تفسير سورة السجدة-01a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تفسير قول الله تعالى: (( ثم سواه ونفخ فيه من روحه ))
ثم جعل نفسه مِن صراط المؤمنين ثم سَوَّاه إذا مَشَيْنَا على ما قال المؤلِّف ففيها أحْكَام كثيرة وهو أنه يقتضي أن ذُرِّيَّةَ آدم بعد جَعْل السلالة من ماء مهين، انتبه وهذا هو الواقع ولّا خلافه؟
الطالب: خلافه.
الشيخ : خلافه، لأن تسوية آدم قبل أن تكون سلالته من ماء مهين فما هو الجواب عن هذا ؟ الجواب من أحد وجهين، إما أن يقال إن قوله: (( ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين )) هذه جملة معترِضة لبيان أن آدم اللي كان من طين كان نسله من السلالة ثم عاد إلى آدم، فقال: ثم سواه، وإما أن يقال: إن هذا من باب الترتيب الذكري، وليس من باب الترتيب المعنوي أو الوقتي، والترتيب الذكري موجود في كلام العرب ومنه قول الشاعر: ( إن من ساد ثم ساد أبوه ثم ساد من بعد ذلك جده ) والترتيب هذا على خلاف الواقع، نعم هذا أولى شيء أما إذا قلنا: ثم سواه أي النسل ونفخ فيه من روحه كما قاله بعض المفسرين فالآية على الترتيب ما فيها إشكال لكن فيها هذا الوجه أو هذا القول فيه إشكال في قوله: (( ونفخ فيه من روحه )) فإن هذا الوصف خاص بمن ؟ خاص بآدم، كما قال موسى له وهو يحاجه: ( أنت الذي علمك أسماء كل شيء وأسجد لك ملائكته ونفخ فيك من روحه ) فظاهره أن هذا خاص بآدم، ولهذا الوجهُ الأول أولى من هذا الوجه وإن كان هذا الوجه له قوة من حيث الترتيب ... لكن من حيث أن نفخ الروح ما كان إلا في آدم وفي عيسى كما تعرفون فإنه يدل على أن المراد بقوله: (( ثم سواه )) المراد به من؟ آدم، ويكون عودا على بدأ
(( ونفخ فيه من روحه )) كلمة من روحه مضافة إلى الله، وفيها إشكال إذ أن ظاهرها أن آدم فيه شيء من روح الله فيكون جزءً من الله وهذا شيء ممتنع ومستحيل، فما معنى الإضافة إذاً؟ نقول معناها إنها إضافة خلق وتشريف كما قال تعالى: (( وطهر بيتي للطائفين )) بيتي وهل الكعبة بيت لله يسكنه؟ لا، لكنه بيت أضافه الله لنفسه على سبيل التشريف والتعظيم، وكما قال تعالى: (( ومن أظلم ممن منع مساجد الله )) وكما قال تعالى: (( ناقة الله وسقياها )) ناقة الله هذه الإضافة على سبيل التشريف والتعظيم لهذا الشيء نعم(( ونفخ فيه من روحه )) أي جعله حيا حساسا بعد أن كان جمادا.
الطالب: خلافه.
الشيخ : خلافه، لأن تسوية آدم قبل أن تكون سلالته من ماء مهين فما هو الجواب عن هذا ؟ الجواب من أحد وجهين، إما أن يقال إن قوله: (( ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين )) هذه جملة معترِضة لبيان أن آدم اللي كان من طين كان نسله من السلالة ثم عاد إلى آدم، فقال: ثم سواه، وإما أن يقال: إن هذا من باب الترتيب الذكري، وليس من باب الترتيب المعنوي أو الوقتي، والترتيب الذكري موجود في كلام العرب ومنه قول الشاعر: ( إن من ساد ثم ساد أبوه ثم ساد من بعد ذلك جده ) والترتيب هذا على خلاف الواقع، نعم هذا أولى شيء أما إذا قلنا: ثم سواه أي النسل ونفخ فيه من روحه كما قاله بعض المفسرين فالآية على الترتيب ما فيها إشكال لكن فيها هذا الوجه أو هذا القول فيه إشكال في قوله: (( ونفخ فيه من روحه )) فإن هذا الوصف خاص بمن ؟ خاص بآدم، كما قال موسى له وهو يحاجه: ( أنت الذي علمك أسماء كل شيء وأسجد لك ملائكته ونفخ فيك من روحه ) فظاهره أن هذا خاص بآدم، ولهذا الوجهُ الأول أولى من هذا الوجه وإن كان هذا الوجه له قوة من حيث الترتيب ... لكن من حيث أن نفخ الروح ما كان إلا في آدم وفي عيسى كما تعرفون فإنه يدل على أن المراد بقوله: (( ثم سواه )) المراد به من؟ آدم، ويكون عودا على بدأ
(( ونفخ فيه من روحه )) كلمة من روحه مضافة إلى الله، وفيها إشكال إذ أن ظاهرها أن آدم فيه شيء من روح الله فيكون جزءً من الله وهذا شيء ممتنع ومستحيل، فما معنى الإضافة إذاً؟ نقول معناها إنها إضافة خلق وتشريف كما قال تعالى: (( وطهر بيتي للطائفين )) بيتي وهل الكعبة بيت لله يسكنه؟ لا، لكنه بيت أضافه الله لنفسه على سبيل التشريف والتعظيم، وكما قال تعالى: (( ومن أظلم ممن منع مساجد الله )) وكما قال تعالى: (( ناقة الله وسقياها )) ناقة الله هذه الإضافة على سبيل التشريف والتعظيم لهذا الشيء نعم(( ونفخ فيه من روحه )) أي جعله حيا حساسا بعد أن كان جمادا.
تفسير قول الله تعالى: (( وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون ))
(( وجعل لكم السمع )) جعل لكم هذا التفاتٌ مِن الغيبة إلى الخطاب (( بدأَ خلقَ الإنسان مِن طينٍ ثم جعل نسلَه )) كل هذا غيبه ثم سواه هذا غيبه ونفخ فيه من روحه هذا غيبة وجعل لكم السمع هذا خطاب، والانتقال أو الالتفات يسميه البلاغيون الالتفات له فائدة بل فوائد منها تنبيه المخاطَب لأن الكلام إذا كان على وتيرة واحدة ما حصل تنبه، لكن إذا اختلف يحصل التنبه سواءٌ اختلف بعود الضمائر كالانتقال من الغيبة إلى الخطاب أو بالعكس، أو اختلف في شدة الصوت عندما يكون الإنسان كلامه هادئًا على وتيرة واحدة ما يكون هناك انتباه لكن لو أتى بزجر في بعض الأحيان يحصل انتباه ولّا لا؟ يحصل الانتباه فالالتفات أو تغيير الخطاب كل يحصل به الانتباه (( وجعلَ لكم السمع )) لكم أي لذريته، الخطاب لا شك أنه للذرية كما قال المؤلف.
