تفسير سورة لقمان-02b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تابع لتفسير قول الله تعالى : (( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ))
كُلَّما كَبُر الجَنِين كَانَ ذَلك أشدَّ وأعظَم، الإنسان يجِد مِن نفسه أنَّه لو شَبِع وامتلأ بطنُه يَتعَب ولّا لا؟ يتعب معَ أنَّ هذا الغذاء يُمِدُّهُ بِالطَّاقَة فَكَيف بالجنينِ الذي يملأُ بطنَها ويأكُل مِن طاقتِها لأنَّه يتغذَّى مِن غِذائِها يكون هذا أشدّ وأعظَم، لأنه جامعٌ بيْن الإثْقال وبيْنَ المُشَاركة في الغِذاء، ولهذا تحتاجُ المرأة الحامِل إلى غذاءٍ أكثر، ومِن ثَمَّ أباحَ الشرعُ لها أن تُفْطِر في رمضان، مِن أجل ألا يَنْقُصَ الغذاءُ عليها فَتَتَعَب هِي ويتضرَّر الجَنين، وهذه مِن حِكمةِ الله عَزَّ وَجَل، كذلك أيضاً يلحقها وَهْنٌ عِنْد الطَّلْق ولَّا لا؟ الطلْق يُؤْلِم ويُوجِع ليس بالأمرِ الهَيِّن، لأنَّ الطَلْق بإذنِ الله يأتي مِن أجْلِ أن يَنْقِلَب الجَنين حتى يَسْتَعِدَّ للخُرُوج، الجَنِين الآن في بطنِ أمه وَضْعُه أنَّ رأسَه إلى جِهَة رأسِ الأم ووجهُه إلى جِهَة ظهْرِ الأُم وظهرُه إلى جِهَة بطنِها فهو مُعَاكِسٌ لأمِّه في الاستِقْبَال، وهذه حِكْمة، لأنَّه إذا كان وجهُه إلى الظهْر صارَ الظهْرُ حامِلاً لَه لأنَّه عِظَام يِحْمِي وجهَ الجَنين، لو كان وجهُ الجنين إلى وجهِ أمِّه فما هناك شيءٌ يحمِيه وكان أدْنَى -مثلاً- ضَربة أو شَيء تُصِيب وجهَه، لكن مِن حكمةِ اللهِ عزَّ وجَل أنَّه جعلَهُ هكذا، ولذلك قال العلماء: لو ماتت امرأةٌ كافرة كِتَابِيَّة حاملٌ بِولدٍ مِن مُسْلِم فَكَيْف تُدفَن؟
الطالب: ظهرها إلى القبلة.
الشيخ : تُدْفَن على جنبِها الأيمن وظهرها إلى القبلة.
الطالب: ما يصير على الأيسر؟
الشيخ : لا لا الأيمن، مو بالأيمن؟
الطالب: يصير بالأيسر؟
الشيخ : إي نعم على جنبها الأيسر نعم الأيسر، الأيسَر إن أمكَن أن تُدْفن وحدَها لا في مقابِرِ المسلمين ولا في مقابرِ الكفار فهو أولى، فإنْ تعذَّر فإنَّها تُدفَن في مقابرِ المسْلِمين على جنبِها الأيسَر لِيكُون الولَد على الجنْب الأيْمن مستقبِل القِبْلة، نعم، طيب الطَّلْق يحصل عند انطلاق هذا الولد، هذا الولد سينْطَلِق عِند الوضْع لِأجْل أن يكون رأسُه هو الأسْبَق حتى يخرُج، أوَّل ما يخرج مِن الجنين هو الرأس، تَتَألم مِن هذا الطلْق بِلا شك، ثُم عند الوَلَادة أيضا تتَألم ولّا لا؟ نعم تتألَّم ويلحقُها ضَعْف وربَّمَا يلحقُها إغماء وتَعَب وربما تَمُوت، فاللهُ تعالى يُذَكِّرُ الإنسان حالَ الأُم في هذه الأحوال التي كُلُّها أحوال ضَعْف عَلى ضَعْف.
الطالب: بعضهم يقول: ينقَلِب في الشهر السابِع.
الشيخ : لا، المعروف أنَّه ينقَلِب عِنْد الولادة لَأن هذا الطَّلْق ..
قال: (( حملَتْه أمُّه وهْناً على وَهْن )) أي ضعُفَت ِلِلحمل، وضعُفَت لِلطَّلْق، وضَعُفَت لِلولادة (( وفصاله )) أي فِطامُه (( في عامين )) " (فصالُه في عامين) يقول المؤلف: "فطامه" لكن مُضافاً إليها مُدَّة الحَمْل ولَّا لا؟ مضافاً إليها مُدَّة الحمل ولّا مُخرَجٌ مِنها مُدَّة الحمْل؟
الطالب: مُخرَج.
الشيخ : مُخرَجٌ مِنها مُدَّة الحمْل، لأن الله قال في آية أخرى: (( وحَمْلُه وفِصَالُه ثلاثون شَهْراً )) فإذا أسقطْنَا أقلّ مُدَّة الحمل ستة أشهر بَقِي أربعة وعِشرون شهراً وهي عَامَان، نعم .
الطالب: ... على ..
الشيخ : الاستِعلاء يعني: وهنٌ مُضافٌ على وَهْن مثل ما تقول مثلاً: وضعتُ كِيساً على كِيس ولَبِنَةً على لَبِنَة وما أشبه ذلك.
الطالب:....
الشيخ : كلُّه بسبب الحمل، نعم، قال: .. عند نَشْئِه والثاني عِند الطَّلْق والثالث عند الولادة.
(( حملته وهن على وهن وفصاله في عامين )) وقلنا له: (( أَن اشكُرْ لِي ولِوالدَيك )) (فصالُه في عامين) يعني أنَّه لا ينفصِل مِن أمه إلا بعد عامين فيُضَاف إلى الحمْل مُدَّة الفصال، مدة الفصال فيها تعب ولَّا لا ؟ فيها تعب لا شك، تُرضِعُه وتسْهَرُ لسَهَرِه ويتألم قلبُها لألمِه وتُصلِحُ شأنَه مِن تنظيفِه وتنظيفِ ثيابِه وحملِه عِند البُكَاء وغيرِ ذلك، إذاً فهي في تعبٍ مِن حين يُحمَل إلى أن يُفصَل بعدَ ولادتِه في عامين، ولمْ يذكرِ الله سبحانَه وتعالى في حقِّ الأبِ شيئاً فما تقولون؟ لِيُبَيِّن نعم، لِأَنَّ الأبَ فِي الغالِب يُتَّقَى ويُخْشَى فلا حَاجَةَ إلى أن يُبَيَّنَ ما ينالُه مِن ابنِه حتَّى يكُونَ حَافِزاً للابْن على القِيام بحقِّه، لكن الأمُّ لما كانت ضَعيفَة وربما يَتهاوَن الإنسانُ بِحقِّها ذَكَرَ الله سبحانه وتعالى مِن أحوالها ما يكونُ سبباً لِقيام الابْن بِواجبِه، وهذا ترَوْنَه كثيراً في القرآن الشيءُ الذي يُخشَى فيه التهاون يُؤَكَّد، مثال ذلك الوصِيَّة والدَّين في التَّرِكَة أيُّهما يُقدَّم؟ يُقَدَّم الدَّينُ عَلى الوَصِيَّة بالإجماع، ومع ذلك ذَكَر اللهُ تعالى الوصِية في آياتِ المَوارِيث قَبل الدَّين قدمها في الذِّكْرِ على الدَّين لِماذا؟ لأنَّ الوَصِيَّة حقٌّ قَد يَتَهَاون بِه الوَرَثَة، والدين لا يتهاوَن بِه الوَرَثَة فورَاءَه
الطالب: مَن يَطَالِب..
الشيخ : مَن يُطالِب بِه، صاحبُه، فالله عز وجل قد يدْعَم الأشياء التي يُخشَى فيها التهاوُن بِأوصافٍ تَحمِل على القيام بما ينبغي أن يقومَ به، فهنا لما كانت الأمُّ ضعيفة وكان الإنسان قد يعتَدِي عليها وعلى حقِّها أكثر ذَكَرَ الله تعالى مِن أسباب بِرِّهَا الموجِبَة ما لم يَذكُرْه في حقِّ الأب، وأظُنُّنا كُلّنا نعلم أنَّ الابِن دَائماً يعتدِي على أُمِّه بالسبّ والشَّتْم وربما بالضَّرب لكن على أبيه ما يستطِيع ولا يعتدي عليه كمِثْل اعتدائِه على أمِّه، وإذا لم يقُم بحقِّه فإن أباه يفرِضُ ذلك عليه، فلهذا ذَكَرَ الله تعالى هذه الصِّفات في الأم، ليكونَ حثًّا لنا على القيام بحقِّها.
(( خَلَقَ السماوات بغَيْرِ عَمَد ))
الطالب: ظهرها إلى القبلة.
الشيخ : تُدْفَن على جنبِها الأيمن وظهرها إلى القبلة.
