تابع لفوائد قول الله تعالى : (( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ))
ومِنها أنَّ شُكْرَ الله تعالى مُقَدَّم على غيره، لأنَّه قَدَّمَه في قولِه: (( أن اشكُرْ لي ولوالدي )) فقَدَّم الشُّكْرَ له على شُكْر الوالدين مع عِظَمِ حَقِّهِمَا، هذا أظن نبَّهْنَا عَلَيْه؟ قرأنا هذه؟
طيب، ومِن فَوَائِد الآية الكريمة أنَّ مَرْجِع الأمُورِ إلى الله، لِقوله: (( إِلَيَّ المصير ))، وتقدِيمُ الخَبَر يَدُلُّ على الحَصْر أنَّه إلى اللهِ وَحْدَهُ.
ومِن فوائدِ الآية الكريمة التحْذِيرُ والتخْوِيفُ مِن المخالفة، لأنَّ قوله: (( إِلَيَّ المَصِير )) يعني وسَأُحَاسِبُك أيها الإنسان، فَصِلَةُ هذه الجملة بما قَبْلها أنها تُفِيدُ التهدِيد والتحذِير لِلمُخَالِف
1 - تابع لفوائد قول الله تعالى : (( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ))
وقوله: (( فلا تُطِعْهُمَا )) جوابُ الشَّرط وهو: إنْ جَاهَدَاك، إن جاهداك فلا تُطِعْهما، وتأمَّل قولَه: (فَلَا تُطِعْهُمَا) ولم يقل: فلا تَبَرَّهُمَا، ما قال: فلا تبرَّهما، ولم يقُل أيضاً: فاعْصِهِمَا، لِأنَّ كَلِمة (لا تُطِعْهُما) أهونُ في النفس مِن كلمة (فاعصِهما) ولهذا كان قولُ إبراهيم عليه الصلاة والسلام لِأَبيه: (( يا أبت إنِّي قَد جاءني مِن العِلْم مَا لم يأتِك )) أهون مِن قوله: (يا أبت إنك جاهل بما عندي)، لذا قال: (قد جاءني مِن العِلْمِ ما لَم يأتِك)، لأنَّ نفي الكَمَال أهون مِن إثْبَات النَّقْص على النُّفوس، ويُذْكَر أنَّ أحدَ الملوك رأى في المنَام أنَّ أسنانَه قد سَقَطت فقال: ادعوا لي مُعَبِّرًا يُعَبِّر هذه الرؤيا فجاءوا برجل لِيعْبُرَها، فقَصَّ عليه الرؤيا فقال: يموتُ أهلك. لَمَّا قال: يموتُ أهلك فَزِع الملِك فَزِع وهَلع وقال: اجلدُوه فَجَلَدُوه وانصرَف قال: أعطوني غَيره فجاءوا برجلٍ آخر فقصَّ عليه الرؤيا فقال: الملِك يكون أطولَ أهلِه عُمُرًا، نعم، فأكَرمَه وأسْبَغ عَليه النِّعَم، ومعنى ذلك معناه مُتقارب إذا كان أطولهم عُمُر معناه بيَموتون قبله، الحاصل أنَّ التعْبِير له أثرٌ على النفس، كلمة (لا تطعْهما) أهون مِن كَلِمة (اعصهما) ثم قوله: (لا تطعهما) ما قال: لا تبَرَّهما أو لا تقُم بحقِّهما، حَقُّهُما واجِب ولو أمرَاك بالشِّرك، إذا كان الوالدان لهما حقٌّ واجِب ولو أمراك بالشرك فكيف إذا أمَرَاك بما دُونَ الشِّرك، ولهذا حقُّ الوالدين ليس بالأمر الهَيِّن، (( فَلَا تُطِعْهُمَا )) لماذا لا تُطعْهما؟ لأنَّه لا طاعةَ لِمَخُلوقٍ في معصِيةِ الخالِق فإنَّ حقَّ اللهِ أوجَبُ مِن حقِّ الوالدين هو الذي أوْجَبَ لهما الحَقّ فكيف نُضِيع حقَّه مِن أجْلِ حقِّهما.
