تابع لفوائد قول الله تعالى : (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا ))
الطالب: الكورة تدخل ولّا لا؟
الشيخ : لا، الكُورَة ما تدخل هنا، لأنَّ الكورة فيها رِياضة بدَنِيَّة إلا إذا ألهت عن ..، البيع والشراء اللي جائز بالإجماع إذا ألهى عن واجِب صارَ حراماً، فإذا ألْهَت فَنَعم، أو كانت تشتمل على كشفِ العورة كما لو كانوا مثَلاً يُبْدُون أفْخَاذَهم فإنَّ هذا أيضاً لا يجوز، لكن إذا انتفت عن المحظُور فلا أرى بِها بأساً لأنَّها تُفِيد البَدَن، نعم.
الطالب: الشطرنج ..؟
الشيخ : الشِّطْرَنْج حرام وفيه خِلاف بين أهل العلم والصَّحِيح أنَّه حرام.
الطالب:.... غلب صارت العداوة والبغضاء ...
الشيخ : هذا صحيح هذه ربما مسألة الكورة .. إذا صارت على ما ذَكَر الأخ إبراهيم لأن بعض الأحيان تكون الكورة مُغالَبة بين فريقَيْن ينتميان إلى نادِيَيْن ثم إذا غُلِبَ أحدُهما بدأ الآخرون يحذفون بالحجارة أحياناً يُكَسِّرُون السيارات .. هذه ربَّما نقول: مِن هذه الناحية قد تكون مُحَرَّمَة، لكن افرض أنَّ جماعة مِن الناس خرجوا إلى نزهة وكان عندهم فراغ مَثَلاً وأرادوا أن يفعلوا هذه ما نقول: هذا حرام.
الطالب: النادي ...
الشيخ : ولَوْ، ما تصل إلى هذا، أمّا صحيح اللي ينْتَمون إلى النوادي هذا صحيح حسب ما سَمِعت، وبعضهم قد يكون مُعْتَدِلاً ولا يحصل مِنه هذا الشيء.
الطالب: خرجْت مع مدرِّسين كبار لعِبوا الورق فتنازعوا إلى حد العقال.
الشيخ : إلى حد ايش؟
الطالب: العقال يرفع عقاله
الشيخ : يعني مُدَرِّب كم يُدَرِّب؟
الطالب: ...
الشيخ : هذا قد يُقال أنها تحرم مِن جِهة إضاعة الوقت، المهم أنها في الأصل هي مُباحة أنا أرى أنَّها في الأصل مباحة فإن اقترن بها ما يقتضي التَحْرِيم حُرِّمت، كل المباحات إذا اقترن بها ما يقتضي التحريم تكون حراماً، وإذا اقترن بها ما يقتضي الوجوب صارت واجباً، لأن المباح لِذَاته قد تتَعَلَّق به الأحكام الخمسة كما هو معروف.
الطالب: ... قوانينها الآن تصدر مِن هناك.
الشيخ : يعني مسألة المُنَظَّمَة ما أعرف عنها شيء لكن قصدنا هؤلاء الذي يحصل من الناس ... مشروع ... ويلعبون هذه اللعبة ما يمكن أن نقول أن هذا حرام.
الطالب: قوانين.
الشيخ : هذا .. ما أعرف قوانين ولا شيء، صحيح المسابقة ليست مِن أحسن وأنَّها من الصين والمصارعة أيضا ...
الطالب: ......
الشيخ : والله يا إخواني أنا ما أستطيع
الطالب: حتى الشباب الطيب اللي يخرجون برة .... اللَّعِب وإن كانوا طَيِّبِين وخَارجِين لقصد الخير وكذا إلا ... المُغَالَبَات ...
الشيخ : طيب حتى المسابقة علَّقتها، هذه لا بأس عليها ما دام فيها فائدة في البَدن والأصل في الأشياء هذِه الحِلّ، أنا أحب أن نفهم كما قُلت مِن قواعد كثيرة مِن قبل تحرِيم الحلال أشدّ من تحليل الحرام أشد، لأن الله يُحِب أن يُيَسِّر على عباده ويُوسع لهم، فلا يمكن أن نقدم على شيء ونقول: هو حرام إلا بالدليل لأننا مسئولون عن هذا يوم القيام مسئولون عن نِسبته إلى الله أنَّ الله حرمه، ومسئولون عن التضييق على عباد الله فيما أباحَه الله لهم، المسألة مِي هي هيِّنة ولْنَكُن مُعتدلين لا نميل إلى قول مَن يقول إنها تصل إلى درجة الاستحباب أو الوجوب، نعم، ولا إلى قول مَن يقول بالتحريم مطلقاً، نقول: هي في الأصل مُباحة هذا رأيي هي في الأصل مباحة، وإن اقترن بها ما يقتضي التحريم صارت حراماً وإلَّا فَلا.
