قال المؤلف :" سن صيام أيام البيض والاثنين والخميس" حفظ
الشيخ : فيقول المؤلف " يُسنّ صيام أيام البيض " "يُسنّ" وهنا نطلب أمرين، الأمر الأول ثبوت استحبابه والثاني أنها ليست بواجبة أما كونها ليست بواجبة فلأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أركان الإسلام وذكر منها صوم رمضان دون غيره وقد سأله الأعرابي بل سأله جبريل عليه الصلاة والسلام عن أركان الإسلام فبيّن له أن منها صيام رمضان ولا يجب سواه اللهم إلا بنذر وأما استحباب صيامها فنقول إن استحباب صيامها لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أو أمر أن يُصام اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر وسُمّيت بيضا لابيضاض لياليها بنور القمر ولهذا يُقال أيام البيض يعني أيام الليالي البيض ما هو البيض وصف للأيام بل وصف لليالي لأنها بنور القمر صارت بيضاء، أيام البيض هي اليوم الثالث عشر واليوم الرابع عشر واليوم الخامس عشر وهي تُغني عن صيام ثلاثة أيام من كل شهر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم ( صيام ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله ) صيام ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله لأن الحسنة بعشر أمثالها فثلاثة أيام بثلاثين حسنة عن شهر وكذلك الشهر الثاني والثالث فيكون كأنما صام السنة كلها وكان النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، تقول عائشة لا يُبالي أصامها من أول الشهر أو وسطه أو أخره فها هنا أمران، الأمر الأول استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر سواءٌ في أول الشهر أو وسطه أو أخره وسواء كانت متتابعة أم متفرّقة.
الثاني أنه ينبغي أن تكون هذه الأيام في أيام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر فتعيينها في أيام البيض كتعيين الصلاة في أول وقتها يعني أفضل وقت للأيام الثلاثة هو أيام البيض ولكن من صام الأيام الثلاثة في غير أيام البيض حصل على الأجر وحصل له صيام الدهر.
الثاني يقول صوم يوم الإثنين والخميس وصوم الإثنين أوكد من صوم الخميس فيُسنّ للإنسان أن يصوم يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع وقد علّل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بأنهما يومان تُعرض فيهما الأعمال على الله عز وجل قال ( فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم ) وسئل عن صوم يوم الإثنين فقال ( ذاك يوم ولدت فيه وبعثت فيه أو أنزل علي فيه ) فبيّن الرسول عليه الصلاة والسلام أن صيام يوم الإثنين مطلوب وعلى هذا فيُسنّ صيام يومين من كل أسبوع هما يوم الإثنين والخميس، طيب، نستعرض أيام الأسبوع الأن، صيام يوم الثلاثاء والأربعاء ليس بسنّة ولا مكروه، ليس بسنّة يعني على التعيين وإلا فهو سنّة مطلقة يُسنّ للإنسان أن يُكثر من الصيام لكن لا نقول يُسنّ أن تصوم يوم الثلاثاء ولا يُسنّ أن تصوم يوم الأربعاء ولا يُكره ذلك.