قال المؤلف :" ويسن الإسراع بها وكون المشاة أمامها والركبان خلفها ويكره جلوس تابعها حتى توضع " حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف " ويسن الإسراع بها " الإسراع بالجنازة سنة لأمر النبي صلى الله عليه وآله بذلك في قوله ( أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم ) ولكن الإسراع ليس ذاك الإسراع المتعب الذي يشق على المشيّعين وربما يحصل مع الرج يحصل من الميت أن يخرج منه شيء ولهذا قال الإسراع دون الخبب يعني الخبب المشي بسرعة قال الفقهاء مفسرين لهذا الإسراع بحيث لا يمشي مشيته المعتادة بل يسرع فالمشيّعون للجنازة ينقسمون إلى ثلاثة أقسام قسم يمشون على عادتهم بل ربما يمشون أقل من العادة وقسم آخر يسعون بها سعيا شديدا يتعب المشيّعين وربما يحدث من الميت ما لا ينبغي، القسم الثالث بين هذا وهذا وهذا هو المشروع هذا هو المشروع أن يكون إسراعا بدون خبب قال " وكون المشاة أمامها والركبان خلفها " يعني ينبغي إذا كان المشيعون مختلفين ما بين راكب وماشي أن يكون المشاة أمامها والركبان خلفها هكذا جاءت السنة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكن مع ذلك جاءت السنة أيضا بالتخيير في الماشي بين أن يكون أمامها أو عن يمينها أو عن شمالها وكذلك خلفها حسب ما يتيسر، ومثل ذلك أيضا السيارات فإن الأولى أن تكون أمامها أمام الجنازة لأنهم إذا كانوا خلف الناس أزعجوهم فإذا كانوا أمامها لم يحصل إزعاج منهم وصار أصحاب السيارات أحرارا في الإسراع إلى المقبرة وسلم الناس منهم ومعلوم أن الناس إذا كانت السيارات خلفهم فإنها سوف تحثهم أكثر على السير كما هو مشاهد فالذي نرى أن الركبان السيارات يكونون أمامها لأن ذلك أكثر طمأنينة بالنسبة للمشيّعين وأسهل لأهل السيارات أيضا لأن صاحب السيارة إذا هدأها مرة يتعب فإذا انطلق بسرعة ما صار هذا أيسر له قال " ويكره جلوس تابعها حتى توضع " يعني أن المشيع لا يجلس حتى توضع الجنازة لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن ذلك عن الجلوس حتى توضع ولأنه مشيع تابع فإذا كانت الجنازة محمولة فلا ينبغي أن يجلس حتى توضع في الأرض للدفن.