1 - تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ . " ... إن قوله تعالى : (( الله أحد )) دلت على نفي الشريك من كل وجه : في الذات ،أوفي الصفات ، أوفي الأفعال ؛ كما دلت على تفرده سبحانه بالعظمة والكمال والمجد والجلال والكبرياء ، ولهذا لا يطلق لفظ (( أحد )) في الإثبات إلا على الله عز وجل ، وهو أبلغ من واحد، وقوله : (( الله الصمد )) قد فسرها ابن عباس رضي الله عنه بقوله : السيد الذي كمل في سؤدده ، والشريف الذي كمل في شرفه ، والعظيم الذي قد كمل في عظمته ، والحليم الذي قد كمل في حلمه ، والغني الذي قد كمل في غناه ، والجبار الذي قد كمل في جبروته ، والعليم الذي قد كمل في علمه ، والحكيم الذي قد كمل في حكمته ، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد ، وهو الله عز وجل ، هذه صفته ، لا تنبغي إلا له ، ليس له كفء ، وليس كمثله شيء ... " . أستمع حفظ
2 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وقد فسر الصمد أيضا بأنه الذي لا جوف له ، وبأنه الذي تصمد إليه الخليقة كلها وتقصده في جميع حاجاتها ومهماتها . فإثبات الأحدية لله تتضمن نفي المشاركة والمماثلة . وإثبات الصمدية بكل معانيها المتقدمة تتضمن إثبات جميع تفاصيل الأسماء الحسنى والصفات العلى ، وهذا هو توحيد الإثبات . وأما النوع الثاني وهو توحيد التنزيه ؛ فيؤخذ من قوله تعالى : (( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )) كما يؤخذ إجمالا من قوله : (( الله أحد )) ؛ أي : لم يتفرع عنه شيء ، ولم يتفرع هو عن شيء ، وليس له مكافئ ولا مماثل ولا نظير ... " . أستمع حفظ
4 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... فانظر كيف تضمنت هذه السورة توحيد الاعتقاد والمعرفة ، وما يجب إثباته للرب تعالى من الأحدية المنافية لمطلق المشاركة ، والصمدية المثبتة له جميع صفات الكمال الذي لا يلحقه نقص بوجه من الوجوه ، ونفي الولد والوالد الذي هو من لوازم غناه وصمديته وأحديته ، ثم نفي الكفء المتضمن لنفي التشبيه والتمثيل والنظير ، فحق لسورة تضمنت هذه المعارف كلها أن تعدل ثلث القرآن روى مسلم في صحيحه عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله : ( أي آية في كتاب الله أعظم ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، فرددها مرارا ، ثم قال أبي : آية الكرسي ، فوضع النبي يده على كتفه ، وقال : ليهنك هذا العلم أبا المنذر ) ، وفي رواية عند أحمد : ( والذي نفسي بيده إن لها لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش ) ... " . أستمع حفظ
6 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... ولا غرو ، فقد اشتملت هذه الآية العظيمة من أسماء الرب وصفاته على ما لم تشتمل عليه آية أخرى . فقد أخبر الله فيها عن نفسه بأنه المتوحد في إلهيته ، الذي لا تنبغي العبادة بجميع أنواعها وسائر صورها إلا له . ثم أردف قضية التوحيد بما يشهد لها من ذكر خصائصه وصفاته الكاملة ، فذكر أنه الحي الذي له كمال الحياة ؛ لأن حياته من لوازم ذاته ، فهي أزلية أبدية ، وكمال حياته يستلزم ثبوت جميع صفات الكمال الذاتية له ، من العزة والقدرة والعلم والحكمة والسمع والبصر والإرادة والمشيئة وغيرها ؛ إذ لا يتخلف شيء منها إلا لنقص في الحياة ، فالكمال في الحياة يتبعه الكمال في سائر الصفات اللازمة للحي . ثم قرن ذلك باسمه القيوم ، ومعناه الذي قام بنفسه ، واستغنى عن جميع خلقه غنى مطلقا لا تشوبه شائبة حاجة