الطالب: ما يصير على الأيسر؟
الشيخ : لا لا الأيمن، مو بالأيمن؟
الطالب: يصير بالأيسر؟
الشيخ : إي نعم على جنبها الأيسر نعم الأيسر، الأيسَر إن أمكَن أن تُدْفن وحدَها لا في مقابِرِ المسلمين ولا في مقابرِ الكفار فهو أولى، فإنْ تعذَّر فإنَّها تُدفَن في مقابرِ المسْلِمين على جنبِها الأيسَر لِيكُون الولَد على الجنْب الأيْمن مستقبِل القِبْلة، نعم، طيب الطَّلْق يحصل عند انطلاق هذا الولد، هذا الولد سينْطَلِق عِند الوضْع لِأجْل أن يكون رأسُه هو الأسْبَق حتى يخرُج، أوَّل ما يخرج مِن الجنين هو الرأس، تَتَألم مِن هذا الطلْق بِلا شك، ثُم عند الوَلَادة أيضا تتَألم ولّا لا؟ نعم تتألَّم ويلحقُها ضَعْف وربَّمَا يلحقُها إغماء وتَعَب وربما تَمُوت، فاللهُ تعالى يُذَكِّرُ الإنسان حالَ الأُم في هذه الأحوال التي كُلُّها أحوال ضَعْف عَلى ضَعْف.
الطالب: بعضهم يقول: ينقَلِب في الشهر السابِع.
الشيخ : لا، المعروف أنَّه ينقَلِب عِنْد الولادة لَأن هذا الطَّلْق ..
قال: (( حملَتْه أمُّه وهْناً على وَهْن )) أي ضعُفَت ِلِلحمل، وضعُفَت لِلطَّلْق، وضَعُفَت لِلولادة (( وفصاله )) أي فِطامُه (( في عامين )) " (فصالُه في عامين) يقول المؤلف: "فطامه" لكن مُضافاً إليها مُدَّة الحَمْل ولَّا لا؟ مضافاً إليها مُدَّة الحمل ولّا مُخرَجٌ مِنها مُدَّة الحمْل؟
الطالب: مُخرَج.
الشيخ : مُخرَجٌ مِنها مُدَّة الحمْل، لأن الله قال في آية أخرى: (( وحَمْلُه وفِصَالُه ثلاثون شَهْراً )) فإذا أسقطْنَا أقلّ مُدَّة الحمل ستة أشهر بَقِي أربعة وعِشرون شهراً وهي عَامَان، نعم .
الطالب: ... على ..
الشيخ : الاستِعلاء يعني: وهنٌ مُضافٌ على وَهْن مثل ما تقول مثلاً: وضعتُ كِيساً على كِيس ولَبِنَةً على لَبِنَة وما أشبه ذلك.
الطالب:....
الشيخ : كلُّه بسبب الحمل، نعم، قال: .. عند نَشْئِه والثاني عِند الطَّلْق والثالث عند الولادة.
(( حملته وهن على وهن وفصاله في عامين )) وقلنا له: (( أَن اشكُرْ لِي ولِوالدَيك )) (فصالُه في عامين) يعني أنَّه لا ينفصِل مِن أمه إلا بعد عامين فيُضَاف إلى الحمْل مُدَّة الفصال، مدة الفصال فيها تعب ولَّا لا ؟ فيها تعب لا شك، تُرضِعُه وتسْهَرُ لسَهَرِه ويتألم قلبُها لألمِه وتُصلِحُ شأنَه مِن تنظيفِه وتنظيفِ ثيابِه وحملِه عِند البُكَاء وغيرِ ذلك، إذاً فهي في تعبٍ مِن حين يُحمَل إلى أن يُفصَل بعدَ ولادتِه في عامين، ولمْ يذكرِ الله سبحانَه وتعالى في حقِّ الأبِ شيئاً فما تقولون؟ لِيُبَيِّن نعم، لِأَنَّ الأبَ فِي الغالِب يُتَّقَى ويُخْشَى فلا حَاجَةَ إلى أن يُبَيَّنَ ما ينالُه مِن ابنِه حتَّى يكُونَ حَافِزاً للابْن على القِيام بحقِّه، لكن الأمُّ لما كانت ضَعيفَة وربما يَتهاوَن الإنسانُ بِحقِّها ذَكَرَ الله سبحانه وتعالى مِن أحوالها ما يكونُ سبباً لِقيام الابْن بِواجبِه، وهذا ترَوْنَه كثيراً في القرآن الشيءُ الذي يُخشَى فيه التهاون يُؤَكَّد، مثال ذلك الوصِيَّة والدَّين في التَّرِكَة أيُّهما يُقدَّم؟ يُقَدَّم الدَّينُ عَلى الوَصِيَّة بالإجماع، ومع ذلك ذَكَر اللهُ تعالى الوصِية في آياتِ المَوارِيث قَبل الدَّين قدمها في الذِّكْرِ على الدَّين لِماذا؟ لأنَّ الوَصِيَّة حقٌّ قَد يَتَهَاون بِه الوَرَثَة، والدين لا يتهاوَن بِه الوَرَثَة فورَاءَه
الطالب: مَن يَطَالِب..
الشيخ : مَن يُطالِب بِه، صاحبُه، فالله عز وجل قد يدْعَم الأشياء التي يُخشَى فيها التهاوُن بِأوصافٍ تَحمِل على القيام بما ينبغي أن يقومَ به، فهنا لما كانت الأمُّ ضعيفة وكان الإنسان قد يعتَدِي عليها وعلى حقِّها أكثر ذَكَرَ الله تعالى مِن أسباب بِرِّهَا الموجِبَة ما لم يَذكُرْه في حقِّ الأب، وأظُنُّنا كُلّنا نعلم أنَّ الابِن دَائماً يعتدِي على أُمِّه بالسبّ والشَّتْم وربما بالضَّرب لكن على أبيه ما يستطِيع ولا يعتدي عليه كمِثْل اعتدائِه على أمِّه، وإذا لم يقُم بحقِّه فإن أباه يفرِضُ ذلك عليه، فلهذا ذَكَرَ الله تعالى هذه الصِّفات في الأم، ليكونَ حثًّا لنا على القيام بحقِّها.
(( خَلَقَ السماوات بغَيْرِ عَمَد ))
1 - تابع لتفسير قول الله تعالى : (( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم ))
يُستفاد مِنها إثباتُ خلقِ الله لِلسماوات، ويتفرع على هذه الفائدة إبطالُ قولِ الفلاسفة في قِدَم الأفلاك، الفلاسفة يقولون: إن الأفلاك قديمة وأنها لا تتغير لأنَّ القديم عندهم الذي لا ابتداءَ له ومَا لا ابتداءَ له ولا انتهاءَ له، فيكون في هذا إبطالٌ لِقولِ الفلاسفة: إن الأفلاك قديمة وأنَّها لا تتغَيَّر، ومِن ثَمَّ أنكرُوا إنكاراً شديداً لِانشقاق القمر، وقالوا: القمر ما يمكن ينشَق، لأنَّه مِن الأفلاك وإنَّما معنى قوله: (( اقتربت الساعة وانشق القمر ))أي بَانَ صِدْقُ الرسالة، نعم، وأنكرُوا الأحاديث الواردة في ذلك والتي تَلَقَّتْها الأُمَّة بالقَبُول.
طيِّب ويُسْتَفَاد مِن هذه الآية الكريمة بيانُ قُدْرةِ الله عزَّ وجَل في خَلْقِ هذه السماوات العظيمة (( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ))[الذاريات:47].
ويُستفاد مِنها بَيَانُ القدرة مِن وجهٍ آخَر وهي أنَّ هذه السماوات العظيمة والسَّقْف الواسِع بغير عَمَد، لقوله: (( بِغير عَمَدٍ ترَونَها ))، وأظننا لو رأيْنَا بناءً واسعاً ما فيه أعمدة لَكُنَّا نتعَجَّب مِن هذا البِناء كيف هذا البِناء الواسع ما فيه عَمَد معَ أنَّ بِناء السَّماء أوسَع وأعظَم ومعَ ذلك بغير عَمَد.
ومِن فوائد الآية الكريمة (( وألقى في الأرض رواسي )) بَيَانُ حِكْمَة اللهِ ورحمتِه في إلقاء الرَّواسِي، كذا؟ و(رحمتِه) لئلا تميدَ بالخلْق
طيِّب ويُسْتَفَاد مِن هذه الآية الكريمة بيانُ قُدْرةِ الله عزَّ وجَل في خَلْقِ هذه السماوات العظيمة (( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ))[الذاريات:47].
ويُستفاد مِنها بَيَانُ القدرة مِن وجهٍ آخَر وهي أنَّ هذه السماوات العظيمة والسَّقْف الواسِع بغير عَمَد، لقوله: (( بِغير عَمَدٍ ترَونَها ))، وأظننا لو رأيْنَا بناءً واسعاً ما فيه أعمدة لَكُنَّا نتعَجَّب مِن هذا البِناء كيف هذا البِناء الواسع ما فيه عَمَد معَ أنَّ بِناء السَّماء أوسَع وأعظَم ومعَ ذلك بغير عَمَد.