قال المؤلف رحمه الله: (( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ))[لقمان:15] يقول: " مُوافَقَةً للواقِع " هذا تفسير لِقولِه: (ما ليس لك به علم) أن هذا هو الأمر الواقع أنَّه ليس لك بذلك عِلْم (( فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً )) أي بالمعروف البِرِّ والصِّلَة (( صَاحِبْهُمَا في الدُّنْيَا )) كلمة (في الدنيا) ظَرْفِية لا شك فيها، ولكن هنا المُراد بالدُّنيا المُرَاد: في زمَنِ الدنيا أو المُراد به شُئُون الدنيا؟ يحتَمِل أن يكون المُراد (شُئُون) يعني في أمُورِ الدنيا صاحبْهُما مَعْرُوفًا أما في أمُورِ الدين فلا تتعدى ما أمرَك اللهُ بِه، ويحتَمِل أن يكون في الدنيا أيْ في هذه الدُّنيا، لكن المعنى الأول أبلَغ، لأنَّه مِن المَعُلوم أنَّ المصاحبة بَيْن الوالدين والوَلَد إنما تكونُ في الدنيا فلا حاجَة إلى التقدِير فالظاهر أنَّ المعنى (فصاحبْهُما في الدنيا) أي فيما يتعلق بأمُورِ الدُّنْيا صاحبْهما مَعروفًا، قال المؤلف: " بالمعرُوف " ومعنى هذا التفسير أنَّ (معروفاً) مَنْصُوبٌ بِنَزْعِ الخَافِض، والنصبُ بِنَزْعِ الخَافِض مع غَيْر (أنَّ) و(أنْ) ليس بِمُضطرب بل هو شاذّ، وإذا كان كذلك فإنَّه لا ينبغي أن يُحال القرآن عليه، ولو قيل: إنَّ (معروفًا) صِفَة لِمصدرٍ محذُوف التقدير صَاحِبْهما صِحَابًا مَعْرُوفًا يعني صُحْبَةً مَعْرُوفَة ليس فيها عُنْف وليس فيها توبِيخ ولا لَوْم وليس فيها نَقْصٌ مِمَّا يِجِبُ لهما لكان هذا أولى
2 - تفسير قول الله تعالى : (( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ))
3 - تفسير قول الله تعالى : (( واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون )) أستمع حفظ
فائدة : ذكر قصة سعد بن أبي وقاص مع أمه ، وكيف أمه أرات أن ترده عن الإسلام ولم يرجع عن ذلك
4 - فائدة : ذكر قصة سعد بن أبي وقاص مع أمه ، وكيف أمه أرات أن ترده عن الإسلام ولم يرجع عن ذلك أستمع حفظ
هل يجوز للإنسان إذا رأى غيره يموت " وهو كافر " أن يكفر أو يشرك ؟
الطالب: لا.
الشيخ : طيب لو قال قائل لو أراد أن يقول: إنّه مُشْرِك بِلسَانِه مُتَأَوِّلًا؟
الطالب: إذا كان تتوقف .. على هذا إلا لضرورة.
طالب آخر: إلا مَن أكرِه وقلبُه ...
الشيخ : لكن هذا مَن أُكره نفسه على شَيء، أما هذا ما أُكْرِه على شيء.
الطالب: بس هذا فيه إنقاذ روح.
الشيخ : .. إنقاذ نفس كافرة تأمُر بالكُفر، .. ما يجوز أن يوافق ولو بِالتَأْوِيل فليصْبِر ويقول: أنا ما ضررْتُكِ شيئًا، أي شيء تريدين مِن أمور الدنيا فأنا مُسْتَعِدٌّ له يعني ما ضرر فإِن شئت ... فإن شِئْت فكُلِي وإن شِئْتِ فلا تأكُلِي.
الطالب : وقد يكون التأويل هذا إعانَة على الكفْر.
الشيخ : أي نعم نَعَم فيه مفاسِد لا شَك نعم، فالمهم أنه لا يجوز أن يقول ولو مُتَأَوِّلًا، نعم لو خَافَ على نفسِه هو وهذا فرق بين مَن يخَاف على نفس غيرِه أو على نفسِه، لو خافَ على نفسِه هو أن يُقْتَل فلَه أن يَقُولَ ذلك مُتَأَوِّلًا، لقولِه: (( إلا مَن أُكْرِهَ وقلبُه مُطْمَئِن بالإيمان )) على أنَّه -أي المسألة الأخيرة- ما يجوز فيما إذا كان فيه نُصْرةٌ للإسلام فإنَّه إذا كان في ثُبُوتِه نُصْرة للإسلام وفي موافقَتِه ظاهرا خُذْلانٌ لِلإسلام حَرُم عليه ذلك، لأنَّه حينئذٍ يدخل في باب الجِهَاد مِثْل ما حصل للإمام أحمَد رحمه الله دُعِي إلى القوْل بخلْقِ القرآن ودُعِيَ غيرُه أيضًا إلى القولِ بخلق القرآن فَمِن العلماء مَن تَأَوَّل وأجابَ ظاهرًا بما يُدْعَى إليه، ومِنهم مَن أصَرَّ فقُتِل، ومِنْهم مَن أصَرَّ فحماهُ الله مِن القتل كالإمام أحمد، الإمام أحمد ما أجابَهم ولا بالتأويل، لأنَّ الناس ينظُرُون ماذا يقولُ الإمامُ أحمد فلو قال: إنَّ القُرْآن مخلوق ولو بالتأوِيل ماذا يقول العامة؟ يقولون مخْلُوق وتنطَلِي هذه البدعة على عُمُوم المسلمين فرأى رحمَه الله أنه لا يجوز أن يَتَأَوَّل في هذه الحال لِما في ذلك مِن خُذْلان الحق وإثبَاتِ البَاطِل نعم.