الطالب: لكن لو اجتمعت بأحد مَن عاشرها وعَرفها .. فيها وكذا ربما تأخذ معلوماته مع شرط وما رأيت فلو رأيت ... عن الخطأ والتحريم ...
طالب آخَر: بل إنها أحد البنود ... لإشغال الشعوب.
الشيخ : هو إشغالهم ... ما أقول أنه إذا تضمَّنت إشغال الإنسان عمَّا هو أهم أو عن واجب لا شك عن واجب لا شك أنَّها حرام، عمَّا هو أهمّ خِلَاف العقل فيها نوع مِن السفه، ولكن ما نقول حرام، لأنَّ الإنسان يجُوز أن يشتَغِل بما ليس بأهم عن الأهم إذا لم يكن واجباً، أي نعم، طيب ...
ومِن فوائد الآية الكريمة تحريم كل ما يصَدُّ عن سبيل الله أو (ذمّ) أحسن، ذَمُّ كُلِّ ما يَصُدُّ عن سبيل الله، لقوله تعالى: (( لِيُضِلَّ عن سبيل الله )) ثم إن كان يُضِلُّ عن واجب صار حراماً، وإن كان يُضِلُّ عن مُسْتَحَب لم يكن حراماً لكنَّه يُذمّ بلا شك.
ومِن فوائد الآية الكريمة تحريم الهُزْء بآيات الله، لقوله: (( ويتخذُّها هزوا )) نعم، والاستهزاء بآيات الله حكمُه الكفر، فمَن استهزئ بآيات الله فهو كافر بِنَصِّ القرآن (( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )) وش قال؟ (قد كفرتم بعد إيمانكم) فهو صريح في الكفر ولهذا قال العلماء: إنَّ مَن قالَ قَوْلَ الكُفْر ولو كان هازلاً أو مازِحاً فهو كافر، نعم فمن سبَّ الله أو رسولَه أو دينَه ولو كان هازلاً فهو كافر، يعني هذا -والعياذ بالله- أعظَم مِن أن يسُبَّهُ جادًّا.
1 - تابع لفوائد قول الله تعالى : (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( أولئك لهم عذاب مهين ))
فوائد قول الله تعالى : (( وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم ))
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ هذا الذي تُتْلى عليه آياتُ الله وهو قد اشترى لهو الحديث يكون -والعياذ بالله- كالإنسان الذي به صمم لا يُمكِن أن يصِل إلَيْه سماعُ الحق، لقولِه: (( كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقراً )). ومِن فوائد الآية الكريمة الوعيد الشديد على مَن إذا تُلِيت عليه آيات الله وَلَّى مستكبراً.
ومِن فوائدها ثبوتُ المدح والثناء لِمَن كان على العكس مِن ذلك أو لَا؟ لأنَّ الذم على صِفَة -هذه قاعدة مفيدة- الذمّ على صفة يقتضي مَدْح مَن اتَّصَف بِضِدِّها، فيُؤْخذ مِنه مَدْح مَن إذا تُليَت عليه آيات الرحمن أقْبَل إليها واستمع إليها، ولهذا قال الله تعالى: (( وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا )) لم يخروا صُمًّا يعني ولا عُمْيَاناً وإنما يُقْبِلُون إليها بآذان سامعة وأعيُنٍ مُبصرة أليس كذلك؟ إذا قال قائل: هل مِن هذا أي مِن الإعراض عن آيات الله مَن يقُول للقارئ: اسكُتْ انْتَهِ مِن القراءة؟ لا، يعني خَلّيت واحد يقرأ عليك ثم قلت: خلاص يكفي. ليس مِن هذا، لأنَّه قد ثبَت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنَّه قال لابن مسعود t: اقرأ علَيّ، فقال: يا رسول الله أقرأُ عليك القرآن وعليك أُنزِل! قال: ( نعم إني أحب أن أسمعه مِن غيري )
فتلا عليه سورة النساء فلما بلَغ قوله تعالى: (( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا ))[النساء:41] قال: ( حسبُك ) يعني قف، يقول: فرأيت النبيّ صلى الله عليه وسلم عيناهُ تذْرِفان -صلى الله عليه وسلم- وعلى هذا فيجوز للإنسان أن يقول للقارئ: خلاص وَقِّف كما يَدل أيضاً أنَّ يصك الراديو إذا كان يقرأ القرآن ولا حرج عليك وكذلك أيضا في المُسَجِّل .
