تتمة شرح قول المؤلف :" وعلى غائب بالنية إلى شهر " حفظ
الشيخ : " إلى شهر " يصلي على الغائب وعلى القبر إلى شهر وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر إلى شهر يعني إلى نهاية الشهر هذا هو الدليل ولكن كون الرسول عليه الصلاة والسلام صلى على قبر له شهر لا يدل على التحديد لأن هذا فعل اتفاقا ليس مقصودا فلا ندري لو كان له أكثر هل يصلي أو لا ولو كان له دون هل يصلي أو لا وما فعل اتفاقا فليس بدليل اتفاقا لأنه لم يقصد ولهذا نقول الصحيح أنه يصلي على الغائب ولو بعد الشهر ويصلي أيضا على القبر ولو بعد الشهر إلا أن بعض العلماء قيده بقيد حسن قال بشرط أن يكون هذا المدفون قد مات في زمن يكون فيه المصلي أهلا للصلاة، معلوم هاه إلا أن يكون الميت قد مات في زمن بلغ فيه المصلي أن يكون من أهل الصلاة مثال ذلك رجل مات له عشرون سنة فخرج إنسان يصلي عليه وله ثلاثون سنة يصح أو لا؟ يصح على هذا القول يصح لأنه مات هذا الميت ولهذا عشر سنوات من أهل الصلاة على الميت طيب مات رجل له ثلاثون سنة وخرج شخص له عشرون سنة ليصلي عليه لا يصح لأن هذا كان معدوما حين مات الرجل فليس من أهل الصلاة عليه ومن ثم لا يشرع لنا نحن أن نصلي على قبر النبي صلى الله عليه وسلم لا يشرع لنا وما علمنا أن أحدا من الناس قال إنه يشرع أن يصلي الإنسان على قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو على قبور الصحابة ولكن يقف ويدعو هذا شيء آخر وقول المؤلف " وعلى غائب " أطلق فيشمل كل غائب أي واحد يموت وتحب أن تصلي عليه فصلّ رجل كان أو امرأة شريفا أو وضيعا قريبا أو بعيدا تصلي على كل غائب وهذه المسألة اختلف فيها العلماء على أقوال ثلاثة القول الأول أنه يصلّى على كل ميت غائب ولو صلى عليه آلاف الناس وبناء على هذا القول اتخذ بعض العلماء عملا لا يشك أحد أنه بدعة فقال إذا أردت أن تنام فصلّ صلاة الجنازة على كل من مات في اليوم والليلة كل ما أردت تنام، صلّ صلاة الغائب على من كل من مات من المسلمين انو الصلاة عليهم تؤجر أجرا كثيرا كم مات مثلا في هذه اليوم والليلة قد يكون آلاف ماتوا فيكون لك أجر آلاف الصلوات ولكن هذا القول لاشك أنه بدعة لأن أعلم الناس بالشرع وأرحم الناس بالخلق وأحب الناس أن ينفع الناس من الرسول عليه الصلاة والسلام هل كان كل ليلة يصلي على الناس؟ ولا خلفاؤه الراشدون ولا علم عن أحد من الصحابة فهو بدعة وقال بعض العلماء يصلى على الغائب إذا كان فيه غناء للمسلمين يعني منفعة كعالم نفع الناس بعلمه وتاجر نفع الناس بماله ومجاهد نفع الناس بجهاده وما أشبه ذلك، يصلى عليه شكرا له وردا لجميله وتشجيعا لغيره أن يفعل مثل فعله وهذا قول وسط اختاره كثير من علمائنا المعاصرين وغير المعاصرين والقول الثالث لا يصلى على غائب إلا من لم يصل عليه حتى وإن كان كبيرا في علمه أو ماله أو جاهه أو غير ذلك فإنه لا يصلى عليه وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله واستدل لذلك بأن الصلاة على الجنازة عبادة والعبادة لا تشرع إلا من الكتاب والسنة ولم يحفظ عن النبي أنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى لغائب إلا على النجاشي لأنه مات بين أمة مشركة لا يعلمون عن الصلاة أولا ليسوا من أهل الصلاة والمؤمن منهم من كان أحد منهم آمن لا يعرف عن كيفية الصلاة شيئا فأخبر به النبي عليه الصلاة والسلام في اليوم الذي مات فيه وهو في الحبشة والرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة وأخبر الناس بذلك وقال إنه مات رجل صالح وفي بعض الروايات أخوكم ثم أمرهم أن يخرجوا إلى المصلى، المصلى إما مصلّى الجنائز لأنه في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام للجنائز مصلّى خاص وإما مصلى العيد والحديث محتمل للقولين وبكل من القولين قال بعض العلماء فمن قال إن المراد مصلى العيد قال إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك إظهارا لشرف هذا الرجل وردا لجميله لأنه آوى الصحابة الذين هاجروا إليه وقال إن كونه يصلى عليه في مسجد العيد أظهر وقال بعض العلماء المراد المصلى مصلى الجنائز لأنه " أل " للعهد وهذه صلاة جنازة فتحمل على المعهود في صلاة الجنازة وهو مصلى الجنائز المهم أنه لم يحفظ عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه صلى على جنازة غائبة ولا عن الصحابة ولا شك أنه يموت العظماء وذوو الغناء في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وفي عهد الخلفاء الراشدين وهذا القول أقرب إلى الصواب هذا القول أقرب للصواب أنه من صلي عليه فلا يصلى عليه صلاة غائب وطيب صلاة الغائب إلى شهر يقول المؤلف " إلى شهر " وبعد الشهر لا يصلى عليه وهذا ما لم يكن لم يصلّ عليه فإن كان لم يصلّ عليه صلينا عليه ولو بعد سنين وهذه المسألة الأخيرة ترد كثيرا في البادية في زمن الجهل يموت عندهم الرجل ويدفنونه بدون تغسيل ولا تكفين ولا صلاة ثم يجون يسألون الآن مات لنا ميت سنة الكسوف تعرفون سنة الكسوف هو سنة أظن ثلاثة وسبعين ألف وثلاثمئة وثلاث سبعين كسفت الشمس كسوفا كليا حتى صرنا نرى النجوم في الظهر وصار الناس يحملون السرج ولهذا هي مؤرخة عند البادية بسنة الكسوف كعام الفيل في قريش المهم على كل حال أن الذي لم يصلّ عليه يصلى عليه متى علمنا أنه لم يصلّ عليه وإن طالت المدة.