1 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية :" ... وأما استدلال المعتزلة بقوله تعالى: (( فتبارك الله أحسن الخالقين )) - فمعنى الآية: أحسن المصورين المقدرين. و" الخلق "يذكر ويراد به التقدير، وهو المراد هنا، بدليل قوله تعالى: (( الله خالق كل شيء ))، أي الله خالق كل شيء مخلوق، فدخلت أفعال العباد في عموم" كل ". وما أفسد قولهم في إدخال كلام الله تعالى في عموم:" كل"، الذي هو صفة من صفاته، يستحيل عليه أن يكون مخلوقا ! وأخرجوا أفعالهم التي هي مخلوقة من عموم" كل"! ! وهل يدخل في عموم" كل"إلا ما هو مخلوق ؟ ! فذاته المقدسة وصفاته غير داخلة في هذا العموم، ودخل سائر المخلوقات في عمومها..." مع تعليق الشيخ. أستمع حفظ
2 - تعليق الشيخ على ما تقدم قراءته من الشرح : " ... وكذا قوله تعالى: (( والله خلقكم وما تعملون )). ولا نقول إن" ما "مصدرية، أي: خلقكم وعملكم - إذ سياق الآية يأباه؛ لأن إبراهيم عليه السلام إنما أنكر عليهم عبادة المنحوت، لا النحت، والآية تدل على أن المنحوت مخلوق لله تعالى، وهو ما صار منحوتا إلا بفعلهم، فيكون ما هو من آثار فعلهم مخلوقا لله تعالى، ولو لم يكن النحت مخلوقا لله تعالى لم يكن المنحوت مخلوقا له، بل الخشب أو الحجر لا غير وذكر أبو الحسين البصري إمام المتأخرين من المعتزلة: أن العلم بأن العبد يحدث فعله - ضروري. وذكر الرازي أن افتقار الفعل المحدث الممكن إلى مرجح يجب وجوده عنده ويمتنع عند عدمه - ضروري، وكلاهما صادق فيما ذكره من العلم الضروري، ثم ادعاء كل منهما أن هذا العلم الضروري يبطل ما ادعاه الآخر من الضرورة - غير مسلم، بل كلاهما صادق فيما ادعاه من العلم الضروري، وإنما وقع غلطه في إنكاره ما مع الآخر من الحق. فإنه لا منافاة بين كون العبد محدثا لفعله وكون هذا الإحداث وجب وجوده بمشيئة الله تعالى، كما قال تعالى: (( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ))، . فقوله: (( فألهمها فجورها وتقواها )) - إثبات للقدر بقوله: فألهمها، وإثبات لفعل العبد بإضافة الفجور والتقوى إلى نفسه، ليعلم أنها هي الفاجرة والمتقية. وقوله بعد ذلك: (( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها )) - إثبات أيضا لفعل العبد، ونظائر ذلك كثيرة... " . أستمع حفظ
3 - تعليق الشيخ على ما تقدم قراءته من الشرح : " ... وهذه شبهة أخرى من شبه القوم التي فرقتهم، بل مزقتهم كل ممزق، وهي: أنهم قالوا ؟ كيف يستقيم الحكم على قولكم بأن الله يعذب المكلفين على ذنوبهم وهو خلقها فيهم ؟ فأين العدل في تعذيبهم على ما هو خالقه وفاعله فيهم ؟ وهذا السؤال لم يزل مطروقا في العالم على ألسنة الناس، وكل منهم يتكلم في جوابه بحسب علمه ومعرفته، وعنه تفرقت بهم الطرق: فطائفة أخرجت أفعالهم عن قدرة الله تعالى، وطائفة أنكرت الحكم والتعليل، وسدت باب السؤال. وطائفة أثبتت كسبا لا يعقل ! جعلت الثواب والعقاب عليه. وطائفة التزمت لأجله وقوع مقدور بين قادرين، ومفعول بين فاعلين ! وطائفة التزمت الجبر، وأن الله يعذبهم على ما لا يقدرون عليه ! وهذا السؤال هو الذي أوجب هذا التفرق والاختلاف. والجواب الصحيح عنه، أن يقال: إن ما يبتلى به العبد من الذنوب الوجودية، وإن كانت خلقا لله تعالى، فهي عقوبة له على ذنوب قبلها، فالذنب يكسب الذنب، ومن عقاب السيئة السيئة بعدها. فالذنوب كالأمراض التي يورث بعضها بعضا... ". أستمع حفظ