الطالب: إذا كان وسط الآية.
الشيخ : وسطَه؟ إي ما يخالف كله واحد.
الطالب: .. لو كان يتلو؟
الشيخ : ايه ما في مانع.
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ البَشَارة تُطلَق على ما يَسُوء، لقوله: (( فبشره بعذاب أليم ))
3 - فوائد قول الله تعالى : (( وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم ))
ومِن فوائد الآية الكريمة فضيلةُ الإيمان والعمل الصالح مِن أين يُؤْخَذْ؟
الطالب: لهم جنات ...
الشيخ : وش وجهُه؟ لأنَّ الثواب بِالحسنى على العمل يدُلُّ على مدحِه والثناءِ على فاعلِه.
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ الإيمان لا يكفي بل لا بُدَّ مِن عَمَلٍ صالِح، فمُجَرَّد العقيدة لا تكفي إذا لم يَكُن عملٌ صالِح، بل ربما نقول: إنه إذا لم يكن عملٌ صالح فهو دليل على أنَّه لا عقيدة، نعم، لأنَّ النبي عليه الصلاة والسلام يقول: ( ألَا وإنَّ في الجسد مُضغةً، إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجسدُ كُلُّه، وإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الجسد كُلُّه ) لكن مِن الأعمال مَا لا يُخْرِج مِن الإيمان لا فعلُه ولا تركُه، يكون من الكبائر لكن ما يُخْرِج مِن الإيمان إنَّما يَدُل على ضَعْف العقيدة والإيمان، ومِن الأعمال ما يكون فعلُه أو تركُه كُفْراً، نعم، فلو أنَّ أحداً غلا بِشخصٍ حتى رفعَه إلى منزِلة الرَبّ كان بذلك كافراً وإن كان يعتقد أن الله موجود وأن الله لَه الأسباب الكاملة، ولو أن أحدا لم يصلِّ كان كافراً ولو كان يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ مُحمَّداً رسول الله، قال ابن القيم: لا تغتَرّ بِمَن قال: إنَّ رجلاً يُحافظ على تَرْك الصلاة ثم يقول: إنه مؤمن فإنَّ هذا لا يدري عن أعمال القلوب وشُئُونِها وأحوالِها، ولا يُمكن لإنسان يُحافظ على تَرْك الصلاة ثمَّ يقول: إنَّه مؤمن. لو قال ذلك فهو كافر إذ أنَّ الإيمان حقًّا لا يدعُه يترُك الصلاة مع علمِه بِفضلِها والوعيد على تركِها، كيف تؤمن بأنَّ الرسول قال: ( مَن تركَها فقد كَفَر ) ثم لا تُصَلِّي؟ وكيف تؤمن بأنَّ الرسول يقول: ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ) ثم لا تُصلي وين الإيمان؟ وكيف تؤمن بأنَّ هذه الصلاة ما فُرِضَت على الرسول إلَّا وهو في أعلى مكان وفي أشرفِ ليلة وبدُونِ واسطة وعلى أنَّها خمسون صلاةً كلُّ هذا يدل على عناية عظيمة بهذه الصلاة ثم لا تُحافِظ عليها وتقول: إنَّك مؤمن؟ أعتقِد لو أنَّ أحداً مِن الناس قال له ملك من الملوك: إذا زُرْتَني في بيتي أعطيتُك كذا، وإذا لم تزُرْني عاقبتك بِكَذا ثم لَمْ يزُرْه هل يكون عندَه الثقة بِما قال هذا الملك؟ ما يكون عنده ثقة، لو كان عنده ثِقَة لذهب بلا شك على رأسه مُو على رِجلَيه كيف .. بوعدِ الله عز وجل ووعيدِه، نعم.
ومِن فوائد الآية الكريمة إثباتُ الجنة، لِقوله: (( لهم جناتُ النعيم )) وهي موجودة الآن ولَّا لا؟ موجودة الآن، وقد دخلها النبي عليه الصلاة والسلام ورأى فيها قصراً لِعُمَر بن الخطاب.
ومِن فوائد الآية الكريمة أيضاً أنَّ هذه الجنات مُشْتَمِلَة على النعيم الذي هو سُرُورُ القلب وتَرَفُ البدن، فأبدانُهم في غاية ما يكون مِن الترف وقلوبهم في غايةِ ما يكون مِن السرور (( فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ))[الإنسان:11] نضرة في أبدانِهم وسُروراً في قلوبِهم نعم
فوائد قول الله تعالى : (( خالدين فيها وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم ))
الطالب: (جنات النعيم).
