1 - تتمة إعادة شرح قول المصنف : " ... وقاربهم طائفة من الفلاسفة وأتباعهم، فوصفوه بالسلوب والإضافات، دون صفات الإثبات وجعلوه هو الوجود المطلق، بشرط الإطلاق. وقد علم بصريح العقل أن هذا لا يكون إلا في الذهن، لا فيما خرج عنه من الموجودات، وجعلوا الصفة هي الموصوف. فجعلوا العلم عين العالم مكابرة للقضايا البديهات، وجعلوا هذه الصفة هي الأخرى، فلم يميزوا بين العلم، والقدرة، والمشيئة، جحدًا للعلوم الضروريات ... " وفيه ذكر مذهب ابن سينا وأتباعه . أستمع حفظ
3 - إعادة شرح قول المصنف : " ... وقاربهم طائفة ثالثة من أهل الكلام من المعتزلة ومن اتبعهم، فأثبتوا لله الأسماء، دون ما تتضمنه من الصفات، فمنهم من جعل العليم والقدير والسميع والبصير، كالأعلام المحضة المترادفات، ومنهم من قال: عليم بلا علم، قدير بلا قدرة، سميع بصير بلا سمع ولا بصر، فأثبتوا الاسم، دون ما تضمنه من الصفات، والكلام على فساد مقالة هؤلاء وبيان تناقضها بصريح المعقول المطابق لصحيح المنقول, مذكور في غير هؤلاء الكلمات ... " وفيه ذكر مذهب المعتزلة وأتباعهم . أستمع حفظ
6 - إعادة شرح قول المصنف : " ... وهؤلاء جميعهم يفرون من شيء، فيقعون في نظيره, بل وفي شر منه, مع ما يلزمهم من التحريف والتعطيل، ولو أمعنوا النظر لسووا بين المتماثلات، وفرقوا بين المختلفات، كما تقتضيه المعقولات، ولكانوا من الذين أوتوا العلم، الذين يرون أن ما أنزله إلى رسوله هو الحق من ربهم، ويهدي إلى صراط العزيز الحميد، ولكنهم من أهل المجهولات المشبهة بالمعقولات, يسفسطون في العقليات، ويقرمطون في السمعيات ... ". وفيه ذكر ضلال أصحاب هذه المذاهب وجهلهم . أستمع حفظ
7 - إعادة شرح قول المصنف : " ... وذلك أنه قد علم بضرورة العقل, أنه لا بد من موجود قديم غنى عما سواه، إذ نحن نشاهد حدوث المحدثات، كالحيوان والمعدن والنبات، والحادث ممكن ليس بواجب ولا ممتنع، وقد علم بالاضطرار أن المحدث لا بد له من محدث، والممكن لابد له من موجد، كما قال تعالى: (( أم خلقوا من أي شيء أم هم الخالقون )) . فإذا لم يكونوا خلقوا من غير خالق، ولا هم الخالقون لأنفسهم، تعين أن لهم خالقا خلقهم ... ". وفيه أن الموجود إما الخالق وإما المخلوق ولكل منهما وجود يخصه . أستمع حفظ
8 - إعادة شرح قول المصنف : " وإذا كان من المعلوم بالضرورة أن في الوجود ما هو قديم واجب بنفسه، وما هو محدث ممكن يقبل الوجود والعدم، فمعلوم أن هذا موجود، وهذا موجود، ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود أن يكون وجود هذا مثل وجود هذا، بل وجود هذا يخصه، ووجود هذا يخصه، واتفاقهما في اسم عام لا يقتضي تماثلهما في مسمى ذلك الاسم عند الإضافة والتخصيص والتقييد، ولا في غيره. ". وفيه أن اتفاق الأسماء لا يوجب تماثل المسميات . أستمع حفظ
9 - إعادة شرح قول المصنف : " ... فلا يقول عاقل إذا قيل: إن العرش شيء موجود وإن البعوض شيء موجود، إن هذا مثل هذا، لاتفاقهما في مسمى الشيء والوجود, لأنه ليس في الخارج شيء موجود غيرهما يشتركان فيه، بل الذهن يأخذ معنى مشتركا كليا، هو مسمى الاسم المطلق، وإذا قيل هذا موجود، وهذا موجود، فوجود كل منهما يخصه، لا يشركه فيه غيره، مع أن الاسم حقيقة في كل منهما ... ". وفيه أن اتفاق الأسماء لا يوجب تماثل المسميات . أستمع حفظ
