قال المؤلف :" وأفضلها الحرام فمسجد المدينة فالأقصى " حفظ
الشيخ : إيه، " غير الثلاثة وأفضلها الحرام فمسجد المدينة فالأقصى " المساجد الثلاثة هي المسجد الحرام وهو أول بيت وضع للناس وأشرف البيوت وأعظمها حرمة وله من الخصائص ما ليس لغيره، لا يوجد بيت في الأرض قصده من أركان الإسلام إلا المسجد الحرام فهو أفضل هذه المساجد الثلاثة ويليه المسجد النبوي الذي بناه النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم وهو في المدينة ويليه المسجد الأقصى وهو مسجد الأنبياء أو مسجد غالب أنبياء بني إسرائيل فهذه المساجد الثلاثة هي التي إذا نذر الصلاة فيها تعيّنت لكن سيأتي التفصيل، أفضلها المسجد الحرام وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم فيما صح عنه ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة ) وفي حديث أخر ( إلا المسجد الحرام ) فما هي مضاعفة المسجد الحرام؟ مضاعفة المسجد الحرام مائة ألف صلاة إذا أدى الإنسان فيه فريضة فهو كمن أدى مائة ألف فريضة فيما سواه، جمعة واحدة كم؟ مائة ألف جمعة، أعمار طويلة ما تدرك مائة ألف جمعة، المسجد النبوي الصلاة فيه خير من ألف صلاة فيما سواه، المسجد الأقصى في السنن أو في المسند أن الصلاة فيه بخمسمائة صلاة فهذه ترتيب المساجد الثلاثة ثم ها هنا بحث بل أكثر من بحث أولا هل الصلاة خاصة في المكان المعيّن من المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى أو كل ما حوله فهو مثله؟ نقول أما المسجد الأقصى فليس له حرم، ليس له حرم بالاتفاق لأن العلماء مجمعون على أنه لا حرم إلا للمسجد الحرام والمسجد النبوي على خلاف في ذلك ووادٍ في الطائف يقال له وادي وجّ على خلاف فيه أيضا وما عدا هذه الثلاثة الأماكن فإنها ليست بحَرم بالاتفاق ولا أحد يقول بأن المسجد الأقصى له حرم كحرم المدينة أو كحرم مكة، حرم المدينة، إيه نعم، المسجد النبوي التضعيف خاص في المسجد الذي هو البناية المعروفة لكن ما زيد فيه فهو منه والدليل على أن ما زيد فيه فهو منه أن الصحابة رضي الله عنهم صلّوا في الزيادة التي زادها عثمان رضي الله عنه مع أنها خارج المسجد الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم فما زيد فيه فهو منه ولو كُبّر فهو منه بقينا في المسجد الحرام، المسجد الحرام فيه خلاف بين العلماء هل إن المراد بالمسجد الحرام كل الحرم أو المسجد الخاص الذي فيه الكعبة؟ يقول صاحب الفروع إن ظاهر كلام أصحابنا يعني الحنابلة أنه خاص بالمسجد الذي فيه الكعبة فقط أما بقية الحرم فلا يثبت له هذا الفضل وقال بعض العلماء إنه أي جميعَ الحرم يثبت له هذا الفضل ولكل دليل -يرحمك الله- أما الذين قالوا إنه خاص في المسجد الحرام الذي به الكعبة فاستدلوا بما رواه مسلم رحمه الله بلفظ ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة ) ولا نعلم في مكة مسجدا يُقال له مسجد الكعبة إلا المسجد الذي فيه الكعبة فقط فلا يُقال عن المساجد التي في الشبيكة والتي في إيش؟ الزاهر والتي في الشِعْب وغيره والعتيبية وغيره لا يُقال إنها مسجد الكعبة وهذا نص كالصريح في الموضوع ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ) ومعلوم أن الناس لا يشُدّون الرحال إلى المساجد التي في العزيزة والشبيكة والزاهر وغيرها إنما تُشدّ الرحال إلى المسجد الذي فيه الكعبة ولهذا اختَص بهذه الفضيلة ومن أجل اختصاصه بهذه الفضيلة صار شدّ الرحل له من الحكمة لينال الإنسان هذا الأجر ومن الدليل على ذلك قوله تعالى (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى )) وقد أسرِي بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحجر الذي هو جزء من الكعبة ومن الأدلة قوله تعالى (( يا أيها الذين ءامنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا )) فالمسجد الحرام هنا ما المراد به؟ مسجد الكعبة لا مكة لأن الله قال فلا يقربوا ولم يقل فلا يدخلوا ومن المعلوم أن المشرك لو جاء ووقف عند حد الحرم ليس بينه وبينه إلا شعرة لم يكن ذلك منهيّا عنه ولو كان المسجد الحرام هو كل الحرم لكان يُنهى المشرك أن يقرب حدود الحرم لأن الله قال فلا يقربوا المسجد الحرام ولذلك هل المحرّم أن يدخل داخل الأميال أو أن يأتي حول الأميال؟ إيه الأول هو المحرم لأنه إذا دخل الأميال يعني الأميال هي العلامات التي وُضِعت تحديدا للحرم لو دخلها لكان قاربا من المسجد الحرام أما الذين قالوا إنه عام فاستدلوا بأن النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم في الحديبية نزل في الحل والحديبية بعضها من الحل وبعضها من الحرم ولكنه كان يصلي داخل الحرم يعني يتقصّد أن يدخل داخل الحرم وهذا لا دليل فيه عند التأمّل لأن هذا لا يدُلّ على الفضل الخاص وإنما يدل على أن أرض الحرم أفضل من أرض الحل وهذا لا إشكال فيه، لا إشكال في أن الصلاة في المساجد التي في الحرم أفضل من الصلاة التي في مساجد الحل ولكن الشأن كل الشأن هل يثبت هذا التفضيل الخاص الذي هو مائة ألف صلاة فالذي يتبيّن هو أنه خاص في المسجد الحرام الذي فيه الكعبة، طيب، فإن قال قائل إذا امتلأ المسجد الحرام واتصلت الصفوف وصارت في الأسواق وما حول الحرم فهل يثبت لهؤلاء أجر من كان داخل الحرم؟ الجواب نعم، لأن هذه الجماعة جماعة واحدة وهؤلاء الذين لم يحصل لهم الصلاة إلا في الأسواق خارج المسجد هؤلاء لو حصلوا على مكان لكانوا يُبادرون إليه فنقول مادامت الصفوف متصلة فإن الأجر حاصل حتى لمن كان خارج المسجد.
المسجد النبوي قلنا إنه باتفاقِ فيما نعلم أنه خاص في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وما زيد فيه فهو منه، المسجد الأقصى كذلك خاص بالمسجد لا في كل مساجد القدس، خاص في مسجد الصخرة أو ما حوله حسب اختلاف الناس فيه ولكنه لا يشمل جميع المساجد في فلسطين.
يقول المؤلف " أفضلها الحرام فمسجد المدينة فالأقصى " .