الشيخ : (جنات النعيم)، لأنَّ المرض يُنافي النعيم، وعلى أنَّه ليس فيها شيخوخة، لأنَّ الشَيْخُوخُة تنافي ذلك أيضاً، نعم، وعلى أنَّه ليس فيها هَمٌّ أو كَدَر أو تَنغِيص أبداً كُلُّ هذا ينافي النعيم، اللهم اجعلنا من أهلها خالدين فيها.
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ هذا الوعد حَقّ لا يمكن أن يُخْلَف، لِقولِه: (( وَعَدَ الله حقًّا )).
ومِن فوائد الآية الكريمة فضلُ الله تعالى عَلى عباده بِكونِه يؤكد لهم هذه الأمور هذه التأكيدات، مَع أنَّه جلَّ وعلا يكفي خبرُه أليس كذلِك؟ خبرُه كافٍ لكنَّه يُؤَكِّد هذا الخبر وهذا الوعد مِن أجل أن يقوى الناس على الحصول هذا النعيم وذلك بالإيمان والعمل الصالح.
ومِن فوائد الآية الكريمة إثبات العزة والحِكمة لله، لِقوله: (( وهو العزيز الحكيم ))، وإثباتُ هذين الاسمين مِن أسماء الله وهما: (العزيز) و(الحكيم)
فوائد قول الله تعالى : (( خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم ))
الطالب:...
الشيخ : نعم يمكن يُستفاد مِنه أنَّه لا حُجَّة لهم بعد أن أكَّد الله سبحانه وتعالى أن أكَّد هذا الوعد بهذا التوكيد، وبعد -أيضاً- بعد أنْ ذكر الوعيد على مَن خالَف ما سبق مِن قولِه: (( خَلَقَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ))[لقمان:10] .
الطالب:....
6 - فوائد قول الله تعالى : (( خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين ))
(( هذا خلقُ الله )) أي مخلوقُه (( فأروني )) قال: " أخبروني يا أهل مَكَّة (( ماذا خلق الذين من دونه )) " قوله: (فأروني) فسَّر الرؤية هنا بالإخبار الإراءة بالإخبار، ولكن الأوْلَى إبقائُها على ظاهرها أنَّ المراد بالإرَاءَة يعني: أبصرون أروني شيئا خَلَقَه أحدٌ سوى اللهِ عز وجل، وقوله: (أروني ماذا خلق الذين مِن دونه) أبلغ مِن تفسير المؤلف بقوله: " أخبروني "، لأنَّ التَّحَدِّي فيها ظاهر إذْ مِن المُمْكِن أن يُخْبِرُوه بأمرٍ وهم كاذبون، فيقولون: نعم إنْ في كذا وكذا خلقَهُ كذا وكذا. لكن إذا قال: أروني. بِالتحدي بما يُرَى فحِينَئَذٍ يُبْهَتُون، وقوله: (أروني) قال: " يا أهل مكة " بناءً على أنَّ كُلَّ خطاب في سورةٍ مَكِّيَّة يتعلق بالكفار فالمُراد به أهلُ مكة، والصواب أنَّه عام حتى يمكن الآن أن نقول بهذا التحدي في عصرِنا الحاضر، والأمر هنا في قوله: (أروني) الأمر لِماذا؟ لأي شيء؟ لِلتعجيز والتهديد.
(( ماذا خلق الذين مِن دونه )) غيرِه أي: آلهتكم حتى أشركْتُموها به تعالى " يعني أروني ماذا خلقوا فإذا أريتموني أنَّها خَلَقَت شيئاً فإنَّه قد يكون عُذْراً لكم في تَشْرِيكِها مع الله تعالى في العبادة، أمَّا والأمر ليس كذلك ولا يُمكن أن يُوجَد خَالِقٌ سوى الربِّ عز وجل فإنه لا يجوز أن يُعْبَد معه غيرُه، لأنَّه إذا أقررتم بأن لا خالقَ إلا الله يجب أن تُقِرُّوا بأنَّه لا معبود إلا الله، وأنه كما أقررتم بالربوبية يَجِب أن تُقِرُّوا بِالأُلُوهِيَّة، وقوله: (( ماذا خلق ))؟ نقول: "(ما) استفهامُ إنْكَار مُبتدَأ، و(ذا) بمعنى (الذي) بِصِلتِه خَبَرُه، و(أروني) مُعَلَّقٌ عنَ العَمَل، وما بعده سَدَّ مَسَدَّ المفعولَيْن "، قوله: (( ماذا خلق الذين مِن دونه )) أعربَه المؤلف إعراباً صحيحاً (ماذا خلق) نقول: (ما) اسم استفهام و(ذا) اسم موصول مَبنيٌّ على السكون في محل رفع، و(خلق) فعلٌ ماضي والجملة صلة الموصول لا مَحَلَّ لها مِن الإعراب، والعائد محذوف، والتقدير: ماذا خلقَهُ الذين مِن دونه، والجملة (ماذا خلق الذين من دونه) جملة استفهام مُعَلِّقَة عَنِ العَمَل عن عمل ايش؟ (أروني)، وقوله: " وما بعده سدَّ مَسَدَّ المفعولين " هذا إذا قلنا: إنَّ الرؤيا بمعنى العلم، أما إذا قلنا أن الرؤيا بمعنى رُؤيَة البصر فإنَّ ما بعده سد مسد مفعولٍ واحد فَقَط، هذا الإعراب الذي ذكره المؤلف هل في كلام ابن مالك ما يدل عليه في الألفية؟
الطالب:...
