1 - تتمة تعليق الشيخ على شرح الطحاوية : " ... وإنما أخبر صلى الله عليه وسلم أنه سيد ولد آدم، لأنا لا يمكننا أن نعلم ذلك إلا بخبره، إذ لا نبي بعده يخبرنا بعظيم قدره عند الله، كما أخبرنا هو بفضائل الأنبياء قبله، صلى الله عليهم وسلم أجمعين. ولهذا أتبعه بقوله ولا فخر، كما جاء في رواية. وهل يقول من يؤمن بالله واليوم الآخر: أن مقام الذي أسري به إلى ربه وهو مقرب معظم مكرم - كمقام الذي ألقي في بطن الحوت وهو مليم؟! وأين المعظم المقرب من الممتحن المؤدب؟! فهذا في غاية التقريب، وهذا في غاية التأديب. فانظر إلى هذا الاستدلال، لأنه بهذا المعنى المحرف للفظ لم يقله الرسول، وهل يقاوم هذا الدليل على نفي علو الله تعالى عن خلقه الأدلة الصحيحة الصريحة القطعية على علو الله تعالى على خلقه، التي تزيد على ألف دليل، كما يأتي الإشارة إليها عند قول الشيخ رحمه الله " محيط بكل شيء وفوقه " ، إن شاء الله تعالى ..." . أستمع حفظ
2 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ...قوله:" وحبيب رب العالمين " ثبت له صلى الله عليه وسلم أعلى مراتب المحبة، وهي الخلة، كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا. )، وقال: ( ولو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن صاحبكم خليل الرحمن ). والحديثان في الصحيح وهما يبطلان قول من قال: الخلة لإبراهيم والمحبة لمحمد، فإبراهيم خليل الله ومحمد حبيبه. وفي الصحيح أيضا: ( إني أبرأ إلى كل خليل من من خلته ). والمحبة قد ثبتت لغيره. قال تعالى: (( والله يحب المحسنين )) . (( فإن الله يحب المتقين )). (( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )) . فبطل قول من خص الخلة بإبراهيم والمحبة بمحمد، بل الخلة خاصة بهما، والمحبة عامة. وحديث ابن عباس رضي الله عنهم الذي رواه الترمذي الذي فيه: (( إن إبراهيم خليل الله، ألا وأنا حبيب الله ولا فخر )) : لم يثبت ... " مع تعليق الشيخ . أستمع حفظ
3 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... والمحبة مراتب: أولها: العلاقة، وهي تعلق القلب بالمحبوب. والثانية: الإرادة، وهي ميل القلب إلى محبوبه وطلبه له. الثالثة: الصبابة، وهي انصباب القلب إليه بحيث لا يملكه صاحبه، كانصباب الماء في الحدور. الرابعة: الغرام، وهي الحب اللازم للقلب، ومنه الغريم، لملازمته، ومنه: (( إن عذابها كان غراما ))، الخامسة: المودة، والود، وهي صفو المحبة وخالصها ولبها، قال تعالى: (( سيجعل لهم الرحمن ودا )) . السادسة: الشغف، وهي وصول المحبة إلى شغاف القلب. السابعة: العشق: وهو الحب المفرط الذي يخاف على صاحبه منه، ولكن لا يوصف به الرب تعالى ولا العبد في محبة ربه، وإن كان قد أطلقه بعضهم. واختلف في سبب المنع، فقيل: عدم التوقيف، وقيل غير ذلك. ولعل امتناع إطلاقه: أن العشق محبة مع شهوة. الثامنة: التيم، وهو بمعنى التعبد . التاسعة: التعبد. العاشرة: الخلة، وهي المحبة التي تخللت روح المحب وقلبه. وقيل في ترتيبها غير ذلك. وهذا الترتيب تقريب حسن، يعرف حسنه بالتأمل في معانيه. واعلم أن وصف الله تعالى بالمحبة والخلة هو كما يليق بجلال الله تعالى وعظمته، كسائر صفاته تعالى، وإنما يوصف الله تعالى من هذه الأنواع بالإرادة والود والمحبة والخلة، حسبما ورد النص. وقد اختلف في تحديد المحبة على أقوال، نحو ثلاثين قولا. ولا تحد المحبة بحد أوضح منها، فالحدود لا تزيدها إلا خفاء. وهذه الأشياء الواضحة لا تحتاج إلى تحديد، كالماء والهواء والتراب والجوع ونحو ذلك... " مع تعليق الشيخ. أستمع حفظ
4 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... قوله: " وكل دعوى النبوة بعده فغي وهوى " . لما ثبت أنه خاتم النبيين، علم أن من ادعى بعده النبوة فهو كاذب. ولا يقال: فلو جاء المدعي للنبوة بالمعجزات الخارقة والبراهين الصادقة كيف يقال بتكذيبه؟ لأنا نقول: هذا لا يتصور أن يوجد، وهو من باب فرض المحال، لأن الله تعالى لما أخبر أنه خاتم النبيين، فمن المحال أن يأتي مدع يدعي النبوة ولا يظهر إمارة كذبه في دعواه. والغي: ضد الرشاد. والهوى: عبارة عن شهوة النفس. أي: أن تلك الدعوى بسبب هوى النفس، لا عن دليل، فتكون باطلة ... " مع تعليق الشيخ . أستمع حفظ
5 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... قوله: " وهو المبعوث إلى عامة الجن وكافة الورى، بالحق والهدى، وبالنور والضياء ". أما كونه مبعوثا إلى عامة الجن، فقال تعالى حكاية عن قول الجن: (( يا قومنا أجيبوا داعي الله ))، وكذا سورة الجن تدل على أنه أرسل إليهم أيضا. قال مقاتل: لم يبعث الله رسولا إلى الإنس والجن قبله. وهذا قول بعيد. فقد قال تعالى: (( يامعشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم ))، والرسل من الإنس فقط، وليس من الجن رسول، كذا قال مجاهد وغيره من السلف والخلف. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: الرسل من بني آدم، ومن الجن نذر. وظاهر قوله تعالى حكاية عن الجن: (( إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى ))، يدل على أن موسى مرسل إليهم أيضا. والله أعلم. وحكى ابن جرير عن الضحاك بن مزاحم: أنه زعم أن في الجن رسلا، واحتج بهذه الآية الكريمة. وفي الاستدلال بها على ذلك نظر لأنها محتملة وليست بصريحة، وهي - والله أعلم - كقوله: (( يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ))، والمراد: من أحدهما... " مع تعليق الشيخ. أستمع حفظ
6 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... وأما كونه مبعوثا إلى كافة الورى، فقد قال: (( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا )) وقد قال تعالى: (( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ))، وقال تعالى: (( وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ))، أي: وأنذر من بلغه. وقال تعالى: (( وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا ))، وقال تعالى: (( أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم ))، الآية. وقال تعالى: (( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ))، وقد قال تعالى: (( وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ )) ، وقال صلى الله عليه وسلم: ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ) ، أخرجاه في الصحيحين. وقال صلى الله عليه وسلم: ( لا يسمع بي رجل من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار ) ، رواه مسلم. وكونه صلى الله عليه وسلم مبعوثا إلى الناس كافة معلوم من دين الإسلام بالضرورة ... "مع تعليق الشيخ . أستمع حفظ