ومِن فوائد الآية الكريمة (( وألقى في الأرض رواسي )) بَيَانُ حِكْمَة اللهِ ورحمتِه في إلقاء الرَّواسِي، كذا؟ و(رحمتِه) لئلا تميدَ بالخلْق
2 - فوائد قول الله تعالى : (( خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم )) أستمع حفظ
فائدة : على أن الأرض تدور والأدلة على ذلك ، مناقشة قول من يقول على أن الأرض لا تدور
ويُستفاد مِن الآية الكريمة أنَّ الأرض تدور، .. الآن نَحُطّ المعدِن على الماء ونصهره نفخ الزيت مِن الماء الحقيقة، يستفاد مِن الآية أنَّ الأرض تدور كيف ذلك؟ يقولون: لِأن قولَه: (( أن تميدَ بكم )) يدل على وجود أصل الحركة، لأنَّ نَفْيَ الأخَصّ يدُلُّ على وُجُودِ الأَعَمّ ألم تروا إلى قولِه تعالى: (( لا تدركه الأبصار )) حيث كان دليلاً على وُجود أصلِ الرُؤْيَة أو لا؟ قولُه تعالى: (( لا تدركه الأبصار )) مو دليل على أنَّ الرؤية موجودة؟ ولهذا الآية استَدَل بها أهلُ السنة على إثباتِ رُؤْيَة الله، وأهلُ البدعة على نفيِ رُؤيةِ الله، ولكن الصواب مع أهل السنة، لأنَّ نَفْيَ الأخص يقتضِي وُجودَ الأعم إذ ليس مِن المعقول أن يُنْفَى الأخصّ مع انتِفَاءِ الأعم ثُم لا يُتَطَرَّقُ لَهُ، لو كان الأعمُّ مُنْتَفِياً لوَجَب أن يُنْفَى الأعم لِأجل يَدْخُل فيه الأخص، لو كان الله لا يُرَى لقال الله عز وجل: لا تَراه الأبصار. حتى تنْتَفي الرؤية وينتفي الإدراك مِن باب أولى أليس كذلك؟ فلَمَّا قال: (( لا تدركه )) عُلِمَ أنَّ أصل الرؤية مَوجُود لكنَّه لا يُدْرَك سبحانه وتعالى، هنا لما قال: (( أن تميدَ بكم )) والمَيَدَان الاضطراب عُلِم أنَّ أصلَ الحَرَكة موجودة، لكن هذه الرَّواسي لأجل اتِّزان الحَرَكة حتى لا تضطرِب، هذا هو تقدير مَن يرى أنَّ في الآية دليلاً على أنَّ الأرض تدور، أمَّا الذين يقولون: فيها دليل على أن الأرض لا تدُور فيقولون: إننا لا نُسَلِّم أن المَيَدَان معناه الاضطراب بل نقول: إن المَيَدَان هُو الحركة (( ألقى في الأرض رواسي )) أن ترسي ولا تَتَحَرك، فيُفسرون المَيَدَان بأصل أو بِمُطْلَق الحرَكَة، وإذا كان الأمر كذلك فإنَّ الواجِب أن نَرجِع إلى اللغة ِالعربية فإذا كانت اللغةُ العربية تدُلُّ على أنَّ الميَدَان هو الاضطراب، فنحن نقول: إنَّ فيها دليلاً على وُجُود أصلِ الحركة، وإذا كانت اللغة العربية تقول: إنَّ الميَدَان هو الحركة فإننا نقول: فيه دليل على أنَّها لا تدُور، نعم، ونحن إذا قلنا: إنها تدور لا ينقُصُ الله شيئاً بل هو في الواقع زِيادة في قُدْرَتِه سبحانَه وتعالى حيث تدور هذِه الأرض بجميع ما فيها مِن بِحَار وأنهَار وأشْجار ومَدَر وحَجَر وكُل شيء تدُور ومَع ذلك بهذا الاتِّزَان البَدِيع الذي لا يَتَغَيَّر هذا دليل على قُدْرة الله عز وجل، كما أنَّ سكونَها وهي على الماء دليل على قُدْرَة الله سبحانه وتعالى، لكن الشَيْء الذي يجب أن يُنْكر حتى يتبين لنا كالشمس هو القول بأنَّ اخْتِلاف اللَّيل والنَّهار بسبب دَوَران الأرض هذا لا نُسَلِّم به بل نقول: إنَّ الليل والنهار بسبب دَوَرَان الشَّمس على الأرْض لأنَّ هذا هو ظَاهِرُ القرآن ولا يمكن أن نَتَزَحْزَح عَنْه إلا بدليل فيه مِثل الشمس، فإنَّ الله عز وجل أثبت الفعل لِلشَّمْس (( وترى الشمسَ إذا طَلعَت تَزَاوَرُ عن كَهْفِهم )) ولم يقل: إذا طَلَع الكهفُ عليهم يتزَاور، وأثبت تزاور، ولو كانت الحركة للأرض لكانَت الأرض هي التي تَزَاوَر، (( وإذا غربت )) هذا الفعل الثالث ولو كانت الأرض هي اللي تدور التي يكون بدورانها اختلاف الليل والنهار لقال: وإذا غربت الأرض. نعم، أو .. الأرض أو ما أشبه ذلك، و(تقرضهم) نفس الشيء فِعْل، والنَبي عليه الصلاة والسلام أخبَر لما قال لأبي ذر: ( أتدري أين تذهب؟ ) لما غربت الشمس ( أتدري أين تذهب؟ ) فأخبر أنها تذب هي بنفسِها، فالصواب بلا شك هو هذا إلَّا إذا ظهر لنا دَلِيل مِثْل الشمس فإنَّه يُمكِن أنْ تُؤَوَّل هذه الآيات إلى أن المعنى غَرَبَت وطَلَعَت باعتبارِ رُؤْيَة الرَّائِي وإن كان الرائي هو اللي طالع، أنت تسِير في سيارة وفي سيرك طلع عليك مثلاً ناقة تقول: طَلَعت على ولَّا لا؟ بينما أسير إذ طلع علي ناقة ... تقول طلعت علينا مع أنك أنت اللي طلع عليها، هذا ممكن لغة لكنَّا ما دمنا لم نتيقن هذا الأمر وإنما هي نظريَّاتٌ مِن قومٍ لا يُؤْمِنون بالقرآن ولا يؤمنون بالشرائع، نعم، فإننا لا نَقْبَلُ ذلك مِنْهَم بل نأخُذ بكلامِ اللهِ عز وجل، فإنْ قالَ قائِلٌ: إن قولَكم هذا يُناقِض قولَكم بإمكانِ دَوَرَانِ الأرْض، يعني إذا أمكن دوران الأرض يجِب أن يكُون تَعَاقُب الليل والنهار بِسبَب دَوَرَان الأرض، فنقول: إن هذا لا يلزمُنا، لأنَّه مِن الممْكن أن يدُور هذا وهذا وتكون حَرَكَةُ الشمس ودورانُها أسرَع، وإذا كان أسرع لَزِم مِن ذلك أن تَطُوفَ بِالأرْض ولَو مَعَ دَوَرَانِ الأرْض، يعني ممكن تكون الأرض تدور قليلا وهذه تكون أكثر فيمكنُها أن تَلِف علَى الأرض، فالحاصل أنَّ هذه المسائل لا شَكَّ أنَّ الواجِب على المُؤْمِن أن يأخُذ بِظاهِر القُرآن والسُّنَّة هذا الواجِب في الأمور الغيبية وفي الأمور التي لا يمكن إدراكُها حِسًّا، ثم إذا تبيَّن له بعد ذلك بِالحِسّ أن ظَاهِر القُرآن غَيْر مُرَاد فإنَّما يجوز لنا بل يجِب علينا أن نُؤَوِّل ظاهرَ القرآن لماذا؟ لأنه لا يُمكن أن يتعَارَض القرآن مَع الوَاقِع مُستَحِيل هذا، ولو أننا جَوَّزْنا ذلك عقلاً لَلَزِم أن يَكُونَ في القرآن ما هو كَذِب، لأنَّ الكَذِب هو خلاف الواقع وهذا أمر مُسْتَحِيل، ولذلك يَجِب علينا -يا إخواننا- أمام هذه النظريات أن نجعلَها كأحاديث بَنِي إسرائيل ما وافق القرآن فهو حَقّ وأخذْنَا بِه، ولكِنَّنَا لا نأخذ به على أنَّه هو الذي أثْبَتَه بل على أنَّ القرآن هو الذي أثْبَتَه، وإنما نقول ذلك لِئَلَّا يَكُون لَهُم الفَضْلُ علَيْنَا، ثانياً: مَا خَالفَ القُرآن وَجَبَ عليْنَا رَدُّه، الثالث: ما لا نعلمُ مُوافَقَتَه لِلقرآن ولا مُخالفتَه فهذا العَقل والشَّرْع يقتضِي أن نَتَوَقَّف ونَقُول: إننَا لا نُصَدِّقه ولَا نُكَذِّبه، وحينئَذٍ يحتاجُ الإنسان طَالِب العِلْم إلى أن يتَعَمَّق ويَتَأَمَّل ويَنْظُر نَظَراً عَمِيقاً جِدًّا في نُصُوص الكتاب والسنة حتى لا يَحْكُمَ بِأنَّ الوَاقعَ يُخالفُها فيكونُ في ذلك رَدُّ فِعْلٍ لِمَن لا يُؤْمِنُ بالإسلام، يعني مثلاً لو أن أحداً أنْكَر مِثْل هذه النَظَرِّيات بِدون تَأَمُّلٍ في دلالة الكتاب والسُنَّة أنْكَرَها على طُول كما يفعلون بعض العامَّة فهذا -الحقيقة- ليس مِن خِدْمَةِ الإِسْلام، هذا أخذَ الإنسانُ خَنْجَراً بيدِه وطَعَنَ بِه صَدْرَه وهو لا يَشْعُر، فالواجب تِجَاه هذه الأمور مِثْل ما قُلْت لَكُم أن نَعْرِضَهَا على الكِتَاب والسُّنَّة، فَمَا وافقَ الكِتَاب والسُّنَّة فهو حَقّ، لِكونه خالف الكِتَاب والسُّنَّة، وما خالفَهما فهو بَاطِل، وما لا تُعْلَم مُوَافَقَتُه ولا مُخَالَفَته فالواجب فيه التَوَقُّف وأن يقول الإنسان: إن تَبَيَّن لي بِحَسَب إدراكِي أنا وإن كان عِلْمي قاصر في هذه الأمور فأنا أُصَدِّقُ به، إذا لم يظهَر لي فأنا لَسْتُ مُلْزَماً بأن أُصَدِّق أو أُكَذِّب أَقِف مِن هذا مَوْقِف المُحَايِد وهذا هو العَقْل.
