قال المؤلف :" وتسن تعزية المصاب بالميت " حفظ
الشيخ : يقول " وتسن تعزية المصاب بالميت " تسن عرفتم معنى السنة والتي هي التي يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها والتعزية هي التقوية يعني تقوية المصاب على تحمل المصيبة وذلك بأن نورد له من الأدعية والنصوص الواردة في فضيلة الصبر ما يجعله يتسلى وينسى المصيبة هذا هو المقصود بالتعزية لا المقصود بالتعزية أن نأتي إليه لنثير أحزانه كما يفعل بعض الناس يجي يعزيه مثلا بابنه الميت يقول والله هذا الولد شاب صالح ملتزم نعم الحقيقة إنه حسافة على الموت وما أشبه ذلك من الكلام صحيح هذا موجود وتلقى له أخ منحرف ربما يقول بعض الناس ليته هو صحيح أنا أقول شيء أسمع عنه هل هذه تعزية ذي ماهي تعزية هذه تزيد الإنسان ولما خرجوا لعقيل بن علي بن عقيل أحد الفقهاء الحنابلة وكان هذا الولد طالب علم جيدا خرجوا به وخرج الناس يعني احتفاء به وقضاء لحقه ولحق أبيه قام رجل بأعلى صوته يقول (( يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين )) شف كيف فزجره ابن عقيل رحمه الله وقال يا هذا القرآن نزل لتسكين الأحزان القرآن نزل لتسكين الأحزان لا لتهييج الأحزان وكلامك هذا يهيج الأحزان فنهاه فالتعزية ليست لأجل أن تهيج أحزانه وتندمه على ما حصل التعزية أن تقويه على الصبر والتحمل وما لفظها أحسن لفظ للتعزية ما اختاره النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسلت إليه إحدى بناته تقول إن عندها طفلا يعني محتضرا فجاء الرسول إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال له يعني يحضر فقال له ( مرها فلتصبر ولتحتسب فإن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى ) أو قال إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عند بأجل مسمى فمرها فلتصبر ولتحتسب شوف الكلام هذا اللي يجعل الإنسان يطمئن إن لله ما أخذ وله ما أعطى، صح لله ملك السماوات والأرض ولدك الذي أصبت به ليس لك بل هو لله حبيبك الذي أصبت به ليس لك بل هو لله أبوك الذي أصبت به ليس لك بل هو لله وهكذا إن لله ما أخذ وله ما أعطى ثم مع ذلك ليست المسألة فوضى كل شيء عنده بأجل مسمى معين إذا أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون والمكتوب لابد أن يقع أبدا لا يمكن أن يتغير عما كان عليه إطلاقا يعني لا تندم تقول والله ليتني ما فعلت ليتني ما تركته بلا معالجة ليتني عالجته وما أشبه ذلك لأن هذا شيء مكتوب على ما وقع فقال كل شيء عنده بأجل مسلمى مرها فلتصبر على هذه المصيبة والصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسل الصبر شديد لكن عواقبه حميدة ولتحتسب ما معنى تحتسب؟ يعني تحتسب الأجر على الله عز وجل لأن الله قال (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )) هذا هو العزاء أما ما يفعله بعض الناس نسأل الله السلامة هذا الذي فيه هذا اللي يجيب الخضار هذا اللي يجيب الطعام هذا اللي يجيب كذا هذا اللي يجيب كذا الله يخلف علينا من لنا غيره وهكذا هذا اللي يخلي ما يبكي يبكي ويزداد حزن ولهذا يقول المؤلف وتعزية المصاب ثم إن المؤلف قال تعزية المصاب ولم يقل تعزية القريب، لماذا؟ من أجل الطرد والعكس كل مصاب ولو بعيدا فإنه يعزى وكل من لم يصب ولو قريبا فإنه لا يعزى العبارة طرد وعكس من أصيب فعزه ومن لم يصب فلا تعزه فإذا قدرنا أن هناك ولدا شريرا قد آذى أباه وآذى أهله ثم مات وإذا وجه أبيه تبرق أساريره يقول الحمدلله الذي أراحنا منه الناس يعزونه الآن لأنه أبوه فيجعلون العلة في التعزية هي القرابة وهذا خطأ نعم أو شخص آخر ابن عم من بعيد مات ابن عمه الذي عنده ملايين من الدراهم وهو فقير يأتي إليه كل يوم إلى هذا الذي مات يقول أنا والله فقير أنا ما عندي لا عشاء عيالي ولا عندي كذا ولا يقول روح وراك نعرف اللي نعطي فإذا مات ابن عمه ماذا تكون حاله نعم في ظني والعلم عند الله إنه سيفرح لأنه أتعبه في حياته والآن يبي يكون كل ماله ماله ولا صاحب فرضه ماله زوج ولا له أم ولا أب ولا شيء من يبي يرثه ابن العم فيفرح هل ننعزي هذا ولا نهنئه طيب إذا العلة ماهي المصيبة ولهذا قال العلماء إذا أصيب الإنسان ثم نسي مصيبته لطول الزمن مثلا فإننا لا نعزيه لأننا إذا عزيناه بعد طول الزمن فهذا يعني أننا جددنا له المصيبة والحزن إيه نعم.