قال المؤلف :" وإن تهود نصراني أو عكسه لم يقر ولم يقبل منه إلا الإسلام أو دينه " حفظ
الشيخ : ثم إن من جملة الأحكام أحكام أهل الذمة ما ذكره المؤلف في قوله وهو مبتدأ درس الليلة " وإن تهوّد نصراني أو عكسه " تهوّد نصراني أي صار النصراني يهوديا، عكسه بأن تنصّر يهودي أي صار اليهودي نصرانيا أيهما أكمل أن يتهوّد نصراني أو يتنصّر اليهودي؟
السائل : الأول.
الشيخ : كلها باطلة لأن اليهودي إذا انتقل إلى النصرانية فقد انتقل إلى دين منسوخ لا يقبله الله عز وجل لكن صحيح أن النصارى بعد اليهود وأنهم أقرب إلى الحق من اليهود وإن كانوا كلهم على باطل لكن النصارى يؤمنون بعيسى واليهود لا يؤمنون به لهذا كانوا أقرب إلى الحق من اليهود أما من جهة الكفر فهم في الحقيقة على حد سواء.
كان النصارى قبل البعثة ضالين يعبدون الله على ضلال ويريدون الحق لكن عَمُوا عنه والعياذ بالله واليهود كانوا مغضوبا عليهم لأنهم يعلمون الحق ولكن لم يعملوا به، بعد بعثة الرسول كانوا كلهم مغضوبا عليهم اليهود والنصارى لأن اليهود تركوا الحق عن عمد والنصارى أيضا تركوا الحق عن عمد فلا فرق بينهم فيكون الجميع على دين غير مقبول عند الله لا اليهود ولا النصارى لكن لا شك أن طبائع النصارى وغِلَظهم وخداعهم وخيانتهم ومكرهم أشد وأعظم من اليهود، نعم، من النصارى اليهود أشد من النصارى في هذا الباب لكن ومع ذلك بعد الحروب التي وقعت بين النصارى والمسلمين صار النصارى يُكنّون للمسلمين مثلما يُكِنّ اليهود فنسأل الله تعالى أن يُدافع الجميع عنا، طيب، إذا تهوّد نصراني النصراني صار يهوديا نقول لا نقبل منك فإما أن تسلم وإما أن ترجع إلى دينك الذي انتقلت منه، طيب، وإن تمجّس؟ كذلك من باب أولى، طيب، إن تنصّر مجوسيّ فكذلك كل من انتقل عن دينه الذي هو عليه قلنا له إما أن ترجع وإما أن تُسلم وذلك لأنه لا يُمكن أن ينتقل إلى دين أفضل من حيث القبول عند الله كل الأديان سوى الإسلام كلها غير مقبولة عند الله فلا فائدة من انتقاله، طيب، إذا تنصر يهودي أيضا لا نقبل نقول إما أن ترجع إلى دينك اليهودية وإما أن تسلم وقال بعض أهل العلم إذا تهوّد نصراني لم يُقبل منه إلا الإسلام، إذا تهوّد نصراني لم يقبل منه إلا الإسلام لأن انتقاله من النصرانية إلى اليهودية إقرار منه بأن النصرانية باطلة وانتقل إلى أي شيء؟ إلى دين باطل إذًا الدين الذي كنت عليه أولا هو باطل والذي انتقلت إليه أيضا باطل فلا نُقرّك على باطل لا الأول ولا الثاني ونقول أسلم وإلا قتلناك وهذا القول لا شك أن له وجه قوي وأما نقول ارجع إلى دينك وقد اعترف هو بانتقاله منه أنه دين باطل كيف نقول هذا؟ ونحن أيضا نؤمن بأنه دين باطل أي منسوخ كيف نقول ارجع إلى دينك؟ فالقول بأن من انتقل عن دينه إلى دين أخر من سائر الكفار لا يُقبل منه إلا الإسلام هذا قول قوي جدا لأن انتقاله عن دينه اعتراف منه بأنه باطل وإلى دين إيش؟ إلى دين باطل إذًا كيف نقرّه؟ طيب.
لم يُقبل منه إلا الإسلام أو دينه، طيب، فإن أبى قال إنه لا يرجع ولا يُسلم، لا يرجع إلى دينه ولا يُسلم فإنه يُقتل لأنه على غير دين صحيح الأن يُقتل ولكن الإمام أحمد سئل عن ذلك فتوقّف فيه أو قال لا يُقتل ولكن الذي يظهر من الأدلة أنه يُقتل لأنه الأن على دين لا يُقرّ عليه لكن الإمام أحمد رحمه الله رأى أنه ذو ذمة وعهد وأن ذمته وعهده لا ينتقض بذلك فلا يجوز أن يُقتل هذا وجه قول الإمام أحمد إننا لا نقتله.