قال المؤلف :" ويلزم الجيش طاعته والصبر معه " حفظ
الشيخ : طيب، يقول المؤلف وهو بدء الدرس الليلة إن شاء الله، يقول " ويلزم الجيش طاعته والصبر معه " طاعته أي طاعة أميره الذي هو نائب عن الإمام وهو ما يُسمّى في عرفنا الأن القائد أو الضابط أو حسب ما يُعرف " يلزم الجيش طاعته فيما أمر " ودليل ذلك قوله تبارك وتعالى (( يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) ولكن هذه الطاعة يشترط لوجوب طاعته فيها ألا يُخالف أمر الله ورسوله فإن خالف أمر الله ورسوله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ويدل لهذا أولا الأية الكريمة (( يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) انتبه كيف الدلالة؟ (( أطيعوا الله )) هذا فعل (( وأطيعوا الرسول ) فعل أيضا فأعاد الفعل بالنسبة لطاعة الرسول لأن طاعته مستقلة يجب أن يُطاع بكل حال ولا يُمكن أن يأمر النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم بما يُخالف أمر الله أبدا، هذا شيء مستحيل، بل أمره من أمر الله أما الثالث قال (( وأولي الأمر منكم )) ولم يقل أطيعوا لأن طاعة أولي الأمر تابعة لطاعة الله ورسوله ولهذا لو أمر ولي الأمر بمخالفة أمر الله ورسوله قلنا لا سمع ولا طاعة وظاهر كلام المؤلف أنه تجب طاعته ولو كان فاسقا وهو كذلك فيجب طاعة ولي الأمر ولو كان من أفسق عباد الله وذلك لعموم الأدلة الدالة على وجوب طاعة ولاة الأمور والصبر عليهم وإن رأينا منهم ما نكره، لو رأينا منهم ما نكره في أديناهم، لو رأينا منهم ما نكره في عدلهم، لو رأينا منهم ما نكره في استئثارهم فإننا نسمع ونطيع فنؤدي الحق الذي أوجب الله علينا ونسأل الله الحق الذي لنا هكذا أمر النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم وهكذا جرى عليه سلف هذه الأمة فإن أمر بمعصية فإنه لا طاعة له لأنه هو نفسه عبد لله مأمور لله فكيف يأمرنا بما يُخالف أمر الله؟ نقول ربنا وربك الله ولا طاعة لك في معصية الله أبدا ويدُل لهذا قصة السرية الذين بعثهم الرسول صلى الله عليه وسلم وأمّر عليهم رجلا وأمرهم أن يُطيعوا هذا الرجل أن يطيعوا أميرهم وفي يوم من الأيام أغضبوه فأمرهم أن يجمعوا حطبا فقالوا سمعا وطاعة جمعوا الحطب وأمرهم أن يوقدوا فيه النار قالوا أهلا سمعا وطاعة أوْقدوا النار قال ألقوا أنفسكم فيها فتردّد القوم النبي عليه الصلاة والسلام أمرهم أن يطيعوه ولكن لماذا ءامنوا؟ ءامنوا خوفا من النار فقال بعضهم لبعض كيف نلقي أنفسنا في النار ونحن إنما ءامنا فرارًا منها؟ شوف القياس، قياس لكنه قياس صحيح فأبوْا أن يلقوا أنفسهم في النار ثم لما رجعوا إلى المدينة وأخبروا النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم بهذا قال لو دخلوا فيها ما خرجوا منها، نعوذ بالله، لأنهم قتلوا أنفسهم ومن قتل نفسه بالنار عُذّب بها في نار جهنم لأن كل من قتل نفسه بشيء فإنه يُعذّب به في نار جهنم لو قتل نفسه بخنجر فهو يوم القيامة يُعذّب بهذا الخنجر في نار جهنم، لو قتل نفسه بالتردّي من شاهق فإنه يُخلق له في النار شاهق فيتردّى منه يُعذّب به في نار جهنم، بسم قتل نفسه بسم يتحسّى هذا السم معذّبا به في نار جهنم، لو دخلوا النار عذّبوا بها في نار جهنم، نسأل الله العافية، ثم قال ( إنما الطاعة في المعروف ) الذي ليس بمنكر أما هذا فإنه منكر.