الطالب: ... الناس يتداولون الرجل اللي قتل ذبابة ... لغير الله وقال: ما.
الشيخ : ما كُنْت لِأقدم لأحد شيئًا غير الله، هذا مَرَّ علينا في كتاب التوحيد وقلنا: إنَّ الحديث ضَعِيف، وأنَّه على تقدير صِحَّتِه يكون هذا الرجل يكون قد قرَّب مُطْمَئِن بالكُفر قد شرَح بالكفر صدرًا.
الطالب: خائف مِن القتل لأنه قتلوا صاحبه.
الشيخ : أي .. لكن هو لما خاف مِن القتل هل إنه فَعَلَه دفاعًا ولَّا فَعَلَه مُطْمَئِنًّا؟
الطالب: في الحديث اللي قُتِل الأخير.
الشيخ : الغيره قُتِل، في هذه الحال نقول: هذا الرجل الأول اللي قرَّب قَرَّب .. عن الأول لأنَّ الأول لَمَّا قَرَّب يظهر أنَّه قَرَّب مُنْشَرِحًا صدرُه بالكفر، وهذا ما ينفع لأنه لو أُكرِه إنسَان وهو يَجِب أن يكون إكراهه أن ينوي بالفعْل أو بالقَول دَفْعَ الإكْرَاه و .. لها، أما إذا فَعَلَه مُنْشَرِحًا به صدرُه أو لمَّا أكره وشَاف أنّ المسألة جَادَّة وحَازْمة انشرح صدرُه بهذا الشيء
ما هي القرينة التي عرفنا بها أن الإنسان يقول كلمة الكفر وقلبه منشرح بها ؟
الشيخ : ...حمل بموافقة الآية .. جوابًا على هذا أن يقال: أن هذا الحديث أولًّا ضعيف ما يصح، والثاني: على تقدِير صِحَّتِه يُحْمَل على ما يوافِق الآية الكريمة، لأنه ما يمكن إذا ثَبَت عن الرسول ما يمكن أن يكون مُخالفًا لِلقرآن.
الطالب: ما معنى .. خلوا سبيله ما معنى قال: ما عندي شيء أقرِّبه قالوا قَرِّب له ذُبابًا فقرَّب ذُبَابًا على طول.
الشيخ : قرَّب ذُبَابًا معناه إنه انشرح بالكفر صدرًا.
الطالب: ...
الشيخ : المهم أنه شرح بالكفر صدرًا لَمَّا أُكرِه على هذا، أي نعم.
الطالب: ...
الشيخ : إي لكن إذا صَحَّ الحديث عن الرسول فمعناه أنه اعتبار مِثل ما قص علينا مِن الأمم السابقة لِنَعتبرَ بها.
الطالب: ...
الشيخ : لا مو بعلى شَان هذا على شَان إن الأمم السابقة إذا قَصَّ الرسول علينا قِصَّة مو هو بمعناها إنه بس اسمعوها ولا تعتبروا بها، معناها لِلاعتبار لكن الحديث كما قُلنا لكم في شرح التوحيد أن الحَدِيث ضعيف ولا يَصِحّ.
الطالب: .... دفعًا للإكراه.