أصلا ؛ لأنه غنى ذاتي ، وبه قامت الموجودات كلها ، فهي فقيرة إليه فقرا ذاتيا ، بحيث لا تستغني عنه لحظة ، فهو الذي ابتدأ إيجادها على هذا النحو من الإحكام والإتقان ، وهو الذي يدبر أمورها ، ويمدها بكل ما تحتاج إليه في بقائها ، وفي بلوغ الكمال الذي قدره لها . فهذا الاسم متضمن لجميع صفات الكمال الفعلية ، كما أن اسمه الحي متضمن لجميع صفات الكمال الذاتية ، ولهذا ورد أن الحي القيوم هما اسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى ، وإذا دعي به أجاب ... " . أستمع حفظ
8 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... ثم أعقب ذلك بما يدل على كمال حياته وقيوميته ، فقال : (( لا تأخذه )) أي لا تغلبه (( سنة )) ؛ أي نعاس (( ولا نوم )) ؛ فإن ذلك ينافي القيومية ؛ إذ النوم أخو الموت ، ولهذا كان أهل الجنة لا ينامون . ثم ذكر عموم ملكه لجميع العوالم العلوية والسفلية ، وأنها جميعا تحت قهره وسلطانه ، فقال : (( له ما في السماوات وما في الأرض )) . ثم أردف ذلك بما يدل على تمام ملكه ، وهو أن الشفاعة كلها له ، فلا يشفع عنده أحد إلا بإذنه . وقد تضمن هذا النفي والاستثناء أمرين : أحدهما : إثبات الشفاعة الصحيحة ، وهي أنها تقع بإذنه سبحانه لمن يرضى قوله وعمله. والثاني : إبطال الشفاعة الشركية التي كان يعتقدها المشركون لأصنامهم ، وهي أنها تشفع لهم بغير إذن الله ورضاه . ثم ذكر سعة علمه وإحاطته ، وأنه لا يخفى عليه شيء من الأمور المستقبلة والماضية . وأما الخلق فإنهم ولا يحيطون بشيء من علمه قيل : يعني من معلومه ، وقيل : من علم أسمائه وصفاته إلا بما شاء الله سبحانه أن يعلمهم إياه على ألسنة رسله ، أو بغير ذلك من طرق البحث والنظر والاستنتاج والتجربة ... " . أستمع حفظ
10 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... ثم ذكر ما يدل على عظيم ملكه ، وواسع سلطانه ، فأخبر أن كرسيه قد وسع السماوات والأرض جميعا .والصحيح في الكرسي أنه غير العرش ، وأنه موضع القدمين ، وأنه في العرش كحلقة ملقاة في فلاة وأما ما أورده ابن كثير عن ابن عباس في تفسير الكرسي بالعلم ؛ فإنه لا يصح لأنه من رواية جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، وقد قال في روايته لهذا الأثر لم يتابع عليها ، أفاد ذلك الحافظ الذهبي من ترجمة جعفر المذكور من " الميزان " أ . هـ إسماعيل الأنصاري ، ويفضي إلى التكرار في الآية ... " . أستمع حفظ
12 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ...ثم أخبر سبحانه بعد ذلك عن عظيم قدرته وكمال قوته بقوله : (( ولا يئوده حفظهما )) ؛ أي : السماوات والأرض وما فيهما . وفسر الشيخ رحمه الله (( يئوده )) بـ : (( يثقله ويكرثه )) ، وهو من آده الأمر : إذا ثقل عليه . ثم وصف نفسه سبحانه في ختام تلك الآية الكريمة بهذين الوصفين الجليلين ؛ وهما : (( العلي )) ، و (( العظيم )) . فالعلي : هو الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه : علو الذات : وكونه فوق جميع المخلوقات مستويا على عرشه . وعلو القدر : إذ كان له كل صفة كمال ، وله من تلك الصفة أعلاها وغايتها . وعلو القهر : إذ كان هو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير . وأما العظيم فمعناه الموصوف بالعظمة ، الذي لا شيء أعظم منه ، ولا أجل ، ولا أكبر ، وله سبحانه التعظيم الكامل في قلوب أنبيائه وملائكته وأصفيائه ... " . أستمع حفظ