الشيخ : ... أعربَها على أنها غير مُلغَاة، وهل يجوز إلغاؤها؟ الجواب: نعم يجوز بل قد يُقَال: إن إلغائَها أولى لأنك إذا ألغيتَها جعلت (ماذا) مفعول مقدم لِـ(خلق) وحينئذ يكون ما نحتاج إلى هذا، والأصل عدمُ الحذف وقد سبق لكم أنَّ إلغائها لَه وجهان: إما أن تكون (ما) اسم استفهام و(ذا) زائدة، أو تقول: (ماذا) جميعاً اسم استفهام، وقوله تعالى: (( فأروني ماذا خلق الذين من دونه )) أي مِن سوى الله عز وجل، وهذا التحَدِّي وكل تَحَدٍّ في القرآن لا يمكن أن يكون مَوجوداً، لأنَّه لو كان الشيء مُمكناً لكان التحدي لَغواً لا فائدة فِيه قال الله عز وجل: (( بل )) قال المؤلف: " للانتقال (( الظالمون في ضلالٍ مُبِين )) بَيِّنٌ بإشراكِهم وأنتم مِنْهم " يعني معناه الأمر واضح، وأنَّه لا خالق إلا الله، وأنه لا يمكن أن يوجد أحد يَخلُق، ولكن استمرار المشركين في شركهم يُعتبَرُ ظُلماً وضلالاً مُبِيناً ولهذا قال: (( بل الظالمون )) أي المشركون الذين أشركوا مع الله في العبادة مع أنَّهم مؤمنون بأنَّه لا شريكَ له في الخلق (( في ضلال مبين )) قال المؤلف: " بَيِّن " وكلمة (مُبِين) تأتي بمعنى (بَيِّن) أي ظاهر، وبمعنى مُظْهِر، لأنها مُشتقة من (أَبَان) الرُّباعِي، و(أَبَان) الرباعي يأتي مُتَعَدِّياً ويأتي لازماً، فيأتي (أَبَان) بمعنى (بَان) أي ظَهَر وحينئذٍ يكون لازماً، ويأتي بمعنى (أظهر) أبان الشيء أظهرَه وحينَئِذٍ يكون مُتعدِّياً، في هذه الآية (( بل الظالمون في ضلال مبين )) مِن اللازِم ولا مِن المعتدي؟ مِن اللازم ولهذا فسَّرها بقوله: " بَيِّن " نُريد مثالاً لها مِن المتعدي.
الطالب:....
الشيخ : ... متعين بعد
الطالب: من القرآن الكريم : (( تلك آيات الكتاب المبين )) ... البَيِّن بنفسِه المُبِين لِلحَقّ.
الشيخ : أي نعم ومِثْلُه (( بلِسَانٍ عربي مبين )) أي مُظْهِر، فالحاصل أنَّ (مُبِين) لا تظنُّوا أنها دائماً مُتَعدِّيَة قد تكون لازمةً بمعنى (بَيِّن) وقد تكون مُتعدِّيَة بمعنى مُظْهِر
7 - تفسير قول الله تعالى : (( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد ))
الطالب: اللام وقد والقسم.
