شرح قول صاحب الروض المربع : " ويباح لهما تحل بجوهر ونحوه وكره تختمهما بحديد وصفر ونحاس ورصاص ". حفظ
الشيخ : في جملة في الشرح يعني ينبغي أن لا نتعدّاها يقول " ويُباح لهما -أي الذّكر والأنثى- تحل بجوهر ونحوهما مثل الماس، نعم، وكُرِه تختّمهما بحديد وصُفْر ونحاس ورصاص " .
أما الأول الإباحة فواضح دليلها عموم قوله تعالى (( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا )) واللام في قوله خلق لكم اللام للتعليل وإذا كان مخلوقا من أجلنا فلا بد أن يكون مباحا لنا، أفهمتم؟ أفهمتم الأن أن اللام للتعليل؟ أو للإباحة؟ للتعليل، لأن التّعليل يُستفاد منه الإباحة ويُستفاد منه زيادة وهي رحمة الله بالخلق وأنه خلَق لنا، من أجلنا ما في الأرض من المنافع، فالتّعليل في الأية أولى بلا شكّ من القول بأنها للإباحة لكن قوله تعالى (( فإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم )) هذه اللام للإباحة لا شكّ يعني فيُباح لكم رؤوس أموالكم في الرّبا.
أما قوله " كُرِه تختّمهما بحديد " فهذا موضع خلاف بين أهل العلم فمنهم من قال إنه حلال لقول النبي صلى الله عليه وأله وسلم ( التمس ولو خاتما من حديد ) والحديث في الصّحيحين ومنهم من قال إنه مكروه لأن رجلا جاء إلى النّبي صلى الله عليه وأله وسلم وعليه خاتم من ... فقال ( أما إني أجد منك ريح الأصنام فطَرَحه، ثم جاءه وعليه خاتم من حديد فقال مالي أرى عليك حِلْية أهل النار؟ فطرحه ) قال الخطابي أي زِيّ الكفّار وهم أهل النار.
فهذه المسألة مسألة خلاف بعضهم قال إن هذا الحديث ضعيف وشاذ لأنه مخالف لما هو أوثق منه ما هو الأوثق؟ ما في الصّحيحين ( التمس ولو خاتما من حديد ) وهذا في سنده نظر وفي متنه نظر، ومن المعلوم أن الحديث لا يكون حجّة إلا إذا سلِم من الشّذوذ والعلة ثم إنّنا ينبغي أن نقول إذا صحّحنا الحديث وجعلناه حجّة فإنه يحْرم لباس الحديد لأن التّحلي بحلية أهل النار لا يجوز لكن لهم أن يُجيبوا عن هذا فيقولوا إننا لا نجزم بالتّحريم لعدَم جزمنا بثبوت الحديث لكن قلنا بالكراهة من باب الإحتياط، فقد ذهب إلى هذا بعض الفقهاء والمحدّثين وقالوا إن الحديث إذا لم يكن مردودا فإنه يُولِّد شبهة -يرحمك الله- وإذا ولّد شبهة كان في منزلة بين منزلتين إن كان أمرا فهو في منزلة بين المنزلتين بين الإيجاب وبين براءة الذّمة فيكون الأمر للإستحباب وإن كان نهْيا فهو في منزلة بين منزلتين هما التّحريم وإيش؟ والإباحة فيكون مكروها.
على كل حال هذه قاعدة قد تؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلّم ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) ، طيب.