تتمة شرح قول المصنف : " أدى زكاته إذا قبضه لما مضى ". حفظ
الشيخ : ... وأما الضائع والضال والمدفون المنسي وما أشبهه فلا زكاة فيه لأنه لا يؤمل حصوله لا سيما إذا طال زمان الضياع ولكن الصحيح المدار على ما قلنا على أن ما كان على غني باذل فهو في حكم الموجود في صندوقك فعليك إيش؟ زكاته لكنك بالخيار إن شئت أدّيت زكاته مع مالك وإن شئت أخّرت زكاته حتى تقبضه، والثاني رخصة والأول فضيلة وأسرع في إبراء الذمة وأما ما كان على مماطل أو مليء لا يمكن الحصول على ما عنده فلا زكاة فيه لأنك عاجز عنه وفي رفع الزكاة عنه فائدة وهي إنظار المعسر إذ أن النفس لا تقبل أن يُقال إن عليك زكاة هذا المال عند المعسر ويجب عليك إنظاره، قد قول أنا ليش أنظره مادام علي زكاته، أزكي كل سنة مالا ليس في حوزتي ولا في قبضتي ولا في إمكاني أن أطالب به لوجوب إنظار المعسر فإذا أسقطنا عنه الزكاة كان في ذلك تسهيل عليه وكان فيه أيضا تسهيل على من؟
الحضور : المعسر.
الشيخ : على المعسر المدين، ففيه مصلحتان لكن الأحوط والأولى أن نُلزمه بإخراج الزكاة سنة قبضه أوّلا لأنه قد يكون مضى عليه قبل الدين مضى عليه أشهر من السّنة وثانيا أن هذا يُشبه الثمار التي يجب إخراج زكاتها عند الحصول عليها ومثل ذلك المال المدفون المنسي لو أن شخصا دفَن ماله خوفا من السرّاق ولم يجعل علامة ثم نسِي وكان قد ضرب عليه البَلاط في البيت ونسي، ماذا نقول له إذا كنت تريد أن تعثر عليه احفر البلاط كله فقال لا يمكنني هذا، نقول إذا عثرت عليه فأدّ الزكاة على القول الراجح سنة وجودك أو عثورك عليه فقط.
بعض الناس يتحيّل على إخفاء المال بالدفن وبعض الناس يتحيّل على إخفاء المال بالبناء عليه بالجدار، يجعله في كرتون أو شبهه ويجعله موضع لبنة وسمعت أن بعض الناس يتحيّل نخبركم بهذا؟ يتحيّل على إخفاء المال بأن يضعه في خزانات الماء، يمكن وإلا لا؟ يمكن، إذا كان في صندوق مغلق تماما، الماء لا يؤثر عليه، نعم، على كل للناس طرق في إخفاء الأموال فإذا أخفاه ونسي هذا حكمه أنه مدّة نسيانه لا زكاة عليه فيه لأنه مال معجوز عن التصرف فيه.