يقولون أن هذه النظرية تخالف القرآن " على أن الشمس ثابتة والأرض هي التي تدور " ؟
الطالب: يا شيخ هذه النظرية هذه تُخالِف القرآن.
الشيخ : ايش؟
الطالب: يعني يقولون: الشمس طالعة والأرض هي اللي تدور عليها.
الشيخ : نحن قلنا: مسألة الشمس ثابتة أبطلنَاها لأن هذا ما يجُوز.
الطالب: طيب هذه النظرية؟
الشيخ : هذه نبَطِّلها مع أنهم يقولون: إن الشمس مو هي بثابتة إنها تدور في الأَوْجِ العالي تسير سير معلوم، قرأت في كُتَيِّب صغير اسمُه علم الفلك القديم يقول: تنطلق في الثانية آلاف الملايين الأميال في الثانية اي بس هذا
الطالب: ....
الشيخ : يعني ما رأيت أن أحدهم
الطالب: ...
الشيخ : الواو هذه من لفظه وإلا ما راجعنا كتب اللغة، لكن مِن ... أنَّ (مَادَ يَمِيد) بمعنى اضطرب تَحَرَّك بِاضطرَاب، وعلى كل حال الآن هذه بين أيديكم لِمراجعة ما يمكِن مِن كُتب اللغة وإن شاء الله تأتونا بالنتيجة بعد، نأخذ الفوائد
الشيخ : ايش؟
الطالب: يعني يقولون: الشمس طالعة والأرض هي اللي تدور عليها.
الشيخ : نحن قلنا: مسألة الشمس ثابتة أبطلنَاها لأن هذا ما يجُوز.
الطالب: طيب هذه النظرية؟
الشيخ : هذه نبَطِّلها مع أنهم يقولون: إن الشمس مو هي بثابتة إنها تدور في الأَوْجِ العالي تسير سير معلوم، قرأت في كُتَيِّب صغير اسمُه علم الفلك القديم يقول: تنطلق في الثانية آلاف الملايين الأميال في الثانية اي بس هذا
الطالب: ....
الشيخ : يعني ما رأيت أن أحدهم
الطالب: ...
الشيخ : الواو هذه من لفظه وإلا ما راجعنا كتب اللغة، لكن مِن ... أنَّ (مَادَ يَمِيد) بمعنى اضطرب تَحَرَّك بِاضطرَاب، وعلى كل حال الآن هذه بين أيديكم لِمراجعة ما يمكِن مِن كُتب اللغة وإن شاء الله تأتونا بالنتيجة بعد، نأخذ الفوائد
فوائد قول الله تعالى : (( وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم ))
ومِن فَوَائِد الآية الكَرِيمة بَيَانُ قُدْرَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ بِبَثِّ هذِه الدواب في الأرض، لِقوله: (( وبثَّ فيها مِن كل دابة )) أَي نَشَر، وَجْه دلالتها على القُدرة اختلاف هذه الدواب في أجناسِها وأنواعِها وأشكالِها وأحوالِها ولّا لا؟ وقد سَبَق لنا بيانُ بعضِ الحِكَم في خلق ما هو ضارٌّ منها، وذكرنا لكم كم حكمة؟
الطالب: ثلاثة.
الشيخ : لا لا إما ستة أو سبعة ذكرْنا عِدَّة حِكَم في خلق هذا الضار.
ومِن فوائد الآية الكريمة بيان قُدْرَة اللهِ أيضاً وحِكْمَتِه ورَحْمَتِه في إنزالِ الماء مِن السَّماء، القُدْرة أنَّ .. هذا الماء أُنزِل مِن فوق فمعنى ذلك أن هناك بِحاراً عظيمةً تطوف بِالأرْض بَيْن السَّماء والأَرض، نعم، وقد قال الله تعالى في آية أخرى: (( ونُنَزِّلُ مِن السماءِ مِن جبالٍ فيها من بَرَد )) سبحان الله جِبَال بين السماء والأرض مِن البَرَد ينْطَلِق مِنْها هذه الأجزاء حتى يَنْزِل الأرض، ولو شاء الله تعالى لَأَنْزَل الجبلَ جميعاً على الأرض، نعم، قلنا هو ينبني على الرحمة حيثُ كان نزولُه مِن العُلُوّ لأجل يشمل المُرتَفِع والمُنْخَفِض، وفيه أيضاً دليل على الرحمة أنَّ هذا الماء لنا فيه فائدتان عظيمتان: إنباته ما يَنْبُت مِنْه، والثاني: خزنُه في الأرض و(( أَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ))، وقال تعالى في آية أخرى: (( فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ )) وقال تعالى: (( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ )) ففيه أيضاً مَادَّةُ حَيَاةِ الإنسان في طعامِه وفي شرابِه.
ومِن فوائد الآية أيضاً إثبات الأسْباب، لِقولِه: (( أَنْزَلنا من السماء ماءً فأنبتنا )) مِن أين نأخذ إثبات الأسباب؟ مِن فاءِ السبَبِيَّة (فأنبتنا)، وإثباتُ الأسباب مِن حِكْمَةِ الله عزَّ وجَل فالمُنْكِر للأسباب طاعنٌ في حِكمةِ الله لا شَك، لأنَّ الله حَكِيم جل وعلا، كلُّ شيء عِنده بِسبب لِتَقُومَ الأشيَاء وتمشي على نِظَام، نعم.
ومِن فوائدِ الآية الكَريمة بيان قُدْرَة الله عز وجل على تصْنِيف هذا النَبَات مَع أنَّ أرضَه واحدة ومَائَه وَاحِد مِن قوله: (( مِن كُلِّ زَوْجٍ )) أي: مِن كل صِنْف، تَرَى هذه الشجرة كَبيرة وهذه صغيرة، هذه خَضْراء وهذه بُنِّيَّة، هذه زهرتُها بَيضاء وهذه صَفراء وهذه بِلَوْنٍ آخَر ألوان مُختَلِفة مع أنَّ الماءَ واحدٌ والأرضَ وَاحِدَة، وهذا دليل على كمالِ قُدرَةِ الله عزَّ وَجَل، نعم.
ومِن فوائد الآية الكريمة أن هذا النَّابِت فيه منفعتان وهما آا؟
الطالب: النظر
الشيخ : النَظَر إليه والبَهْجَة والسرور بِه، ولهذا إذا وقف الإنسان على رَوضَةٍ مُعْشِبَة تتَفتح الرياحُ أَزْهَارَها يَجِد سُروراً وأُنْساً، ثانياً: ما يحصُل للناس مِن هذا النبات مِن المنافِع لنا ولبَهَائِمنا قال الله تعالى: (( ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْـبَتْــــــــــنَا فِيهَا حَـــــبًّا * وَعِــــــــنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْـــــتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِــــقَ غُلْبًا * وَفَاكِـــهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ )) هَا؟ (( وَلِأَنْعَامِكُمْ )).
الطالب: ...
الشيخ : ... إنكارَ قوله: (( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ )) أن السماوات أجْرَام محسُوسة، ومَن أنكرَها أنْكَر أن هذا مفعول فهو مُكَذِّبٌ للقرآن، والمُكَذِّبُ بالقُرآن يكُون كَافراً، وهذه مَسْأَلَة خَطِيرَة، لأنَّ الآن مَن لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ما يُقِرُّون بأنَّ هناك أجراماً، فقولهم .. في مجرَّات ونجوم وما أشبه ذلك ولا يُقِرُّون بالسَّماء، والذي يُصَدِّقُهم في ذلك مُكذِّبٌ لِلقرآن فيكون كافِراً به والعِيَاذُ بالله،
الطالب: ثلاثة.
الشيخ : لا لا إما ستة أو سبعة ذكرْنا عِدَّة حِكَم في خلق هذا الضار.
ومِن فوائد الآية الكريمة بيان قُدْرَة اللهِ أيضاً وحِكْمَتِه ورَحْمَتِه في إنزالِ الماء مِن السَّماء، القُدْرة أنَّ .. هذا الماء أُنزِل مِن فوق فمعنى ذلك أن هناك بِحاراً عظيمةً تطوف بِالأرْض بَيْن السَّماء والأَرض، نعم، وقد قال الله تعالى في آية أخرى: (( ونُنَزِّلُ مِن السماءِ مِن جبالٍ فيها من بَرَد )) سبحان الله جِبَال بين السماء والأرض مِن البَرَد ينْطَلِق مِنْها هذه الأجزاء حتى يَنْزِل الأرض، ولو شاء الله تعالى لَأَنْزَل الجبلَ جميعاً على الأرض، نعم، قلنا هو ينبني على الرحمة حيثُ كان نزولُه مِن العُلُوّ لأجل يشمل المُرتَفِع والمُنْخَفِض، وفيه أيضاً دليل على الرحمة أنَّ هذا الماء لنا فيه فائدتان عظيمتان: إنباته ما يَنْبُت مِنْه، والثاني: خزنُه في الأرض و(( أَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ))، وقال تعالى في آية أخرى: (( فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ )) وقال تعالى: (( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ )) ففيه أيضاً مَادَّةُ حَيَاةِ الإنسان في طعامِه وفي شرابِه.
