1 - تعليق الشيخ على قوله في شرح الطحاوية : " ... السابع: أن الله يخرج منها من يشاء، كما ورد في الحديث، ثم يبقيها شيئا، ثم يفنيها، فإنه جعل لها أمدا تنتهي إليه. الثامن: أن الله تعالى يخرج منها من شاء، كما ورد في السنة، ويبقى فيها الكفار، بقاء لا انقضاء له، كما قال الشيخ رحمه الله. وما عدا هذين القولين الأخيرين ظاهر البطلان. وهذان القولان لأهل السنة ينظر في أدلتهما . فمن أدلة القول الأول منهما: قوله تعالى: (( قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم )) . وقوله تعالى. (( فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد ))، ولم يأت بعد هذين الاستثناءين ما أتى بعد الاستثناء المذكور لأهل الجنة، وهو قوله: (( عطاء غير مجذوذ )) . وقوله تعالى: (( لابثين فيها أحقابا )) . وهذا القول - أعني القول بفناء النار دون الجنة - منقول عن عمر، وابن مسعود، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وغيرهم. وقد روى عبد بن حميد في تفسيره المشهور، بسنده إلى عمر رضي الله عنه، أنه قال: ( لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج، لكان لهم على ذلك وقت يخرجون فيه»، ذكر ذلك في تفسير قوله تعالى: {لابثين فيها أحقابا}(9). قالوا: والنار موجب غضبه، والجنة موجب رحمته. وقد قال صلى الله عليه وسلم: «لما قضى الله الخلق، كتب كتابا، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي سبقت غضبي». وفي رواية: «تغلب غضبي». رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وقد روى عبد بن حميد في تفسيره المشهور، بسنده إلى عمر رضي الله عنه، أنه قال: " لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج، لكان لهم على ذلك وقت يخرجون فيه " ، ذكر ذلك في تفسير قوله تعالى: (( لابثين فيها أحقابا )) ... " . أستمع حفظ
2 - تعليق الشيخ على ما تقدم قراءته من الشرح " ... قالوا: والنار موجب غضبه، والجنة موجب رحمته. وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( لما قضى الله الخلق، كتب كتابا، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي سبقت غضبي ) . وفي رواية: ( تغلب غضبي ) . رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. قالوا: والله سبحانه يخبر عن العذاب أنه: (( عذاب يوم عظيم )) . و (( أليم ))، و (( عقيم ))، ولم يخبر ولا في موضع واحد عن النعيم أنه نعيم يوم. وقد قال تعالى: (( عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء ))، وقال تعالى حكاية عن الملائكة: (( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما )) . فلا بد أن تسع رحمته هؤلاء المعذبين، فلو بقوا في العذاب لا إلى غاية لم تسعهم رحمته. وقد ثبت في الصحيح تقدير يوم القيامة بخمسين ألف سنة، والمعذبون فيها متفاوتون في مدة لبثهم في العذاب بحسب جرائمهم، وليس في حكمة أحكم الحاكمين ورحمة أرحم الراحمين أن يخلق خلقا يعذبهم أبد الآباد عذابا سرمدا لا نهاية له. وأما أنه يخلق خلقا ينعم عليهم ويحسن إليهم نعيما سرمدا - فمن مقتضى الحكمة. والإحسان مراد لذاته، والانتقام مراد بالعرض ...". أستمع حفظ
3 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية :" ... قالوا: وما ورد من الخلود فيها، والتأبيد، وعدم الخروج، وأن عذابها مقيم، وأنه غرام - كله حق مسلم، لا نزاع فيه، وذلك يقتضي الخلود في دار العذاب ما دامت باقية، وإنما يخرج منها في حال بقائها أهل التوحيد. ففرق بين من يخرج من الحبس وهو حبس على حاله، وبين من يبطل حبسه بخراب الحبس وانتقاضه ..." مع تعليق الشيخ. أستمع حفظ
