1 - تتمة شرح قول المصنف : " ... فالتأويل الثاني هو تفسير الكلام, وهو الكلام الذي يفسر به اللفظ حتى يفهم معناه أو تعرف علته، أو دليله, وهذا التأويل الثالث: هو عين ما هو موجود في الخارج، ومنه قول عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ) يتأول القرآن. تعني قوله تعالى: (( فسبح بحمد ربك واستغفره )) . وقول سفيان بن عيينة: السنة هي تأويل الأمر والنهي ... ". وفيه بيان معاني لفظ التأويل . أستمع حفظ
2 - شرح قول المصنف : " فإن نفس الفعل المأمور به: هو تأويل الأمر به. ونفس الموجود المخبر عنه هو تأويل الخبر، والكلام خبر وأمر، ولهذا يقول أبو عبيد وغيره: الفقهاء أعلم بالتأويل من أهل اللغة، كما ذكروا ذلك في تفسير اشتمال الصماء، لأن الفقهاء يعلمون نفس ما أمر به ونهي عنه، لعلمهم بمقاصد الرسول صلى الله عليه وسلم، كما يعلم أتباع بقراط وسيبويه ونحوهما من مقاصدهما ما لا يعلم بمجرد اللغة، ولكن تأويل الأمر والنهي لا بد من معرفته بخلاف تأويل الخبر. ". وفيه بيان معاني لفظ التأويل . أستمع حفظ
4 - شرح قول المصنف : " ... إذا عرف ذلك: فتأويل ما أخبر الله به عن نفسه المقدسة الغنية بما لها من حقائق الأسماء والصفات هو حقيقة نفسه المقدسة المتصفة بما لها من حقائق الصفات، وتأويل ما أخبر الله به من الوعد والوعيد هو نفس ما يكون من الوعد والوعيد ... ". وفيه ذكر بيان معاني لفظ التأويل . أستمع حفظ
5 - شرح قول المصنف : " ... ولهذا ما يجيء في الحديث نعمل بمحكمه ونؤمن بمتشابهه، لأن ما أخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الآخر، فيه ألفاظ متشابهة تشبه معانيها ما نعلمه في الدنيا، كما أخبر أن في الجنة لحمًا ولبنًا وعسلًا وماء وخمرًا ونحو ذلك، وهذا يشبه ما في الدنيا لفظًا ومعنى، ولكن ليس هو مثله ولا حقيقته كحقيقته. فأسماء الله تعالى وصفاته أولى، وإن كان بينها وبين أسماء العباد وصفاتهم تشابه أن لا يكون لأجلها الخالق مثل المخلوق، ولا حقيقته كحقيقته ... ". وفيه أن ما جاء في القرآن أو الحديث نعمل بمحكمه ونؤمن بمتشابهه . أستمع حفظ
7 - تتمة شرح قول المصنف : " ... فأسماء الله تعالى وصفاته أولى، وإن كان بينها وبين أسماء العباد وصفاتهم تشابه أن لا يكون لأجلها الخالق مثل المخلوق، ولا حقيقته كحقيقته ... ". وفيه أن ما جاء في القرآن أو الحديث نعمل بمحكمه ونؤمن بمتشابهه . أستمع حفظ
8 - شرح قول المصنف : " ... والإخبار عن الغائب لا يفهم إن لم يعبر عنه بالأسماء المعلومة معانيها في الشاهد، ويعلم بها ما في الغائب بواسطة العلم بما في الشاهد، مع العلم بالفارق المميز، وأن ما أخبر الله به من الغيب أعظم مما يعلم في الشاهد, ففي الغائب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فنحن إذا أخبرنا الله بالغيب الذي اختص به من الجنة والنار، علمنا معنى ذلك, وفهمنا ما أريد منا فهمه بذلك الخطاب, وفسرنا ذلك، وأما نفس الحقيقة المخبر عنها، مثل التي لم تكن بعد وإنما تكون يوم القيامة, فذلك من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله ... ". وفيه أنه يخبر عن الغائب بالمعنى المعلوم في الشاهد وإن كانت الحقيقة مختلفة . أستمع حفظ
9 - شرح قول المصنف : " ... ولهذا لما سئل مالك وغيره من السلف عن قوله تعالى: (( الرحمن على العرش استوى )) . قالوا: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وكذلك قال ربيعة شيخ مالك قبله: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، ومن الله البيان، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا الإيمان، فبين أن الاستواء معلوم، وأن كيفية ذلك مجهول. ". وفيه أنه يخبر عن الغائب بالمعنى المعلوم في الشاهد وإن كانت الحقيقة مختلفة . أستمع حفظ
11 - شرح قول المصنف : " ... ومثل هذا يوجد كثيرا في كلام السلف والأئمة, ينفون علم العباد بكيفية صفات الله، وأنه لا يعلم كيف الله إلا الله، فلا يعلم ما هو إلا هو، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) وهذا في صحيح مسلم وغيره. وقال في الحديث الآخر: ( اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) وهذا الحديث في المسند، وصحيح أبي حاتم، وقد أخبر فيه أن لله من الأسماء ما استأثر به في علم الغيب عنده، فمعاني هذه الأسماء التي استأثر الله بها في علم الغيب عنده لا يعلمها غيره ... ". وفيه ذكر أنه يخبر عن الغائب بالمعنى المعلوم في الشاهد وإن كانت الحقيقة مختلفة . أستمع حفظ
13 - شرح قول المصنف : " ... ثم من الناس من لا يهتدي للفصل بينهما فيكون مشتبهًا عليه، ومنهم من يهتدي إلى ذلك، فالتشابه الذي لا تمييز معه قد يكون من الأمور النسبية الإضافية بحيث يشتبه على بعض الناس دون بعض، ومثل هذا يعرف منه أهل العلم ما يزيل عنهم هذا الاشتباه، كما إذا اشتبه على بعض الناس ما وعدوا به في الآخرة بما يشهدونه في الدنيا فظن أنه مثله، فعلم العلماء أنه ليس هو مثله، وإن كان مشبها له من بعض الوجوه. ومن هذا الباب الشبه التي يضل بها بعض الناس، وهي ما يشتبه فيها الحق بالباطل، حتى تشتبه على بعض الناس، ومن أوتي العلم بالفصل بين هذا وهذا لم يشتبه عليه الحق بالباطل. والقياس الفاسد إنما هو من باب الشبهات؛ لأنه تشبيه للشيء في بعض الأمور بما لا يشبهه فيه, فمن عرف الفصل بين الشيئين اهتدى للفرق الذي يزول به الاشتباه والقياس الفاسد ... ". وفيه أن التشابه قد يكون أمرا نسبيا . أستمع حفظ
14 - شرح قول المصنف : " ... وما من شيئين إلا ويجتمعان في شيء ويفترقان في شيء، فبينهما اشتباه من وجه وافتراق من وجه؛ فلهذا كان ضلال بني آدم من قبل التشابه، والقياس الفاسد لا ينضبط, كما قال الإمام أحمد: أكثر ما يخطئ الناس من جهة التأويل والقياس. فالتأويل في الأدلة السمعية، والقياس في الأدلة العقلية، وهو كما قال، والتأويل الخطأ إنما يكون في الألفاظ المتشابهة، والقياس الخطأ إنما يكون في المعاني المتشابهة ... ". وفيه أن عامة الضلال من جهة التشابه . أستمع حفظ
16 - شرح قول المصنف : " ... وقد وقع بنو آدم في عامة ما يتناوله هذا الكلام من أنواع الضلالات، حتى آل الآمر بمن يدعي التحقيق والتوحيد والعرفان منهم إلى أن اشتبه عليهم وجود الرب بوجود كل موجود، فظنوا أنه هو، فجعلوا وجود المخلوقات عين وجود الخالق، مع أنه لا شيء أبعد عن مماثلة شيء أو أن يكون إياه, أو متحدًا به، أو حالًا فيه من الخالق مع المخلوق ... ". وفيه مذاهب طوائف ضلت من جهة التشابه . أستمع حفظ