الطالب : وما فائدة الخطاب هنا؟
الشيخ : هذا فائدته التنبيه الفائدة الثانية حسب السياق تكون حسب السياق إما مثلا الزيادة التورية أو الزيادة في بيان النعمة أو ما شابه ذلك حسب السياق،
(( السمع )) قال المؤلف :- بمعنى الأسماع، نعم بمعنى الأسماع (( وجعل لكم السمع )) أي الأسماع، لماذا أولها إلى الأسماع؟ لأن لكم جمع خطاب لجمع، وإذا كان الخطاب للجمع لزم أن يكون السمع لكل واحد فيكون جمعاً قال أهل اللغة: وإنما أفرد السمع وجمع الأبصار لِأن السمع مصدر سَمِعَ يَسْمَعُ سَمْعًا والمصدر لا يجمع ولا يثنى، وإنما يبقى مُفْرَدًا ويكون المراد به الجنس والأبصار جمع بصر وهو القوة الباصرة وليس مصدرًا، لأَنَّ المصْدَر إِبْصَار أبصر يبصر إبصاراً فلهذا جَمع هذا المراد به الجنس (( وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة )).
(( الأفئدة )) يعني القلوب فذكر الله سبحانه وتعالى طريق الفهم ومكان الفهم طَريق الفهم ما هو؟ السمع والبصر ومحل الفهم والوعي هو القلب (( جعل لكم السمع والأبصار )) ولهذا يكون السمع والبصر كقناتين يصبان في القلب يتلقيان ما يُسمع أو يُبصر ثم يصبان في القلب وهو محل الوعي والإدراك (( وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة )) يعني القلوب طيب لماذا لم يذكر الشم والذوق واللمس؟ لأن الاتِّعَاظ بالآيات يكون بالسمع والبصر وبدأ بالسمع لأنه أشمل وأعم لأنك تسمع ما لا تراه، ولما كان أشمل وأعم كان الابتلاء به والحمد لله أقل لو نسبت الصُم إلى العُمْى لوجدت النسبة قليلة لأن الصَمَم أشد فوجود السمع أهم.
وقوله: (( قليلا ما تشكرون )) يقول المؤلف: قليلاً ما، ما زائدة مؤكدة للقلة قليلا ما تشكرون، وقليلًا ايش إعرابها؟ مفعول مطلق يعني تشكرون شكراً قليلاً يعني مع هذه النعم التي ساقها الله عز وجل في ابتداء خلق الإنسان إلى انتقاله في الأرحام إلى خروجه بالسمع والبصر والقلب، مع هذه النِعَم العَظِيمة فالشكر قليل أي تشكرون شكراً قليلاً وما هذه زائدة لتأكيد القلة؟ نعم، وهذا معروف حتى في الأساليب العرفية الآن تقول قليلاً ما، قليلاً ما يعني توكيد لهذه القلة فما زائدة؟ والله أعلم
الطالب : وما فائدة الخطاب هنا؟
الشيخ : هذا فائدته التنبيه الفائدة الثانية حسب السياق تكون حسب السياق إما مثلا الزيادة التورية أو الزيادة في بيان النعمة أو ما شابه ذلك حسب السياق،
(( السمع )) قال المؤلف :- بمعنى الأسماع، نعم بمعنى الأسماع (( وجعل لكم السمع )) أي الأسماع، لماذا أولها إلى الأسماع؟ لأن لكم جمع خطاب لجمع، وإذا كان الخطاب للجمع لزم أن يكون السمع لكل واحد فيكون جمعاً قال أهل اللغة: وإنما أفرد السمع وجمع الأبصار لِأن السمع مصدر سَمِعَ يَسْمَعُ سَمْعًا والمصدر لا يجمع ولا يثنى، وإنما يبقى مُفْرَدًا ويكون المراد به الجنس والأبصار جمع بصر وهو القوة الباصرة وليس مصدرًا، لأَنَّ المصْدَر إِبْصَار أبصر يبصر إبصاراً فلهذا جَمع هذا المراد به الجنس (( وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة )).
(( الأفئدة )) يعني القلوب فذكر الله سبحانه وتعالى طريق الفهم ومكان الفهم طَريق الفهم ما هو؟ السمع والبصر ومحل الفهم والوعي هو القلب (( جعل لكم السمع والأبصار )) ولهذا يكون السمع والبصر كقناتين يصبان في القلب يتلقيان ما يُسمع أو يُبصر ثم يصبان في القلب وهو محل الوعي والإدراك (( وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة )) يعني القلوب طيب لماذا لم يذكر الشم والذوق واللمس؟ لأن الاتِّعَاظ بالآيات يكون بالسمع والبصر وبدأ بالسمع لأنه أشمل وأعم لأنك تسمع ما لا تراه، ولما كان أشمل وأعم كان الابتلاء به والحمد لله أقل لو نسبت الصُم إلى العُمْى لوجدت النسبة قليلة لأن الصَمَم أشد فوجود السمع أهم.
وقوله: (( قليلا ما تشكرون )) يقول المؤلف: قليلاً ما، ما زائدة مؤكدة للقلة قليلا ما تشكرون، وقليلًا ايش إعرابها؟ مفعول مطلق يعني تشكرون شكراً قليلاً يعني مع هذه النعم التي ساقها الله عز وجل في ابتداء خلق الإنسان إلى انتقاله في الأرحام إلى خروجه بالسمع والبصر والقلب، مع هذه النِعَم العَظِيمة فالشكر قليل أي تشكرون شكراً قليلاً وما هذه زائدة لتأكيد القلة؟ نعم، وهذا معروف حتى في الأساليب العرفية الآن تقول قليلاً ما، قليلاً ما يعني توكيد لهذه القلة فما زائدة؟ والله أعلم
تفسير قول الله تعالى: (( وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون ))
(( وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ))[السجدة:10] وقالوا قال المؤلف: أي منكري البعث قالوا يوردون هذه الشبهة: (( أئذا ضللنا في الأرض أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ )) أئذا ضللنا في الأرض قال المؤلف: "عدنا فيها بأن صرنا ترابا مختلطا بها" هذا معنى ضللنا في الأرض يعني عدنا فيها وصرنا تراباً كسائر التراب أئذا حصل ذلك أئنا لفي خلق جديد؟ استفهام إنكار يعني: أنكون في خلق جديد بعد أن أَكَلَتْنَا الأرض وضللنا فيها، والاستفهام هنا إنكاري يعني: لن يكون ذلك، هذه الشبهة هل هي حُجَّة ولّا غير حُجَّة؟ الجواب: ليست بِحُجَّة لأننا نقول: أنتم خُلقتم من تراب، والذي خلقكم أولا من تراب قادر على أن يعيدكم ثانياً من هذا التراب ولّا لا ؟ طيب، ولهذا جاءت الآية بعد ذكر خلق الإنسان من طين لما قال: (( أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد )) طيب أئذا ضللنا إذا هذه شرطية فأين جوابُها؟ جوابها مفهوم من الجملة بعدها يعني أنُنشأ أئذا ضللنا في الأرض نُنشأ خلقا جديداً نعم؟ ننشأ خلقا جديداً.
