1 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... قوله: " يهدي من يشاء، ويعصم ويعافي فضلا. ويضل من يشاء، ويخذل ويبتلي عدلا " . هذا رد على المعتزلة في قولهم بوجوب فعل الأصلح للعبد على الله، وهي مسألة الهدى والضلال. قالت المعتزلة: الهدى من الله: بيان طريق الصواب، والإضلال: تسمية العبد ضالا، أو حكمه تعالى على العبد بالضلال عند خلق العبد الضلال في نفسه. وهذا مبني على أصلهم الفاسد: أن أفعال العباد مخلوقة لهم. والدليل على ما قلناه قوله تعالى: (( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ))، ولو كان الهدى بيان الطريق - لما صح هذا النفي عن نبيه، لأنه صلى الله عليه وسلم بين الطريق لمن أحب وأبغض. وقوله تعالى: (( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها )) وقوله (( يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ))، ولو كان الهدى من الله البيان، وهو عام في كل نفس- لما صح التقييد بالمشيئة. وكذلك قوله تعالى: (( ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ))، وقوله (( من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم )) ... " مع تعليق الشيخ. أستمع حفظ
2 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... قوله: " وكلهم يتقلبون في مشيئته، بين فضله وعدله ". فإنهم كما قال تعالى: (( هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن ))، فمن هداه إلى الإيمان فبفضله، وله الحمد، ومن أضله فبعدله، وله الحمد. وسيأتي لهذا المعنى زيادة إيضاح، إن شاء الله تعالى، فإن الشيخ رحمه الله لم يجمع الكلام في القدر في مكان واحد، بل فرقه، فأتيت به على ترتيبه ... " مع تعليق الشيخ. أستمع حفظ
3 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... قوله: " وهو متعال عن الأضداد والأنداد ". الضد: المخالف، والند: المثل. فهو سبحانه لا معارض له، بل ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ولا مثل له، كما قال تعالى: (( ولم يكن له كفوا أحد ))، ويشير الشيخ رحمه الله - بنفي الضد والند - إلى الرد على المعتزلة، في زعمهم أن العبد يخلق فعله... " مع تعليق الشيخ. أستمع حفظ
4 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... قوله: " لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولا غالب لأمره ". أي: لا يرد قضاء الله راد، ولا يعقب، أي لا يؤخر حكمه، مؤخر، ولا يغلب أمره غالب، بل هو الله الواحد القهار.. قوله: " آمنا بذلك كله، وأيقنا أن كلا من عنده " . أما الإيمان فسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى. والإيقان: الاستقرار، من يقن الماء في الحوض إذا استقر. والتنوين في " كلا " بدل الإضافة، أي: كل كائن محدث من عند الله، أي: بقضائه وقدره وإرادته ومشيئته وتكوينه. وسيأتي الكلام على ذلك في موضعه، إن شاء الله تعالى... " مع تعليق الشيخ. أستمع حفظ
5 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... قوله: " وإن محمدا عبده المصطفى، ونبيه المجتبى، ورسوله المرتضى " . الاصطفاء والاجتباء والارتضاء: متقارب المعنى. واعلم أن كمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله تعالى. وكلما ازداد العبد تحقيقا للعبودية ازداد كماله وعلت درجته ومن توهم أن المخلوق يخرج عن العبودية بوجه من الوجوه، وأن الخروج عنها أكمل، فهو من أجهل الخلق وأضلهم، قال تعالى: (( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون ))، إلى غير ذلك من الآيات. وذكر الله نبيه صلى الله عليه وسلم باسم العبد في أشرف المقامات، فقال في ذكر الإسراء: (( سبحان الذي أسرى بعبده ))، وقال تعالى: (( وأنه لما قام عبد الله يدعوه ))، وقال تعالى: (( فأوحى إلى عبده ما أوحى ))، وقال تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا ))، وبذلك استحق التقديم على الناس في الدنيا والآخرة. ولذلك يقول المسيح عليه السلام يوم القيامة، إذا طلبوا منه الشفاعة بعد الأنبياء عليهم السلام: اذهبوا إلى محمد، عبد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فحصلت له تلك المرتبة بتكميل عبوديته لله تعالى. وقوله: وإن محمدا بكسر الهمزة، عطفا على قوله: إن الله واحد لا شريك له. لأن الكل معمول القول، أعني: قوله " نقول في توحيد الله "... " مع تعليق الشيخ . أستمع حفظ
6 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... والطريقة المشهورة عند أهل الكلام والنظر، تقرير نبوة الأنبياء بالمعجزات، لكن كثير منهم لا يعرف نبوة الأنبياء إلا بالمعجزات، وقرروا ذلك بطرق مضطربة، والتزم كثير منهم إنكار خرق العادات لغير الأنبياء، حتى أنكروا كرامات الأولياء والسحر، ونحو ذلك. ولا ريب أن المعجزات دليل صحيح، لكن الدليل غير محصور في المعجزات، فإن النبوة إنما يدعيها أصدق الصادقين أو أكذب الكاذبين، ولا يلتبس هذا بهذا إلا على أجهل الجاهلين. بل قرائن أحوالهما تعرب عنهما، وتعرف بهما ، والتمييز بين الصادق والكاذب له طرق كثيرة فيما دون دعوى النبوة، فكيف بدعوى النبوة؟ وما أحسن ما قال حسان رضي الله عنه: لو لم يكن فيه آيات مبينة *** كانت بديهته تأتيك بالخبر . وما من أحد ادعى النبوة من الكذابين إلا وقد ظهر عليه من الجهل والكذب والفجور واستحواذ الشياطين عليه - ما ظهر لمن له أدنى تمييز. فإن الرسول لا بد أن يخبر الناس بأمور ويأمرهم بأمور، ولا بد أن يفعل أمورا يبين بها صدقه . والكاذب يظهر في نفس ما يأمر به ويخبر عنه وما يفعله ما يبين به كذبه من وجوه كثيرة. والصادق ضده. بل كل شخصين ادعيا أمرا: أحدهما صادق والآخر كاذب - لا بد أن يظهر صدق هذا وكذب هذا ولو بعد مدة، إذ الصدق مستلزم للبر، والكذب مستلزم للفجور، كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق، حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب، حتى يكتب عند الله كذابا )، ولهذا قال تعالى:(( هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون ))، فالكهان ونحوهم، وإن كانوا أحيانا يخبرون بشيء من الغيبيات، ويكون صدقا - فمعهم من الكذب والفجور ما يبين أن الذي يخبرون به ليس عن ملك، وليسوا بأنبياء ولهذا " لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن صياد: ( قد خبأت لك خبيئا ) ، فقال: هو الدخ - قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( اخسأ، فلن تعدو قدرك)، يعني: إنما أنت كاهن " . وقد قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يأتيني صادق وكاذب. وقال: " أرى عرشا على الماء، وذلك هو عرش الشيطان وبين أن الشعراء يتبعهم الغاوون، والغاوي: الذي يتبع هواه وشهوته، وإن كان ذلك مضرا له في العاقبة... " مع تعليق الشيخ. أستمع حفظ