قال المؤلف :" وإذا رآه أهل بلد لزم الناس كلهم الصوم " حفظ
الشيخ : ثم قال " وإذا رءاه أهل بلد لزِم الناس كلهم الصوم " إذا رءاه أي الهلال، أهل بلد لزِم الناس كلهم الصوم والمراد بالأهل هنا من تثبُت به رؤيته فهو عام أريد به الخاص فليس المراد به أن جميع أهل البلد من صغير وكبير وذكر وأنثى يراه، المراد إذا ثبتت رؤيته بمكان من بلاد المسلمين لزِم الناس كلهم الصوم في مشارق الأرض ومغاربها وشمالها وجنوبها لقول النبي صلى الله عليه وأله وسلم ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ) والخطاب موجّه لعموم الأمة فيُصام للرؤية ويُفطَر للرؤية في جميع أقطار الأرض لأنه الخِطاب عام ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ) ولأن ذلك أقرب إلى اتحاد المسلمين واجتماع كلمتهم وعدِم التفرّق بينهم بحيث يكون هؤلاء صائمين وهؤلاء مُفطرين، هؤلاء معيّدين وهؤلاء صائمين ففيه تفريق للأمة وإذا اجتمعوا فصار يوم صومهم واحدا ويوم فطرهم واحدا كان هذا أقوى في الاتحاد واجتماع الكلمة.
ففيه إذًا دليل أثري ودليل نظري معنوي، الأثري قوله ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ) والنظري أن فيه اجتماع كلمة المسلمين واتحادَهم وهذا أمر ينظر إليه الشرع نظَر اعتبار وعلى هذا فإذا ثبتت رؤيته في أقصى المغرب بل في أمريكا وجب على أهل الصين أن يصوموا مع تباعد ما بين المطالع فإن مطالع الهلال في أمريكا ومطالعه في الشرق، في أقصى الشرق متباعدة جدا لكن مع ذلك يجب الصوم لما سمعتم من الدليل الأثري والدليل النظري.