ومِن فوائد الآية أيضاً إثبات الأسْباب، لِقولِه: (( أَنْزَلنا من السماء ماءً فأنبتنا )) مِن أين نأخذ إثبات الأسباب؟ مِن فاءِ السبَبِيَّة (فأنبتنا)، وإثباتُ الأسباب مِن حِكْمَةِ الله عزَّ وجَل فالمُنْكِر للأسباب طاعنٌ في حِكمةِ الله لا شَك، لأنَّ الله حَكِيم جل وعلا، كلُّ شيء عِنده بِسبب لِتَقُومَ الأشيَاء وتمشي على نِظَام، نعم.
ومِن فوائدِ الآية الكَريمة بيان قُدْرَة الله عز وجل على تصْنِيف هذا النَبَات مَع أنَّ أرضَه واحدة ومَائَه وَاحِد مِن قوله: (( مِن كُلِّ زَوْجٍ )) أي: مِن كل صِنْف، تَرَى هذه الشجرة كَبيرة وهذه صغيرة، هذه خَضْراء وهذه بُنِّيَّة، هذه زهرتُها بَيضاء وهذه صَفراء وهذه بِلَوْنٍ آخَر ألوان مُختَلِفة مع أنَّ الماءَ واحدٌ والأرضَ وَاحِدَة، وهذا دليل على كمالِ قُدرَةِ الله عزَّ وَجَل، نعم.
ومِن فوائد الآية الكريمة أن هذا النَّابِت فيه منفعتان وهما آا؟
الطالب: النظر
الشيخ : النَظَر إليه والبَهْجَة والسرور بِه، ولهذا إذا وقف الإنسان على رَوضَةٍ مُعْشِبَة تتَفتح الرياحُ أَزْهَارَها يَجِد سُروراً وأُنْساً، ثانياً: ما يحصُل للناس مِن هذا النبات مِن المنافِع لنا ولبَهَائِمنا قال الله تعالى: (( ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْـبَتْــــــــــنَا فِيهَا حَـــــبًّا * وَعِــــــــنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْـــــتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِــــقَ غُلْبًا * وَفَاكِـــهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ )) هَا؟ (( وَلِأَنْعَامِكُمْ )).
الطالب: ...
الشيخ : ... إنكارَ قوله: (( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ )) أن السماوات أجْرَام محسُوسة، ومَن أنكرَها أنْكَر أن هذا مفعول فهو مُكَذِّبٌ للقرآن، والمُكَذِّبُ بالقُرآن يكُون كَافراً، وهذه مَسْأَلَة خَطِيرَة، لأنَّ الآن مَن لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ما يُقِرُّون بأنَّ هناك أجراماً، فقولهم .. في مجرَّات ونجوم وما أشبه ذلك ولا يُقِرُّون بالسَّماء، والذي يُصَدِّقُهم في ذلك مُكذِّبٌ لِلقرآن فيكون كافِراً به والعِيَاذُ بالله،
5 - فوائد قول الله تعالى : (( وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين ))
.. قال الله تعالى: (( هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ))[لقمان:11] يُستفاد مِن هذه الآية الكريمة الاستدلال بِتوحيد الربوبية على توحيد الأُلوهية، لِقولِه (( هَذَا خَلْقُ الله )) يعني مَخْلُوقَه، وهم يُقِرُّون بأنه خَلْقُ الله، فإذا أقَرُّوا به يَلزَمُهم الإقرار بِتوحيد الإلهية، وعلى هذا فنقول: يُؤخَذ مِن هذه الآية الاستدلالُ بتوحيدِ الربوبية على توحيد الأُلُوهية ولهذا نَظَائِر في القرآن مِنها قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))[البقرة:21] فقال: اعبدوا ربَّكم الذي خلقكم كأنَّه يَسْتَدِلُّ بكَونِه ربًّا خالقاً على أنَّه يجِب أن تَكُون العِبَادَةُ لَه وَحْدَه، وهذا دَلِيلٌ عَقْلي مُلْزِم.
ومِن فَوائدِ الآية الكريمة الاسْتِدْلَال بالأظْهَر على ما يُنْكِره الخَصْم، فإن هَذَا اسْتِدْلال بأمْر ظاهر وَاضِح على أمرٍ ينكِرُه الخَصم وهو إنكار انفراد الله تعالى بالأُلُوهِيَّة.
ومِن فَوائِد الآية الكَرِيمة استعمالُ التَحَدِّي في المناظرة بِقوله: (( فأروني ماذا الذي خلق الذين من دونه )).
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ أولَئِكَ المُنْكِرين لِتوحِيد الأُلُوهية في ضَلال أنَّهم ظَالمون وفي ضَلَالٍ مُبِين، لِقوله تعالى: (( بل الظالمون في ضلال مبين )).
ومِن فوائد الآية الكريمة عَجْزُ جَمِيعِ الأصْنَامِ المعْبُودة أن يخْلُقُوا مِثْل خَلقِ الله، لِقوله: (( فأرونِي مَاذا خَلَقَ الذِّينَ مِن دُونِه ))، وإذا كانت عاجزةً عنِ الخلق كانت غيرَ مُستَحِقَّةٍ لِلعبَادة، قال الله عز وجل: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ )) زد على ذلك (( وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ))[الحج:73]
ومِن فَوائدِ الآية الكريمة الاسْتِدْلَال بالأظْهَر على ما يُنْكِره الخَصْم، فإن هَذَا اسْتِدْلال بأمْر ظاهر وَاضِح على أمرٍ ينكِرُه الخَصم وهو إنكار انفراد الله تعالى بالأُلُوهِيَّة.
ومِن فَوائِد الآية الكَرِيمة استعمالُ التَحَدِّي في المناظرة بِقوله: (( فأروني ماذا الذي خلق الذين من دونه )).
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ أولَئِكَ المُنْكِرين لِتوحِيد الأُلُوهية في ضَلال أنَّهم ظَالمون وفي ضَلَالٍ مُبِين، لِقوله تعالى: (( بل الظالمون في ضلال مبين )).
ومِن فوائد الآية الكريمة عَجْزُ جَمِيعِ الأصْنَامِ المعْبُودة أن يخْلُقُوا مِثْل خَلقِ الله، لِقوله: (( فأرونِي مَاذا خَلَقَ الذِّينَ مِن دُونِه ))، وإذا كانت عاجزةً عنِ الخلق كانت غيرَ مُستَحِقَّةٍ لِلعبَادة، قال الله عز وجل: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ )) زد على ذلك (( وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ))[الحج:73]
6 - فوائد قول الله تعالى : (( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد ))
ثُمَّ قال تعالى: (( ولقد آتينا لقمانَ الحِكمةَ أن اشْكُر لله )) إلى آخِره في هذه الآية الكريمة بيانُ مِنَّةِ الله سبحانه وتعالى على لُقْمان بإعطائِه الحِكْمة (ولقد آتينا لقمان الحكمة).
ومِن فوائدها أنَّ الحكمة قد ينالُها مَن ليس بِنَبِيّ، نعم، لأنَّ لقمان على قول الجمهور ليس نَبِيًّا.
ومِن فوائدها وجوبُ الشُّكْرِ لله، لقوله: (( أن اشكُرْ )).
ومِنها أي مِنَ الفوائد أنَّ شُكْرَ الله مِن الحِكْمَة، لأنَّ قولَه: (( أن اشكر )) هذا مِن تفسير الحِكمة، والشُّكْر لله لا شكَّ أنَّه مِن الحِكمة، لأنَّ الحكمة هي مُوافَقَة الصَّواب أو وَضْعُ الشَّيْءِ في موضِعِه، ولا شَكَّ أنَّ شُكْرَ الله مُوَافِقٌ للصَّوَاب، وأنَّهُ وَضْع لِلشَّيْء في موضِعِه.
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ الشَّاكِرَ ثوابُه لِنَفْسِه (( ومَن يشْكُر فإنما يشكر لنفسه )).
ومنها أنَّ الله تعالى لا يَنْتَفِعُ بطاعةِ الطائعين، بل طاعَةُ الطائعين لِأنْفُسِهِم، يتفَرَّعُ على هذِه الفَائِدة أنَّ أمر الله عز وجل عبادَه بِطاعتِه أو بِعبادِته أنَّه مُجَرَّدُ إحسانٍ إليهم، لأنَّ هذا النَّفْعَ لهم كَمَا لو كُنتَ تُرَبِّي الصغير فتقول: كُلْ مِن هذا الطعام والبسْ هذا الثوب واشرَبْ هذا الماء فأنت تأمُرُه لكن الأمْر لِمصلحَتِه هُو، نعم.
ومِن فوائد الآية الكرِيمة أنَّ الكافر لا يَضُرُّ الله شيئاً، لقَوْلِه: (( ومَن كَفَر فَإِنَّ الله غَنِيٌّ حَمِيدٌ ))، وفي الحديث القدسي: ( يا عبادِي لو أنَّ أولَكم وآخرَكم وإنسَكم وجِنَّكم كانوا عَلى أفْجَرِ قَلْبِ رَجُل واحدٍ مِنكم ما نَقَصَ ذلك مِن مُلْكِي شَيْئاً ).
ومِن فوائد الآية الكريمة إثباتُ هذيان الاسْمَين لله عز وجل وهما: الغَنِيّ والحَميد، وإثبات ما تضَمَّنَاه مِن صِفَة وهي الغِنَى والحَمْد، سواء كان حامِداً أو مَحْمُوداً.
ومِن فوائدِها اتِّصَافُ الله تعالى بالصِّفَة المُرَكَّبَة مِن الوَصْفَيْن وهُما الغِنَى والحَمْد، فليس كل غني يُحْمَد، وليس كُل مَحْمُودٍ غَنِيًّا، أمَّا الله عزَّ وجل فقد اجْتَمَع في حَقِّه الغِنَى معَ الحَمْد، وذلك لِكَمَال جودِه وكرَمِه سبحانه وتعالى.
