1 - تتمة التعليق على قوله في شرح الطحاوية : "... قوله: " ونؤمن بالكرام الكاتبين، فإن الله قد جعلهم علينا حافظين " . قال تعالى: (( وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون )) . وقال تعالى: (( إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) . وقال تعالى: (( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله )) . وقال تعالى: (( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون )) . وقال تعالى: (( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون )). وقال تعالى: (( إن رسلنا يكتبون ما تمكرون )) . وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر، فيصعد إليه الذين كانوا فيكم، فيسألهم، والله أعلم بهم: كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون، وفارقناهم وهم يصلون ) . وفي الحديث الآخر: ( إن معكم من لا يفارقكم إلا عند الخلاء وعند الجماع، فاستحيوهم، وأكرموهم ) . جاء في التفسير: اثنان عن اليمين وعن الشمال، يكتبان الأعمال، صاحب اليمين يكتب الحسنات، وصاحب الشمال يكتب السيئات، وملكان آخران يحفظانه ويحرسانه، واحد من ورائه، وواحد أمامه، فهو بين أربعة أملاك بالنهار، وأربعة آخرين بالليل، بدلا، حافظان وكاتبان. وقال عكرمة عن ابن عباس: (( يحفظونه من أمر الله )) . قال: ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه، فإذا جاء قدر الله خلوا عنه. وروى مسلم والإمام أحمد عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن، وقرينه من الملائكة ) قالوا: وإياك يا رسول الله ؟ قال:( وإياي، لكن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير ) . الرواية بفتح الميم من "فأسلم )ومن رواه( فأسلم ) برفع الميم - فقد حرف لفظه. ومعنى( فأسلم ) ، أي: فاستسلم وانقاد لي، في أصح القولين، ولهذا قال:( فلا يأمرني إلا بخير ) ، ومن قال: إن الشيطان صار مؤمنا - فقد حرف معناه، فإن الشيطان لا يكون مؤمنا ...". أستمع حفظ
2 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... ومعنى: (( يحفظونه من أمر الله )) - قيل: حفظهم له من أمر الله، أي الله أمرهم بذلك، يشهد لذلك قراءة من قرأ:(( يحفظونه بأمر الله )) . ثم قد ثبت بالنصوص المذكورة أن الملائكة تكتب القول والفعل. وكذلك النية؛ لأنها فعل القلب، فدخلت في عموم (( يعلمون ما تفعلون )) . ويشهد لذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ( قال الله عز وجل: إذا هم عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه، فإن عملها فاكتبوها عليه سيئة، وإذا هم عبدي بحسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها عشرا ) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قالت الملائكة: ذاك عبد يريد أن يعمل سيئة، وهو أبصر به، فقال: ارقبوه، فإن عملها فاكتبوها بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة، إنما تركها من جرائي ) ، خرجاهما في الصحيحين، واللفظ لمسلم ..." مع تعليق الشيخ. أستمع حفظ
3 - تعليق الشيخ على ما تقدم قراءته من الشرح : " ... قوله: " ونؤمن بملك الموت، الموكل بقبض أرواح العالمين ". قال تعالى: (( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون )) . ولا تعارض هذه الآية قوله: (( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون )) ، وقوله تعالى: (( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى )) : لأن ملك الموت يتولى قبضها واستخراجها، ثم يأخذها منه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب، ويتولونها بعده، كل ذلك بإذن الله وقضائه وقدره، وحكمه وأمره، فصحت إضافة التوفي إلى كل بحسبه ...". أستمع حفظ
4 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... وقد اختلف في حقيقة النفس ما هي ؟ وهل هي جزء من أجزاء البدن ؟ أو عرض من أعراضه ؟ أو جسم مساكن له مودع فيه ؟ أو جوهر مجرد ؟ وهل هي الروح أو غيرها ؟ وهل الأمارة، واللوامة، والمطمئنة - نفس واحدة، أم هي ثلاثة أنفس ؟ وهل تموت الروح، أو الموت للبدن وحده ؟ وهذه المسألة تحتمل مجلدا، ولكن أشير إلى الكلام عليها مختصرا، إن شاء الله تعالى: فقيل: الروح قديمة، وقد أجمعت الرسل على أنها محدثة مخلوقة مصنوعة مربوبة مدبرة. وهذا معلوم بالضرورة من دينهم، أن العالم محدث، ومضى على هذا الصحابة والتابعون، حتى نبغت نابغة ممن قصر فهمه في الكتاب والسنة، فزعم أنها قديمة، واحتج بأنها من أمر الله، وأمره غير مخلوق ! وبأن الله أضافها إليه بقوله: (( قل الروح من أمر ربي )) ، وبقوله: (( ونفخت فيه من روحي )) ، كما أضاف إليه علمه وقدرته وسمعه وبصره ويده. وتوقف آخرون. واتفق أهل السنة والجماعة أنها مخلوقة. وممن نقل الإجماع على ذلك: محمد بن نصر المروزي، وابن قتيبة وغيرهما .." مع تعليق الشيخ. أستمع حفظ
5 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... ومن الأدلة على أن الروح مخلوقة، قوله تعالى: (( الله خالق كل شيء )) ، فهذا عام لا تخصيص فيه بوجه ما، ولا يدخل في ذلك صفات الله تعالى، فإنها داخلة في مسمى اسمه. فالله تعالى هو الإله الموصوف بصفات الكمال، فعلمه وقدرته وحياته وسمعه وبصره وجميع صفاته - داخل في مسمى اسمه فهو سبحانه بذاته وصفاته الخالق، وما سواه مخلوق، ومعلوم قطعا أن الروح ليست هي الله، ولا صفة من صفاته، وإنما هي من مصنوعاته. ومنها قوله تعالى: (( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )) وقوله تعالى لزكريا: (( وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا )) . والإنسان اسم لروحه وجسده، والخطاب لزكريا، لروحه وبدنه، والروح توصف بالوفاة والقبض والإمساك والإرسال، وهذا شأن المخلوق المحدث ..." مع تعليق الشيخ. أستمع حفظ