14 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وقوله سبحانه : (( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم )) . قوله : (( هو الأول )) الجملة هنا جاءت معرفة الطرفين ؛ فهي تفيد اختصاصه سبحانه بهذه الأسماء الأربعة ومعانيها على ما يليق بجلاله وعظمته ، فلا يثبت لغيره من ذلك شيء . وقد اضطربت عبارات المتكلمين في تفسير هذه الأسماء ، ولا داعي لهذه التفسيرات بعدما ورد تفسيرها عن المعصوم صلوات الله وسلامه عليه ، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه : اللهم رب السماوات السبع ، ورب الأرض ، رب كل شيء ، فالق الحب والنوى ، منزل التوراة والإنجيل والقرآن ؛ أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ، أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، اقض عني الدين وأغنني من الفقر ) فهذا تفسير واضح جامع يدل على كمال عظمته سبحانه ، وأنه محيط بالأشياء من كل وجه . فالأول والآخر : بيان لإحاطته الزمانية . والظاهر والباطن : بيان لإحاطته المكانية . كما أن اسمه " الظاهر " يدل على أنه العالي فوق جميع خلقه ، فلا شيء منها فوقه . فمدار هذه الأسماء الأربعة على الإحاطة ، فأحاطت أوليته وآخريته بالأوائل والأواخر ، وأحاطت ظاهريته وباطنيته بكل ظاهر وباطن .فاسمه الأول : دال على قدمه وأزليته . واسمه الآخر : دال على بقائه وأبديته . واسمه الظاهر : دال على علوه وعظمته . واسمه الباطن : دال على قربه ومعيته .ثم ختمت الآية بما يفيد إحاطة علمه بكل شيء من الأمور الماضية والحاضرة والمستقبلة ، ومن العالم العلوي والسفلي ، ومن الواجبات والجائزات والمستحيلات ، فلا يغيب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء . فالآية كلها في شأن إحاطة الرب سبحانه بجميع خلقه من كل وجه ، وأن العوالم كلها في قبضة يده كخردلة في يد العبد ، لا يفوته منها شيء ... " . أستمع حفظ
16 - تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه : اللهم رب السماوات السبع ، ورب الأرض ، رب كل شيء ، فالق الحب والنوى ، منزل التوراة والإنجيل والقرآن ؛ أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ، أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، اقض عني الدين وأغنني من الفقر ) ... " . أستمع حفظ
17 - تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... فهذا تفسير واضح جامع يدل على كمال عظمته سبحانه ، وأنه محيط بالأشياء من كل وجه . فالأول والآخر : بيان لإحاطته الزمانية . والظاهر والباطن : بيان لإحاطته المكانية . كما أن اسمه " الظاهر " يدل على أنه العالي فوق جميع خلقه ، فلا شيء منها فوقه ... " . أستمع حفظ
18 - تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... فمدار هذه الأسماء الأربعة على الإحاطة ، فأحاطت أوليته وآخريته بالأوائل والأواخر ، وأحاطت ظاهريته وباطنيته بكل ظاهر وباطن .فاسمه الأول : دال على قدمه وأزليته . واسمه الآخر : دال على بقائه وأبديته . واسمه الظاهر : دال على علوه وعظمته . واسمه الباطن : دال على قربه ومعيته .ثم ختمت الآية بما يفيد إحاطة علمه بكل شيء من الأمور الماضية والحاضرة والمستقبلة ، ومن العالم العلوي والسفلي ، ومن الواجبات والجائزات والمستحيلات ، فلا يغيب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء . فالآية كلها في شأن إحاطة الرب سبحانه بجميع خلقه من كل وجه ، وأن العوالم كلها في قبضة يده كخردلة في يد العبد ، لا يفوته منها شيء ... " . أستمع حفظ