الشيخ : (( وإن جاهداك على أن تُشْرِك بي ما ليس لك به عِلْم فلا تُطِعْهما )) ما معنى قوله: (جاهداك) عبد الرحمن؟
تتمة تفسير قول الله تعالى : (( ... ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ))
(( فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) يقول: (فأنبئكم) بمعنى (أخبرُكم) (بِما كُنتم تعملون) والإنبَاءُ هذا يستلْزِم المُجَازَاة وقد لا يكون هناك مجازَاة ولهذا دائمًا يُعَبِّر الله عز وجل بالإنبَاء أي الإخبار لأنَّه قد يُجازي وقد لا يُجَازِي فإنَّه يخلو بعبدِه المؤمن ويُخبرُه بذنوبِه ويقرُّرُه بها ثم بَعْد ذلك يقول: سترتُها عليك في الدنيا وأنا أغْفِرُها لك اليَوم، وقولُه: (( فأنبِّئُكم بما كُنتم تعملون )) أي بالذي كُنتم تعملون وهو شامِل لكل ما يعمَله الإنسان مِن صَغِير وكبِير دون ما لم يعمَل فلو هَمَّ بالشيء فلم يعملْه فإنه لا يُجازَى عليه، لكن قد يُثَاب عليه إذا كان معصيةً تركَها مِن أجل الله عز وجل فإنه يُثَاب على هذا التَّرك، قال: " فأجازِيكم عليه وجُملة الوَصِيَّة وما بعدها اعْتراض " قال المؤلف: "فأجازيكم عليه" كأنَّه جعل مِن لازم الإنباء المجَازاة، ولكنِّي قُلت لكم: ليس لازمًا ولهذا عبَّر الله عز وجل بالإنباءِ، ليكونَ الأمرُ جائزًا أو دائرًا بين أن يُجازَى عليه وبيْن ألا يُجازَى عليه، وقوله: "وجملةُ الوصية وما بعدها اعتراض" الوصية مُبتدَئَة مِن قوله (( ووصينا الإنسان بوالديه )) اعتراضٌ مِن قولِ الله عز وجل وليس ذلك مِن قول لقمان لابنِه، لأن الذي وصَّى الوالدين إحسانًا ووجَّه الإحسان هو الله عزّ وجل، وإنما جاءت هذه الوصية بعد ذِكْر الشرك، لأنَّ عقُوق الوالدين يَرِد بَعْد حَقِّ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وفي الوصية أيضا جُمْلَة اعتِرَاضية فما هي؟ هي قوله: (( حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين )) لأنَّ قولَه (أن اشكُر) هو المُوصَى به (( ووَصَّينا الإنسان بوالديه أن اشكر لي ولوالديك )) يكون عندنا الآن اعتراض؟ ...... طيب إذاً نقول في هذا: الوصِيَّة اعتراضِية بين كَلامَيْ لقمان لابْنِه، وقولُه: (( حملته أمه وهنًا على وهنٍ )) اعتراض أيضا بَين فِعْل الوصية والمُوصَى به، نعم
تفسير قول الله تعالى : (( يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله ))
الطالب: أي نعم.
الشيخ : أو هذا على سبيل الـمُبَالَغَة؟
الطالب: يمكن، لأنه يطلع أحيانًا مِن الصُّخُور ..
الشيخ : يظهر أن هذه العُشْبة تجري في شُقُوق، شقوق فيها تُراب، على كل حال إمَّا أن تكون على سبيل المُبَالغة أو يكون مثلًا في هذه الصخرة شيءٌ من .. جنس هذا قدر حبة الخردل فيُعْتَبَر فيها، أو يقال: إنَّ المراد أنَّ حبةَ الخردل قد تكون في شَقٍّ مِن هذِه الصَّخرة، نعم، وأنا شاهدتُ في الغضَا الغضا يخرُج في حُبَيْبَات بقدر أنملة .. مَخْتُومَة تمامًا إذا فتحتَها وجدتَ فيها دَابَّة، نعم، تدُبّ على بَطنِها وهي مختُومة وفي نفْس الغِصن يعني ما تَجِد فيها فتحة يعني مخلوقٌ مِنْها هذا الشَيْء.
الطالب: ....
الشيخ : (( فتكُن في صَخْرة أو في السَّمَاوات أو في الأَرْض )) أي في أعلى السَّماوَات أو أنزَلِها أو في الأرض في أعلاها أو أنزَلِها نعم، (( أو في السماوات أو في الأرض )) " أي في أخفى مكان مِن ذلك " (( يأت به الله )) (يأت) وش اللي روَّح الياء؟
الطالب: جواب الشرط.