11 - إعادة شرح قول المصنف : " ... ولهذا سمى الله نفسه بأسماء, وسمى صفاته بأسماء, وكانت تلك الأسماء مختصة به إذا أضيفت إليه، لا يشركه فيها غيره، وسمى بعض مخلوقاته بأسماء مختصة بهم مضافة إليهم, توافق تلك الأسماء إذا قطعت عن الإضافة والتخصيص، ولم يلزم من اتفاق الاسمين تماثل مسماهما, واتحاده عند الإطلاق والتجريد عن الإضافة والتخصيص, لا اتفاقهما، ولا تماثل المسمى عند الإضافة والتخصيص, فضلا عن أن يتحد مسماهما عند الإضافة والتخصيص ... ". وفيه ذكر أن أسماء الله وصفاته مختصة به وإن اتفقت مع ما لغيره عند الإطلاق . أستمع حفظ
14 - إعادة شرح قول المصنف : " ... فقد سمى الله نفسه حيا، فقال: (( الله لا لإله إلا هو الحي القيوم )) ، وسمى بعض عباده حيًا، فقال: (( يخرج الحي من الميت والميت من الحي )) . وليس هذا الحي مثل هذا الحي, لأن قوله الحي اسم لله مختص به, وقوله: يخرج الحي من الميت اسم للحي المخلوق مختص به، وإنما يتفقان إذا أطلقا وجردا عن التخصيص، ولكن ليس للمطق مسمى موجود في الخارج، ولكن العقل يفهم من المطلق قدرًا مشتركا بين المسميين وعند الاختصاص يقيد ذلك بما يتميز به الخالق عن المخلوق، والمخلوق عن الخالق ... ". وفيه ذكر أن أسماء الله وصفاته مختصة به وإن اتفقت مع ما لغيره عند الإطلاق . أستمع حفظ
16 - إعادة شرح قول المصنف : " ... ولا بد من هذا في جميع أسماء الله وصفاته، يفهم منها ما دل عليه الاسم بالمواطأة والاتفاق، وما دل عليه بالإضافة والاختصاص المانعة من مشاركة المخلوق للخالق في شيء من خصائصه سبحانه وتعالى. وكذلك سمى الله نفسه عليمًا حليمًا وسمى بعض عباده عليمًا فقال: (( وبشروه بغلام عليم ))، يعني إسحق، وسمى آخر حليمًا، فقال:(( فبشرناه بغلام حليم )) يعني إسماعيل، وليس العليم كالعليم، ولا الحليم كالحليم ... ". أستمع حفظ
18 - إعادة شرح قول المصنف : " ... وكذلك سمى صفاته بأسماء، وسمى صفات عباده بنظير ذلك، فقال: (( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء )) وقال: (( أنزله بعلمه )) وقال: (( إإن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)) وقال: (( أأولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة )) .وسمى صفة المخلوق علمًا وقوة، فقال: (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) [الإسراء: 85] وقال: (( وفوق كل ذي علم عليم )) وقال: (( فرحوا بما عندهم من العلم )) وقال: (( ا الله الذيخلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة )) وقال : (( ويزدكم قوة إلى قوتكم )) [ وقال : (( والسماء بنيناها )) أي : بقوة، وقال : (( واذكر عبدنا داود ذا الأيد )) أي : ذا القوة، وليس العلم كالعلم, ولا القوة كالقوة ... ". أستمع حفظ
19 - إعادة شرح قول المصنف : " ... وكذلك وصف نفسه بالمشيئة, ووصف عبده بالمشيئة فقال: (( لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين )) وقال : (( إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما )) ، وكذلك وصف نفسه بالإرادة, ووصف عبده بالإرادة فقال: (( تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم )) ... ". أستمع حفظ