العقيدة الطحاوية-70
الشيخ محمد أمان الجامي
العقيدة الطحاوية
الحجم ( 6.70 ميغابايت )
التنزيل ( 1418 )
الإستماع ( 443 )


1 - تعليق الشيخ على قوله في شرح الطحاوية " ... قوله: " والله تعالى يستجيب الدعوات، ويقضي الحاجات ". قال تعالى: (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )) . (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )) . والذي عليه أكثر الخلق من المسلمين وسائر أهل الملل وغيرهم - أن الدعاء من أقوى الأسباب في جلب المنافع ودفع المضار، وقد أخبر تعالى عن الكفار أنهم إذا مسهم الضر في البحر دعوا الله مخلصين له الدين، وأن الإنسان إذا مسه الضر دعاه لجنبه أو قاعدا أو قائما. وإجابة الله لدعاء العبد، مسلما كان أو كافرا، وإعطاؤه سؤله - من جنس رزقه لهم، ونصره لهم. وهو مما توجبه الربوبية للعبد مطلقا، ثم قد يكون ذلك فتنة في حقه ومضرة عليه، إذ كان كفره وفسوقه يقتضي ذلك. وفي سنن ابن ماجه من حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من لم يسأل الله يغضب عليه )). وقد نظم بعضهم هذا المعنى، فقال: الرب يغضب إن تركت سؤاله... وبني آدم حين يسأل يغضب قال ابن عقيل: قد ندب الله تعالى إلى الدعاء، وفي ذلك معان: أحدها: الوجود، فإن من ليس بموجود لا يدعى. الثاني: الغنى، فإن الفقير لا يدعى. الثاني: الغنى، فإن الفقير لا يدعى. الثالث: السمع، فإن الأصم لا يدعى. الرابع: الكرم، فإن البخيل لا يدعى. الخامس: الرحمة، فإن القاسي لا يدعى. السادس: القدرة، فإن العاجز لا يدعى.... " . أستمع حفظ

3 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : "... قوله: " والله تعالى يستجيب الدعوات، ويقضي الحاجات ". قال تعالى: (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )) . (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )) . والذي عليه أكثر الخلق من المسلمين وسائر أهل الملل وغيرهم - أن الدعاء من أقوى الأسباب في جلب المنافع ودفع المضار، وقد أخبر تعالى عن الكفار أنهم إذا مسهم الضر في البحر دعوا الله مخلصين له الدين، وأن الإنسان إذا مسه الضر دعاه لجنبه أو قاعدا أو قائما. وإجابة الله لدعاء العبد، مسلما كان أو كافرا، وإعطاؤه سؤله - من جنس رزقه لهم، ونصره لهم. وهو مما توجبه الربوبية للعبد مطلقا، ثم قد يكون ذلك فتنة في حقه ومضرة عليه، إذ كان كفره وفسوقه يقتضي ذلك. وفي سنن ابن ماجه من حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من لم يسأل الله يغضب عليه )). وقد نظم بعضهم هذا المعنى، فقال: الرب يغضب إن تركت سؤاله... وبني آدم حين يسأل يغضب قال ابن عقيل: قد ندب الله تعالى إلى الدعاء، وفي ذلك معان: أحدها: الوجود، فإن من ليس بموجود لا يدعى. الثاني: الغنى، فإن الفقير لا يدعى. الثاني: الغنى، فإن الفقير لا يدعى. الثالث: السمع، فإن الأصم لا يدعى. الرابع: الكرم، فإن البخيل لا يدعى. الخامس: الرحمة، فإن القاسي لا يدعى. السادس: القدرة، فإن العاجز لا يدعى. ومن يقول بالطبائع يعلم أن النار لا يقال لها: كفي ! ولا النجم يقال له: أصلح مزاجي ! ! لأن هذه عندهم مؤثرة طبعا لا اختيارا، فشرع الدعاء وصلاة الاستسقاء ليبين كذب أهل الطبائع وذهب قوم من المتفلسفة وغالية المتصوفة [إلى] أن الدعاء لا فائدة فيه ! قالوا: لأن المشيئة الإلهية إن اقتضت وجود المطلوب فلا حاجة إلى الدعاء، وإن لم تقتضه فلا فائدة في الدعاء ! ! وقد يخص بعضهم بذلك خواص العارفين ! ويجعل الدعاء علة في مقام الخواص ! ! وهذا من اتقفت عليه تجارب الأمم، حتى إن الفلاسفة تقول: ضجيج الأصوات، في هياكل العبادات، بفنون اللغات، تحلل ما عقدته الأفلاك المؤثرات ! ! هذا وهم مشركون وجواب الشبهة بمنع المقدمتين: فإن قولهم عن المشيئة الإلهية: إما أن تقتضيه أو لا - فثم قسم ثالث، وهو: أن تقتضيه بشرط لا تقتضيه مع عدمه، وقد يكون الدعاء من شرطه، كما توجب الثواب مع العمل الصالح، ولا توجبه مع عدمه، وكما توجب الشبع والري عند الأكل والشرب، ولا توجبه مع عدمهما، وحصول الولد بالوطء، والزرع بالبذر. فإذا قدر وقوع المدعو به بالدعاء لم يصح أن يقال لا فائدة في الدعاء، كما لا يقال لا فائدة في الأكل والشرب والبذر وسائر الأسباب. فقول هؤلاء - كما أنه مخالف للشرع، فهو مخالف للحس والفطرة. ومما ينبغي أن يعلم، ما قاله طائفة من العلماء، وهو: أن الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد ! ومحو الأسباب أن تكون أسبابا، نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع. ومعنى التوكل والرجاء، يتألف من وجوب التوحيد والعقل والشرع. وبيان ذلك: أن الالتفات إلى السبب هو اعتماد القلب عليه، ورجاؤه والاستناد إليه. وليس في المخلوقات ما يستحق هذا، لأنه ليس بمستقل، ولا بد له من شركاء وأضداد ومع هذا كله، فإن لم يسخره مسبب الأسباب لم يسخر ... "مع تعليق الشيخ. أستمع حفظ