وقوله: (( أئنا لفي خلق جديد )) يعني أيتأكد أننا في خلق جديد، ولهذا لو قال قائل: إذا كانت الجملة الاستفهامية هنا للإنكار فكيف تأتي اللام الدالة على التوكيد (( أئنا لفي )) نقول المراد ينكرون أن يتأكد ذلك يعني أيتأكد أننا في خلق جديد بعد أن تأكُلَنَا الأرض كقول إخوة يوسف: (( أئنك لأنت يوسف قال أنا يوسف )) فالمهم أن هذا التأكيد كأنهم ينكرون ما أكد من قولهم يرجعون.
(( أئنا لفي خلق جديد )) قوله: (لَفِي خَلْق) هل الخلق هنا بمعنى المخلوق يعني أئنا لنكون في أمة جديدة، أو أنه مصدر بمعنى التقرير يعني أئنا لفي خلق أي لأن يخلقنا الله نعم، يحتمل المعنيين وكلاهما صحيح ولا يتعارضان يعني أنكون في خلق جديد في أمة جديدة، أو أنُخلَقُ خلقًا جديدًا بعد أن ضللنا في الأرض وكُنَّا ترابًا والجواب: نعم تكونون في خلق جديد، وما ذلك على الله بعزيز، فالذي أنشأكم من التراب قادر على أن يعيدكم منه، حتى لو فني الإنسان كله مع أنه ورد في الحديث أنه يفنى كلُّه إلا عَجْبَ الذَّنَب فإنه مِنه يُخْلَقُ الإنسان كالنواة للشجرة، ويستثنى مِن ذلك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإن الله حَرَّم على الأرض أن تأكل أجْسَادَ الأنبياء وهذا دليل على قدرة الله عز وجل وإلا فالأنبياء بشر لأنهم مكونون.
الطالب: من تراب.
الشيخ : خلقوا أصلا من تراب لكنهم الآن من لحم وعظم وجلد كسائر بني آدم ومع ذلك الأرض ما تأكلهم ما تأكل منهم شيئا أبداً أما غير الأنبياء فإنها تأكلهم لكن قد يحمي الله عز وجل بدن بعض الناس لا تأكله الأرض على نوع من الكرامة، نعم.
الطالب : دائمًا؟
الشيخ : معنى دائمًا؟
الطالب: هذا هو الأصْل؟
الشيخ : هذا هو الأصل أنها تأكله أئنا لفي خَلْق جديد، قال الله تعالى: (( بل هم بلقاء ربهم كافرون )) ... قراءة بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في الموضعين... بتحقيق الهمزتين في الموضعين بتحقيق الهمزتين في الموضعين فيُقرأ (( أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق )) هذا التحقيق، إدخال ألف بين همزتين محققتين (( ءآئذا ضللنا في الأرض ءآئنَّا لفي خلق جديد )) كم مِن قراءة هنا؟ قراءتان، تسهيل الثانية أئذا ما تخليها مخففة خَلِّيها بين الهمزة والياء أئذا ضللنا في الأرض بدون ألف في ألف؟ ءآئذا ما تبينها أيضا خليها بين الهمزة والياء فالقراءات إذًا القراءات أربع نعم.
أئذا ضللنا في الأرض يقول المؤلف رحمه الله تعالى : قال الله تعالى: (( بل هم بلقاء ربهم "بالبعث " كافرون )) يعني أن بل هنا للإغراق الإبطالي ولا الانتقالي؟ الإبطالي يعني بل الأمر ليس كما شبهوا ولبسوا فهم يعلمون قدرة الله لكنهم جاحدون: (( بل هم بلقاء ربهم كافرون )) وقوله: بلقاء ربهم متعلق بـ(الكافرون)، الكافرون خبر المبتدأ (هم) أي بل هم كافرون بلقاء ربهم أو بملاقاته، ومتى تكون الملاقاة ؟ تكون بالبعث، ومن كذب كفر بلقاء الله فقد كفر بالله نعم، ولهذا قال المؤلف مفسرا لها بالمراد لا بالمعنى قال: بالبعث وإلا فهي أخص من البعث فاللقاء بمعنى الملاقاة (( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ ))[الانشقاق:6] الإنسان أي إنسان...إلى آخره يعني هؤلاء الكافرون بلقاء الله لأنهم لا يؤمنون بالبعث ومن لم يؤمن بالبعث لم يؤمن بلقاء الله
وقوله: (( أئنا لفي خلق جديد )) يعني أيتأكد أننا في خلق جديد، ولهذا لو قال قائل: إذا كانت الجملة الاستفهامية هنا للإنكار فكيف تأتي اللام الدالة على التوكيد (( أئنا لفي )) نقول المراد ينكرون أن يتأكد ذلك يعني أيتأكد أننا في خلق جديد بعد أن تأكُلَنَا الأرض كقول إخوة يوسف: (( أئنك لأنت يوسف قال أنا يوسف )) فالمهم أن هذا التأكيد كأنهم ينكرون ما أكد من قولهم يرجعون.
(( أئنا لفي خلق جديد )) قوله: (لَفِي خَلْق) هل الخلق هنا بمعنى المخلوق يعني أئنا لنكون في أمة جديدة، أو أنه مصدر بمعنى التقرير يعني أئنا لفي خلق أي لأن يخلقنا الله نعم، يحتمل المعنيين وكلاهما صحيح ولا يتعارضان يعني أنكون في خلق جديد في أمة جديدة، أو أنُخلَقُ خلقًا جديدًا بعد أن ضللنا في الأرض وكُنَّا ترابًا والجواب: نعم تكونون في خلق جديد، وما ذلك على الله بعزيز، فالذي أنشأكم من التراب قادر على أن يعيدكم منه، حتى لو فني الإنسان كله مع أنه ورد في الحديث أنه يفنى كلُّه إلا عَجْبَ الذَّنَب فإنه مِنه يُخْلَقُ الإنسان كالنواة للشجرة، ويستثنى مِن ذلك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإن الله حَرَّم على الأرض أن تأكل أجْسَادَ الأنبياء وهذا دليل على قدرة الله عز وجل وإلا فالأنبياء بشر لأنهم مكونون.
الطالب: من تراب.
الشيخ : خلقوا أصلا من تراب لكنهم الآن من لحم وعظم وجلد كسائر بني آدم ومع ذلك الأرض ما تأكلهم ما تأكل منهم شيئا أبداً أما غير الأنبياء فإنها تأكلهم لكن قد يحمي الله عز وجل بدن بعض الناس لا تأكله الأرض على نوع من الكرامة، نعم.
