قال المؤلف :" وتعجيل فطر على رطب فإن عدم فتمر فإن عدم فماء " حفظ
الشيخ : يقول " ويُسنّ تعجيل الفطر " "يُسنّ تعجيل الفطر" يعني المبادرة به إذا أذّن المغرب أو إذا غربت الشمس؟
السائل : ... .
الشيخ : إيه نعم، المعتبر غروب الشمس لا الأذان لاسيما في الوقت الحاضر حيث يعتمد الناس على التقويم ثم يربطون التقويم بساعاتهم وساعاتهم قد تتغيّر بتقديم أو تأخير، بعض الناس يعتمد كم الوقت اليوم قال على مثلا ست وعشر الغروب، قال يالله أذّن ست وعشر ربما تكون ساعته مقدّمة يمكن عشر دقائق فيؤذّن قبل الوقت بعشر دقائق.
إذًا لا عبرة بأذان المغرب، العبرة بغروب الشمس فلو غربت الشمس وأنت تشاهدها والناس لم يؤذّنوا بعد فلك أن تُفطر، فلك أن تفطر لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال ( إذا أقبل الليل من ها هنا وأشار إلى المشرق وأدبر النهار من ها هنا وأشار إلى المغرب وغربت الشمس فقد أفطر الصائم ) ولا عبرة بالنور القوي، بعض الناس يقول نبقى حتى يغيب القرص وحتى يبدأ الظلام بعض الشيء نقول لا عبرة بهذا، انظر إلى هذا القرص متى غاب أعلاه فقد غربت الشمس وسُنّ الفطر فيُسنّ أن يُبادر بالفطر ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( لا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفطر ) وبهذا نعرف أن الذين يؤخّرون الفطر إلى أن تشتبك النجوم كالرافضة أنهم ليسوا في خير لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( لا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفطر ) ويُروى أن الله سبحانه وتعال قال ( أحب عبادي إليّ أعجلهم فطرا ) وذلك لما فيه من المبادرة إلى تناول ما أحلّه الله عز وجل والله سبحانه وتعالى كريم والكريم يُحب أن يتمتع الناس بكرمه فيُحب من عباده أن يبادروا بما أحل الله لهم من حين أن تغرب الشمس أفطر فإن قال قائل وهل لي أن أفطر بغلبة الظن بمعنى أنه إذا غلب على ظني أن الشمس غربت فهل لي أن أفطر؟ الجواب نعم، ودليل ذلك ما ثبت في صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت ( أفطرنا في يوم غيم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم طلعت الشمس ) ومعلوم أنهم لم يُفطروا عن علم، أليس كذلك؟ لو أفطروا عن علم.
السائل : ... .
الشيخ : ما طلعت الشمس لكن أفطروا بناءً على غلبة الظن أنها غابت ثم انجلى الغيم فطلعت الشمس فهذا دليل على أنه يجوز أن يُفطر بغلبة الظن " ويُسن تعجيل الفطر " .
يقول " على رطب " الرطب هو التمر الليّن الذي لم ييبس وكان هذا في زمن مضى لا يتسنّى إلا في وقت معيّن من السنة أما الأن والحمد لله ففي كل وقت يُمكن أن تفطر على رطب في كل الشهور فتفطر على رطب فإن لم يكن يقول " فإن عدِم فتمر " وهو اليابس " أو المجبّن " المجبّن يعني المكنوز الذي صار كالجبن مرتبط بعضه ببعض.
" فإن عدِم فتمر فإن عدم فماء " إن عدِم التمر فالماء لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور ) ، طيب، إذا كان عند الإنسان عسل وماء فأيّهما يُقدّم الماء أو العسل؟
السائل : العسل.
سائل آخر : الماء.
الشيخ : قولان، الماء يُقدّم الماء، لا، يقدم الماء لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( فإن لم يجد فعلى ماء فإنه طهور ) ولكن لا بأس يشرب ماء وبعدين يأكل العسل.
السائل : العسل أخو التمر.
الشيخ : لا، ليس أخاه، العسل من النحل وهذا من النخل، نعم، عل كل حال يُفطر على ماء مقدّما على غيره فإن لم يجد ماء ولا شرابا أخر ولا طعاما فماذا يصنع؟ ينوي الفطر بقلبه ويكفي وقال بعض العوام إذا لم تجد شيئا فعض على إصبعك، نعم، ومصه وهذا لا أصل له، وقال أخرون بلّ الغترة ثم مصّها لأنه إذا بللتها انفصل الريق عن الفم فإذا رجّعتها ومصصتها أدخلت شيئا يعني خارجا عن الفم إلى الفم وهذا يُعتبر أكلا أو شربا وعلى تقدير هؤلاء العوام نقول فإن عدِم فماء فإن عدِم فريق وهذا لا أصل له، نحن نقول إذا غابت الشمس وليس عندك ما تفطر به أفطرت حكما حتى إن بعض العلماء قال إن قوله عليه الصلاة والسلام ( إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم ) أن المعنى أفطر حُكْما وإن لم يُفطر حسا لكنه يُسنّ له أن يُبادر وليس هذا ببعيد إلا أنه يُضْعفه أن الرسول صلى الله عليه وعلى أله وسلم أذِن لهم بالوصال إلى السحر.
قال " فإن عدِم فتمر فإن عدِم فماء " .