الشيخ : نعم اللام وقد والقسم، وقوله: (آتينا) أي أعطينا، وهذا الإعطاء إعطاءٌ كَوْنِيّ آتاه الله تعالى الشيء إيتاءً كَونِيًّا، وقوله: (لُقمَان) هو اسم رجل وأكثرُ أهلِ العلم على أنه رجلٌ أعطاه الله تعالى حكمةً ودرايةً في الأمور وليس نبيًّا، قال ابن كثير: إنه أكثر الناس على أنَّه ليس بِنَبي، ويُروى عن عكرمة -إن صح عنه- هكذا قال: إنه نبي. ولكن الصحيح أنَّه ليس بِنبيّ وإنما هو رجل حكيم ذُو أمرٍ رشيد أعطاهُ اللهُ تعالى هذه الحكمة كما قال تعالى: (( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا )).
الطالب: شيخ .. بعضهم لقمان الحكيم هو هذا ولَّا غَيْره.
الشيخ : لا هذا هو.
الطالب: كيف ... إخبار عن الرسول ولّا إسرائيليَّات؟ قال لقمان الحكيم قال لقمان الحكيم يعني ...
الشيخ : هذا مما يُؤْثر عنه ... صحيح ولَّا لا؟ نعم، قال: (( ولقد آتينا لقمان الحكمة )) ما هي الحكمة؟ الحِكْمة في الأصل هي مُوافَقَةُ الصواب، وبمعنى هذا قولُه: إنَّها وَضْعُ الأشياء في مَواضِعِها فصَاحِبُ الرأيِ الرشِيد والتَصَرُّفِ السَّدِيد هذا يُعْتَبَرُ حَكِيماً، لأنَّه يضع الأشياء في مواضعها كذا يا حامد! وش اللي ذكرنا في الحكمة؟ تفسيرها؟
الطالب: .. الأشياء في مواضِعها
الشيخ : هذا واحد والثاني؟
الطالب: .. الحكيم الذي
الشيخ : لا لا، نريد الحكمة فقط ما نريد الحكيم الحِكمة نعم، قيل: أنَّها وضع الأشياء في مواضِعِها هذا واحد، وقيل
الطالب: عدم ...
الشيخ : ما ذهبت يميناً أو شمالاً؟ قيل: أنها موافقة الصواب وهما بمعنىً واحد، لأن مُوافقَة الصواب هو وضع الشيء في مواضعه، طيب يقول:
الطالب: تعتبر ...
الشيخ : لا، هذا معناها " مِنها العِلْم والدِّيانة " العلم حِكمة ولّا لا؟ أو تُنَال به الحكمة؟ تُنال به الحكمة، والثاني " الدِّيانة " نعم حكمة والثالث: " الإصابة في القول " وهذا أيضاً حِكْمة وكذلك الإصابة في الفعل حكمة، قال: " وحِكمه كثيرة مأثورة كان يُفتي قبلَ بِعْثة داود وأدرك بعثتَه وأخذَ عنه العلم وترك الفُتْيا وقال في ذلك: ألا أكتفي إذا كُفِيت. وقيلَ له: أيُّ الناس شَرّ قال: الذي لا يبالي إن رآه الناس مُسِيئاً " قال: كُفِيت. هذه مِن الحكمة أنَّ الإنسان إذا كُفِي يكتفى، لأنه إذا كُفِي ثم عَمِل بما كُفِي فيه لم يكن مِنه إلا إضاعة الوقت والتعب، وأما أيُّ الناس شر فقال: الذي لا يُبالي إن رآه الناس مُسيئاً. هذا قد يُنازَع فيه، لأن هذا الذي لا يُبالي إن رآه الناس مُسِيئاً يُعتبر فاقدَ الحياءِ فقط ولا يُعتبر شرَّ الناس، شرُّ الناس في الواقع هو الذي يُشرك بالله عز وجل هذا شرّ الناس، لأنَّ هذا أظلَم الناس فيكونُ شرَّ الناس، ثم إن هذه المقولة سَاقَها المؤلف أو هذين الجملتين قد تكون صحيحة إلى لُقمان وقد تكون غير صحيحة، يعني ما يلزم، لأنه ما هناك سند صَحيح إلى لقمان مُتَّصِل ولم يُخْبِر النبي عليه الصلاة والسلام بذلك عنه، ومِثْل جميع الأخبار السابقة إذا لم تكن عن طريق الرسول عليه الصلاة والسلام فإنَّه يُنْظَر فيها، لأنها تأتينا بِغير إسناد تُؤْخذ عَن أهلِ الكتاب وأهلُ الكتاب غَيرُ مَأْمُونِين.
الطالب: طيب ما يُؤخَذ مِنها حِكمة يا شيخ؟
الشيخ : وقال .. نعم في كل شيء يُفتى به المَرْء ما له داعي يتعلق مِنه، والله ما أعرف ابن كثير ما ذَكَر هذا الأثر نعم.