الطالب : دائمًا؟
الشيخ : معنى دائمًا؟
الطالب: هذا هو الأصْل؟
الشيخ : هذا هو الأصل أنها تأكله أئنا لفي خَلْق جديد، قال الله تعالى: (( بل هم بلقاء ربهم كافرون )) ... قراءة بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في الموضعين... بتحقيق الهمزتين في الموضعين بتحقيق الهمزتين في الموضعين فيُقرأ (( أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق )) هذا التحقيق، إدخال ألف بين همزتين محققتين (( ءآئذا ضللنا في الأرض ءآئنَّا لفي خلق جديد )) كم مِن قراءة هنا؟ قراءتان، تسهيل الثانية أئذا ما تخليها مخففة خَلِّيها بين الهمزة والياء أئذا ضللنا في الأرض بدون ألف في ألف؟ ءآئذا ما تبينها أيضا خليها بين الهمزة والياء فالقراءات إذًا القراءات أربع نعم.
أئذا ضللنا في الأرض يقول المؤلف رحمه الله تعالى : قال الله تعالى: (( بل هم بلقاء ربهم "بالبعث " كافرون )) يعني أن بل هنا للإغراق الإبطالي ولا الانتقالي؟ الإبطالي يعني بل الأمر ليس كما شبهوا ولبسوا فهم يعلمون قدرة الله لكنهم جاحدون: (( بل هم بلقاء ربهم كافرون )) وقوله: بلقاء ربهم متعلق بـ(الكافرون)، الكافرون خبر المبتدأ (هم) أي بل هم كافرون بلقاء ربهم أو بملاقاته، ومتى تكون الملاقاة ؟ تكون بالبعث، ومن كذب كفر بلقاء الله فقد كفر بالله نعم، ولهذا قال المؤلف مفسرا لها بالمراد لا بالمعنى قال: بالبعث وإلا فهي أخص من البعث فاللقاء بمعنى الملاقاة (( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ ))[الانشقاق:6] الإنسان أي إنسان...إلى آخره يعني هؤلاء الكافرون بلقاء الله لأنهم لا يؤمنون بالبعث ومن لم يؤمن بالبعث لم يؤمن بلقاء الله
3 - تفسير قول الله تعالى: (( وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى: (( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون ))
ثم قال تعالى: (( قُلْ - لهم - يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ))[السجدة:11] أي بقبض أرواحكم، يتوفاكم يقبضكم كما تقول توفيت حقي من فلان أي قبضته، وكذلك استوفيته أي قبضته على سبيل الوفاء وهو الكمال، فمعنى (يتوفاكم) أي يقبضكم والـمُراد قبضُ الأرواح.
وقوله: (( مَلَكُ المَوْتِ )) مَلَك مفرد مَلَائِكَة أو مُفرد أمْلاك، وهو مُشْتَقٌّ مِن الأَلوُكَة بمعنى الرِّسَالة وعلى هذا فأصله: (مَأْلك) ثم حُوِّل فقُدِّمَت اللام وأُخِّرَت الهمزة فكانت مَلْأَك ثم خُفِّف فحُذِفَتِ الهمزة فصار مَلَك ولهذا إذا جُمِعَ جاءَتِ الهمزة فقيل ملائِكَة ولا يقال مَآلِكَة لأنه صار فيه إعلَال بالتحويل يعني تقديم وتأخير، وهو مِن الألوُكة أي الرسالة، ف(ملك الموت) معناه الذي أُرْسِل أرسله الله عز وجل لِقبض الأرواح كما قال تعالى في آية أخرى: (( توفَّتْه رسلنا وهم لا يفرطون ))، وقوله: (ملك الموت) أضيف إلى الموت لأنه يُمِيتُ الناس بإذن الله فسمي ملك الموت، وقد سمي في بعض الآثار بعِزْرَائِيل ولكنه لم يصِحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سبق أن الذين صح أسماءهم من؟ جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، ومالكٌ خازن النار، ورضوان خازن الجنة، منكر ونكير فيه بعض الشيء بعضهم أنكر هذا.
الطالب :...
الشيخ :...بعضهم أنكره وعلى كل حال عزرائيل ما ثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام على الرغم من أن هذا الاسم أشهَر أسماء الملائكة عند العامة.
وقوله)) ملَكُ الموت الذي وُكِّلَ بكم )) من الذي وكلَّه؟ وكَّلَه الله عز وجل، وهذا التوكيل ليس توكيلًا لحاجة ولكنه توكيل سلطان وعظمة لأن الرب عز وجل لا يحتاج إلى أحد يعينه، كونه يوكل الملائكة بشيء فليس ذلك على سبيل ايش؟ ليس ذلك على سبيل الحاجة، أنا إذا وكلت أحد قد أكون محتاج إلى هذا لأني لا أستطيع مباشرة العمل لكن الرب سبحانه وتعالى لا يحتاج، إذا أراد شيئًا قال له: كن فيكون لكنه يوكل ذلك توكيل سلطان وعَظَمَة لبيان سلطانه وعظمته وأن كل شيء في خدمته سبحانه وتعالى وفي عبادته.
وقوله: (( الذي وكل بكم )) أي وكله الله إذاً الله وكيل ومُوَّكِل أوَ لا؟ (( وكفى بالله وكيلا )) ومُوّكِل (( فقد وكلنا بها قوما )) وهنا قال: (( الذي وكل بكم )) ولكن ليس كونُه وكيلًا بمعنى أنه مُتَوكل لغيره والـمُوَكِّل أعلى منه كما هو معهود، ولكنه وكيل بمعنى رَقيب على عباده مُهَيْمِن عليهم.
وقوله سبحانه وتعالى: (( يتوفاكم ملك الموت )) هنا مفرد، (( يتوفاكم ملك )) وفي آية أخرى في سياق عام (( حتى إذا جاء أحدَكم الموت توفته رسلنا )) فجمع، وفي آية أخرى: (( الله يتوفى الأنفس حين موتها )) في الزمر فكيف نجمع بين هذه الآيات الثلاث؟ جمع أهل العلم بينهن بأن قوله تعالى: (( الله يتوفى الأنفس )) هذا هو الأصل أن الـمُتَوَفِّى هو الله لأنه مدبر المدبر للشيء، والمدبر للشيء فاعل له كما تقول بَنى الملك قصرًا للحكم، يعني ذهب وجاب الزنبيل وجاب الفارُوع وجاب المِسْحَاة وجاب سطل الماء ورَبَّعَ الطين وقام يشيل على متنِه ويبني الملِك ... ليس الأمرُ كذلك؟
الطلبة: لا.
