1 - تتمة التعليق على قوله في شرح الطحاوية : " .... قوله: " ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا، وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يدا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة " . قال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )). وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ( من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن عصى الأمير فقد عصاني ) . وعن أبي ذر رضي الله عنه. قال: ( إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف ) . وعند البخاري: ( ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة ) ..." . أستمع حفظ
2 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... وعن عوف بن مالك رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم ) ، فقلنا: يا رسول الله، أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك ؟ قال: ( لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه وال، فرآه يأتي شيئا من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدا من طاعة ) . فقد دل الكتاب والسنة على وجوب طاعة أولي الأمر، ما لم يأمروا بمعصية، فتأمل قوله تعالى: (( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) - كيف قال:(( وأطيعوا الرسول )) ، ولم يقل: وأطيعوا أولي الأمر منكم فقد أطاع الله، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يأمر بغير طاعة الله، بل هو معصوم في ذلك، وأما ولي الأمر فقد يأمر بغير طاعة الله، فلا يطاع إلا فيما هو طاعة لله ورسوله. وأما لزوم طاعتهم وإن جاروا، فلأنه يترتب على الخروج من طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم، بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات ومضاعفة الأجور، فإن الله تعالى ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا، والجزاء من جنس العمل، فعلينا الاجتهاد بالاستغفار والتوبة وإصلاح العمل. قال تعالى: (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )) وقال تعالى: (( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم )) وقال تعالى: (( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك )) (( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون )) فإذا أراد الرعية أن يتخلصوا من ظلم الأمير الظالم. فليتركوا الظلم. وعن مالك بن دينار: أنه جاء في بعض كتب الله:" أنا الله مالك الملك، قلوب الملوك بيدي، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك، لكن توبوا أعطفهم عليكم " ..."مع تعليق الشيخ. أستمع حفظ
3 - تعليق الشيخ على ما تقدم قراءته من الشرح : " ... قوله: " ونتبع السنة والجماعة، ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرق " . السنة: طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، والجماعة: جماعة المسلمين، وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين. فاتباعهم هدى. وخلافهم ضلال. قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )). وقال: (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) . وقال تعالى: (( قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين )). وقال تعالى: (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون )) . وقال تعالى: (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم )). وقال تعالى: (( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون )) . وثبت في السنن الحديث الذي صححه الترمذي، عن العرباض بن سارية، قال: ( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع ؟ فماذا تعهد إلينا ؟ فقال:"أوصيكم بالسمع والطاعة، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة». وقال صلى الله عليه وسلم: «إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على [ ثلاث ](8) وسبعين ملة، يعني الأهواء، كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة». وفي رواية: «قالوا: من هي يا رسول الله ؟ قال:"ما أنا عليه وأصحابي». فبين صلى الله عليه وسلم أن عامة المختلفين هالكون من الجانبين، إلا أهل السنة والجماعة ...". أستمع حفظ