الشيخ : لأنَّها جواب الشرط في قوله: (( إن تَكُ )) فإنَّ (إِنْ) شَرطِيَّة و(تَكُ) فعلٌ مضارع مَجزُوم بـ(إِنْ) الشرْطِيَّة وعلامَةُ جَزْمِه السُّكون على النون المحْذُوفة لِلتَّخْفِيف (إن تك) .. كذا علامَة جزمِه السكون على النون المحذوفة للتخْفِيف وقوله: (يَأْتِ) جوابُ الشرط مَجزومٌ بـ(إنْ) وعلامَةُ جزمِه حذفُ الياء .... حذف النون أصلها إن تَكُن هذا أصلها، قال: " (( يَأْتِ بِهَا اللهُ )) فيُحَاسِبُ عليها " هذا مِن أخفَى ما يكُون ومع ذلك قال: (يأتِ بها الله) ولم يقل: يعلمْهَا الله، لأنه مِن لازِمِ الإتيانِ بِها العِلْم بها لكن الإتْيَان أبلَغ، الله سبحانه وتعالى يأتِي بها ويُجَازِي عليْهَا
8 - تفسير قول الله تعالى : (( يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( إن الله لطيف خبير ))
وهو اللَّطِيفُ بِعبدِه ولِعبدِه
فالله تعالى لَطيفٌ بعبده ولطيفٌ لعبدِه
واللُّطْفُ في أوصافِه نَوعَان
اللطفُ الأوَّل إدرَاك أسرَارِ الأمُور وخَفَايا الأمور، والثاني اللطْفُ عند مَواقِعِ الإحسان اللي هو الإحْسَان إلى العبْد يَلْطَف له بمعنى يُقَدِّم له مِن الإحسان ودَفْع السوء ما لا يعلمُ به فيكون (لطيف) يتعَدَّى بالباء ويتعَدّى باللام فإنْ تعدَّى بالباء فهو بمعنى العِلْم بالخفَايا بِخَفَايا الأمُور، وإن تعدَّى باللام لَطِيفٌ لَهم فهو بمعنى الإحسان بِجَلْب المطْلُوب ودَفْع المكرُوه أو المَخُوف، قال الله تعالى: (( إن ربي لَطْيف لِمَا يَشَاءُ )) اللي قَال مَن؟ يُوسُف (( إنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ )) يعني ومِن لُطْفِه أن يَسَّر الاجْتِمَاع بِكم بعد الفِرَاق (( إِنَّه هو العَلِيمٌ الحَكِيمٌ ))، فالحاصِل أنَّ اللطيفَ مِن أسْمَائِه تعالى ولَه مَعْنَيَان حسب ما يُتَعَدَّى به: إنْ تَعَدَّى باللام (لَطِيفٌ لِمَا يَشَاء) فمَعْناه الإحسان، وإن تَعَدَّى بالبَاء فمعناه العِلْم بالخَفَايا، فهو لِكمالِ عِلمِه لَطِيف كُلُّ شيءٍ يعلمُ به، فيه معنى ثالث لكن ما ... تنطَبق على أوصَاف الله ولَّا لا؟ اللطيف هو الرَّقيق عند الناس يقولون: فلان لطيف يعني رقيق حَسَنُ الخلق، وعندي أنَّ هذا داخلٌ في قولنا: (( إنَّ ربي لطيف لما يشاء )) لأنه تعدَّى باللام يعني معناه الإحسان، فإن الإحسان أخص أيضًا مِن حُسْن الخُلُق أخص، لأنه يتضَمَّن الإنعام على مَن لَطَفَ لَه، وأما قولُه: (خبير) الخبير هو العلِيم ببواطِنِ الأمور وهو مع اللطيف كالمؤَكِّدِ لَه، وقلنا: العِلْم ببواطن الأمور خِبْرَة مَأخوذٌ من الخُبَار يعني الأرض الرِّخْوة التي تُبذَرُ فيها البُذُور وتُدَسُّ فيها فهو خَبِيرٌ سبحانه وتعالى عالمٌ ببواطنِ الأمور.
طيب ومِنها هذه الحبة التي مِن خردل تكونُ في صَخْرة أو في السَّمَاوات أو في الأرض، نعم.
الطالب:....
ما معنى قوله تعالى : (( يأت بها الله )) ؟
الطالب:....
الشيخ : المعنى إذا كانت سَيِّئَة والآن المؤلف يقول: إنها في الخصلة، إن تكُ مثقالَ حبةٍ مِن خردل فَتكنْ في صَخرةٍ أو في السماوات أو في الأرض فإنه يأتِي بها
الطالب: مِن العمل.
الشيخ : مِن الأعمال اللي بمقْدَار هذا الشيء، نعم
تفسير قول الله تعالى : (( يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ))
(( وأْمر بالمعروف )) اؤْمُر بالمعروف أين مفعول (اؤْمُر)؟ مَحذُوف التقدير: النَّاس أو غيرَهم وَأْمُر غيرَك بالمعروف أي بالقولِ المعروف والفعلِ المعروف، والمعْرُوف ما أَمَرَ به الشَّرْع هذا المعروف، لأنَّ ما أمَرَ به الشَّرْع قد أقرَّهُ الشرع وأقرَّتْه الفِطَرُ السَّلِيمَة فالمعروفُ إذاً كل ما أُمِرَ به شَرْعًا هكذا يا حَمَد؟ هكذا؟ طيِّب، المعروف كُلُّ مَا أَمَرَ به الشَّرْع سَواءٌ يتعلق بحقِّ الله أو بحقِّ العباد.
