إذا مر رمضان على إنسان مريض ثم مات فهل يطعم عنه.؟ حفظ
الشيخ : ولكن لا بد من التفصيل في هذه المسألة، إذا مرّ رمضان على إنسان مريض، إذا مرّ على إنسان مريض فننظر هل مرضه يُرجى زواله أو لا؟ إن كان يرجى زواله بقِيَ الصوم واجبا عليه حتى يُشفى ويقضي لكن لو استمر به المرض حتى مات فهذا لا شيء عليه لأن الواجب عليه القضاء ولم يُدركه، أعرفتم؟ مثاله إنسان أصيب في رمضان بزكام في العشر الأواخر من رمضان مثلا بزكام والزكام من المعروف أنه يُرجى زواله لكن تضاعف به المرض حتى هلك ومات فهذا ليس عليه القضاء لماذا؟ لأن الواجب عليه عدّة من أيام أخرى ولم يتمكّن من ذلك يعني مات قبل أن يتمكن فصار كالذي مات قبل أن يُدركه رمضان فليس عليه شيء.
الثاني أن يكون هذا الذي أفطر رمضان أفطر بمرض يُرجى زواله ثم عوفِي ثم عوفي بعد هذا ثم مات قبل أن يقضي فهذا يُطعم عنه عن كل يوم مسكين بعد موته.
الثالث أن يكون المرض الذي أصابه في رمضان لا يُرجى زواله فهذا عليه الإطعام ابتداءً لا بدلا لأن من أفطر لعذر لا يُرجى زواله فالواجب عليه إطعام مسكين عن كل يوم كالكبر ومرض السرطان وغيره من الأمراض التي لا يُرجى زوالها، أعرفتم الأن؟ هذه أقسام ثلاثة.
الأول من كان مرضه يرجى زواله ولكنه استمر به المرض حتى مات إيش؟
السائل : لا شيء عليه.
الشيخ : لا شيء عليه، لا قضاء عليه ولا إطعام، الثاني من مرضه يُرجى زواله ثم شفي وتمكّن من الصوم ولكنه لم يصم فعليه إطعام مسكين لكل يوم يؤخذ من ترِكته وهل يُصام عنه؟ في هذا خلاف بين العلماء يأتي إن شاء الله في أخر الباب، الثالث من كان مريضا بمرض لا يُرجى زواله فهذا ليس عليه صوم وإنما عليه الإطعام ابتداءً فيُطعم عنه وهو حي يُطعم عنه لكل يوم مسكينا، هذا الثالث لو فُرِض أن الله عافاه والله على كل شيء قدير فهل يلزمه أن يصوم؟ لا، لا يلزمه أن يصوم لأن الرجل كان يجب عليه الإطعام وقد أطعم فبرأت ذمته وسقط عنه الصيام.
ثم قال المؤلف " وإن مات ولو بعد رمضان أخر " وقوله "ولو بعد رمضان أخر" إشارة إلى الخلاف الذي ذكرته فإن من العلماء من قال إذا مات بعد رمضان أخر ولم يصم وقد أخّر بلا عذر يلزمه كم؟ إطعامان، إطعام عن القضاء وإطعام عن التأخير، أما المذهب فلا يلزمه إلا إطعام واحد.