قال المؤلف :" ويرفع القبر عن الأرض قدر شبر مسنما " حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف " ويرفع القبر عن الأرض قدر شبر مسنما " يعني السنة أن يرفع القبر عن الأرض وهو كما أنه سنة فإن الواقع يقتضيه لأن تراب القبر سوف يعاد إلى القبر ومعلوم أن الأرض قبل حرثها أشد انضماما مما إذا حرثت فلابد أن يربو التراب هذا من وجه ومن وجه آخر أن مكان الميت مكان الميت كان بالأول ترابا والآن صار فضاء فهذا التراب الذي كان في مكان الميت بالأول سوف يكون فوق فالسنة أن يرفع القبر قدر شبر وهذا أيضا هو الواقع وقول المؤلف " قدر شبر " الشبر ما هو؟ نعم الشبر يقولون ما بين رأس الخنصر والإبهام عند فتح الكف يعني هكذا ما بين هذا إلى هذا شبر ومعلوم أن المسألة تقريبية لأن الناس يختلفون في كبر اليد فالإنسان الذي يده كبيرة وأصابعه طويلة سيكون شبره طويلا والعكس بالعكس والمسألة تقريبية والغالب أن التراب الذي يعاد إلى القبر الغالب أنه يرتفع بهذا المقدار قد يزيد قليلا وقد ينقص قليلا واستنثى العلماء من هذه المسألة ما إذا مات الإنسان في دار حرب أي في دار كفار محاربين فإنه لا ينبغي أن يرفع قبره بل يسوى بالأرض خوفا عليه من من الأعداء أن ينبشوه ويمثلوا به أو ما أشبه ذلك وقوله مسنما يعني مجعولا كالسنام بحيث يكون وسطه بارزا على أطرافه وضد المسنم المسطح الذي يجعل أعلاه كالسطح فالسنة أن يكون مسنما لأن هذا هو صفة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه.