العقيدة التدمرية-22
الشيخ محمد أمان الجامي
العقيدة التدمرية
الحجم ( 7.48 ميغابايت )
التنزيل ( 1640 )
الإستماع ( 477 )


1 - تتمة شرح قول المصنف : " ... وكذلك الأحوال التي تتماثل فيها الموجودات وتختلف، لها وجود في الأذهان، وليس في الأعيان إلا الأعيان الموجودة, وصفاتها القائمة بها المعينة، فتتشابه بذلك وتختلف به‏.‏ وأما هذه الجملة المختصرة، فإن المقصود بها التنبيه على جمل مختصرة جامعة، من فهمها علم قدر نفعها، وانفتح له باب الهدى، وإمكان إغلاق باب الضلال، ثم بسطها وشرحها له مقام آخر، إذ لكل مقام مقال‏.‏ ". وفيه أمثلة عدم فهم القدر المشترك بين الأشياء يوقع في الغلط والتناقض . أستمع حفظ

4 - شرح قول المصنف : " ... فصـــل : وأفسد من ذلك ما يسلكه نفاة الصفات أو بعضها, إذا أرادوا أن ينزهوه عما يجب تنزيهه عنه، مما هو من أعظم الكفر، مثل أن يريدوا تنزيهه عن الحزن والبكاء ونحو ذلك، ويريدون الرد على اليهود، الذين يقولون‏:‏ إنه بكى على الطوفان حتى رمد وعادته الملائكة، والذين يقولون بإلهية بعض البشر وأنه الله‏.‏ فإن كثيرًا من الناس يحتج على هؤلاء بنفي التجسيم أو التحيز ونحو ذلك، ويقولون‏:‏ لو اتصف بهذه النقائص والآفات لكان جسمًا أو متحيزًا وذلك ممتنع، وبسلوكهم مثل هذه الطريق استظهر عليهم هؤلاء الملاحدة، نفاة الأسماء والصفات، فإن هذه الطريقة لا يحصل بها المقصود لوجوه‏: ". وفيه ذكر أن الاحتجاج على نفي النقائص بنفي التجسيم أو التحيز لا يحصل المقصود . أستمع حفظ

7 - شرح قول المصنف : " ... الوجه الثاني‏:‏ أن هؤلاء الذين يصفونه بهذه الصفات يمكنهم أن يقولوا‏:‏ نحن لا نقول بالتجسيم والتحيز، كما يقوله من يثبت الصفات وينفي التجسيم، فيصير نزاعهم مثل نزاع مثبتة الكلام وصفات الكمال، فيصير كلام من وصف الله بصفات الكمال وصفات النقص واحدًا، ويبقى رد النفاة على الطائفتين بطريق واحد، وهذا في غاية الفساد‏.‏ الثالث‏:‏ أن هؤلاء ينفون صفات الكمال بمثل هذه الطريقة، واتصافه بصفات الكمال واجب, ثابت بالعقل والسمع، فيكون ذلك دليلًا على فساد هذه الطريقة‏.‏ ". وفيه الوجه الثاني والثالث من أن الاحتجاج على نفي النقائص بنفي التجسيم أو التحيز لا يحصل المقصود . أستمع حفظ

9 - شرح قول المصنف : " ... الرابع‏:‏ أن سالكي هذه الطريقة متناقضون، فكل من أثبت شيئًا منهم ألزمه الآخر بما يوافقه فيه من الإثبات، كما أن كل من نفي شيئًا منهم ألزمه الآخر بما يوافقه فيه من النفي‏.‏ فمثبتة الصفات كالحياة والعلم، والقدرة والكلام، والسمع والبصر, إذا قالت لهم النفاة كالمعتزلة‏:‏ هذا تجسيم؛ لأن هذه الصفات أعراض، والعرض لا يقوم إلا بالجسم، فإنا لا نعرف موصوفًا بالصفات إلا جسمًا‏.‏ قالت لهم المثبتة‏:‏ وأنتم قد قلتم‏:‏ إنه حي عليم قدير، وقلتم‏:‏ ليس بجسم، وأنتم لا تعلمون موجودًا حيًا عالما قادرًا إلا جسمًا، فقد أثبتموه على خلاف ما علمتم، فكذلك نحن‏.‏ وقالوا لهم‏:‏ أنتم أثبتم حيًا عالما قادرًا، بلا حياة ولا علم ولا قدرة، وهذا تناقض يعلم بضرورة العقل‏.‏ ثم هؤلاء المثبتون إذا قالوا لمن أثبت أنه يرضى ويغضب، ويحب ويبغض، أو من وصفه بالاستواء والنزول، والإتيان والمجيء، أو بالوجه واليد ونحو ذلك، إذا قالوا‏:‏ هذا يقتضي التجسيم لأنا لا نعرف ما يوصف بذلك إلا ما هو جسم‏.‏ قالت لهم المثبتة‏:‏ فأنتم قد وصفتموه بالحياة والعلم والقدرة، والسمع والبصر والكلام، وهذا هكذا، فإن كان هذا لا يوصف به إلا الجسم فالآخر كذلك، وإن أمكن أن يوصف بأحدهما ما ليس بجسم فالآخر كذلك، فالتفريق بينهما تفريق بين المتماثلين‏.‏ ". وفيه الوجه الرابع من أن الاحتجاج على نفي النقائص بنفي التجسيم أو التحيز لا يحصل المقصود . أستمع حفظ