4 - تعليق الشيخ على ما تقدم قراءته من الشرح : " ... وذهب قوم من المتفلسفة وغالية المتصوفة إلى أن الدعاء لا فائدة فيه ! قالوا: لأن المشيئة الإلهية إن اقتضت وجود المطلوب فلا حاجة إلى الدعاء، وإن لم تقتضه فلا فائدة في الدعاء ! ! وقد يخص بعضهم بذلك خواص العارفين ! ويجعل الدعاء علة في مقام الخواص ! ! وهذا من اتقفت عليه تجارب الأمم، حتى إن الفلاسفة تقول: ضجيج الأصوات، في هياكل العبادات، بفنون اللغات، تحلل ما عقدته الأفلاك المؤثرات ! ! هذا وهم مشركون ... ". أستمع حفظ

5 - تعليق الشيخ على ما تقدم قراءته من الشرح : " ... وجواب الشبهة بمنع المقدمتين: فإن قولهم عن المشيئة الإلهية: إما أن تقتضيه أو لا - فثم قسم ثالث، وهو: أن تقتضيه بشرط لا تقتضيه مع عدمه، وقد يكون الدعاء من شرطه، كما توجب الثواب مع العمل الصالح، ولا توجبه مع عدمه، وكما توجب الشبع والري عند الأكل والشرب، ولا توجبه مع عدمهما، وحصول الولد بالوطء، والزرع بالبذر. فإذا قدر وقوع المدعو به بالدعاء لم يصح أن يقال لا فائدة في الدعاء، كما لا يقال لا فائدة في الأكل والشرب والبذر وسائر الأسباب. فقول هؤلاء - كما أنه مخالف للشرع، فهو مخالف للحس والفطرة. ... ". أستمع حفظ

6 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : "... ومما ينبغي أن يعلم ما قاله طائفة من العلماء، وهو: أن الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد ! ومحو الأسباب أن تكون أسبابا، نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع. ومعنى التوكل والرجاء، يتألف من وجوب التوحيد والعقل والشرع. وبيان ذلك: أن الالتفات إلى السبب هو اعتماد القلب عليه، ورجاؤه والاستناد إليه. وليس في المخلوقات ما يستحق هذا، لأنه ليس بمستقل، ولا بد له من شركاء وأضداد ومع هذا كله، فإن لم يسخره مسبب الأسباب لم يسخر ... " مع تعليق الشيخ. أستمع حفظ

7 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : "... وقولهم: إن اقتضت المشيئة المطلوب فلا حاجة إلى الدعاء ؟ قلنا: بل قد تكون إليه حاجة، من تحصيل مصلحة أخرى عاجلة وآجلة، ودفع مضرة أخرى عاجلة وآجلة. وكذلك قولهم: وإن لم تقتضه فلا فائدة فيه ؟ قلنا: بل فيه فوائد عظيمة، من جلب منافع، ودفع مضار، كما نبه عليه النبي صلى الله عليه وسلم، بل ما يعجل للعبد، من معرفته بربه، وإقراره به، وبأنه سميع قريب قدير عليم رحيم، وإقراره بفقره إليه واضطراره إليه، وما يتبع ذلك من العلوم العلية والأحوال الزكية، التي هي من أعظم المطالب... " مع تعليق الشيخ. أستمع حفظ

8 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : "... فإن قيل: إذا كان إعطاء الله معللا بفعل العبد، كما يعقل من إعطاء المسؤول للسائل، كان السائل قد أثر في المسؤول حتى أعطاه ؟ ! قلنا: الرب سبحانه هو الذي حرك العبد إلى دعائه، فهذا الخير منه، وتمامه عليه. كما قال عمر رضي الله عنه:"إني لا أحمل هم الإجابة، وإنما أحمل هم الدعاء، ولكن إذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه". وعلى هذا قوله تعالى: (( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدو )) . فأخبر سبحانه أنه يبتدئ بتدبير الأمر ، ثم يصعد إليه الأمر الذي دبره، فالله سبحانه هو الذي يقذف في قلب العبد حركة الدعاء، ويجعلها سببا للخير الذي يعطيه إياه، كما في العمل والثواب، فهو الذي وفق العبد للتوبة ثم قبلها، وهو الذي وفقه للعمل ثم أثابه، وهو الذي وفقه للدعاء ثم أجابه، فما أثر فيه شيء من المخلوقات، بل هو جعل ما يفعله سببا لما يفعله. قال مطرف بن عبد الله بن الشخير، أحد أئمة التابعين: نظرت في هذا الأمر، فوجدت مبدأه من الله، وتمامه على الله، ووجدت ملاك ذلك الدعاء... " مع تعليق الشيخ. أستمع حفظ