الشيخ : إذاً معنى بناه أي أمر ببنائه لكن لما كان هذا البناء لا يكون إلا بأمره أُسند إليه، فالله تعالى يتوفى الأنفس ما يكون توفيها إلا بأمره، فأُسنِدت الوفاة إليه، أما قولُه: (( توفته رسلنا )) وقوله: (( قل يتوفــــاكم ملك الموت )) فإما أن يقال: إن (ملك الموت) هنا مفرد مُضَاف .. ملائكة وهذا له وجه في اللغة العربية لكن ليس بصحيح من حيث الواقع، ولكن الواقع أن ملك الموت له أعوان قبل قبض الروح، وأعوان بعد قبض الروح، أعوان قبل القبض يسوقون الروح من البدن حتى تصل إلى الحلقوم، ثم يقبضها، وأعوان بعد ذلك إذا قبضها فهناك ملائكة الرحمة تنتظر هذه الروح بالكفن الذي من الجنة فلا يدعونها في يده طرفة عين حتى يأخذوها ويجعلوها في ذلك الكفن، وإن كان الإنسان بالعكس والعياذ بالله تكون عنده ملائكة العذاب معهم كفن من نار لا يدعونها في يده طرفة عين، نعم فيكون هنا المراد الجمع بينهما أن إسناد الوفاة إلى الرسل إلى الملائكة وهم جمع لأنهم أعوان ملك الموت ... نوع مشاركة في هذا الفعل وملك الموت هو الذي يقبضها إذا بلغت الحلقوم وبهذا الجمع يزول الإشكال ونحن قد بينا كثيرا أن القرآن والسنة ليس فيها تعارض (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً )) وأنه إذا رأيت في شيء منهما تعارضاً، فاعلم أن ذلك من سوء فهمك أو قلة علمك، فتدبر وتعلم حتى يتبين لك الأمر نعم
وقوله: (( مَلَكُ المَوْتِ )) مَلَك مفرد مَلَائِكَة أو مُفرد أمْلاك، وهو مُشْتَقٌّ مِن الأَلوُكَة بمعنى الرِّسَالة وعلى هذا فأصله: (مَأْلك) ثم حُوِّل فقُدِّمَت اللام وأُخِّرَت الهمزة فكانت مَلْأَك ثم خُفِّف فحُذِفَتِ الهمزة فصار مَلَك ولهذا إذا جُمِعَ جاءَتِ الهمزة فقيل ملائِكَة ولا يقال مَآلِكَة لأنه صار فيه إعلَال بالتحويل يعني تقديم وتأخير، وهو مِن الألوُكة أي الرسالة، ف(ملك الموت) معناه الذي أُرْسِل أرسله الله عز وجل لِقبض الأرواح كما قال تعالى في آية أخرى: (( توفَّتْه رسلنا وهم لا يفرطون ))، وقوله: (ملك الموت) أضيف إلى الموت لأنه يُمِيتُ الناس بإذن الله فسمي ملك الموت، وقد سمي في بعض الآثار بعِزْرَائِيل ولكنه لم يصِحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سبق أن الذين صح أسماءهم من؟ جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، ومالكٌ خازن النار، ورضوان خازن الجنة، منكر ونكير فيه بعض الشيء بعضهم أنكر هذا.
الطالب :...
الشيخ :...بعضهم أنكره وعلى كل حال عزرائيل ما ثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام على الرغم من أن هذا الاسم أشهَر أسماء الملائكة عند العامة.
وقوله)) ملَكُ الموت الذي وُكِّلَ بكم )) من الذي وكلَّه؟ وكَّلَه الله عز وجل، وهذا التوكيل ليس توكيلًا لحاجة ولكنه توكيل سلطان وعظمة لأن الرب عز وجل لا يحتاج إلى أحد يعينه، كونه يوكل الملائكة بشيء فليس ذلك على سبيل ايش؟ ليس ذلك على سبيل الحاجة، أنا إذا وكلت أحد قد أكون محتاج إلى هذا لأني لا أستطيع مباشرة العمل لكن الرب سبحانه وتعالى لا يحتاج، إذا أراد شيئًا قال له: كن فيكون لكنه يوكل ذلك توكيل سلطان وعَظَمَة لبيان سلطانه وعظمته وأن كل شيء في خدمته سبحانه وتعالى وفي عبادته.
وقوله: (( الذي وكل بكم )) أي وكله الله إذاً الله وكيل ومُوَّكِل أوَ لا؟ (( وكفى بالله وكيلا )) ومُوّكِل (( فقد وكلنا بها قوما )) وهنا قال: (( الذي وكل بكم )) ولكن ليس كونُه وكيلًا بمعنى أنه مُتَوكل لغيره والـمُوَكِّل أعلى منه كما هو معهود، ولكنه وكيل بمعنى رَقيب على عباده مُهَيْمِن عليهم.
وقوله سبحانه وتعالى: (( يتوفاكم ملك الموت )) هنا مفرد، (( يتوفاكم ملك )) وفي آية أخرى في سياق عام (( حتى إذا جاء أحدَكم الموت توفته رسلنا )) فجمع، وفي آية أخرى: (( الله يتوفى الأنفس حين موتها )) في الزمر فكيف نجمع بين هذه الآيات الثلاث؟ جمع أهل العلم بينهن بأن قوله تعالى: (( الله يتوفى الأنفس )) هذا هو الأصل أن الـمُتَوَفِّى هو الله لأنه مدبر المدبر للشيء، والمدبر للشيء فاعل له كما تقول بَنى الملك قصرًا للحكم، يعني ذهب وجاب الزنبيل وجاب الفارُوع وجاب المِسْحَاة وجاب سطل الماء ورَبَّعَ الطين وقام يشيل على متنِه ويبني الملِك ... ليس الأمرُ كذلك؟
الطلبة: لا.
الشيخ : إذاً معنى بناه أي أمر ببنائه لكن لما كان هذا البناء لا يكون إلا بأمره أُسند إليه، فالله تعالى يتوفى الأنفس ما يكون توفيها إلا بأمره، فأُسنِدت الوفاة إليه، أما قولُه: (( توفته رسلنا )) وقوله: (( قل يتوفــــاكم ملك الموت )) فإما أن يقال: إن (ملك الموت) هنا مفرد مُضَاف .. ملائكة وهذا له وجه في اللغة العربية لكن ليس بصحيح من حيث الواقع، ولكن الواقع أن ملك الموت له أعوان قبل قبض الروح، وأعوان بعد قبض الروح، أعوان قبل القبض يسوقون الروح من البدن حتى تصل إلى الحلقوم، ثم يقبضها، وأعوان بعد ذلك إذا قبضها فهناك ملائكة الرحمة تنتظر هذه الروح بالكفن الذي من الجنة فلا يدعونها في يده طرفة عين حتى يأخذوها ويجعلوها في ذلك الكفن، وإن كان الإنسان بالعكس والعياذ بالله تكون عنده ملائكة العذاب معهم كفن من نار لا يدعونها في يده طرفة عين، نعم فيكون هنا المراد الجمع بينهما أن إسناد الوفاة إلى الرسل إلى الملائكة وهم جمع لأنهم أعوان ملك الموت ... نوع مشاركة في هذا الفعل وملك الموت هو الذي يقبضها إذا بلغت الحلقوم وبهذا الجمع يزول الإشكال ونحن قد بينا كثيرا أن القرآن والسنة ليس فيها تعارض (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً )) وأنه إذا رأيت في شيء منهما تعارضاً، فاعلم أن ذلك من سوء فهمك أو قلة علمك، فتدبر وتعلم حتى يتبين لك الأمر نعم
في آية أخر قوله (( فلولا إذا بلغت الحلقوم ... ونحن أقرب إليه منكم ... )) يعني أن الملائكة هي التي تقبض روحه ؟
الطالب:...