الطالب: يا شيخ ...
الشيخ : يمكن أن .... لأن النصارى عندهم كتاب وأثارةٌ مِن علم وإلَّا غيرهم قد لا تنقل عنه شيء، ولكن كل الأحاديث عمَّن سبق لا تخلو مِن ثلاث أحوال كما هو معروف إمَّا أن توافق الشرع أو تخالفه أو لا يكون فيها موافقة ولَّا مُخالفة فما وافق الشَّرْع فهو مقبول وما خالفَه فهو مردود وما لم تكن فيه موافقة ولا مخالفة فإنه لا يُصَدَّق ولا يُكَذَّب، نعم، يقول: " (( أن )) أي: وقُلنا له أن (( اشكر لله )) على ما أعطاك مِن الحكمة " قوله: (( آتينا لقمان الحكمة )) ثم قال: أن اشكر لله " لو أنَّ أحداً قال إنَّ قوله: (أن اشكر لله) تفسير للحكمة بأنْ (أنْ) هُنا تفسير الحكمة لم يَكن بعيداً، أمَّا المُؤَلِّف فيرى أنها مَفْعُولٌ لِقولٍ محذوف تقديره: وقلنا له أنِ اشكر لله يعني على ما آتاك مِن الحكمة، أمَّا على الاحتمال الأول الذي هو ظاهر القرآن ولا يحتاج إلى تقدير فالأمر ظاهر أنَّ شُكْرَ نعمةِ الله مِن الحِكمة بل هو رأسُ الحكمة، نعم، وقوله: (اشكر لله) اللام هنا لِلاختصاص والاستحقاق، لأنَّه لا يختَصُّ بالشكر المُطْلَق ولا يستحِقُّ الشكر المطلق إلَّا الله سبحانه وتعالى، والشُّكْر هو القيام بطاعة المُنْعم اعترافاً بالقلب وثناءً باللسان وطاعةً بالأبدان، فمُتَعَلَّقُه مُتَعَلَّق الشُّكر ثلاثة: اللسان والقلب والجوارح، وسببُه واحد وهو النِّعْمة، ولهذا كان بينه وبين الحَمْد عُمُوم وخصوص فمِن جِهَة السَّبَب الحَمْدُ أعَمّ، ومِن جِهَة المُتَعَلَّق الشُّكْرُ أعَمّ، نعم، كيف ذلك؟ الحَمْد سببُه أمران: كَمَالُ المَحْمُود وإنْعَام المحْمُود ولهذا تَحْمَدُ الله عز وجل على كمالِه وتَحْمَدُهُ على إنْعَامِه، ولكنَّ الحَمْدَ يختَصُّ بماذا؟ مِن حَيْث المتعلق يختصُّ باللسان فقط، أمَّا الشكر فإنَّه من حيث السبب أخصّ، لأنه لا يكون إلا في مُقابلَةِ نِعْمة لكن مِن حيث المُتَعَلَّق أعَمّ يَكُون بِالقلْب واللسان والجوارِح وعليه قولُ الشاعر:
أفَادتْكَم النَّعْمَاء مِنِّي ثلاثةً يَدِي ولساني والضَّمِير الـمُحَجَّبَا
وقوله: (( أن اشكر لله )) قلنا: أنَّ اللام هنا للاختصاص والاستحقاق فيَجِب على العبد أن يُخْلِص الشُّكرَ له، وأن يعتقد بقلبِه أنَّه لا يستحقُّ الشُّكْر المُطلق إلا الله.
قال: (( وَمَن يَّشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ )) لأنَّ ثواب شُكْرِه لَه (( وَمَن كَفَرَ )) بالنعمة (( فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ )) عن خَلْقِه (( حَمِيدٌ )) مَحْمُودٌ في صُنْعِه " (ومن يشكر) الجملةُ هذِه شَرْطِيَّة فِعْل الشرط فيها مجزوم بـ(مَن)، و(مَن يشكر) وجواب الشرط زُمْلة [كذا] قولِه (فإنما يشكر لنفسه)، و(إنّما) أداة حصر، و(يشكر) فعل مضارع ولكن هل يقال: إن (يشكر) هو الجواب أو الجملة؟ الجملة، نعم، وقوله: (فإنما يشكُرُ لنفسه) كيف قال: (أن اشكر لِله) ثُم قال: (إنما يشكر لنفسه)؟ قد تقولون: إن المُتَوَقَّع أن يقول: (ومن يشكر فإنما يشكر لله) ولكن نقول مثل ما قال المؤلف: إن معنى قوله: (فإنما يشكر لنفسه) أي: أنه يَعُودُ ثَوابُ الشُّكرِ إليه فهو لِمَصلحتِه، وليس الشكر يعود إلى الله عز وجل فينتفِعُ به، لأنَّه سُبْحانه وتعالى لا يَنْتَفِع بالطاعة ولا يَتَضَرَّرُ بالمعصية، وإنما يعود إليك أنت نفسك.