وقولُه: (( وانْهَ عن المنكر )) المنْكُر كُلُّ ما أنْكَرهُ الشَّرْع أي نَهَى عنه سواءٌ ما يتعلق بحقِّ الله أو بحقوق العباد، الأمْر بالمعروف والنَّهْي عن المنكر هل هو واجبٌ عَيْنِيّ أو على الكِفَاية؟ واجِبٌ على الكِفَاية، لِقوله تعالى: (( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ))[آل عمران:104] إذا جعَلْنا (مِن) للتبعيض، أمَّا إن جعلْنَا أن َّ(مِن) لِبَيَان الجنس والمعنى: ولتكونوا أمةً تأمُرُ بالمعروف وتنهى عن المنكر فإنَّه يكونُ فَرْضَ عَيْن ولكن الصَّواب أنه فَرْض كِفَايَة، لأنَّ المقصودَ به إصلاحُ الغَيْر فإذا حَصَل إصلاحُ الغَيْرِ بغيرِك حَصل المقْصُود، أما إذا لم يحصُل فإنه يَجِب أن تأمُر، فإذَا وجدْنَا مِن الناس تهاونًا في هذا الأمْر وتَكَاسُلًا صار فرضًا علينا، أمَّا إذا رأينا أنَّ الناس قد استقامُوا على هذا وصاروا يأمُرُون بالمعروف وينهون عَن المنكر فإنه يكون في حقِّنا فرْض كِفَاية، وقوله: (( وانْه عن المنكر )) حتى والديك؟ حتى والِدَيك تأمرُهما بالمعروف وتنهاهُما عن المنكر، بل إنَّ حقَّ الوالدين أعظم مِن حقِّ غيرِهما، لأنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إحسانٌ للمَأْمُور والمَنْهِيّ وليس إساءةً فإذا كان كذلك فأحَقُّ مَنْ تُحْسِنُ إِلَيْه وَالِدَاك، نعم
11 - تفسير قول الله تعالى : (( يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور )) أستمع حفظ
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هل هو الموعظة أو هو كل بيان ؟
الشيخ : لا نحن ذَكرْنا فيما سَبَق أنَّ المُراد الثَّلَاثَة بَيَانٌ ودَعْوَة، وأمْر ونَهْي، وتَغْيِير فالبَيَانُ والدَّعوة واجبان على كل أحَد كل أحَد يَجِب عليه أنْ يُبَيِّن إذا دَعَت الحَاجَةُ إلى البَيَان أو سُئِلَ عن عِلْم، كل أحد عليه أن يُبَلِّغ إذا اقتضَت الحالُ ذلك، وأما الأمر فهو أخصّ مِن الدعوة، لأن الأمر أن تُوَجِّهَ أمرًا إلى شَخْص معين مو هو بأن تُبَيِّن أن تَقُوم في الناس وتَقُول: هذا حَلَال وهذا حَرَام هذا يُعْتَبَر مَوْعِظَة، وأمَّا التغْيِير فَأَن تُغَيِّرَ بيدك تأخذ هذا المنكر تكَسِّره مثلًا، نعم، أو تقول بِلسانك إذا عَجَزْت عَن الفِعْل تُغَيِّر باللسان إمَّا بِرَفْع الأمْر إلى مَن يسْتَطيع التغيير وإمَّا بالانتِهار والتوبِيخ والزجْر حتى يَحصل ..، فإن لَم تَسْتَطِع هذا ولا هذَا فيكُون التَّغْيِير بالقلب وهو الكراهَة والبَغْضَاء، وهذا في الحقيقة ما يحصل التغيير المُطْلق يعني بمعنى أنّ المنكر لو تنكره بقلبِك لا يزُول لكن هذا أدنى دَرَجاتِ التغْيِير ولهذا قال .. عليه الصلاة والسلام: ( وذلِك أضْعَفُ الإِيمَان ).
الطالب:....
الشيخ : لا ما يكون محرَّمًا لذاتِه يعني إذا كان فيه مثلًا شَيْء إذا نهينا عن المنْكَر
تتمة تفسير قول الله تعالى : (( ... وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ))
الطالب:....