الشيخ : أي لكن الذي يتولى قبضها مباشرة من عند الحلقوم هو ملك الموت، ثم هؤلاء الملائكة اللي بسطوا أيديهم إن كانوا هم الذين ينتظرون قبضها فهم ينتظرون قبضها ويأخذونها منه وإن كانوا الآخرين الذين يخرجونها ... الحلقوم فكذلك ما في إشكال
الشيخ : أي لكن الذي يتولى قبضها مباشرة من عند الحلقوم هو ملك الموت، ثم هؤلاء الملائكة اللي بسطوا أيديهم إن كانوا هم الذين ينتظرون قبضها فهم ينتظرون قبضها ويأخذونها منه وإن كانوا الآخرين الذين يخرجونها ... الحلقوم فكذلك ما في إشكال
5 - في آية أخر قوله (( فلولا إذا بلغت الحلقوم ... ونحن أقرب إليه منكم ... )) يعني أن الملائكة هي التي تقبض روحه ؟ أستمع حفظ
تتمة تفسير قول الله تعالى: (( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون ))
(( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ))[السجدة:11] ثم أي يقول المؤلف:
" الذي وكل بكم أي بقبض أرواكم " يعني لم يوكل بنا في كل شيء ولكنه وكل بنا في قبض الأرواح فقط، لكن هناك ملائكة موكلون بنا في حفظ أعمالنا وفي حفظنا أيضاً نعم، وكذلك ملائكة موكلون في أعمالنا يجوبون الأرض، وينظرون مجالس الذكر، ويجلسون فيها نعم.
(( ثم إلى ربكم ترجعون )) أحياءً فيُجَازيكم بأعمالكم نعم، يعني بعد الموت يرجع الإنسان إلى ربه فيُجازَى بعمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر
" الذي وكل بكم أي بقبض أرواكم " يعني لم يوكل بنا في كل شيء ولكنه وكل بنا في قبض الأرواح فقط، لكن هناك ملائكة موكلون بنا في حفظ أعمالنا وفي حفظنا أيضاً نعم، وكذلك ملائكة موكلون في أعمالنا يجوبون الأرض، وينظرون مجالس الذكر، ويجلسون فيها نعم.
(( ثم إلى ربكم ترجعون )) أحياءً فيُجَازيكم بأعمالكم نعم، يعني بعد الموت يرجع الإنسان إلى ربه فيُجازَى بعمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر
تفسير قول الله تعالى: (( ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون ))
" ثم قال تعالى: (( ولو ترى إذ المجرمون - الكافرون " ناكسوا رءوسهم عند ربهم )) مطأطئوها حياءً يقولون: ربنا أبصرنا ما أنكرنا من البعث، وسمعنا منك تصديق الرسل فيما كذَّبناهم فيه فارجعنا إلى الدنيا نعمل صالحا فيها إنا موقنون الآن " نعم (( ولو ترى إذ المجرمون )) الخطاب في قوله ولو ترى إما إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وإما إلى كل من يتوجه إليه الخطاب، وهذا المعنى أعم والأخذ به أولى لعمومه إلا أن يمنع منه مانع ولهذا الخطابات التي تأتي للمفرد في جميع القرآن الأولى أن تحمل على العموم، وأن يراد بها كل من يتوجه إليه الخطاب إلا إذا منع من ذلك مانع فتكون خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم.
وقوله: (( لو ترى )) لو هذه شرطية ولو الشرطية تحتاج إلى جواب، يعني إلى شرط وإلى جواب الشرط، فالشرط قولهم: ترى والجواب محذوف تقدير لرأيت أمرا فظيعا نعم.
وقوله: (( ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم )) إذ هذه ظرف يعني لو ترى ذلك الوقت الذي فيه المجرمون على هذا الوصف لرأيتً أمرا فظيعاً (إذ المجْرِمون) مبتدأ، و(ناكسوا) خبر، وأين النون التي في ناكسوا؟ حذفت لأجل الإضافة نعم، ناكسوا رءوسهم أي مطأطئوها يعني خافضوها والعياذ بالله، نعم.
(( عند ربهم )) يعني عند الله عز وجل وهم بين يديه يوم القيامة ولكن ناكسوها يقول المؤلف: حياءً وفي النفس من هذا التفسير شيء ولكن الظاهر أنهم ناكسوها ذلاً نعم وخضوعاً لسلطان الله بدليل قوله: (( ربنا أبصرنا )) أما حياءً فالحياء محمود الحياء محمود لكن كونهم ناكسوها ذلاً نعم هذا هو الواقع ناكسوا رءوسهم عند ربهم ذلاً كما قال تعالى: (( وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ ))[الشورى:45] طيب.
(( عند ربهم يقولون ربنا أبصرنا )) فجملة (ربنا أبصرنا) مقول لقول محذوف تقديره يقولون ربنا أبصرنا يعني يا ربنا وندعو الله تعالى باسم الربوبية لأن الغالب أن الجمل الدُعائية تأتي مصدرة برب لأن رب هو المالك المطلع، (( ربنا أبصرنا )) قال المؤلف: " ما أنكرنا من البعث " هذا ما قاله المؤلف، وعليه فيكون مفعول أبصرنا محذوف التقدير: ما أنكرنا البعث ويحتمل أن أبصرنا هنا أي حَضَرت أبصارنا وبصائرنا فيكون أعم مما قدره المؤلف يعني صرنا ذوي بصر وبصيرة الآن فيكون أعم، يعني كأنه يقول الآن صِرْنا ذوي بَصَر وبصيرة وهذا المعنى أعمّ وأبلغ، وكذلك (( سمعنا )) يقول المؤلف: سمعنا منك تصديق الرسل فيما كذبناهم فيه لأن الله تعالى يقول: (( هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون )) ولكن أيضاً هذا الذي قال المؤلف لنا فيه وجه أحسن مما قال فيكون معنى سمعنا أي كنا ذوي سمع الآن ولهذا يقولون: (( لو كنا نسمع -يعني فيما وراء- أو نعقل )) ما كنا في أصحاب السعير، أما في يوم القيامة فيقولون: نعم الآن صرنا ذوي بصر وصرنا ذوي سمع فارجعنا نعمل ارجعنا إلى الدنيا وهو فعل طلب أي دعا وليس فعل أمر لأن المخلوق لا يوجه أمراً إلى الخالق، وقوله نعملْ هذا جواب الطلب جُزِم بجواب الطلب يعني إن ترجعنا نعمل صالحاً، وقوله: نعمل صالحا يعني عملاً صالحاً والعمل الصالح تقدم كثيرا أنه ما جمع شرطين هما: الإخلاص لله عز وجل والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم هذا هو العمل الصالح، نعمل صالحا يقول فيها إنا موقنون الآن فما ينفعهم ذلك ولا يُرجعهم، معلوم ما ينفعهم إذا شاهدوا العذاب فإن الإيمان لا ينفعهم، كل من شاهد العذاب فإنه لا ينفعه الإيمان، (( فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ))[غافر:84] قال الله تعالى (( فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ))[غافر:85] وما أحد نفعه إيمانه بعد أن رأى العذاب إلا قرية واحدة قوم يونس لما آمنوا كشف الله عنهم العذاب، طيب ولهذا قال الله تعالى: (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ ))[النساء:18] له توبة الآن؟ لا شاهد العذاب فلا ينفعه ولهذا يجب على الإنسان أن يبادر عمره قبل أن يحل به أجله فلا يستطيع الخلاص نعم (( فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون )) أتوا بالجملة الاسمية الدالة على الثبوت والاستمرار، إنا موقنون، متى؟ الآن لكن ما ينفع، لكن ما رأيكم لو ردوا فماذا يكون الأمر ؟
الطلبة: لعادوا لما نهوا عنه.