إذًا إذا أمر بالمعصية فإنه لا سمع له ولا طاعة، يقال إنه في بعض البلاد الإسلامية لا يمكن أن يدخل الإنسان الجيش حتى يحلق لحيته فيأمرونه بحلق اللحية فهل يلزمهم طاعته؟ لا بل يقولون وبكل صراحة لا سمع ولا طاعة ولا نوافقك على معصية الرسول عليه الصلاة والسلام، الرسول عليه الصلاة والسلام يقول أعفوا اللحى وأنت تقول احلقوا اللحى مصادمة فلا قَبول وليت أن الجيش بالبلاد الإسلامية يتفق على هذا ويمانع لكن مشكلتنا أن أكثرهم لا يهتم بمثل هذه الأمور فيبقى الإنسان منفردا إذا أراد أن يمتنع عن المعصية وحينئذ تبقى المسألة مشكلة لكن لو أن الجيش كله قال نحن لا نطيعك في معصية الله وصمّموا على هذا لم يستطع الضابط ولا من فوق الضابط أن يُجبرهم على ذلك لكن مشكلتنا التخاذل وعدم الاهتمام بمثل هذه الأمور والناس يتهاونون في هذه المعصية ولا يهتمون بعظمة من عصوه ولا يرون أن الإصرار على الصغيرة يكون كبيرة ولا يرون أيضا أن المعاصي سبب للفشل والهزيمة لأن العزة لمن؟ لله ولرسوله وللمؤمنين وانتبه قال وللمؤمنين ولم يقل وللمسلمين لأن الإيمان أخصّ من الإسلام فكل مؤمن مسلم ولا كل مسلم مؤمنا (( قالت الأعراب ءامنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم )) فإذًا بلانا من أنفسنا لو أن الجيش قال لا نقبل نحن وأنت عبيد لله والرسول الذي أمِرنا باتباعه يقول ( أعفوا اللحى ) وأنت تقول احلقوا كيف هذا؟ لا سمع ولا طاعة ثم نقول أيضا المعصية سبب للهزيمة ولا أدل على ذلك من جيش هزم بمعصية مع أنه أفضل جيش مشى على الأرض منذ خُلِق آدم إلى قيام الساعة وهم؟ الصحابة وقائدهم محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى أله وسلم في غزرة أحد، قال الله تعالى فيهم (( حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون )) -يرحمك الله- يعني حصل كذا وكذا حصل هزيمة بسبب هذه المعصية وهي معصية واحدة على أنها معصية كان فيها نوع من التأويل، ما هو النوع من التأويل؟ أنهم لما رأوا انهزام المشركين وأن المسلمين بدؤوا يجمعون الغنائم ظنوا أن الأمر انتهى فنزلوا من المكان الذي جعلهم النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم فيه حتى جاء المشركون من الخلف وحصل ما حصل، طيب.
إذًا يلزم الجيش طاعته بشرط ألا يأمر بمعصية الله فإن أمر بمعصية الله فلا سمع له ولا طاعة، طيب، إذا قلنا لا سمع له ولا طاعة هل المعنى لا سمع له ولا طاعة مطلقا أو في هذه المعصية التي أمر بها؟
السائل : في هذه المعصية.
الشيخ : الثاني، نعم الثاني هو المراد يعني في هذه المعصية التي أمر بها لا نطيعه أما في الأمور الأخرى التي لا تخالف الشرع فنطيعه.
قال " والصبر معه " يلزم الصبر معه وألا نتخاذل وننصرف لأن في هذا كسرا لقلوب المسلمين وإعزازا لقلوب الكافرين فالواجب أن نصبر وهذا غيرُ ما إذا تقابل الصفان أما إذا تقابل الصفان فهو واجب في كل حال لأن الانصراف محرّم من كبائر الذنوب، التولّي يوم الزحف لكن هذا نصبر معه حتى وإن لم يتقابل الصفان ونتداول الرائد فيما بيننا حسب ما تقتضيه الحال.
