قال المؤلف :" ومن أفطر لكبر أو مرض لا يرجى برؤه أطعم لكل يوم مسكينا " حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف رحمه الله " ومن أفطر لكِبَر أو مرض لا يُرجى برؤه أطعم لكل يوم مسكينا " "من أفطر لكِبر" اللام هنا للتعليل أي بسبب الكِبر فإن الإنسان إذا كبِر يشُقّ عليه الصوم والكِبر لا يُرجى برؤه، أليس كذلك؟ لأن الرجوع إلى الشباب متعذّر
" ليت وهل ينفع شيئا ليتُ *** ليت شبابا بوع فاشتريتُ "
فالكبير لا يُمكن أن يرجع شابا فإذا أفطر لكِبر فإنه ميؤوس من قدرته على الصوم فيلزمه الفدية، كذلك من أفطر لمرض لا يرجى برؤه ويُمثِّل كثيرٌ من العلماء فيما سبق بالسل يقولون إنه لا يرجى برؤه لكن المثال في الوقت الحاضر غير صحيح، لماذا؟ لأن السل صار مما يمكن برؤه لكن يمكن أن نمثل في الوقت الحاضر بإيش؟ بالسرطان نسأل الله العافية فإن السرطان لا يُرجى برؤه فإذا مرض الإنسان بمرض السرطان وعجز عن الصوم صار حُكْمه حكم الكبير الذي لا يستطيع الصوم يلزمه فدية عن كل يوم وهنا يحتاج إلى أمرين أو نحتاج إلى أمرين، الأمر الأول ما وجه سقوط الصوم عنه؟ فيُقال وجه السقوط عدم القدرة وليس كالمريض الذي قال الله فيه (( فعدة من أيام أخر )) لأن المريض يرجى برؤه وهذا لا يرجى فسقط وجوب الصوم عنه للعجز عنه.
المسألة الثانية ما هو الدليل على وجوب الفدية؟ لأنه إذا سقط عنه وجوب الصوم للعجز عنه فإنه قد امتثل أمر الله في قوله (( فاتقوا الله ما استطعتم )) فما الدليل على وجوب الفدية؟ قلنا الدليل على ذلك أن ابن عباس رضي الله عنهما قال في الشيخ والشيخة يعني الكبيرين إذا لم يطيقا الصوم " يطعمان عن كل يوم مسكينا " واستدل بقوله تعالى (( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ )) استدل بهذه الأية، الحكم صادر من صحابي ومعلوم خلاف العلماء في قول الصحابي هل هو حجة أو ليس بحجة لكنه هنا قول صحابي في تفسير أية وإذا كان في تفسير الأية فقد ذهب بعض العلماء إلى أن تفسير الصحابي له حُكْم الرفع وإن كان هذا القول ضعيفا لكن لا شك أنه إذا حكم واستدل بالأية فإن استدلاله بالأيات أصح من استدلال غيره، فما وجه الدلالة من الأية؟ إذ يمكن لكل واحد أن يقول إن الأية يقول الله فيها (( وعلى الذين يُطيقونه فدية )) والكبير لا يُطيق فكيف استدل ابن عباس بهذه الأية على الذي لا يُطيق؟ نقول استدلال ابن عباس رضي الله عنهما بهذه الأية استدلال عميق جدا، وجهه أن الله قال (( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ )) فجعل الفدية معادلةً للصوم وهذا في أول الأمر لما كان الناس مخيّرين بين الصوم والفدية فلما تعذّر أحد البدلين ثبت الأخر، لما تعذّر الصوم ثبتت الفدية فهو استدلال يدُل على عمق فهم ابن عباس رضي الله عنهما وإلا فإن من أخذ بظاهر الأية يقول الأية ما تدل على هذا، الأية تدل على أن الذي يُطيق إما أن يفدي وإما أن يصوم والصوم خير لكن نقول وجه ذلك أنه لما جعل الله سبحانه وتعالى الفدية عديلا للصوم في مقام التخيير دل ذلك على أنها تكون بدلا عنه عند العجز عنه وهذا واضح وعلى هذا فمن أفطر لكِبر أو مرض لا يرجى برؤه فإنه يُطعم عن كل يوم مسكينا.
