الفتوى الحموية الكبرى-22
الشيخ محمد أمان الجامي
الفتوى الحموية الكبرى
الحجم ( 7.30 ميغابايت )
التنزيل ( 1461 )
الإستماع ( 460 )


7 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... ثم قال : ( باب ذكر الاستواء على العرش فقال إن قال قائل ما تقولون في الاستواء ؟ قيل له : نقول إن الله مستو على عرشه كما قال : (( الرحمن على العرش استوى )) وقال تعالى : (( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )) وقال تعالى (( بل رفعه الله إليه )) وقال تعالى : (( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه )) وقال تعالى حكاية عن فرعون (( يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا )) كذب موسى في قوله إن الله فوق السموات وقال تعالى : (( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض )) فالسموات فوقها العرش فلما كان العرش فوق السموات قال (( أأمنتم من في السماء )) لأنه مستو على العرش الذي هو فوق السموات وكل ما علا فهو سماء فالعرش أعلى السموات وليس إذا قال (( أأمنتم من في السماء )) يعني جميع السموات وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات ألا ترى أن الله عز وجل ذكر السموات فقال تعالى : (( وجعل القمر فيهن نورا )) ولم يرد أن القمر يملؤهن وأنه فيهن جميعا ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء : لأن الله على عرشه الذي هو فوق السموات فلولا أن الله على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش كما لا يحطونها إذا دعوا إلى الأرض . ... " . أستمع حفظ

9 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... فلو كان كما ذكروه كان لا فرق بين العرش والأرض السابعة ؛ لأن الله قادر على كل شيء والأرض فالله قادر عليها وعلى الحشوش وعلى كل ما في العالم فلو كان الله مستويا على العرش بمعنى الاستيلاء - وهو عز وجل مستول على الأشياء كلها - لكان مستويا على العرش وعلى الأرض وعلى السماء وعلى الحشوش والأقذار لأنه قادر على الأشياء مستول عليها , وإذا كان قادرا على الأشياء كلها ولم يجز عند أحد من المسلمين أن يقول : إن الله مستو على الحشوش والأخلية لم يجز أن يكون الاستواء على العرش الاستيلاء الذي هو عام في الأشياء كلها ووجب أن يكون معنى الاستواء يختص العرش دون الأشياء كلها . وذكر دلالات من القرآن والحديث والإجماع والعقل ... " . أستمع حفظ

11 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... ثم قال : ( باب الكلام في الوجه والعينين والبصر واليدين وذكر الآيات في ذلك . ورد على المتأولين لها بكلام طويل لا يتسع هذا الموضع لحكايته : مثل قوله فإن سئلنا أتقولون لله يدان ؟ قيل : نقول ذلك وقد دل عليه قوله تعالى : (( يد الله فوق أيديهم )) وقوله تعالى (( لما خلقت بيدي )) وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( إن الله مسح ظهر آدم بيده فاستخرج منه ذريته وخلق جنة عدن بيده وكتب التوراة بيده )) وقد جاء في الخبر المذكور عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله خلق آدم بيده وخلق جنة عدن بيده وكتب التوراة بيده وغرس شجرة طوبى بيده ) وليس يجوز في لسان العرب ولا في عادة أهل الخطاب أن يقول القائل عملت كذا بيدي ويريد بها النعمة وإذا كان الله إنما خاطب العرب بلغتها وما يجري مفهوما في كلامها ومعقولا في خطابها وكان لا يجوز في خطاب أهل البيان أن يقول القائل : فعلت كذا بيدي ويعني بها النعمة : بطل أن يكون معنى قوله تعالى (( بيدي )) النعمة وذكر كلاما طويلا في تقرير هذا ونحوه .... " . أستمع حفظ

13 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني المتكلم - وهو أفضل المتكلمين المنتسبين إلى الأشعري ؛ ليس فيهم مثله لا قبله ولا بعده - قال في " كتاب الإبانة " تصنيفه : فإن قال قائل : فما الدليل على أن لله وجها ويدا ؟ قيل له قوله : (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )) وقوله تعالى (( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )) فأثبت لنفسه وجها ويدا . فإن قال : فلم أنكرتم أن يكون وجهه ويده جارحة إذ كنتم لا تعقلون وجها ويدا إلا جارحة ؟ قلنا لا يجب هذا كما لا يجب إذا لم نعقل حيا عالما قادرا إلا جسما أن نقضي نحن وأنتم بذلك على الله سبحانه وتعالى وكما لا يجب في كل شيء كان قائما بذاته أن يكون جوهرا ؛ لأنا وإياكم لم نجد قائما بنفسه في شاهدنا إلا كذلك وكذلك الجواب لهم إن قالوا : يجب أن يكون علمه وحياته وكلامه وسمعه وبصره وسائر صفات ذاته عرضا واعتلوا بالوجود ...". أستمع حفظ