الشيخ : لعادوا لما نهوا عنه (( وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ))[الأنعام:27] (( بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ- هذا خبر الله الذي لا يخلف- وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ))[الأنعام:28]
الطالب:...أنه لو رد لعاد.
الشيخ : ما أدري ما دام الله يقول هذا الكلام ما بعد كلام الله كلام (( وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ))[الأنعام:27-28]
وقوله: (( لو ترى )) لو هذه شرطية ولو الشرطية تحتاج إلى جواب، يعني إلى شرط وإلى جواب الشرط، فالشرط قولهم: ترى والجواب محذوف تقدير لرأيت أمرا فظيعا نعم.
وقوله: (( ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم )) إذ هذه ظرف يعني لو ترى ذلك الوقت الذي فيه المجرمون على هذا الوصف لرأيتً أمرا فظيعاً (إذ المجْرِمون) مبتدأ، و(ناكسوا) خبر، وأين النون التي في ناكسوا؟ حذفت لأجل الإضافة نعم، ناكسوا رءوسهم أي مطأطئوها يعني خافضوها والعياذ بالله، نعم.
(( عند ربهم )) يعني عند الله عز وجل وهم بين يديه يوم القيامة ولكن ناكسوها يقول المؤلف: حياءً وفي النفس من هذا التفسير شيء ولكن الظاهر أنهم ناكسوها ذلاً نعم وخضوعاً لسلطان الله بدليل قوله: (( ربنا أبصرنا )) أما حياءً فالحياء محمود الحياء محمود لكن كونهم ناكسوها ذلاً نعم هذا هو الواقع ناكسوا رءوسهم عند ربهم ذلاً كما قال تعالى: (( وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ ))[الشورى:45] طيب.
(( عند ربهم يقولون ربنا أبصرنا )) فجملة (ربنا أبصرنا) مقول لقول محذوف تقديره يقولون ربنا أبصرنا يعني يا ربنا وندعو الله تعالى باسم الربوبية لأن الغالب أن الجمل الدُعائية تأتي مصدرة برب لأن رب هو المالك المطلع، (( ربنا أبصرنا )) قال المؤلف: " ما أنكرنا من البعث " هذا ما قاله المؤلف، وعليه فيكون مفعول أبصرنا محذوف التقدير: ما أنكرنا البعث ويحتمل أن أبصرنا هنا أي حَضَرت أبصارنا وبصائرنا فيكون أعم مما قدره المؤلف يعني صرنا ذوي بصر وبصيرة الآن فيكون أعم، يعني كأنه يقول الآن صِرْنا ذوي بَصَر وبصيرة وهذا المعنى أعمّ وأبلغ، وكذلك (( سمعنا )) يقول المؤلف: سمعنا منك تصديق الرسل فيما كذبناهم فيه لأن الله تعالى يقول: (( هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون )) ولكن أيضاً هذا الذي قال المؤلف لنا فيه وجه أحسن مما قال فيكون معنى سمعنا أي كنا ذوي سمع الآن ولهذا يقولون: (( لو كنا نسمع -يعني فيما وراء- أو نعقل )) ما كنا في أصحاب السعير، أما في يوم القيامة فيقولون: نعم الآن صرنا ذوي بصر وصرنا ذوي سمع فارجعنا نعمل ارجعنا إلى الدنيا وهو فعل طلب أي دعا وليس فعل أمر لأن المخلوق لا يوجه أمراً إلى الخالق، وقوله نعملْ هذا جواب الطلب جُزِم بجواب الطلب يعني إن ترجعنا نعمل صالحاً، وقوله: نعمل صالحا يعني عملاً صالحاً والعمل الصالح تقدم كثيرا أنه ما جمع شرطين هما: الإخلاص لله عز وجل والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم هذا هو العمل الصالح، نعمل صالحا يقول فيها إنا موقنون الآن فما ينفعهم ذلك ولا يُرجعهم، معلوم ما ينفعهم إذا شاهدوا العذاب فإن الإيمان لا ينفعهم، كل من شاهد العذاب فإنه لا ينفعه الإيمان، (( فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ))[غافر:84] قال الله تعالى (( فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ))[غافر:85] وما أحد نفعه إيمانه بعد أن رأى العذاب إلا قرية واحدة قوم يونس لما آمنوا كشف الله عنهم العذاب، طيب ولهذا قال الله تعالى: (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ ))[النساء:18] له توبة الآن؟ لا شاهد العذاب فلا ينفعه ولهذا يجب على الإنسان أن يبادر عمره قبل أن يحل به أجله فلا يستطيع الخلاص نعم (( فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون )) أتوا بالجملة الاسمية الدالة على الثبوت والاستمرار، إنا موقنون، متى؟ الآن لكن ما ينفع، لكن ما رأيكم لو ردوا فماذا يكون الأمر ؟
الطلبة: لعادوا لما نهوا عنه.
الشيخ : لعادوا لما نهوا عنه (( وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ))[الأنعام:27] (( بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ- هذا خبر الله الذي لا يخلف- وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ))[الأنعام:28]
الطالب:...أنه لو رد لعاد.
الشيخ : ما أدري ما دام الله يقول هذا الكلام ما بعد كلام الله كلام (( وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ))[الأنعام:27-28]
7 - تفسير قول الله تعالى: (( ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون )) أستمع حفظ
هل المراد بالآية (( ولو ترى إذ المجرمون ناكسو ... )) الفساق ؟
الطالب: الفساق.