الطالب: ....
الشيخ : مِن .. على لُقْمَان بِالحِكْمَة.
الطالب: ....
الشيخ : يمكن يُؤْخذ مِن قولِه: (( أن اشكر لله )) لَمَّا أمرَه بالشُّكر لإتيان الحِكْمة، يمكن يُقال: يُؤْخذ مِنها أنَّ كُل مَن مَنَّ الله عَلِيه بالحِكمة فعليه أن يَشْكُرَ الله أكثرَ مِن غيرِه، نعم.
الطالب: ....
الشيخ : مَدْحُ الحِكمة يعني مِن نعم الله ذكره المؤلف مِنَّةُ الله على لقمان بالحكمة هذا معناه أنه نعمة أمَّا مدحَه ... أنه حكمة مِن أفضَل ما يُعْطَى الإنسان
ومِن فوائدها أنَّ الحكمة قد ينالُها مَن ليس بِنَبِيّ، نعم، لأنَّ لقمان على قول الجمهور ليس نَبِيًّا.
ومِن فوائدها وجوبُ الشُّكْرِ لله، لقوله: (( أن اشكُرْ )).
ومِنها أي مِنَ الفوائد أنَّ شُكْرَ الله مِن الحِكْمَة، لأنَّ قولَه: (( أن اشكر )) هذا مِن تفسير الحِكمة، والشُّكْر لله لا شكَّ أنَّه مِن الحِكمة، لأنَّ الحكمة هي مُوافَقَة الصَّواب أو وَضْعُ الشَّيْءِ في موضِعِه، ولا شَكَّ أنَّ شُكْرَ الله مُوَافِقٌ للصَّوَاب، وأنَّهُ وَضْع لِلشَّيْء في موضِعِه.
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ الشَّاكِرَ ثوابُه لِنَفْسِه (( ومَن يشْكُر فإنما يشكر لنفسه )).
ومنها أنَّ الله تعالى لا يَنْتَفِعُ بطاعةِ الطائعين، بل طاعَةُ الطائعين لِأنْفُسِهِم، يتفَرَّعُ على هذِه الفَائِدة أنَّ أمر الله عز وجل عبادَه بِطاعتِه أو بِعبادِته أنَّه مُجَرَّدُ إحسانٍ إليهم، لأنَّ هذا النَّفْعَ لهم كَمَا لو كُنتَ تُرَبِّي الصغير فتقول: كُلْ مِن هذا الطعام والبسْ هذا الثوب واشرَبْ هذا الماء فأنت تأمُرُه لكن الأمْر لِمصلحَتِه هُو، نعم.
ومِن فوائد الآية الكرِيمة أنَّ الكافر لا يَضُرُّ الله شيئاً، لقَوْلِه: (( ومَن كَفَر فَإِنَّ الله غَنِيٌّ حَمِيدٌ ))، وفي الحديث القدسي: ( يا عبادِي لو أنَّ أولَكم وآخرَكم وإنسَكم وجِنَّكم كانوا عَلى أفْجَرِ قَلْبِ رَجُل واحدٍ مِنكم ما نَقَصَ ذلك مِن مُلْكِي شَيْئاً ).
ومِن فوائد الآية الكريمة إثباتُ هذيان الاسْمَين لله عز وجل وهما: الغَنِيّ والحَميد، وإثبات ما تضَمَّنَاه مِن صِفَة وهي الغِنَى والحَمْد، سواء كان حامِداً أو مَحْمُوداً.
ومِن فوائدِها اتِّصَافُ الله تعالى بالصِّفَة المُرَكَّبَة مِن الوَصْفَيْن وهُما الغِنَى والحَمْد، فليس كل غني يُحْمَد، وليس كُل مَحْمُودٍ غَنِيًّا، أمَّا الله عزَّ وجل فقد اجْتَمَع في حَقِّه الغِنَى معَ الحَمْد، وذلك لِكَمَال جودِه وكرَمِه سبحانه وتعالى.
الطالب: ....
الشيخ : مِن .. على لُقْمَان بِالحِكْمَة.
الطالب: ....
الشيخ : يمكن يُؤْخذ مِن قولِه: (( أن اشكر لله )) لَمَّا أمرَه بالشُّكر لإتيان الحِكْمة، يمكن يُقال: يُؤْخذ مِنها أنَّ كُل مَن مَنَّ الله عَلِيه بالحِكمة فعليه أن يَشْكُرَ الله أكثرَ مِن غيرِه، نعم.
الطالب: ....
الشيخ : مَدْحُ الحِكمة يعني مِن نعم الله ذكره المؤلف مِنَّةُ الله على لقمان بالحكمة هذا معناه أنه نعمة أمَّا مدحَه ... أنه حكمة مِن أفضَل ما يُعْطَى الإنسان
7 - فوائد قول الله تعالى : (( ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ))
ثُم قالَ تعالى: (( وإذ قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله )) مِن فوائدِ هذه الآية الكريمة مُلَاطَفَة المُخَاطَب لاسْتِدْعَاء قَبُولِه لما يُوَجَّه إليه لِقَوْلِه: (( يا بُنَيّ )) فإنَّ هذا مِن بابِ الملَاطَفَة، نعم.
ومِن فوائد الآية الكريمة أهَمِّيةُ هذه النَّصِيحة، لأنَّها صدرت مِن أبٍ مُشْفِق إلى ابنِه، فإذاً هي مِن أهَمِّ ما يَكُون مِن الوصَايَا.
ومِن فوائد الآية الكريمة تحريمُ الشِّرْكِ بالله، لِقولِه تعالى: (( يا بني لا تشرك بالله )) طيب تحريمُ الشِّرك هل يكفي هذا التعبِير أن أقول: تحريم الشرك؟ ... نقول: نعم يَكْفِي، لأنَّ الله يقول: (( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ))[الأعراف:33] قد يقول قائل إذا سَمِعَني أقول: إنَّ الشِّرك حرام قال: ما يكفي يكون بس حرام. بل يكفي، لأنَّ الله قال هذا، لكنَّهُ هُو أشدّ المُحَرَّمَات إثمًا وظُلْمًا.
ومِن فوائد الآيَة الكريمة وُجوبُ توحيدِ اللهِ عَزَّ وجل، لِأنَّ النهيَ عن الشرك وش يقْتَضي؟ وُجُوب التوحيد.
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ الشِّرك ظُلْمٌ عَظِيم، لِقولِه: (( إن الشرك لظلم عظيم )).
ومِن فوائدها أنَّه ينْبَغي قَرْنُ الأحْكَام بِعِلَلِهَا لِلفوائد التي سَبَقَتْ مِن أين يُؤْخَذ؟ قَولُه: (( لا تُشركْ بالله )) (( إنَّ الشرك لَظُلمٌ عظيم )) نعم .
الطالب:....
الشيخ : إن الشرك لظلم عظِيم.
ومِن فَوائدِ الآية الكريمة أنَّ مِن أهمِّ ما تَنْبَغِي العِنَايَةُ به التَّرْكِيز على التَّوحيد وعَدَم الشِّرْك، لأنَّه ذَكَر (( لا تُشْرِك بالله )) فبَدَأ بِه قَبْل كُلِّ شَيْء، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا بَعَثَ أحداً يدْعُو إلى الإسْلَام يأمره أوَّل ما يبدأُ بِه الدَّعْوَة إلى التوحيد، لأنَّه هو الأصْل، إذا لم يكن عِنْد الإنسان تَوحِيد فَمَنْ يَعْبُد؟! لا بُدَّ أن يُرَكَّز على التوحيد ولكن لِكُلِّ مَقَامٍ مَقَال إذا كُنَّا في بلدٍ يَكْثُر فيها الشِّرك فإنه ينبغي أن يكُونَ كَلامُنَا في التوحيد أكْثَر، إذا كُنَّا في بَلدٍ بالعكس لكن عِنْدَهُم مُخَالَفَات في أمورٍ أخرى ينبغي أن نُرَكِّز عليها أكثَر، وذلك مَأخوذٌ مِن طريقةِ القرآن فَفِي مكة كانَ التَّرْكيز على التوحيد في آياتِ القرآن أكثر، وفي المدينة كان التركِيز على المُعَامَلات وفُرُوع العِبادات فَلِكُلِّ مَقَامٍ مَقَال، ولذلك قد يَعْتَرِض بعض الناس ويقول: لِمَاذا لا تُكثِرُون الكلام في التوحيد؟ في المَمْلكة السُّعُودية مثلا ًولاسِيَّمَا في نَجْد، نقول: إنَّ الكلامَ في التوحيد لا شَكَّ أنَّه مُهِمّ لأنَّه أهَم الأشياء، لكِن إذا كُنَّا في قَومٍ قد وَحَّدُوا ولله الحَمْد وعرفوا الأمر وهم بَعِيدُونَ عن الشرك وإنَّما يخالِفُون في الأمورِ الأخرى دُونَ الشِّرْك، فَنَحْنُ نُرَكِّز على ما فِيه هذه المخَالَفَة، على أنه لَو طَرَأَ مَا يَكْلِمُ التوحيد يجِب أن يُرَكَّزَ عليه كما يُوجَد في الآوِنَة الأخِيرَة مِن ظُهُور بَعض الأشياء الشِّرْكِيَّة والبِدْعِية مِن هذه الكُتَيِّبَات الصِّغَار اللي فيها أذْكَار وأوْرَاد كُلُّهَا كَذِب أو غالبُها كَذِب، فيجِب أن يُرَكَّز عليه، كذلك أيضًا وُجِد تَمَائِم تُعَلَّق تَمائِم مِن النُّحاس يُقَال: أنَّها تَنْفَع مِن الرُّومَاتِزِم هذا أيضًا نوع مِن الشِّرك، وكذلك أيضًا ما وُجِد مِن قَضِيَّة الدُّبْلَة وما يتَعَلَّق بها، يكون الرجل يكتُب اسمَهُ على خَاتم امْرَأَتِه وهي تكتُب اسمَها على خَاتِم زَوجِها، ويعتقدون أنَّ هذا يُوجِب المحَبَّة والاحْتِرام كأنَّه رِبَاط هذا أيضًا مِن الشرك وهو مِن التِّوَلَة، إذا طَرَأَت مِثْل هذه الأمور يَجِب يعْنِي يُرَكَّز عليها وأن يُكْثَرَ القولُ فيها حتى لا تَنْتَشِر، فالمهِم لِكُلِّ مَقَامٍ مَقَال يُناسِبُه.
