تتمة شرح قول المؤلف :" إلا المرأة ففي كل مسجد سوى مسجد بيتها " حفظ
الشيخ : ولهذا قال المؤلف وهو ابتداء درس الليلة " إلا المرأة ففي كل مسجد " يصح أن تعتكف في كل مسجد وإن كان لا تُقام فيه الجماعة وفي هذا إشارة إلى أن النساء يُسنّ لهن الاعتكاف وهو كذلك ولكن يُشترط فيه أن لا يلزم منه فتنة فإن لزِم منه فتنة فإنه يمنع لأن الشيء المستحب إذا ترتّب عليه ممنوع وجب أن يُمنع كالشيء المباح إذا ترتّب عليه ممنوع وجب أن يُمنع.
قال " سوى مسجد بيتها " فلا يصح اعتكافها فيه ومسجد بيتها هو المكان الذي اتخذته مصلى وكان الناس فيما سبق يتخذون مصليات في بيوتهم تصلي فيه النساء يجعلون حجرة معيّنة خاصة تصلي فيها النساء، هذا المصلى لا يصح الاعتكاف فيه لأنه ليس بمسجد حقيقة ولا حُكْما ولهذا لا يُعتبر وقْفا فلو بيع البيت بما في هذا المصلى فالبيع صحيح ولو دخل أحدٌ البيت وقال أنا أريد أن أصلي بهذا المكان لأنه مصلى كالمساجد لا تمنعوني من مساجد الله قلنا له نمنعك لأن هذا ليس بمسجد ولو لبثت المرأة فيه وهي حائض فلا بأس ولو بقِي فيه الإنسان وهو جنب فلا بأس ولو دخله وجلس فيه بلا ركعتين فلا بأس ومثل ذلك المصليات التي تكون في المكاتب الأن، مكاتب الأعمال الحكومية فيها مصليات هذه المصليات لا يثبت لها حكم المسجد وكذلك المصليات مصليات النساء في مدارس البنات لا يُعتبر لها حكم المسجد فيجوز فيها البيع والشراء ويجوز فيها البقاء والإنسان على جنابة وهكذا لأنها ليست مساجد حقيقة ولا حكما.
ويقول، قال " سوى مسجد بيتها " إذًا نقول المصليات المعدّة في البيوت أو في المكاتب لا تُعتبر مساجد ولا يثبت لها حكم المساجد.
قال " ومن نذره " الهاء تعود على الاعتكاف يعني من نذر الاعتكاف " أو الصلاة " يعني أو نذر الصلاة " في مسجد غير الثلاثة " لم يلزمه يعني نذر رجل أن يعتكف في مسجد من المساجد في أي بلد فإنه لا يلزمه أن يعتكف فيه إلا المساجد الثلاثة.
قال المؤلف، نعم، غير المسجد الثلاثة وش عندكم؟
السائل : ... .
الشيخ : إيه، " غير الثلاثة وأفضلها الحرام فمسجد المدينة فالأقصى " .