العقيدة الطحاوية-74
الشيخ محمد أمان الجامي
العقيدة الطحاوية
الحجم ( 6.91 ميغابايت )
التنزيل ( 1341 )
الإستماع ( 428 )


1 - تتمة التعليق الشيخ على ما تقدم قراءته من الشرح : " ... " ولا نفرط في حب أحد منهم"- أي لا نتجاوز الحد في حب أحد منهم، كما تفعل الشيعة، فنكون من المعتدين. قال تعالى: (( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم )) . وقوله:"ولا نتبرأ من أحد منهم"- كما فعلت الرافضة ! فعندهم لا ولاء إلا ببراء، أي لا يتولى أهل البيت حتى يتبرأ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما !! وأهل السنة يوالونهم كلهم، وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها، بالعدل والإنصاف، لا بالهوى والتعصب. فإن ذلك كله من البغي الذي هو مجاوزة الحد، كما قال تعالى: (( فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم )) . وهذا معنى قول من قال من السلف: الشهادة بدعة، والبراءة بدعة. يروى ذلك عن جماعة من السلف، من الصحابة والتابعين، منهم: أبو سعيد الخدري، والحسن البصري، وإبراهيم النخعي، والضحاك، وغيرهم. ومعنى الشهادة: أن يشهد على معين من المسلمين أنه من أهل النار، أو أنه كافر، بدون العلم بما ختم الله له به. وقوله: وحبهم دين وإيمان وإحسان - لأنه امتثال لأمر الله فيما تقدم من النصوص. وروى الترمذي عن عبد الله بن مغفل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه ) . وتسمية حب الصحابة إيمانا مشكل على الشيخ رحمه الله، لأن الحب عمل القلب، وليس هو التصديق، فيكون العمل داخلا في مسمى الإيمان. وقد تقدم في كلامه: أن الإيمان هو الإقرار باللسان والتصديق بالجنان، ولم يجعل العمل داخلا في مسمى الإيمان، وهذا هو المعروف من مذهب أبي حنيفة، إلا أن تكون هذه التسمية مجازا...". أستمع حفظ

2 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... وقوله:"وبغضهم كفر ونفاق وطغيان"- تقدم الكلام في تكفير أهل البدع، وهذا الكفر نظير الكفر المذكور في قوله: (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) . وقد تقدم الكلام في ذلك. قوله: " ونثبت الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، تفضيلا له وتقديما على جميع الأمة " . اختلف أهل السنة في خلافة الصديق رضي الله عنه: هل كانت بالنص، أو بالاختيار ؟ فذهب الحسن البصري وجماعة من أهل الحديث إلى أنها ثبتت بالنص الخفي والإشارة، ومنهم من قال بالنص الجلي. وذهب جماعة من أهل الحديث والمعتزلة والأشعرية إلى أنها ثبتت بالاختيار. والدليل على إثباتها بالنص أخبار: من ذلك ما أسنده البخاري عن جبير بن مطعم، قال: " أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم، فأمرها أن ترجع إليه، قالت: أرأيت إن جئت فلم أجدك ؟ كأنها تريد الموت، قال: ( إن لم تجديني فأتي أبا بكر ) " . وذكر له سياقا آخر، وأحاديث أخر. وذلك نص على إمامته. وحديث حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر ) . رواه أهل السنن. وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها وعن أبيها، قالت: " دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي بدئ فيه، فقال: ( ادعي لي أباك وأخاك، حتى أكتب لأبي بكر كتابا ) ، ثم قال:( يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر ). وفي رواية: ( فلا يطمع في هذا الأمر طامع ) . وفي رواية: قال: ( ادعي لي عبد الرحمن بن أبي بكر، لأكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه )، ثم قال.( معاذ الله أن يختلف المؤمنون في أبي بكر ) .... " مع تعليق الشيخ. أستمع حفظ

4 - قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... وأحاديث تقديمه في الصلاة مشهورة معروفة، وهو يقول: ( مروا أبا بكر فليصل بالناس ) وقد روجع في ذلك مرة بعد مرة، فصلى بهم مدة مرض النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الصحيحين عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( بينا أنا نائم رأيتني على قليب، عليها دلو، فنزعت منها ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قحافة، فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم استحالت غربا، فأخذها ابن الخطاب، فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه، حتى ضرب الناس بعطن ) . وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال على منبره: ( لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، لا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت، إلا خوخة أبي بكر ) . وفي سنن أبي داود وغيره، من حديث الأشعث عن الحسن عن أبي بكرة، " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: ( من رأى منكم رؤيا ) ؟ فقال رجل: أنا رأيت ميزانا أنزل من السماء، فوزنت أنت وأبو بكر، فرجحت أنت بأبي بكر، ثم وزن عمر وأبو بكر، فرجح أبو بكر، ووزن عمر وعثمان، فرجح عمر، ثم رفع الميزان ، فرأيت الكراهة في وجه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:( خلافة نبوة ، ثم يؤتي الله الملك من يشاء ) . فبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن ولاية هؤلاء خلافة نبوة، ثم بعد ذلك ملك. وليس فيه ذكر علي رضي الله عنه، لأنه لم يجتمع الناس في زمانه، بل كانوا مختلفين، لم ينتظم فيه خلافة النبوة ولا الملك. وروى أبو داود أيضا عن جابر رضي الله عنه، أنه كان يحدث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أري الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله صلى الله عليه وسلم، ونيط عمر بأبي بكر، ونيط عثمان بعمر ) ، قال جابر: " فلما قمنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلنا: أما الرجل الصالح فرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما المنوط بعضهم ببعض فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه " . وروى أبو داود أيضا عن سمرة بن جندب: " أن رجلا قال: يا رسول الله، رأيت كأن دلوا دلي من السماء، فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها، فشرب شربا ضعيفا، ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع، ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع، ثم جاء علي فأخذ بعراقيها، فانتشطت منه، فانتضح عليه منها شيء " . وعن سعيد بن جمهان ، عن سفينة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء أو الملك ) ..." مع تعليق الشيخ. أستمع حفظ