قال المؤلف :" ويدعو في الثالثة فيقول: اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا إنك تعلم منقلبنا ومثوانا ... " حفظ
الشيخ : " ويدعو في الثالثة " يعني في التكبيرة الثالثة يدعو يدعو بالدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم إن كان يعرفه فإن لم يكن يعرفه فبأي دعاء دعا جاز إلا أنه يخلص الدعاء للميت أي يخصه بالدعاء ومنه " اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا " اللهم اغفر أي يا الله اغفر والمغفرة ستر الذنب مع التجاوز عنه ليس ستر الذنب فقط بل لابد من ستر وتجاوز وهي مأخوذة من المغفر الذي يغطى به الرأس عند القتال لأنه يتضمن سترا ووقاية وقوله لحينا وميتنا أي لحينا نحن المسلمين وميتنا كذلك نحن المسلمين وهذا عام أليس كذلك؟ لأنه مفرد مضاف والمفرد المضاف يعم يشمل الذكر والأنثى والصغير والكبير والحر والعبد والشاهد والغائب وإنما قلت ذلك لتعتبروا فيما يأتي وشاهدنا وغائبنا هذا أيضا عموم عموم داخل في العموم الأول والعموم الأول داخل فيه أيضا لأن شاهدنا وغائبنا يشمل الذكر والأنثى والصغير والكبير والحر والعبد والحي والميت وصغيرنا وكبيرنا مثلها وذكرنا وأنثانا مثل ما سبق كله عام فإذا قال قائل لماذا؟ قلنا لأن مقام الدعاء ينبغي فيه البسط السنة في الدعاء أن تبسط وتطول لسببين السبب الأول أن إطالة الدعاء تدل على محبة الداعي لأن الإنسان كلما أحب شيئا أحب طول مناجاته أليس كذلك؟ فأنت متصل بالله في الدعاء فتطويلك الدعاء وبسطك في الدعاء دليل على محبتك لمناجاة الله عز وجل ثانيا أن التطويل يظهر فيه من التفصيل ما يدل على شدة افتقار الإنسان إلى ربه في كل حال، الثالث أن ذلك أحضر للقلب واعتبر هذا بقول القائل اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله سره وعلانيته وأوله وآخره اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي هذا فيه تفصيل وإلا لا تفصيل وعمومات لكن فائدته ما أشرت إليه من قبل " وغائبنا وذكرنا وأنثانا إنك تعلم منقلبنا ومثوانا " إنك تعلم الجملة تعليل لما سبق يعني لأننا دعوناك بهذا الدعاء لأننا نعلم أنك تعلم منقلبنا أي ما ننقلب إليه ومثوانا أي ما نصير إليه لأن المثوى والمصير معناهما واحد اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان نعم " وأنت على كل شيء قدير " تتمة الدعاء ولكنها من زيادات بعض الفقهاء لأنها لم ترد في الحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم ومعناها إنك على شيء قدير وأنت على كل شيء قدير أن الله قادر على كل شيء، قادر على أن يوجد المعدوم وأن يعدم الموجود وأن يغير الحال من حال من أحسن إلى حسن أو من حسن إلى أردأ أو من أردأ إلى حسن أو من حسن إلى أحسن المهم أنه على كل شيء قدير وهذه جملة عامة لا يستثنى منها شيء وقول صاحب التفسير الجلالين في قوله تعالى في سورة المائدة (( لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير )) يقول خص العقل ذاته فليس عليها بقادر هذا القول منكر هذا القول منكر وذلك لأن قوله خص العقل ذاته أين العقل الذي خص ذاته بأنه ليس قادرا عليها أليس الله يفعل ما يريد؟ بلى يفعل ما يريد والفاعل لما يريد يفعله بنفسه فهو قادر على أن يفعل ما شاء وأن يدع ما شاء نعم الشيء الذي لا يليق بجلاله عز وجل لا يمكن أن يكون متعلق القدرة لأن أصل القدرة لا تتعلق به كما لو قال قائل هل يقدر الله على أن يخلق مثله نقول هذا مستحيل لأن المثلية ممتنعة لو لم يكن من انتفاء المماثلة إلا أن الثانية مخلوق والأول خالق.