تتمة شرح قول المؤلف :" يسن التربيع في حمله ويباح بين العمودين " حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين قال المؤلف رحمه الله " فصل يسن التربيع في حمل الميت " وقد سبق معنى التربيع وهو أن يأخذ بقائمة السرير اليسرى يجعلها على كتفه الأيمن قليلا ثم يرجع إلى الخلفية يجعلها على الكتف الأيمن أيضا ثم يتقدم إلى مقدم السرير ليجعل الجانب الأيمن منه على كتفه الأيسر ثم يرجع إلى المؤخرة هذا هو التربيع وهو سنة عند الحنابلة رحمهم الله ولكنه لو خالف فإنه لا بأس به ولو كان زحام فإنه لا ينبغي أن يتكلف التربيع لما يكون فيه من الأذية له ولغيره قال المؤلف " ويباح بين العمودين " يعني يباح أن يحمل الميت بين العمودين يكون في الوسط ويكون أحد العمودين على كتفه الأيمن والثاني على كتفه الأيسر ولكن هذا إذا كان النعش صغيرا أما إذا كان واسعا كما هو المعروف عندنا فإنه لا يمكن أن يجعل طرف النعش على الكتف الأيمن والطرف الثاني على الكتف الأيسر لأنه أي النعش واسع لكن إذا كان قويا يمكن أن يجعل طرف النعش على يد والطرف الآخر على يد يقول هكذا إذا كان قويا لكن فيه مشقة على كل حال هذه الصفات ليست واجبة فليفعل الإنسان ما تيسر إن تيسر أن يربع في الحمل فهو أحسن أو يحمل بين العمودين وإن لم يتيسر كما هو الغالب في الجنائز الذي يتبعها أناس كثيرون فليفعل ما تيسر قال " ويباح بين العمودين ويسن الإسراع بها " نعم لم يذكر المؤلف رحمه الله كيف يغطى الميت على النعش والجواب أن الرجل لا حرج أن يبقى على أكفانه وإن ستر بثوب يوضع عليه فلا بأس كما هو المعروف الآن يستر الرجل عندنا هنا في نجد يستر بعباءة أما المرأة فالأولى أن تستر بمكبة المكبة هو سماها بعض الفقهاء خيمة يعني شيء مثل القبة يجعل على النعش لأن هذا أستر لها وقد ذكر البيهقي رحمه الله أن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أوصت بذلك وهو مشهور عن زينب أم المؤمنين رضي الله عنها ولهذا استحبه الفقهاء رحمهم الله أن يجعل على نعش المرأة مكبة لأنه أستر لها وهذا مستعمل في الحجاز لكنه في نجد لا يعرف ولو فعله أحد لكان محسنا ولا ينكر عليه لأنه أحيانا تقدم بعض الجنائز من النساء يشاهد الإنسان ثديي المرأة ويشاهد يعني أشياء لا يحب أن يشاهدها فإذا جعلت عليها المكبة فإنها تسترها بلا شك وتكون أستر قال في الشرح عندي " فإن كانت امرأة استحب تغطية نعشها بمكبة لأنه أستر لها ويروى أن فاطمة صنع لها ذلك بأمرها ويجعل فوق المكبة ثوب وكذا إن كان بالميت حدب ونحوه " لو كان الميت فيه حدب وهو كثير ما يقع قد يموت الإنسان وليس حوله أحد ثم مع شدة الموت يقرفص فيضم فخذيه إلى بطنه ثم يموت ويبرد فيبقى على هذا الوضع وهذا لا شك أنه تشويه ومثلى فإذا حصل مثل هذا فإن الذي ينبغي أن يوضع على النعش مكبة أو مكبة من أجل أن يستر هذا التشويه وهذه المثلى.