قال المؤلف :" وما تركوه فزعا وخمس خمس الغنيمة ففيء يصرف في مصالح المسلمين " حفظ
الشيخ : طيب، " وما تركوه فزعا " كيف تركوه فزعا؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب، قال " وما تركوه فزعا " يعني ما تركه الكفار فزعا منا يعني لما علموا بأن المسلمين أقبلوا عليهم هربوا وتركوا الأموال هذه الأموال أخذت بغير قتال فتكون فيْئا وذلك لأن المقاتلين لم بتعبوا في تحصيلها فلم تُقسم بينهم بل تكون فيْئا يُصرف في مصالح المسلمين العامة كرَزْق القضاة والمؤذّنين والأئمة والفقهاء المعلّمين وغير ذلك من مصالح المسلمين.
كذلك أيضا، نعم، " ما تركوه فزعا وخمس خمس الغنيمة " وهو واحد من خمسة وعشرين جزءا أيضا يصرف في الفيء وخمس خمس الغنيمة معروف لديكم هو أن الغنيمة إذا غُنِمت يؤخذ منها الخمس لخمسة أصناف وتقسم أربعة أخماس على الغانمين الخمس الذي يؤخذ أولا يُصرف إلى خمس جهات (( فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل )) خمسة، فهذا الخُمُس أي خمس الخمس يُصرف في مصالح المسلمين كما قال المؤلف يُصرف في مصالح المسلمين ولكن كيف صرفه؟ لا بد أن يكون على من فيه مصلحة للمسلمين وقد سبق لنا في السياسة الشرعية أن شيخ الإسلام قال لا يجوز أن يُصرف هذا في غير المصالح كأن يُعطى المغنّين والمسخّرين وما أشبه ذلك لأن هذه منافذ محرّمة فلا يجوز أن تُبذل الأموال فيها وإنما تبذل في المصالح وهنا أسئلة أولا، هل إصلاح الطرق من المصالح؟
السائل : نعم.
الشيخ : نعم، من المصالح هل إقامة السدود على الأودية من المصالح؟ نعم، من المصالح، هل غرس الأشجار في مواقف الناس التي يحتاجون إلى الوقوف فيها من المصالح؟ من المصالح إذًا المصالح عامة كل ما فيه مصلحة للمسلمين في دينهم أو دنياهم فإنه يؤخذ من بيت المال ولا يجوز أن يُصرف هذا الفيء أعني بيت المال إلى ما لا مصلحة للمسلمين فيه فهو يُصرف في الواقع بما فيه المصلحة أو بما فيه المضرّة أو بما لا مصلحة فيه ولا مضرّة، ما هو الجائز؟ الأول ما فيه المصلحة فأما ما لا مصلحة فيه فإنه لا يجوز أن يُصرف منه قرش واحد لأن هذا من إضاعة المال وإذا كان الإنسان في ماله الذي يملكه منهيا عن إضاعة المال فكيف بإضاعة المال الذي هو للمسلمين عموما؟ طيب، وإذا بُذِل في محرّم في ضار؟ صار أشدّ وأشدّ، صار فيه إثمان الإثم الأول اقتطاع جزء من مال المسلمين في غير مصالحهم والثاني، الإثم الثاني أنه صرْف في المحرم فهو إعانة على المحرم ولهذا نقول إن المسؤولية عظيمة فيمن يتولّون أموال المسلمين، عظيمة جدا أشد من مسؤولية من يتولّى على مال اليتيم أو على مال سفيه أو على مال نفسه لأن هذا يتعلّق به جميع حقوق المسلمين، كل المسلمين لهم حق فيه ولا يخفى عليكم ما جرى لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما يذكره أهل التاريخ أنه كان رضي الله عنه في الليل في الليالي يعس حول المدينة يعني يخرج يتفقد الناس حول المدينة فوجد نارا فذهب إليها وكان معه مولى يُقال له أسلم ذهب إلى هذه النار فوجدها عجوزا عندها صبيان، عندها صبيان جوعى يصيحون وهي قد أوقدت النار تحت القدر ليس فيه إلا الماء لتسكّنهم به فجاء إليها فقال لها مالكي يا أمة الله؟ قالت هؤلاء صبيان قال ما الذي في القدر قالت ماء، ماء أسكّتهم به الله بيننا وبين عمر، الله أكبر، كلمة عظيمة عمر والله الله على العباد لا بد أن يسأله الله عن هذه الولاية فقال لها عمر وهي لا تعلم أنه عمر قال لها ما أدرى عمر بك؟ قالت يتولّى أمرنا ولا يدري عنا؟ هذه كلمة أكبر من الأولى فذهب مسرعا إلى خزانة الطعام وأخذ كيسا من دقيق وأخذ ما يُقابله من الودَك وحمله فقال له مولاه أسلم يا أمير المؤمنين أنا أحمله قال إنك لو حملته عني لن تحمل عني أوزاري يوم القيامة ثم خرج به وجعل هو ينفخ في النار حتى إن الدخان يتخلّل لحيته، ينفخ النار ويصب من الدقيق والودَك في هذا القدر حتى طبخه، طبخه هو بنفسه خليفة المسلمين من مشرق الأرض ومغربها، يطبخه بنفسه لهذه العجوز لماذا؟ لأنه يطبخه لله مخلصا لله في ذلك يبرئ ذمته في هذا ففعل ثم تنحّى ناحية وجلس، قال والله لا أرجع حتى أرى هؤلاء الصبيان الذين يبكون يتضاحكون فشبِعوا من الطعام وجعلوا يضحكون ويتصارعون وتعرفون الصبيان إذا استأنسوا وشبعوا فذهب وقال لها إذا كان غدا فأتي إلى عمر وذهب وهي لا تدري ما هذا الرجل، قالت والله إنك لخيرٌ لنا من عمر، سبحان الله، معلوم عمر على زعمها نائم في فراشه وهذا يتفقّد الناس ويجيب لهم الطعام فالمسؤولية عظيمة، عظيمة جدا نسأل الله تعالى أن يعين ولاة أمورنا على ما فيه خير البلاد والعباد.
السائل : ... .
الشيخ : طيب، قال " وما تركوه فزعا " يعني ما تركه الكفار فزعا منا يعني لما علموا بأن المسلمين أقبلوا عليهم هربوا وتركوا الأموال هذه الأموال أخذت بغير قتال فتكون فيْئا وذلك لأن المقاتلين لم بتعبوا في تحصيلها فلم تُقسم بينهم بل تكون فيْئا يُصرف في مصالح المسلمين العامة كرَزْق القضاة والمؤذّنين والأئمة والفقهاء المعلّمين وغير ذلك من مصالح المسلمين.
كذلك أيضا، نعم، " ما تركوه فزعا وخمس خمس الغنيمة " وهو واحد من خمسة وعشرين جزءا أيضا يصرف في الفيء وخمس خمس الغنيمة معروف لديكم هو أن الغنيمة إذا غُنِمت يؤخذ منها الخمس لخمسة أصناف وتقسم أربعة أخماس على الغانمين الخمس الذي يؤخذ أولا يُصرف إلى خمس جهات (( فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل )) خمسة، فهذا الخُمُس أي خمس الخمس يُصرف في مصالح المسلمين كما قال المؤلف يُصرف في مصالح المسلمين ولكن كيف صرفه؟ لا بد أن يكون على من فيه مصلحة للمسلمين وقد سبق لنا في السياسة الشرعية أن شيخ الإسلام قال لا يجوز أن يُصرف هذا في غير المصالح كأن يُعطى المغنّين والمسخّرين وما أشبه ذلك لأن هذه منافذ محرّمة فلا يجوز أن تُبذل الأموال فيها وإنما تبذل في المصالح وهنا أسئلة أولا، هل إصلاح الطرق من المصالح؟
السائل : نعم.
