شرح قول المصنف : " ويستحب عن الجنين ولا تجب لناشز ". حفظ
الشيخ : " ويستحب عن الجنين " "يستحب" يعني يستحب الإخراج عن الجنين والجنين هو الحمل في البطن سُمّي بذلك لاجتنانه وأصل هذه المادة الجيم والنون أصلها من الخفاء وعدم الظهور ومنه الجن لأنهم مستترون ومنه الجنّة للبستان كثير الأشجار لأنه يستر من فيه ومنه الجُنّة التي يستتر بها عند الحرب والقتال فجَنة وجِنة وجُنة مثلث جيم ولكل واحد معنى والمثلثات في اللغة العربية كثيرة وما أيسر وأسهل مثلثة تسمى مثلثة قطرب هذه مثلثة سهلة الحفظ وسلِسة لو أن الواحد منكم يحفظها لكان جيدا، طيب، الجنين من؟ الحمل في البطن وظاهر كلام المؤلف أنه يستحب الإخراج عن الجنين سواءٌ نفخت فيه الروح أم لم تُنفخ لعموم قوله عن الجنين ولكنه قبل نفخ الروح فيه فيه نظر لأنه ليس إنسانا، قال الله تعالى (( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ )) هو الأن ميّت جثة فالذي يظهر لي أننا إذا قلنا باستحباب إخراجها عن الجنين فإنما تُخرج عمن نُفِخت فيه الروح ولا تُنفخ الروح قبل تمام أربعة أشهر لحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق، الصادق فيما أخبر به، المصدوق فيما أخبِر به، صادق مصدوق عليه الصلاة والسلام قال ( إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يُرسل إليه الملك، فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد ) ولهذا قال العلماء السِقْط قبل أربعة أشهر لا يُغسّل ولا يُكفّن ولا يُصلى عليه وبعدها بالعكس يُغسّل ويُكفّن ويُصلى عليه ويُدفن مع لمسلمين.
وقوله يستحب عن الجنين استدلوا بأثر رُوِيَ عن عثمان رضي الله عنه أنه أخرج عن الجنين وإلا فليس فيه سنّة ولكن يجب أن نعلم أن عثمان رضي الله عنه أحد الخلفاء الراشدين الذين أمِرْنا باتباع سنّتهم فإذا لم ترد عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم سنّة تدفع ما سنّه الخلفاء فسنّتهم شرع وبهذا نعرف أن الأذان الأول يوم الجمعة سنّة بإثبات النبي صلى الله عليه وسلم له لقوله ( عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين ) وأما من أنكره من المحدثين وقال إنه بدعة وضلّل عثمان به فهو الضال لأن عثمان رضي الله عنه سنّه لسبب لم يوجد في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام لو أنه وُجِد في عهد الرسول السبب الذي سنّه من أجله عثمان لكنا نقول هذا شيء وُجِد سببه في عهد الرسول صلى الله عليه وأله وسلم فإذا سنّه أحد من بعده مع وجود السبب في حياة الرسول ولم يسُنّه قد نمنع سنّته أما ولم يوجد في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام السبب الذي من أجله سنّه عثمان فإن سنّته سنّة متبعة نحن مأمورون باتباعها، طيب.
ثم قال " ولا تجب لناشز " هذا بناء على أنه يجب على الإنسان أن يُخرج عمن يمونه فإذا كانت امرأة ناشز فإنه لا تجب لها النفقة ولا تجب لها الفطرة على زوجها لأنها ناشز ومن هي الناشز؟ الناشز هي التي تترفّع على زوجها وتعصيه فيما يجب عليها طاعته به، هذه الناشز أو تطيعه لكن متكرّهة متبرّمة، إذا أمرها بالأمر قامت تمطّى وتنام وإذا قال لها قالت إن شاء الله مبكّرين اصبر شوي وما أشبه ذلك، هذه ناشز، لو فعلت لأنه يجب أن تبذل له ما يجب بانشراح ورضا كما أنه هو أيضا يجب عليه أن يبذل لها ما يجب لها كذلك.
المهم الناشز لا تجب لها على زوجها فطرة لماذا؟ لأنها لا تجب لها نفقة، طيب، ولا تجب لناشز.