إذًا إذا أمر بالمعصية فإنه لا سمع له ولا طاعة، يقال إنه في بعض البلاد الإسلامية لا يمكن أن يدخل الإنسان الجيش حتى يحلق لحيته فيأمرونه بحلق اللحية فهل يلزمهم طاعته؟ لا بل يقولون وبكل صراحة لا سمع ولا طاعة ولا نوافقك على معصية الرسول عليه الصلاة والسلام، الرسول عليه الصلاة والسلام يقول أعفوا اللحى وأنت تقول احلقوا اللحى مصادمة فلا قَبول وليت أن الجيش بالبلاد الإسلامية يتفق على هذا ويمانع لكن مشكلتنا أن أكثرهم لا يهتم بمثل هذه الأمور فيبقى الإنسان منفردا إذا أراد أن يمتنع عن المعصية وحينئذ تبقى المسألة مشكلة لكن لو أن الجيش كله قال نحن لا نطيعك في معصية الله وصمّموا على هذا لم يستطع الضابط ولا من فوق الضابط أن يُجبرهم على ذلك لكن مشكلتنا التخاذل وعدم الاهتمام بمثل هذه الأمور والناس يتهاونون في هذه المعصية ولا يهتمون بعظمة من عصوه ولا يرون أن الإصرار على الصغيرة يكون كبيرة ولا يرون أيضا أن المعاصي سبب للفشل والهزيمة لأن العزة لمن؟ لله ولرسوله وللمؤمنين وانتبه قال وللمؤمنين ولم يقل وللمسلمين لأن الإيمان أخصّ من الإسلام فكل مؤمن مسلم ولا كل مسلم مؤمنا (( قالت الأعراب ءامنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم )) فإذًا بلانا من أنفسنا لو أن الجيش قال لا نقبل نحن وأنت عبيد لله والرسول الذي أمِرنا باتباعه يقول ( أعفوا اللحى ) وأنت تقول احلقوا كيف هذا؟ لا سمع ولا طاعة ثم نقول أيضا المعصية سبب للهزيمة ولا أدل على ذلك من جيش هزم بمعصية مع أنه أفضل جيش مشى على الأرض منذ خُلِق آدم إلى قيام الساعة وهم؟ الصحابة وقائدهم محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى أله وسلم في غزرة أحد، قال الله تعالى فيهم (( حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون )) -يرحمك الله- يعني حصل كذا وكذا حصل هزيمة بسبب هذه المعصية وهي معصية واحدة على أنها معصية كان فيها نوع من التأويل، ما هو النوع من التأويل؟ أنهم لما رأوا انهزام المشركين وأن المسلمين بدؤوا يجمعون الغنائم ظنوا أن الأمر انتهى فنزلوا من المكان الذي جعلهم النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم فيه حتى جاء المشركون من الخلف وحصل ما حصل، طيب.
إذًا يلزم الجيش طاعته بشرط ألا يأمر بمعصية الله فإن أمر بمعصية الله فلا سمع له ولا طاعة، طيب، إذا قلنا لا سمع له ولا طاعة هل المعنى لا سمع له ولا طاعة مطلقا أو في هذه المعصية التي أمر بها؟
السائل : في هذه المعصية.
الشيخ : الثاني، نعم الثاني هو المراد يعني في هذه المعصية التي أمر بها لا نطيعه أما في الأمور الأخرى التي لا تخالف الشرع فنطيعه.
قال " والصبر معه " يلزم الصبر معه وألا نتخاذل وننصرف لأن في هذا كسرا لقلوب المسلمين وإعزازا لقلوب الكافرين فالواجب أن نصبر وهذا غيرُ ما إذا تقابل الصفان أما إذا تقابل الصفان فهو واجب في كل حال لأن الانصراف محرّم من كبائر الذنوب، التولّي يوم الزحف لكن هذا نصبر معه حتى وإن لم يتقابل الصفان ونتداول الرائد فيما بيننا حسب ما تقتضيه الحال.