1 - تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وأما قوله تعالى : (( فلا تضربوا لله الأمثال )) ؛ فهو نهي لهم أن يشبهوه بشيء من خلقه ؛ فإنه سبحانه له المثل الأعلى الذي لا يشركه فيه مخلوق . وقد قدمنا أنه لا يجوز أن يستعمل في حقه من الأقيسة ما يقتضي المماثلة أو المساواة بينه وبين غيره ؛ كقياس التمثيل وقياس الشمول . وإنما يستعمل في ذلك قياس الأولى الذي مضمونه أن كل كمال وجودي غير مستلزم للعدم ولا للنقص بوجه من الوجوه اتصف به المخلوق ، فالخالق أولى أن يتصف به ؛ لأنه هو الذي وهب المخلوق ذلك الكمال ، ولأنه لو لم يتصف بذلك الكمال مع إمكان أن يتصف به لكان في الممكنات من هو أكمل منه ، وهو محال ، وكذلك كل نقص يتنزه عنه المخلوق ، فالخالق أولى بالتنزه عنه ... " . أستمع حفظ
2 - قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )) ... " . أستمع حفظ
3 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما قوله : (( قل إنما حرم )) . . إلخ ؛ فـ (( إنما )) أداة قصر تفيد اختصاص الأشياء المذكورة بالحرمة ، فيفهم أن من عداها من الطيبات فهو مباح لا حرج فيه ؛ كما أفادته الآية التي قبلها . و (( الفواحش )) جمع فاحشة ؛ وهي الفعلة المتناهية في القبح ، وخصها بعضهم بما تضمن شهوة ولذة من المعاصي ؛ كالزنا ، واللواط ، ونحوهما من الفواحش الظاهرة ، وكالكبر والعجب وحب الرياسة من الفواحش الباطنة . وأما (( والإثم )) ؛ فمنهم من فسره بمطلق المعصية ، فيكون المراد منه ما دون الفاحشة ، ومنهم من خصه بالخمر ؛ فإنها جماع الإثم . وأما البغي بغير الحق ؛ فهو التسلط والاعتداء على الناس من غير أن يكون ذلك على جهة القصاص والمماثلة . وقوله : (( وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا )) ، وحرم أن تعبدوا مع الله غيره ، وتتقربوا إليه بأي نوع من أنواع العبادات والقربات ؛ كالدعاء ، والنذر ، والذبح ، والخوف ، والرجاء ، ونحو ذلك مما يجب أن يخلص فيه العبد قلبه ويسلم وجهه لله ، وحرم أن تتخذوا من دونه سبحانه أولياء يشرعون لهم من الدين ما لم يأذن به الله في عباداتهم ومعاملاتهم ؛ كما فعل أهل الكتاب مع الأحبار والرهبان ؛ حيث اتخذوهم أربابا من دون الله في التشريع ، فأحلوا ما حرم الله ، وحرموا ما أحل الله ، فاتبعوهم في ذلك . وقوله : (( ما لم ينزل به سلطانا )) قيد لبيان الواقع ؛ فإن كل ما عبد أو اتبع أو أطيع من دون الله قد فعل به ذلك من غير سلطان وأما القول على الله بلا علم ؛ فهو باب واسع جدا يدخل فيه كل خبر عن الله بلا دليل ولا حجة ؛ كنفي ما أثبته ، أو إثبات ما نفاه ، أو الإلحاد في آياته بالتحريف والتأويل . قال العلامة ابن القيم في كتابه " إعلام الموقعين " : " وقد حرم الله القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء وجعله من أعظم المحرمات ؛ بل جعله في المرتبة العليا منها ؛ قال تعالى : (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن )) . . الآية ، فرتب المحرمات أربع مراتب ، وبدأ بأسهلها ، وهو الفواحش ، وثنى بما هو أشد تحريما منه ، وهو الإثم والظلم ، ثم ثلث بما هو أعظم تحريما منهما ، وهو الشرك به سبحانه ، ثم ربع بما هو أعظم تحريما من ذلك كله ، وهو القول عليه بلا علم ، وهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي دينه وشرعه ". ... " . أستمع حفظ