10 - شرح قول المصنف : " ... ولهذا لما كان الرد على من وصف الله تعالى بالنقائص بهذه الطريق طريقًا فاسدًا، لم يسلكه أحد من السلف والأئمة، فلم ينطق أحد منهم في حق الله تعالى بالجسم لا نفيًا ولا إثباتًا، ولا بالجوهر والتحيز ونحو ذلك؛ لأنها عبارات مجملة، لا تحق حقًا، ولا تبطل باطلاً‏.‏ ولهذا لم يذكر الله في كتابه، فيما أنكره على اليهود وغيرهم من الكفار ما هو من هذا النوع، بل هذا هو من الكلام المبتدع، الذي أنكره السلف والأئمة‏ ...‏ ". وفيه ذكر الوجه الرابع من أن الاحتجاج على نفي النقائص بنفي التجسيم أو التحيز لا يحصل المقصود . أستمع حفظ

15 - شرح قول المصنف : " ... وهذا كما أن لفظ ‏" إنا‏ " ‏ و ‏" ‏نحن ‏"‏ وغيرهما من صيغ الجمع يتكلم بها الواحد له شركاء في الفعل، ويتكلم بها الواحد العظيم الذي له صفات تقوم كل صفة مقام واحد، وله أعوان تابعون له لا شركاء له‏.‏ فإذا تمسك النصراني بقوله تعالى‏:‏‏))‏ إِنا نحن نزلنا الذكر‏ ))‏ .‏ ونحوه على تعدد الآلهة، كان المحكم كقوله تعالى‏:‏ ‏(( وإِلـهكم إِله واحد‏‏ )) ‏.‏ ونحو ذلك مما لا يحتمل إلا معنى واحدًا يزيل ما هناك من الاشتباه، وكان ما ذكره من صيغة الجمع مبينًا لما يستحقه من العظمة والأسماء والصفات وطاعة المخلوقات من الملائكة وغيرهم‏ ...‏ ". وفيه ذكر مذاهب طوائف ضلت في باب الأسماء والصفات . أستمع حفظ

17 - شرح قول المصنف : " ... وأما حقيقة ما دل عليه ذلك من حقائق الأسماء والصفات، وما له من الجنود الذين يستعملهم في أفعاله، فلا يعلمهم إلا هو‏ (( وما يعلم جنود ربك إلا هو‏ ))‏ ‏‏ وهذا من تأويل المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله، بخلاف الملك من البشر إذا قال‏:‏ قد أمرنا لك بعطاء، فقد علم أنه هو وأعوانه، مثل كاتبه وحاجبه وخادمه ونحو ذلك, أمروا به، وقد يعلم ما صدرت عنه ذلك الفعل من اعتقاداته وإراداته ونحو ذلك‏.‏ والله سبحانه وتعالى لا يعلم عباده الحقائق التي أخبر عنها من صفاته وصفات اليوم الآخر، ولا يعلمون حقائق ما أراد بخلقه وأمره من الحكمة، ولا حقائق ما صدرت عنه من المشيئة والقدرة ..‏.‏ ". وفيه ذكر أن حقائق الأسماء والصفات من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله . أستمع حفظ

18 - شرح قول المصنف : " ... وبهذا يتبين أن المتشابه يكون في الألفاظ المتواطئة، كما يكون في الألفاظ المشتركة التي ليست بمتواطئة، وإن زال الاشتباه بما يميز أحد النوعين‏‏ من إضافة أو تعريف، كما إذا قيل‏:‏ (( فيها أنهار من ماء ))، فهنا قد خص هذا الماء بالجنة، فظهر الفرق بينه وبين ماء الدنيا‏.‏ لكن حقيقة ما امتاز به ذلك الماء غير معلوم لنا، وهو ـ مع ما أعده الله لعباده الصالحين مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشرـ من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله‏.‏ وكذلك مدلول أسمائه وصفاته التي يختص بها، التي هي حقيقته, لا يعلمها إلا هو. ". وفيه ذكر أن حقائق الأسماء والصفات من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله . أستمع حفظ