(( ومَن كَفَر )) وهو ضِدُّ الشُّكْر (( فإن الله غني حميد )) غَنِيٌّ عَنه إذا كفرَ نِعمَة الله، حَمِيد فَعِيل بمعنى مَفْعُول ويجوز أن يكون (حَمِيد) بمعنى فَاعِل (حَامِد)، فهو سُبْحَانه وتَعَالى مَحْمُودٌ وحَامِدٌ، لأنَّه سبحانه وتعالَى يَصِفُ مَن يستحِقُّ الصِّفاتِ الكَامِلَة بِمَا يَسْتَحِقُّه ولهذا أثنى على أنبيائِه وعلى أوليائِه، وهذا حمْدٌ له، وهو أيضا مَحمُود مِن عبادِه فهو فَعِيل بمعنى فَاعِل وبمعنى مَفعول، وجه ارتباط الجملة جملة الجواب الشرط (ومن كفر فإن الله غني حميد) وجه ارتباطها بالشرط ظاهر يعني مِن كفر فإنَّه لن يَضُرَّ الله ولن يَنْقُصَ مِن مُلكِه، لأنَّه غَنِيّ، وكذلك لن يكون في ذلك قُصُورٌ مِن حكمته، لأنه جل وعَلا حَمِيد، فإيجادُ الشاكرين مما يُحْمَدُ الله عليه، وإيجاد الكافرين مما يُحمَد الله عليه، ولولا هذا ما عُرِف قَدْرُ الشُّكْر ولا عُرِف أيضاً مَضَرَّةُ الكُفْر، لولا هذا لكان الناس على حَدٍّ سواء لا يتميز فيهِم الطيِّب مِن الخَبيث، (( ومن كفر فإن الله غني حميد )) الغَنِي مِن أسماء الله، والحَميد مِن أسمائِه أيضاً.
قال: (( ووصينا الإنسان بوالديه )) (( و )) اذكر (( إذ قال ))، آا؟
الطالب:....
الشيخ : نعم لأنه .. عام لكن لما كان في سياق الحكمة التي أوتيها لقمان على تفسير المؤلف جعلها خاصة بالنبي يقول: (( و )) اذكر (( إذ قال لقمان لابنِه )) "
الطالب: ..يقول: محمود في صنعه ..
الشيخ : إي نعم هذا قُصُور (حميد) يقول المؤلف أنها "مَحمود في صنعه" والصواب أنَّه محمُود في صُنْعِه وشَرْعِه وفي جميع صفاتِه فهو محمود على صفاتِه الكاملة وعلى أفعالِه وعلى شرْعِه، نعم
8 - تفسير قول الله تعالى : (( ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ))
(( إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ )) فرجع إليه وأسْلَم " مَن الذي رجع؟
الطلبة: ابنه.
الشيخ : الابن، وعلى كُلِّ حال ما نعرف عَادْ هل هذه المسألة كَما قال المؤلف أنَّ الابن كان مُشْرِكاً فلما وعظَه أبُوه رجَع فأسلَم، أو أنَّه -أي الابن- خافَ عليه أبوه مِن الشرك فنَهاه عنْه وبَيَّنَ لَه أن الشِّرك لَظُلم عظيم، ولا يلزمُ مِن النهي عنِ الشرك أن يكونَ الإنسان قد أشرَك، لأنَّه قد يُنْهَى عن الشيء خوفاً مِن وقوعِه لا رفعاً لما وقعَ مِنْه، وهذا أمرٌ موجود مُطَّرِد في القرآن وفي السنة وفي كلامِ الناس تقول لِلرَّجُل مثلاً: لا تُصاحبِ الأشرار. هل يلزم مِن هذا النهي أن يكون مُصاحباً لهم؟ ما يلزم قد يكون نهياً لِما يُخَاف أن يحصُل مِنه، فكلِمة (لا تشرك بالله) ليست صريحةً في أنَّ الابن قد وقَع في الشرك حتى يُقال: إنَّه رجع وأسلم بل قد يكونُ أبوهُ نهاهُ عن الشرك خوفاً مِن أن يقعَ فِيه والعِلْمُ عِنْد الله
9 - تفسير قول الله تعالى : (( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )) أستمع حفظ