الشيخ : ما هو، لأنَّه قد يضُرُّه وقد لا يضُرُّه، وقال: (( إنَّ ذلك مِن عَزْمِ الأُمُور )) (إنَّ ذلك) المُشار إلَيه ما سَبَق مِن الأمُورِ الأرْبَعَة (( أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ )) قَال: أَيْ (( إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ )) أي مَعْزُومَاتِهَا التي يُعْزَم عليها لِوُجُوبِها " (الأمور) بمعنى الشُئُون والأحْوال والعَزْم هنا مصدر بمعنى اسْم المَفْعُول أي مَعْزُومَاتِهَا التي يُعْزَمُ عليها لِأنَّها وَاجِبَة والله أعلم
13 - تتمة تفسير قول الله تعالى : (( ... وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ))
ومِن فوائد الآيَةِ الكريمة أنَّ فُسُوقَ الوالدَيْن وكُفْرَهُمَا لا يُسْقِطُ حَقَّهُمَا مِنَ البِرّ مِن أيْنَ تُؤْخَذ؟ مِنْ قَوْلِه: (( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا )) فإنَّه أَمَر بِمُصَاحَبَتِهِمَا مَعْرُوفًا مَع أنَّهُمَا كَافرَيْن ويأمُرَان بالكُفْر
14 - فوائد قول الله تعالى : (( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ))
ومِن فَوَائِد الآية الكَرِيمة أَنَّ جَمِيعَ الخَلَائِق مُؤْمِنَهُم وكَافِرَهُم مَرْجِعُهُم إِلى الله، لِقوله: (( ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمُ )).
ومِن فَوائِدِها أنَّ الحُكْمَ بَيْن الخَلْقِ إلَى الله، لِقَوْلِه: (( إِلَىَّ مَرْجِعُكُم )) فإنَّ تَقْدِيم الخبر يَدُلُّ على الحَصْر.
ومِنها إحاطَةُ اللهِ تعالى بكُلِّ شَيءٍ عِلْمًا، لقوله: (( فأنبئكم بما كنتم تعملون )) فإنَّ الإنْبَاءَ بما نعْمَل لا يَكُون إلا عن عِلْم.
وَمِن فَوَائد الآية الكريمة إثْبَاتُ الكلامِ لله، لقولِه: (( فَأُنَبِّئُكُمْ )) والإنباءُ إخْبَار.
ومِن فوائدِها أيضًا تَحذيرٌ لِلْإِنسان مِن الأعمَال السَيِّئَة فإنَّ قولَه: (( فأنبِّئُكم )) يُفِيدُ التحْذِير حتى لا نَقَعَ في أمْرٍ حَرَّمَهُ اللهُ علينَا.
ومِن فوائد الآية الكريمةِ أيضًا بُلُوغُ الغَايةِ في البَلاغَة في القرآنِ الكَرِيم، لِقولِه: (( فأنبِّئُكم )) ولم يَقُل: فأجازيكم، وذلك أنَّه قد يُنَبَّأُ الإنسان يَومَ القيامة بِمَا عَمِل ثم يُغْفَر له فذَكَرَ الله الإنباء، لأنَّه مُؤَكَّد، أمَّا المجَازَاة فإن الله تعالى قد يغفر عن المذنب بدون .. .
15 - فوائد قول الله تعالى : (( واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون )) أستمع حفظ
تتمة فوائد قول الله تعالى : (( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ))
الطالب: لأنه ما نهى إلَّا عَن الشِّرْك.
الشيخ : إي .. لكن نهى عن طاعتِهم.
الطالب: نهى عن طاعتهم مو بالشرك.
الشيخ : أي .. ولا نهى عن الطاعة ما نَهى عن الطاعة إذًا مِن أين نعرف أنها واجِبَة؟
الطالب: صاحبهما في الدنيا معروفًا.
الشيخ : قوله: (( صاحِبْهُما في الدُّنْيا معروفًا )) يعني مِن الأصل الكلام على أنَّه يُؤْخَذ مِن الآية الكريمة، وعلى كُلِّ حال إذا أَمَرَا بغير الـمَعصية فالآية سكتَتْ عن ذلك حَرَّمَت الطاعَة في المعصية وسكتَتْ عمَّا عَدَا ذلك، لكن قد يُقال: إنَّ قولَه: (( وصَاحِبْهما في الدنيا معروفًا )) يَدُلّ على وُجُوبِ طاعتِهما في غيْر المعْصِيَة، لأنَّه لا شَكَّ أن مصاحبتَهما في المعروف بِامتثَال أمرِهما وعلى هذا فقد يُسْتَدَلُّ بعمومِ قوله: (( وصاحبهما في الدنيا معروفًا )) على وجوبِ طاعتِهما في غير المعصِيَة ولكنَّه سَبق لنا أثناء التفسير أنَّ شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: تجِبُ طاعتُهما فيما فيه نَفْعٌ لهما ولا ضررَ عليه فيهـ أمَّا ما فيه ضررٌ عليه فلا يجِبُ عليه الطاعة، ولهذا لما ذَكَرَ أهلُ العلم أن لِلأب أن يتَمَلَّكَ مِن مَالِ ولَدِه ما شاء قالوا: بشرط ألا يَضُرَّ الولد فإن ضَرَّ الولد فإنه ليس له أن يتملَّك بل قالوا: بشرط ألا يضرَّه وألا تتَعَلَّقَ بِه حاجتُه فإن تعلَّقَت به حاجتُهُ فليس له أن يتملَّكَه.
