1 - تتمة إعادة شرح قول المصنف : " ... فقد سألني من تعينت إجابتهم أن أكتب لهم مضمون ما سمعوه مني في بعض المجالس، من الكلام في التوحيد والصفات، وفي الشرع والقدر، لمسيس الحاجة إلى تحقيق هذين الأصلين، وكثرة الاضطراب فيهما. فإنهما مع حاجة كل أحد إليهما ومع أن أهل النظر والعلم والإرادة والعبادة، لا بد أن يخطر لهم في ذلك من الخواطر والأقوال ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال، لاسيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة، وبالباطل تارات، وما يعتري القلوب في ذلك من الشبه التي توقعها في أنواع الضلالات ... " وفيه ذكر موضوع الكتاب وأسباب تأليفه " توحيد الله " . أستمع حفظ
3 - إعادة شرح قول المصنف : " ... فالكلام في باب التوحيد والصفات : هو من باب الخبر الدائر بين النفي والإثبات، والكلام في الشرع والقدر: هو من باب الطلب والإرادة، الدائر بين الإرادة والمحبة، وبين الكراهة والبغض، نفيًا وإثباتًا, والإنسان يجد في نفسه الفرق بين النفي والإثبات، والتصديق والتكذيب، وبين الحب والبغض، والحض والمنع، حتى إن الفرق بين هذا النوع وبين النوع الآخر معروف عند العامة والخاصة, ومعروف عند أصناف المتكلمين في العلم, كما ذكر ذلك الفقهاء في كتاب الأيمان ... " وفيه ذكر الكلام في توحيد الربوبية والصفات من باب الخبر وفي توحيد الشرع والقدر من باب الطلب. أستمع حفظ
5 - إعادة قراءة قول المصنف : " ... والله سبحانه بعث رسله بإثبات مفصل، ونفي مجمل، فأثبتوا لله الصفات على وجه التفصيل، ونفوا عنه ما لا يصلح له من التشبيه والتمثيل، كما قال تعالى: (( فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا )) قال أهل اللغة: (( هل تعلم له سميا)) أي: نظيرًا يستحق مثل اسمه، ويقال مساميًا يساميه، وهذا معنى ما يروي عن ابن عباس: (( هل تعلم له سميا )) مثيلاً أو شبيهًا، وقال تعالى: (( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )) ، وقال تعالى: (( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمونَ )) وقال تعالى: (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله )) ، وقال تعالى: (( وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم )) ، وقال تعالى: (( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك )) . وقال تعالى: (( فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون أاصطفى البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون أفلا تذكرون أم لكم سلطان مبين فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون سبحان الله عما يصفون إلا عباد الله المخلصين )) إلى قوله (( سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين الْعَالَمِينَ )) . فسبح نفسه عما يصفه المفترون المشركون، وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من الإفك والشرك، وحمد نفسه إذ هو سبحانه المستحق للحمد بما له من الأسماء والصفات وبديع المخلوقات ... ". وفيه طريقة الرسل في الإثبات والنفي وشواهد ذلك من القرآن . أستمع حفظ
7 - إعادة شرح قول المصنف : " ... وأما الإثبات المفصل، فإنه ذكر من أسمائه وصفاته ما أنزله في محكم آياته كقوله: (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم))الآية بكمالها، وقوله: (( قل هو الله أحد الله الصمد )) السورة. وقوله: (( وهو العليم الحكيم)) ، (( وهو العليم القدير)) ، (( وهو السميع البصير)) ، (( وهو العزيز الحكيم )) . ((وهو الغفور الرحيم )) ، ((وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد )) ، (( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير )) ... ..... ". وفيه ذكر طريقة الرسل في الإثبات والنفي وشواهد ذلك من القرآن . أستمع حفظ
9 - إعادة شرح قول المصنف : " ... وأما من زاغ وحاد عن سبيلهم من الكفار والمشركين، والذين أوتوا الكتاب ومن دخل في هؤلاء من الصابئة والمتفلسفة والجهمية، والقرامطة الباطنية ونحوهم، فإنهم على ضد ذلك, فإنهم يصفونه بالصفات السلبية على وجه التفصيل، ولا يثبتون إلا وجودا مطلقا لا حقيقة له عند التحصيل، وإنما يرجع إلى وجود في الأذهان يمتنع تحققه في الأعيان، فقولهم يستلزم غاية التعطيل وغاية التمثيل، فإنهم يمثلونه بالممتنعات والمعدومات والجمادات، ويعطلون الأسماء والصفات تعطيلا يستلزم نفي الذات ... ". وفيه ذكر طريقة مخالفي الرسل في توحيد الله . أستمع حفظ
12 - إعادة شرح قول المصنف : " ... فغلاتهم يسلبون عنه النقيضين، فيقولون لا موجود، ولا معدوم، ولا حي ولا ميت، ولا عالم ولا جاهل، لأنهم يزعمون أنهم إذا وصفوه بالإثبات شبهوه بالموجودات، وإذا وصفوه بالنفي شبهوه بالمعدومات، فسلبوا النقيضين، وهذا ممتنع في بداهة العقول، وحرفوا ما أنزل الله من الكتاب، وما جاء به الرسول، فوقعوا في شر مما فروا منه، فإنهم شبهوه بالممتنعات، إذ سلب النقيضين كجمع النقيضين كلاهما من الممتنعات، وقد علم بالاضطرار أن الموجود لابد له من موجد واجب بذاته غني عما سواه، قديم أزلي، لا يجوز عليه الحدوث ولا العدم، فوصفوه بما يمتنع وجوده، فضلا عن الوجوب أو الوجود، أو القدم ... " وفيه ذكر مذهب الباطنية . أستمع حفظ
14 - إعادة شرح قول المصنف : " ... وقاربهم طائفة من الفلاسفة وأتباعهم، فوصفوه بالسلوب والإضافات دون صفات الإثبات, وجعلوه هو الوجود المطلق، بشرط الإطلاق. وقد علم بصريح العقل أن هذا لا يكون إلا في الذهن، لا فيما خرج عنه من الموجودات، وجعلوا الصفة هي الموصوف. فجعلوا العلم عين العالم مكابرة للقضايا البديهات، وجعلوا هذه الصفة هي الأخرى، فلم يميزوا بين العلم، والقدرة، والمشيئة، جحدوا لعلوم الضروريات ... " وفيه ذكر مذهب ابن سينا وأتباعه . أستمع حفظ