ويُستفاد مِن هذه الآية الكريمة توجِيهُ المَواعِظ مِن الآباء إلى أبْنَائِهم، لأنَّ هذا مِن الحكمة أو لا؟ لِقوله: (( وإذ قال لقمان لابنِه وهو يَعِظُه )).
ومِن فوائدِها أنَّه ينبَغِي لِلإنسان المُوَجِّه أن يَقْرِن توجيهَه بالموعظة، لِقوله: (( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه )) فهل يكفي مَثَلًا أن تقُول لإنسان: هذا حرام وهذا واجِب؟ أو يُنْظَر في حالِ الشخص؟ نعم، يُنْظَر في حالِ الشَّخْص، مِن الناس مَن يَكْفِي أن تقُول لَه إنَّه حرام أو واجِب وَيَمْتَثِل، ومِن الناس مَن لا يكفي أن تقول: هذا حرام ووَاجب. حَتَّى تَقْرِنَ ذلِك لَه بِالموْعِظَة فتقول: اتَّقِ الله اخشَ الله مثلاً كيف تُصِرُّ على هذا وهو مَعْصِية لله ورسولِه وما أشْبَه ذلك، فالمُهِم أنَّه لِكُلِّ مَقَام ٍمَقَال، وكذلك أيضاً تَذْكُر ما وَرَد فِيه مِن الوعيد في القرآن والسنة، كما لو .. بأنَّك تُوَجِّه نصِيحة إلى رَجُلٍ مَغْمُور بالمعامَلِة الرِّبا هذا ما يمكن تقول: الرِّبا حرام، لأنَّه عارف، ما أحد يُشْكِل عليه أنَّ الربا حَرَام لكِن يَحْتَاج إِلى مَوْعِظة تُلَيِّنُ قَلْبَه لِلحق والتَّوبَة مِن البَاطِل
ومِن فوائد الآية الكريمة أهَمِّيةُ هذه النَّصِيحة، لأنَّها صدرت مِن أبٍ مُشْفِق إلى ابنِه، فإذاً هي مِن أهَمِّ ما يَكُون مِن الوصَايَا.
ومِن فوائد الآية الكريمة تحريمُ الشِّرْكِ بالله، لِقولِه تعالى: (( يا بني لا تشرك بالله )) طيب تحريمُ الشِّرك هل يكفي هذا التعبِير أن أقول: تحريم الشرك؟ ... نقول: نعم يَكْفِي، لأنَّ الله يقول: (( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ))[الأعراف:33] قد يقول قائل إذا سَمِعَني أقول: إنَّ الشِّرك حرام قال: ما يكفي يكون بس حرام. بل يكفي، لأنَّ الله قال هذا، لكنَّهُ هُو أشدّ المُحَرَّمَات إثمًا وظُلْمًا.
ومِن فوائد الآيَة الكريمة وُجوبُ توحيدِ اللهِ عَزَّ وجل، لِأنَّ النهيَ عن الشرك وش يقْتَضي؟ وُجُوب التوحيد.
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ الشِّرك ظُلْمٌ عَظِيم، لِقولِه: (( إن الشرك لظلم عظيم )).
ومِن فوائدها أنَّه ينْبَغي قَرْنُ الأحْكَام بِعِلَلِهَا لِلفوائد التي سَبَقَتْ مِن أين يُؤْخَذ؟ قَولُه: (( لا تُشركْ بالله )) (( إنَّ الشرك لَظُلمٌ عظيم )) نعم .
الطالب:....
الشيخ : إن الشرك لظلم عظِيم.
ومِن فَوائدِ الآية الكريمة أنَّ مِن أهمِّ ما تَنْبَغِي العِنَايَةُ به التَّرْكِيز على التَّوحيد وعَدَم الشِّرْك، لأنَّه ذَكَر (( لا تُشْرِك بالله )) فبَدَأ بِه قَبْل كُلِّ شَيْء، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا بَعَثَ أحداً يدْعُو إلى الإسْلَام يأمره أوَّل ما يبدأُ بِه الدَّعْوَة إلى التوحيد، لأنَّه هو الأصْل، إذا لم يكن عِنْد الإنسان تَوحِيد فَمَنْ يَعْبُد؟! لا بُدَّ أن يُرَكَّز على التوحيد ولكن لِكُلِّ مَقَامٍ مَقَال إذا كُنَّا في بلدٍ يَكْثُر فيها الشِّرك فإنه ينبغي أن يكُونَ كَلامُنَا في التوحيد أكْثَر، إذا كُنَّا في بَلدٍ بالعكس لكن عِنْدَهُم مُخَالَفَات في أمورٍ أخرى ينبغي أن نُرَكِّز عليها أكثَر، وذلك مَأخوذٌ مِن طريقةِ القرآن فَفِي مكة كانَ التَّرْكيز على التوحيد في آياتِ القرآن أكثر، وفي المدينة كان التركِيز على المُعَامَلات وفُرُوع العِبادات فَلِكُلِّ مَقَامٍ مَقَال، ولذلك قد يَعْتَرِض بعض الناس ويقول: لِمَاذا لا تُكثِرُون الكلام في التوحيد؟ في المَمْلكة السُّعُودية مثلا ًولاسِيَّمَا في نَجْد، نقول: إنَّ الكلامَ في التوحيد لا شَكَّ أنَّه مُهِمّ لأنَّه أهَم الأشياء، لكِن إذا كُنَّا في قَومٍ قد وَحَّدُوا ولله الحَمْد وعرفوا الأمر وهم بَعِيدُونَ عن الشرك وإنَّما يخالِفُون في الأمورِ الأخرى دُونَ الشِّرْك، فَنَحْنُ نُرَكِّز على ما فِيه هذه المخَالَفَة، على أنه لَو طَرَأَ مَا يَكْلِمُ التوحيد يجِب أن يُرَكَّزَ عليه كما يُوجَد في الآوِنَة الأخِيرَة مِن ظُهُور بَعض الأشياء الشِّرْكِيَّة والبِدْعِية مِن هذه الكُتَيِّبَات الصِّغَار اللي فيها أذْكَار وأوْرَاد كُلُّهَا كَذِب أو غالبُها كَذِب، فيجِب أن يُرَكَّز عليه، كذلك أيضًا وُجِد تَمَائِم تُعَلَّق تَمائِم مِن النُّحاس يُقَال: أنَّها تَنْفَع مِن الرُّومَاتِزِم هذا أيضًا نوع مِن الشِّرك، وكذلك أيضًا ما وُجِد مِن قَضِيَّة الدُّبْلَة وما يتَعَلَّق بها، يكون الرجل يكتُب اسمَهُ على خَاتم امْرَأَتِه وهي تكتُب اسمَها على خَاتِم زَوجِها، ويعتقدون أنَّ هذا يُوجِب المحَبَّة والاحْتِرام كأنَّه رِبَاط هذا أيضًا مِن الشرك وهو مِن التِّوَلَة، إذا طَرَأَت مِثْل هذه الأمور يَجِب يعْنِي يُرَكَّز عليها وأن يُكْثَرَ القولُ فيها حتى لا تَنْتَشِر، فالمهِم لِكُلِّ مَقَامٍ مَقَال يُناسِبُه.
ويُستفاد مِن هذه الآية الكريمة توجِيهُ المَواعِظ مِن الآباء إلى أبْنَائِهم، لأنَّ هذا مِن الحكمة أو لا؟ لِقوله: (( وإذ قال لقمان لابنِه وهو يَعِظُه )).
ومِن فوائدِها أنَّه ينبَغِي لِلإنسان المُوَجِّه أن يَقْرِن توجيهَه بالموعظة، لِقوله: (( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه )) فهل يكفي مَثَلًا أن تقُول لإنسان: هذا حرام وهذا واجِب؟ أو يُنْظَر في حالِ الشخص؟ نعم، يُنْظَر في حالِ الشَّخْص، مِن الناس مَن يَكْفِي أن تقُول لَه إنَّه حرام أو واجِب وَيَمْتَثِل، ومِن الناس مَن لا يكفي أن تقول: هذا حرام ووَاجب. حَتَّى تَقْرِنَ ذلِك لَه بِالموْعِظَة فتقول: اتَّقِ الله اخشَ الله مثلاً كيف تُصِرُّ على هذا وهو مَعْصِية لله ورسولِه وما أشْبَه ذلك، فالمُهِم أنَّه لِكُلِّ مَقَام ٍمَقَال، وكذلك أيضاً تَذْكُر ما وَرَد فِيه مِن الوعيد في القرآن والسنة، كما لو .. بأنَّك تُوَجِّه نصِيحة إلى رَجُلٍ مَغْمُور بالمعامَلِة الرِّبا هذا ما يمكن تقول: الرِّبا حرام، لأنَّه عارف، ما أحد يُشْكِل عليه أنَّ الربا حَرَام لكِن يَحْتَاج إِلى مَوْعِظة تُلَيِّنُ قَلْبَه لِلحق والتَّوبَة مِن البَاطِل
8 - فوائد قول الله تعالى : (( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ))
ثم قال الله عز وجل: (( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ ))[لقمان:14] مِن فوائد الآية الكريمة عِنَاية الله عز وجل بمعامَلةِ الوالدين ولهذا أوصى بها سبحانه وتعالى وَصِيَّة.
