعل منه في قطن بين أليتيه ويشد فوقها خرقة مشقوقة الطرف كالتبّان تجمع أليتيه ومثانته ويجعل الباقي على منافذ وجهه ومواضع سجوده وإن طيب كله فحسن "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم قال المؤلف رحمه الله تعالى " فصل في الكفن ".