الشيخ : نعم، من المصالح هل إقامة السدود على الأودية من المصالح؟ نعم، من المصالح، هل غرس الأشجار في مواقف الناس التي يحتاجون إلى الوقوف فيها من المصالح؟ من المصالح إذًا المصالح عامة كل ما فيه مصلحة للمسلمين في دينهم أو دنياهم فإنه يؤخذ من بيت المال ولا يجوز أن يُصرف هذا الفيء أعني بيت المال إلى ما لا مصلحة للمسلمين فيه فهو يُصرف في الواقع بما فيه المصلحة أو بما فيه المضرّة أو بما لا مصلحة فيه ولا مضرّة، ما هو الجائز؟ الأول ما فيه المصلحة فأما ما لا مصلحة فيه فإنه لا يجوز أن يُصرف منه قرش واحد لأن هذا من إضاعة المال وإذا كان الإنسان في ماله الذي يملكه منهيا عن إضاعة المال فكيف بإضاعة المال الذي هو للمسلمين عموما؟ طيب، وإذا بُذِل في محرّم في ضار؟ صار أشدّ وأشدّ، صار فيه إثمان الإثم الأول اقتطاع جزء من مال المسلمين في غير مصالحهم والثاني، الإثم الثاني أنه صرْف في المحرم فهو إعانة على المحرم ولهذا نقول إن المسؤولية عظيمة فيمن يتولّون أموال المسلمين، عظيمة جدا أشد من مسؤولية من يتولّى على مال اليتيم أو على مال سفيه أو على مال نفسه لأن هذا يتعلّق به جميع حقوق المسلمين، كل المسلمين لهم حق فيه ولا يخفى عليكم ما جرى لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما يذكره أهل التاريخ أنه كان رضي الله عنه في الليل في الليالي يعس حول المدينة يعني يخرج يتفقد الناس حول المدينة فوجد نارا فذهب إليها وكان معه مولى يُقال له أسلم ذهب إلى هذه النار فوجدها عجوزا عندها صبيان، عندها صبيان جوعى يصيحون وهي قد أوقدت النار تحت القدر ليس فيه إلا الماء لتسكّنهم به فجاء إليها فقال لها مالكي يا أمة الله؟ قالت هؤلاء صبيان قال ما الذي في القدر قالت ماء، ماء أسكّتهم به الله بيننا وبين عمر، الله أكبر، كلمة عظيمة عمر والله الله على العباد لا بد أن يسأله الله عن هذه الولاية فقال لها عمر وهي لا تعلم أنه عمر قال لها ما أدرى عمر بك؟ قالت يتولّى أمرنا ولا يدري عنا؟ هذه كلمة أكبر من الأولى فذهب مسرعا إلى خزانة الطعام وأخذ كيسا من دقيق وأخذ ما يُقابله من الودَك وحمله فقال له مولاه أسلم يا أمير المؤمنين أنا أحمله قال إنك لو حملته عني لن تحمل عني أوزاري يوم القيامة ثم خرج به وجعل هو ينفخ في النار حتى إن الدخان يتخلّل لحيته، ينفخ النار ويصب من الدقيق والودَك في هذا القدر حتى طبخه، طبخه هو بنفسه خليفة المسلمين من مشرق الأرض ومغربها، يطبخه بنفسه لهذه العجوز لماذا؟ لأنه يطبخه لله مخلصا لله في ذلك يبرئ ذمته في هذا ففعل ثم تنحّى ناحية وجلس، قال والله لا أرجع حتى أرى هؤلاء الصبيان الذين يبكون يتضاحكون فشبِعوا من الطعام وجعلوا يضحكون ويتصارعون وتعرفون الصبيان إذا استأنسوا وشبعوا فذهب وقال لها إذا كان غدا فأتي إلى عمر وذهب وهي لا تدري ما هذا الرجل، قالت والله إنك لخيرٌ لنا من عمر، سبحان الله، معلوم عمر على زعمها نائم في فراشه وهذا يتفقّد الناس ويجيب لهم الطعام فالمسؤولية عظيمة، عظيمة جدا نسأل الله تعالى أن يعين ولاة أمورنا على ما فيه خير البلاد والعباد.