5 - تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وقوله : (( وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا )) ، وحرم أن تعبدوا مع الله غيره ، وتتقربوا إليه بأي نوع من أنواع العبادات والقربات ؛ كالدعاء ، والنذر ، والذبح ، والخوف ، والرجاء ، ونحو ذلك مما يجب أن يخلص فيه العبد قلبه ويسلم وجهه لله ، وحرم أن تتخذوا من دونه سبحانه أولياء يشرعون لهم من الدين ما لم يأذن به الله في عباداتهم ومعاملاتهم ؛ كما فعل أهل الكتاب مع الأحبار والرهبان ؛ حيث اتخذوهم أربابا من دون الله في التشريع ، فأحلوا ما حرم الله ، وحرموا ما أحل الله ، فاتبعوهم في ذلك . وقوله : (( ما لم ينزل به سلطانا )) قيد لبيان الواقع ؛ فإن كل ما عبد أو اتبع أو أطيع من دون الله قد فعل به ذلك من غير سلطان وأما القول على الله بلا علم ؛ فهو باب واسع جدا يدخل فيه كل خبر عن الله بلا دليل ولا حجة ؛ كنفي ما أثبته ، أو إثبات ما نفاه ، أو الإلحاد في آياته بالتحريف والتأويل . قال العلامة ابن القيم في كتابه " إعلام الموقعين " : " وقد حرم الله القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء وجعله من أعظم المحرمات ؛ بل جعله في المرتبة العليا منها ؛ قال تعالى : (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن )) . . الآية ، فرتب المحرمات أربع مراتب ، وبدأ بأسهلها ، وهو الفواحش ، وثنى بما هو أشد تحريما منه ، وهو الإثم والظلم ، ثم ثلث بما هو أعظم تحريما منهما ، وهو الشرك به سبحانه ، ثم ربع بما هو أعظم تحريما من ذلك كله ، وهو القول عليه بلا علم ، وهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي دينه وشرعه ". ... " . أستمع حفظ
6 - إعادة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وقوله : (( وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا )) ، وحرم أن تعبدوا مع الله غيره ، وتتقربوا إليه بأي نوع من أنواع العبادات والقربات ؛ كالدعاء ، والنذر ، والذبح ، والخوف ، والرجاء ، ونحو ذلك مما يجب أن يخلص فيه العبد قلبه ويسلم وجهه لله ، وحرم أن تتخذوا من دونه سبحانه أولياء يشرعون لهم من الدين ما لم يأذن به الله في عباداتهم ومعاملاتهم ؛ كما فعل أهل الكتاب مع الأحبار والرهبان ؛ حيث اتخذوهم أربابا من دون الله في التشريع ، فأحلوا ما حرم الله ، وحرموا ما أحل الله ، فاتبعوهم في ذلك . وقوله : (( ما لم ينزل به سلطانا )) قيد لبيان الواقع ؛ فإن كل ما عبد أو اتبع أو أطيع من دون الله قد فعل به ذلك من غير سلطان . أستمع حفظ
7 - تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وأما القول على الله بلا علم ؛ فهو باب واسع جدا يدخل فيه كل خبر عن الله بلا دليل ولا حجة ؛ كنفي ما أثبته ، أو إثبات ما نفاه ، أو الإلحاد في آياته بالتحريف والتأويل . قال العلامة ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين : " ... وقد حرم الله القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء وجعله من أعظم المحرمات ؛ بل جعله في المرتبة العليا منها ؛ قال تعالى : (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن )) . . الآية ، فرتب المحرمات أربع مراتب ، وبدأ بأسهلها ، وهو الفواحش ، وثنى بما هو أشد تحريما منه ، وهو الإثم والظلم ، ثم ثلث بما هو أعظم تحريما منهما ، وهو الشرك به سبحانه ، ثم ربع بما هو أعظم تحريما من ذلك كله ، وهو القول عليه بلا علم ، وهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي دينه وشرعه " ... " . أستمع حفظ
8 - قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( الرحمن على العرش استوى )) في سبعة مواضع : في سورة الأعراف قوله : (( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش )) ، وقال في سورة يونس عليه السلام : (( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش )) ، وقال في سورة الرعد : (( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش )) ، وقال في سورة طه : (( الرحمن على العرش استوى )) ، وقال في سورة الفرقان : (( ثم استوى على العرش الرحمن )) ، وقال في سورة الم السجدة : (( الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش )) ، وقال في سورة الحديد : (( هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش )) . أستمع حفظ