الطالب: تعلَّقت الحاجة.
الشيخ : لا، حاجتُه الخاصَّة بمعنى أنه مثلًا ما يجِد غيره ولَّا مثلًا حاجة -كل شيء بيحتاجه- لكن مثلًا إناء يحتاجه و.. لكن الزُّهْرِيَّة يحتاجُها ما نقول للأب أن يتمَلَّكَها، لأن هذا يُفَوِّت على الابن حاجتَه واستمتاعَه بها نعم.
الطالب:...
الشيخ : إي بس مِن غير الآية.
الطالب:...
الشيخ : أي مِن غير الآية .. مِن أدِلَّةٍ أخرى ..
الطالب: .... إذ قالوا لقومهم إنا برئَاء منكم ... وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ...
الشيخ : إي نعم كل هذا ينافي ..، لأن ليس معنى مُصاحبتِهما بالمعروف أن تُبْدِيَ لهما المحَبَّة والوِلاية بل أنت تُبغِض ما هما عليه مِن الكفر والشِّرْك وتُبغضُهما على هذه الصفات التي اتَّصفا بها ولكن تُعْطِيهما ما يجِبُ لهما.
الطالب:....بالبشَاشَة لهما ....
الشيخ : إِي بَس هذا ما هو سَببه لِلدين ليسَ سببه الدين أنه .. عن دينِه فهذا أمر تقتضيه الطبيعة، والعداوة والبغضاء في القَّلب والكفر لأن العداوة ضِدَّ الولاية .
الطالب: ....
الشيخ : نعم، ما يمنع هذا ... ولكنَّنَا ما نُؤْذِيهم بمعنى أننا .... وما أشبه ذلك، ثم يقال أيضًا: قد نقول: لكل مَقَامٍ مقال فمثلًا إذا كان الوالدان أو غيرهم يتبجَّحَان بالكفر ويفتَخِران به فلنا أن نُعْلِن هذه البَرَاءَة والعَدَاوَة والبغْضَاء، وإذا كانا سَاكِتَيْن مُسَالِمَيْن فنحن لا نتعرَّض لهما ولكننا نتبرَّأ على صِفَةِ العُمُوم مما هم عليه مِن الدِّين، والمهم أن الله يقول: (( صاحِبْهُما في الدنيا )) أما فيما يتعلق بالدِّين فلا تصاحبهما بمعروف أبدًا فيما يتعلق بالدين يجب أن تكْرَههما وتبتَعِد عنها وتُعَاديهما
16 - تتمة فوائد قول الله تعالى : (( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير ))
ومِن فوائد الآية الكريمة عُمُوم علْمِ الله عزَّ وجل وتَمَامُ قُدْرتِه مِن أين نَأْخُذ العُمُوم؟ مِن أنَّه يقول: (( فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض )) والذي يكون باديًا على الأرض وليس في الصحراء مِن باب أولى، فيستفاد مِنه عُمُوم عِلْم الله وإِحَاطَتِه وتمامُ قدرته أيضًا وذلك بالإتيانِ بِها.
ومِن فوائد الآية الكريمة إثْبَاتُ هذين الاسمين مِن أسماء الله (( إن الله لطيف خبير )) وإثباتُ ما تضَمَّنَاه مِن الصِّفَة.
ومِن فوائدها أنَّ السماوات مُتَعَدِّدة، لقوله: (( أو في السماوات )) وعددُها معرُوف وهو سَبْع وأما الأرض فلم تُذْكر مَجْمُوعَةً في القرآن، كلُّ ما في القرآن مِن ذِكْرِ الأرض فإنَّه بالإفراد، ولكنَّ الله تعالى أشار إلى أنَّها جَمْع في قولِه تعالى: (( اللهُ الذي خلقَ سبعَ سماواتٍ ومِن الأرضِ مثلَهن )) فإنَّ قولَه: (( مثلَهن )) يُرَاد المِثْلِيَّة في العدد إذ أنَّ المثلية في الكَيْفِيَّة مُسْتَحِيلة فَلَزِمَ أن تكون مِثْلِيَّة في العَدَد فقط
17 - فوائد قول الله تعالى : (( يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ))
ومِن فوائدها أهَمِيَّةُ الصلاة حَيْثُ بَدَأ بها قبل هذا كُلِّه (( يا بُنَيَّ أقِمِ الصَّلَاة )).
ومِن فوائدِها أهمية.