" ليت وهل ينفع شيئا ليتُ *** ليت شبابا بوع فاشتريتُ "
فالكبير لا يُمكن أن يرجع شابا فإذا أفطر لكِبر فإنه ميؤوس من قدرته على الصوم فيلزمه الفدية، كذلك من أفطر لمرض لا يرجى برؤه ويُمثِّل كثيرٌ من العلماء فيما سبق بالسل يقولون إنه لا يرجى برؤه لكن المثال في الوقت الحاضر غير صحيح، لماذا؟ لأن السل صار مما يمكن برؤه لكن يمكن أن نمثل في الوقت الحاضر بإيش؟ بالسرطان نسأل الله العافية فإن السرطان لا يُرجى برؤه فإذا مرض الإنسان بمرض السرطان وعجز عن الصوم صار حُكْمه حكم الكبير الذي لا يستطيع الصوم يلزمه فدية عن كل يوم وهنا يحتاج إلى أمرين أو نحتاج إلى أمرين، الأمر الأول ما وجه سقوط الصوم عنه؟ فيُقال وجه السقوط عدم القدرة وليس كالمريض الذي قال الله فيه (( فعدة من أيام أخر )) لأن المريض يرجى برؤه وهذا لا يرجى فسقط وجوب الصوم عنه للعجز عنه.
المسألة الثانية ما هو الدليل على وجوب الفدية؟ لأنه إذا سقط عنه وجوب الصوم للعجز عنه فإنه قد امتثل أمر الله في قوله (( فاتقوا الله ما استطعتم )) فما الدليل على وجوب الفدية؟ قلنا الدليل على ذلك أن ابن عباس رضي الله عنهما قال في الشيخ والشيخة يعني الكبيرين إذا لم يطيقا الصوم " يطعمان عن كل يوم مسكينا " واستدل بقوله تعالى (( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ )) استدل بهذه الأية، الحكم صادر من صحابي ومعلوم خلاف العلماء في قول الصحابي هل هو حجة أو ليس بحجة لكنه هنا قول صحابي في تفسير أية وإذا كان في تفسير الأية فقد ذهب بعض العلماء إلى أن تفسير الصحابي له حُكْم الرفع وإن كان هذا القول ضعيفا لكن لا شك أنه إذا حكم واستدل بالأية فإن استدلاله بالأيات أصح من استدلال غيره، فما وجه الدلالة من الأية؟ إذ يمكن لكل واحد أن يقول إن الأية يقول الله فيها (( وعلى الذين يُطيقونه فدية )) والكبير لا يُطيق فكيف استدل ابن عباس بهذه الأية على الذي لا يُطيق؟ نقول استدلال ابن عباس رضي الله عنهما بهذه الأية استدلال عميق جدا، وجهه أن الله قال (( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ )) فجعل الفدية معادلةً للصوم وهذا في أول الأمر لما كان الناس مخيّرين بين الصوم والفدية فلما تعذّر أحد البدلين ثبت الأخر، لما تعذّر الصوم ثبتت الفدية فهو استدلال يدُل على عمق فهم ابن عباس رضي الله عنهما وإلا فإن من أخذ بظاهر الأية يقول الأية ما تدل على هذا، الأية تدل على أن الذي يُطيق إما أن يفدي وإما أن يصوم والصوم خير لكن نقول وجه ذلك أنه لما جعل الله سبحانه وتعالى الفدية عديلا للصوم في مقام التخيير دل ذلك على أنها تكون بدلا عنه عند العجز عنه وهذا واضح وعلى هذا فمن أفطر لكِبر أو مرض لا يرجى برؤه فإنه يُطعم عن كل يوم مسكينا.