4 - التعليق على قوله في شرح الطحاوية :" ... ومن أدلة القائلين ببقائها وعدم فنائها: قوله: (( ولهم عذاب مقيم )) . (( لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون )) . (( فلن نزيدكم إلا عذابا )) . (( خالدين فيها أبدا )). (( وما هم منها بمخرجين )) . (( وما هم بخارجين من النار )) . (( ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط )) . {(لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها )) . (( إن عذابها كان غراما )) ، أي مقيما لازما. وقد دلت السنة المستفيضة أنه يخرج من النار من قال:"لا إله إلا الله"، وأحاديث الشفاعة صريحة في خروج عصاة الموحدين من النار، وأن هذا حكم مختص بهم، فلو خرج الكفار منها لكانوا بمنزلتهم، ولم يختص الخروج بأهل الإيمان. وبقاء الجنة والنار ليس لذاتهما، بل بإبقاء الله لهما................... فالموجودات نوعان: أحدهما مسخر بطبعه، والثاني متحرك بإرادته، فهدى الأول لما سخره له طبيعة، وهدى الثاني هداية إرادية تابعة لشعوره وعلمه بما ينفعه ويضره. ثم قسم هذا النوع . إلى ثلاثة أنواع: نوع لا يريد إلا الخير ولا يتأتى منه إرادة سواه، كالملائكة. ونوع لا يريد إلا الشر ولا يتأتى منه إرادة سواه، كالشيطان. ونوع يتأتى منه إرادة القسمين، كالإنسان. ثم جعله ثلاثة أصناف: صنف يغلب إيمانه ومعرفته وعقله هواه وشهوته، فيلتحق بالملائكة. وصنف عكسه، فيلتحق بالشياطين. وصنف تغلب شهوته البهيمية عقله، فيلتحق بالبهائم. والمقصود: أنه سبحانه أعطى الوجودين: العيني والعلمي، فكما أنه لا موجود إلا بإيجاده، فلا هداية إلا بتعليمه، وذلك كله من الأدلة على كمال قدرته، وثبوت وحدانيته، وتحقيق ربوبيته، سبحانه وتعالى ...". أستمع حفظ
5 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية :" ... وقوله:"فمن شاء منهم إلى الجنة فضلا منه، ومن شاء منهم إلى النار عدلا منه "إلخ - مما يجب أن يعلم: أن الله تعالى لا يمنع الثواب إلا إذا منع سببه، وهو العمل الصالح، فإنه: (( من يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما )) . وكذلك لا يعاقب أحدا إلا بعد حصول سبب العقاب، فإن الله تعالى يقول: (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )) . وهو سبحانه المعطي المانع، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع. لكن إذا من على الإنسان بالإيمان والعمل الصالح، فلا يمنعه موجب ذلك أصلا، بل يعطيه من الثواب والقرب ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. وحيث منعه ذلك فلانتفاء سببه، وهو العمل الصالح. ولا ريب أنه يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، لكن ذلك كله حكمة منه وعدل، فمنعه للأسباب التي هي الأعمال الصالحة من حكمته وعدله. وأما المسببات بعد وجود أسبابها، فلا يمنعها بحال، إذا لم تكن أسبابا غير صالحة، إما لفساد في العمل، وإما لسبب يعارض موجبه ومقتضاه، فيكون ذلك لعدم المقتضي، أو لوجود المانع. وإذا كان منعه وعقوبته من عدم الإيمان والعمل الصالح، وهو لم يعط ذلك ابتلاء وابتداء إلا حكمة منه وعدلا. فله الحمد في الحالين، وهو المحمود على كل حال، كل عطاء منه فضل، وكل عقوبة منه عدل، فإن الله تعالى حكيم يضع الأشياء في مواضعها التي تصلح لها، كما قال تعالى: (( وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته )) . وكما قال تعالى: (( وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين )). ونحو ذلك. وسيأتي لهذا زيادة، إن شاء الله تعالى ..." مع تعليق الشيخ. أستمع حفظ