9 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وقوله : (( الرحمن على العرش استوى )) ... إلخ ؛ هذه هي المواضع السبعة التي أخبر فيها سبحانه باستوائه على العرش ، وكلها قطعية الثبوت ؛ لأنها من كتاب الله ، فلا يملك الجهمي المعطل لها ردا ولا إنكارا ، كما أنها صريحة في بابها ، لا تحتمل تأويلا ، فإن لفظ : (( استوى )) في اللغة إذا عدي بـ (( على )) لا يمكن أن يفهم منه إلا العلو والارتفاع ، ولهذا لم تخرج تفسيرات السلف لهذا اللفظ عن أربع عبارات ؛ ذكرها العلامة ابن القيم في " النونية " ؛ حيث قال : فلهم عبارات عليها أربع *** قد حصلت للفــــــــــــارس الطعان . وهي استقر وقد علا وكذلك ار *** تفع الذي ما فيه من نكـران . وكذاك قد صعد الذي هو رابع *** وأبو عبيدة صاحب الشيباني. يختار هذا القول في تفسيره *** أدرى من الجهمــــــي بالقرآن . فأهل السنة والجماعة يؤمنون بما أخبر به سبحانه عن نفسه من أنه مستو على عرشه ، بائن من خلقه بالكيفية التي يعلمها هو جل شأنه ؛ كما قال مالك وغيره : " الاستواء معلوم ، والكيف مجهول " . وأما ما يشغب به أهل التعطيل من إيراد اللوازم الفاسدة على تقرير الاستواء ؛ فهي لا تلزمنا ؛ لأننا لا نقول بأن فوقيته على العرش كفوقية المخلوق على المخلوق ... " . أستمع حفظ
11 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما ما يحاولون به صرف هذه الآيات الصريحة عن ظواهرها بالتأويلات الفاسدة التي تدل على حيرتهم واضطرابهم ؛ كتفسيرهم : (( استوى )) بـ " استولى " ، أو حملهم (( على )) على معنى " إلى " ، و (( استوى )) ؛ بمعنى : " قصد " ... إلى آخر ما نقله عنهم حامل لواء التجهم والتعطيل زاهد الكوثري ؛ فكلها تشغيب بالباطل ، وتغيير في وجه الحق لا يغني عنهم في قليل ولا كثير . وليت شعري ! ماذا يريد هؤلاء المعطلة أن يقولوا ؟ ! أيريدون أن يقولوا : ليس في السماء رب يقصد ، ولا فوق العرش إله يعبد ؟ ! فأين يكون إذن ؟ ! ولعلهم يضحكون منا حين نسأل عنه بـ " أين " ! ونسوا أن أكمل الخلق وأعلمهم بربهم صلوات الله عليه وسلامه قد سأل عنه بـ ( أين ) حين قال للجارية : ( أين الله ؟ ) ، ورضي جوابها حين قالت : في السماء . وقد أجاب كذلك من سأله بـ : " أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض ؟ بأنه كان في عماء . . ) الحديث . ولم يرو عنه أنه زجر السائل ، ولا قال له : إنك غلطت في السؤال . إن قصارى ما يقوله المتحذلق منهم في هذا الباب : إن الله تعالى كان ولا مكان ، ثم خلق المكان ، وهو الآن على ما كان قبل خلق المكان . فماذا يعني هذا المخرف بالمكان الذي كان الله ولم يكن ؟ ! هل يعني به تلك الأمكنة الوجودية التي هي داخل محيط العالم ؟ ! فهذه أمكنة حادثة ، ونحن لا نقول بوجود الله في شيء منها ؛ إذ لا يحصره ولا يحيط به شيء من مخلوقاته . وأما إذا أراد بها المكان العدمي الذي هو خلاء محض لا وجود فيه ؛ فهذا لا يقال : إنه لم يكن ثم خلق ؛ إذ لا يتعلق به الخلق ، فإنه أمر عدمي ، فإذا قيل : إن الله في مكان بهذا المعنى ؛ كما دلت عليه الآيات والأحاديث ؛ فأي محذور في هذا ؟ ! بل الحق أن يقال : كان الله ولم يكن شيء قبله ، ثم خلق السماوات والأرض في ستة أيام ، وكان عرشه على الماء ، ثم استوى على العرش ، وثم هنا للترتيب الزماني لا لمجرد العطف ... " . أستمع حفظ