قال المؤلف :" وأفضله صوم يوم وفطر يوم " حفظ
الشيخ : قال المؤلف " وأفضله " أي أفضل صومُ التطوّع " صوم يوم وفطر يوم " ودليل ذلك أن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنه وعن أبيه قال لأصومن النهار ولا أفطر ولأقومن الليل ولا أنام فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم فسأله أنت الذي قلت كذا قال نعم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم صم كذا صم كذا قال إني أطيق أفضل من ذلك حتى قال له صم يوما وأفطر يوما فذلك أفضل الصيام صيام داود وقال له في القيام نم نصف الليل وقم ثلث الليل ونم سدس الليل فذلك أفضل وهو قيام داود وذلك لأن هذا الصيام يُعطي النفس بعض الحرية ويُعطي البدن بعض القوة لأنه يصوم يوما ويُفطر يوما وكذلك القيام إذا نام نصف الليل ثم قام ثلثه ثم نام سدسه فإن تعبه في قيام الثلث سوف يزول -يا علي- بنومه في السدس فيقوم في أول النهار نشيطا ولكن -مين هذا؟ هاه؟- ولكن هذا مشروط أي صوم يوم وفطر يوم مشروط بما إذا لم يضيّع ما أوجب الله عليه فإن ضيّع ما أوجب الله عليه كان هذا منهيّا عنه لأنه لا يُمكن أن تُضاع فريضة من أجل نافلة فلو فُرِض أن هذا الرجل إذا صام يوما وأفطر يوما تخلّف عن الجماعة في المسجد لأنه يتعب في أخر النهار ولا يستطيع أن يصل إلى المسجد فنقول له لا تفعل لأن إضاعة الواجب أعظم من إضاعة المستحب، هذا مستحب لا تأثم بتركه فاتركه كذلك لو فُرِض أنه لو صام يوما وأفطر يوما انشغل بذلك عن مؤونة أهله الذين تلزمهم مؤونته يعني انقطع عن البيع والشراء انقطع عن العمل فإننا نقول له لا تفعل لأن القيام بالواجب أهم من القيام بالتطوّع وقد التزم عبد الله بن عمر بذلك حتى كبِر فتمنى أنه قبِل رخصة النبي صلى الله عليه وسلم أن يصوم من كل شهر ثلاثة أيام حتى إنه اجتهد رضي الله عنه وصار يصوم خمسة عشر يوما متتابعة ويُفطر خمسة عشرة يوما متتابعة ويرى أن هذا بدل عن صيام يوم وإفطار يوم لكن مع ذلك تمنّى أن يكون قبِل رخصة النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم ونأخذ من هذا فائدة وهي أن الإنسان لا يقيس نفسَه في مستقبله على حاضره فقد يكون الإنسان في أول العبادة نشيطا يرى نفسه أنه قادر ثم بعد ذلك يلحقه الملل أو يلحقه ضعف وتعب ثم يندم لهذا ينبغي الإنسان أن يكون عمله قصدا ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام مرشدا أمته قال ( اكلفوا من العمل ما تطيقون ) يعني لا تُكلِّفوا أنفسكم وقال ( القصد استعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة والقصد القصد تبلغوا ) وقال ( إن المنبت لا أرض قطع ولا ظهرا أبقى ) المنبت الذي يسير ليلا ونهارا فهذا لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى فالإنسان ينبغي له أن يُقدّر المستقبل لا يقول أنا الأن نشيط مثلا باعمل كذا مدري يقول بغيّب القرأن وكذا وكذا من الأحاديث وزاد المستقنع وأغيّب ألفية ابن مالك كله أغيّبه بأسبوع، هذا مايصير هذا، اعطي نفسك حقها وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ( أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل ) وكثير من الناس يكون عنده رغبة إما في العبادة أو طلب العلم أو غير ذلك ثم بعد هذا يكسل فالذي ينبغي للإنسان أن يُخطّط للمستقبل كما يُخطّط للحاضر.
قال " وأفضله صوم يوم وفطر يوم " وفي هذا الحديث دليل على أن يوم الجمعة صومه ليس بحرام وأن صوم يوم السبت ليس بحرام لأنه إذا صار يصوم يوما ويُفطر يوما سوف يُصادف الجمعة والسبت، نعم، لذلك يتبيّن أن صومهما ليس بحرام وإلا لقال الرسول عليه الصلاة والسلام صم يوما وأفطر يوما ما لم تصادف الجمعة والسبت.
قال " وأفضله صوم يوم وفطر يوم " وفي هذا الحديث دليل على أن يوم الجمعة صومه ليس بحرام وأن صوم يوم السبت ليس بحرام لأنه إذا صار يصوم يوما ويُفطر يوما سوف يُصادف الجمعة والسبت، نعم، لذلك يتبيّن أن صومهما ليس بحرام وإلا لقال الرسول عليه الصلاة والسلام صم يوما وأفطر يوما ما لم تصادف الجمعة والسبت.