قال المؤلف :" ويسن أن يصنع لأهل الميت طعام يبعث به إليهم ويكره لهم فعله للناس " حفظ
الشيخ : قال " ويسن أن يصلح لأهل الميت طعام يبعث به إليهم " يسن أن يصلح لأهل الميت طعام يبعث به إليهم لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين جاء نعي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ( اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم ) وظاهر كلام المؤلف أن صنع الطعام لأهل الميت سنة مطلقا ولكن السنة تدل على أنه ليس بسنة مطلقا وإنما هو سنة لمن انشغلوا عن إصلاح الطعام بما أصابهم من المصيبة لقوله ( فقد أتاهم ما يشغلهم ) وأنتم تعرفون الإنسان إذا أصيب بصيبة أصابته تماما انغلق ذهنه وفكره ولم يصلح شيئا فلهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( فقد أتاهم ما يشغلهم ) طيب فظاهر السنة أو ظاهر التعليل أنه إذا لم يأتهم ما يشغلهم فلا يسن أن يصلح لهم والآن ولله الحمد الأطعمة متوفرة والذي لا يستطيع إصلاحه في بيته يأتي به من المطاعم فالمسألة متيسرة جدا ومع ذلك غال الناس في هذه المسألة غلوا عظيما لاسيما في أطراف البلاد حتى إنهم إذا مات الميت يرسلون الهدايا من الخرفان الكثيرة لأهل الميت ثم إن أهل الميت يذبحونها للناس ويدعون الناس إليها فتجد البيت الذي أصيب أهله كأنه بيت عرس هذا يدخل ويأكل وهذا يخرج وفي الليل يضيؤون اللّمبات الكثيرة ويضعون الكراسي المتعددة وتجد الناس كأنهم في محفل عرس وأنا شاهدت هذا بنفسي وهذا لا شك أنه من البدع المنكرة، هل نحن مأمورون عند المصائب أن نأتي بالمسليات الحسية التي تختم على القلب حتى ننسى المصيبة نسيان البهائم؟ لا، نحن مأمورون بأن نتسلى بما أرشدنا الله إليه إنا لله وإنا إليه راجعون، لا بأن يأتي الناس من يمين وشمال ليجتمعوا إلينا ويؤنسونا تأنيسا ظاهريا إذا لم تكن المصيبة إذا لم تكن منسية بما أمر الله به ورسوله فإنها لا خير فيها يكون هذا النسيان سلوّا كسلو البهائم وقد قال الصحابة رضي الله عنهم كنا نعد صنع الطعام والاجتماع إلى أهل الميت بدعة.