ومن فوائدها أنها سبحانه أرْحَم بالوالدين مِن أولادهما أو لا؟ لأنَّ الله أوصى الأولاد بالوالدين إذاً فهو أرحم بالوالدين مِن الأولاد كما قلنا في قوله تعالى: (( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين )) أن في الآية دليلاً على أنَّ الله أرحمُ بالولَد مِن وَالِدَيه.
ومِن فوائد الآية الكريمة بيانُ عِظَمُ حُقُوقِ الوالدين ولهذا جعلَها الله تعالى وَصِية، والوصية كما سبق التقدير هي أن يُعْهَدَ إلى شَخْصٍ بأمْرٍ هَامّ، فهذا دليل على عِظَم حُقُوقُ الوالدين.
ومِن فوائد الآية الكريمة أن يُذْكَر لِلمخاطَب ما يَحْمِلُه على امتِثَال ما وُجِّهَ إليه، لقوله تعالى: (( حملته أمه وهنا على وهن )).
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّه ينبغي تَقْوِيَة ُالجانبِ الضعيف بما يُقَوِّيه مِن أين تُؤْخَذ؟ قوله: (( حملَتْه أمه وهنا على وهن وفِصَاله في عامين )) فإنَّ الله تعالى ذَكَر ما يَحْسُن للأم إغراءً لِلقيامِ بِحَقِّها ولم يذْكُر ما يَحْسُن للْأَب، لأنه -كما قلنا في التفسير- الأم ضَعيفة تحتاج إلى مَن يُقَوِّي جَانِبَها، وهل يستفاد مِنْه أنَّ حَقَّ الأمِّ أوجَب مِن حَقِّ الأَب؟
الطالب: ...
الشيخ : لا، الحديث واضح لكن مِن الآيَة؟
الطالب: ذَكَر فضل الأم.
الشيخ : ذَكَر ما تُعانيه الأم مِن المَشَاقّ إشارةً إلى أنها أحَقّ، نعم، لأنَّه بالنسبة للأب ما يجد .. هذه المشاق، ولكن الأم هي التي تَجِد، صحيحٌ أنَّ الأب قد يَتَحَمَّلُ مَشَاقَّ أخرى مثل مشاقَّ أخرى كَحُصُول النَّفَقَة، وما أشبه ذلك لكن الأمّ الأَلَمُ البدني ما يَكُون لِلأب.
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّه ينبغي للأم أن تَصْبِر على ما يَنَالُها مِن مشَقَّة الحَمْل، لأنَّه أمْرٌ طَبِيعِي لِقوله: (( حملته أمه وهنا على وهن ))، يَتَفَرَّع مِن هذه الفائدة بيان خَطَأِ بعضِ النِّسَاء اليَوم اللاتي لا يَصْبِرْنَ على وَهْن الحَمْل، فتجد المرأة تستعمل حُبُوبًا لِمَنْع الحَمْل تقول: بأنهن يلحقهن تَعَب وَمَشَقَّة وما أشْبَه ذلك، وبعض النساء يُحاوِلْن أن يَلِدْن عن طَرِيق العَمَلِيَّة يقول: بأنَّه أهْوَن، كل هذا فِرَارًا مِمَّا جُبِلَت عليه المَرأة مِن الضَّعْف عند الحمل وعِند الطَّلْق وعند الوِلَادة، نعم، إنْ احتاج الأمر إلى عَمَلِيَّة هذا لا بأس بِه لِلضرورة، وإلَّا فإنَّه لا ينبغي ذلك، لأن هذا خلاف ما فَطَرَ اللهُ عليه المرأة.
ومِن فوائدِ الآية الكريمة أن أقلَّ الحمْل سِتَّةُ أَشْهُر مِن قَولِهِ: (( وفصالُه في عامين )) وقد قال تعالى في سورة الأحقاف: (( وحملُه وفصالُه ثلاثون شهرًا )) فإذا أسقطت عامين مِن ثلاثِين شَهرًا كم بَقِي؟ بَقِي سِتّة أشهر، وذَكَر ابنُ قتيبة في المعارِف أنَّ عبد الملك بن مروان وُلِد لِستة أشهر وهو الخليفة المُحَنَّك كما هو مَعْرُوف وُلِد لستة أشهر، ويقول الخُبَرَاء في هذه الأمور: إنه لو وُلِد إنسان لِسِتة أشهر يُمكن يَعِيش لكن لِسبعة أشهر قَد لا يَعِيش.
ومن فوائدها أنها سبحانه أرْحَم بالوالدين مِن أولادهما أو لا؟ لأنَّ الله أوصى الأولاد بالوالدين إذاً فهو أرحم بالوالدين مِن الأولاد كما قلنا في قوله تعالى: (( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين )) أن في الآية دليلاً على أنَّ الله أرحمُ بالولَد مِن وَالِدَيه.
ومِن فوائد الآية الكريمة بيانُ عِظَمُ حُقُوقِ الوالدين ولهذا جعلَها الله تعالى وَصِية، والوصية كما سبق التقدير هي أن يُعْهَدَ إلى شَخْصٍ بأمْرٍ هَامّ، فهذا دليل على عِظَم حُقُوقُ الوالدين.
ومِن فوائد الآية الكريمة أن يُذْكَر لِلمخاطَب ما يَحْمِلُه على امتِثَال ما وُجِّهَ إليه، لقوله تعالى: (( حملته أمه وهنا على وهن )).
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّه ينبغي تَقْوِيَة ُالجانبِ الضعيف بما يُقَوِّيه مِن أين تُؤْخَذ؟ قوله: (( حملَتْه أمه وهنا على وهن وفِصَاله في عامين )) فإنَّ الله تعالى ذَكَر ما يَحْسُن للأم إغراءً لِلقيامِ بِحَقِّها ولم يذْكُر ما يَحْسُن للْأَب، لأنه -كما قلنا في التفسير- الأم ضَعيفة تحتاج إلى مَن يُقَوِّي جَانِبَها، وهل يستفاد مِنْه أنَّ حَقَّ الأمِّ أوجَب مِن حَقِّ الأَب؟
الطالب: ...
الشيخ : لا، الحديث واضح لكن مِن الآيَة؟
الطالب: ذَكَر فضل الأم.
الشيخ : ذَكَر ما تُعانيه الأم مِن المَشَاقّ إشارةً إلى أنها أحَقّ، نعم، لأنَّه بالنسبة للأب ما يجد .. هذه المشاق، ولكن الأم هي التي تَجِد، صحيحٌ أنَّ الأب قد يَتَحَمَّلُ مَشَاقَّ أخرى مثل مشاقَّ أخرى كَحُصُول النَّفَقَة، وما أشبه ذلك لكن الأمّ الأَلَمُ البدني ما يَكُون لِلأب.
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّه ينبغي للأم أن تَصْبِر على ما يَنَالُها مِن مشَقَّة الحَمْل، لأنَّه أمْرٌ طَبِيعِي لِقوله: (( حملته أمه وهنا على وهن ))، يَتَفَرَّع مِن هذه الفائدة بيان خَطَأِ بعضِ النِّسَاء اليَوم اللاتي لا يَصْبِرْنَ على وَهْن الحَمْل، فتجد المرأة تستعمل حُبُوبًا لِمَنْع الحَمْل تقول: بأنهن يلحقهن تَعَب وَمَشَقَّة وما أشْبَه ذلك، وبعض النساء يُحاوِلْن أن يَلِدْن عن طَرِيق العَمَلِيَّة يقول: بأنَّه أهْوَن، كل هذا فِرَارًا مِمَّا جُبِلَت عليه المَرأة مِن الضَّعْف عند الحمل وعِند الطَّلْق وعند الوِلَادة، نعم، إنْ احتاج الأمر إلى عَمَلِيَّة هذا لا بأس بِه لِلضرورة، وإلَّا فإنَّه لا ينبغي ذلك، لأن هذا خلاف ما فَطَرَ اللهُ عليه المرأة.
ومِن فوائدِ الآية الكريمة أن أقلَّ الحمْل سِتَّةُ أَشْهُر مِن قَولِهِ: (( وفصالُه في عامين )) وقد قال تعالى في سورة الأحقاف: (( وحملُه وفصالُه ثلاثون شهرًا )) فإذا أسقطت عامين مِن ثلاثِين شَهرًا كم بَقِي؟ بَقِي سِتّة أشهر، وذَكَر ابنُ قتيبة في المعارِف أنَّ عبد الملك بن مروان وُلِد لِستة أشهر وهو الخليفة المُحَنَّك كما هو مَعْرُوف وُلِد لستة أشهر، ويقول الخُبَرَاء في هذه الأمور: إنه لو وُلِد إنسان لِسِتة أشهر يُمكن يَعِيش لكن لِسبعة أشهر قَد لا يَعِيش.
اضيفت في - 2011-05-25