الشيخ : الفساق لا، المراد الكفار، الفساق ما هم دائمين في النار، يُعذبون بقدر أعمالهم ثم إنهم يدخلون الجنة، والفساق يعبرون الصراط ما يُنزَل بهم إلى النار يعبرون الصراط ثم يتساقطون في النار بحسب أعمالهم.
الطالب:...
الشيخ : ...أنكروا ...كاليهود والنصارى مثلا فإنه لا ينفعهم ما دام كفروا .
الطالب:.......
الشيخ : طيب الملاحدة الحاليين منهم من يرى أنها حياته الدنيا يموت ويحيا فقط ولا لهم كتاب ولا شيء فإما أن يقولها عن عقيدة أو يقولها عن تقليد وعناد أي نعم
الشيخ : الفساق لا، المراد الكفار، الفساق ما هم دائمين في النار، يُعذبون بقدر أعمالهم ثم إنهم يدخلون الجنة، والفساق يعبرون الصراط ما يُنزَل بهم إلى النار يعبرون الصراط ثم يتساقطون في النار بحسب أعمالهم.
الطالب:...
الشيخ : ...أنكروا ...كاليهود والنصارى مثلا فإنه لا ينفعهم ما دام كفروا .
الطالب:.......
الشيخ : طيب الملاحدة الحاليين منهم من يرى أنها حياته الدنيا يموت ويحيا فقط ولا لهم كتاب ولا شيء فإما أن يقولها عن عقيدة أو يقولها عن تقليد وعناد أي نعم
تفسير قول الله تعالى: (( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ))
طيب يقول الله عز وجل: (( ولو شئنا )) نعم يقول المؤلف: وجواب لو لرأيت أمراً فظيعاً يعني جواب محذوف إذا قال قائل: ما هي الحكمة في حذف الجواب ولماذا لا يُذكر من أجل ألا يكون هناك اختلاف، وما هي الحكمة في الإبهام في قوله تعالى: (( فغشيهم من اليم ما غشيهم )) ولماذا لا يُذكر لأنه أبين؟ الجواب أنه في مقام التهويل ينبغي الإبهام لأجل أن يذهب الذهن كل مذهب في تعظيم الأمر وهوله، لأنه إذا ذكر الشيء قد يهون لو قيل لك والله فيه سبُع عظيم يأكل الناس ويفعل ويفعل ويفعل وهُوِّل لديك أنت ما شفته يكون عندك رعب لكن ربما إذا شفته يهون عليك الأمر كذلك مثل هذه الأمور العظيمة إذا أبهمها الله فإنها أعظم وأوقع في النفس وأشد وأعظم، ولهذا حُذف الجواب هنا وأبهم الغاشي في قوله:)) فغشيهم من اليم ما غشيهم ))، وأُبهمت الحاقة والقارعة في مثل (( الحاقة * ما الحاقة * وما أدراك ما الحاقة )) و(( القارعة* ما القارعة )) وما أشبه ذلك، كل هذا من باب التعظيم والتهويل.
قال: (( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها )) -اللهم اهدنا فيمن هديت- ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها فتهتدي بالإيمان والطاعة باختيارٍ منها، (( لو شئنا )) الخطاب الضمير يعود على الله عز وجل وأتى بضمير الجمع تعظيماً، فإذا قال النصراني: الآلهة ثلاثة ولهذا قال الله تعالى: (( ولو شئنا )) هنا للجمع جيبوا لنا دليل يُخرج هذا اللفظ عن معناها وإلا فالصواب معنا وأنتم أيها الموحدون على ضلال، وإلا لقال الله: (( ولو شئت )) ؟ فالجواب أن هذا من باب التشبيه والتلبيس، وإلا فارجع إلى قوله تعالى: (( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ))[البقرة:163] كم يصير؟ واحد فيكون لو شئنا للتعظيم، ولو شئنا من باب التعظيم، والله تعالى عظيم بصفاته كل صفة من صفاته تقتضي عظمة غير ما تقتضيه الصفة الأخرى، وباجتماع هذه الصفات يكون هناك عِظم أعظم وأجل كذلك ... (( ولو شئنا لآتينا )) أعطينا ولهذا نصبت مفعــــــــــــــولين المفـــــــــعول الأول
(( كل نفس )) والثاني: هداها، والهدى بمعنى الدلالة والتوفيق ولهذا قال: فتهتدي بالإيمان والطاعة ولو شاء الله تعالى لفعل كما قال تعالى في آية أخرى: (( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ ...))[هود:119] فالله تعالى لو شاء لجعل الناس أمة واحدة على الإيمان والتوحيد والاستقامة ولكنَّ حكمة الله تأبى ذلك لأسباب كثيرة منها أنه جل وعلا قال للنار: (( لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين )) (لأملأن) وهذا قسم وتعهد من الله عز وجل للنار أن يملأها لأملأن جهنم من الجنة، ولو كان الناس أمة واحدة على التوحيد صَدَق هذا ولّا ما صَدق؟ ما صدق، فإذن لا بد أن يصدق، ثانياً لو كان الناس على أمة واحدة على التوحيد هل يتميز المؤمن من الكافر؟ كلهم واحد ما فيه امتحان واختبار، ولو كان الناس أمَّة واحدة على التوحيد لانسَدَّ بابُ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، السبب؟ ما فيه منكر يحتاج إلى نهي عن منكر، ولو كان الناس على أمة واحدة على التوحيد لبطل الجهاد ولّا لا من نجاهد؟ ما فيه أحد أمهم أن هناك حكم كبيرة في كون الله عز وجل جعل الناس إلى قسمين، ولهذا قال هنا: (( ولكن حق القول مني )) حَقَّ بمعنى وجب وثبت و(القول) فاعل و(مني) متعلق بمحذوف حالا من القول، ولكن حق القول صادرا مني، ما هذا القول؟ (( لأملأن جهنم من الجنة - الجن - والناس أجمعين )) نعم أملأها وهنا الفعل مؤكد بالنون وباللام وبالقسم المقدر والتأكيد هنا واجب نحوياً ولّا لا؟ واجب لأنه في قسم مثبت مستقبل لم يُفصل بينه وبين لامه فاصل، وقوله: (( لأملان جهنم )) جهنم هذا اسم من أسماء النار قيل إنها عربية والنون فيها زائدة وأنها من الجهم أو التجهم وهو الظلمة، وقيل إنها اسم معرب مو هو عربي لكنه معرب وعلى كل الأقوال فالمراد بها النار نسأل الله العافية، (( لأملأن جهنم من الجنة والناس )) الجنة الجن والناس بنو آدم أجمعين تُملأ من هؤلاء وهؤلاء وأيهما أكثر؟
الطالب: الله أعلم.
الشيخ : الله أعلم، لكن ظاهر القسمة أنهم سواء من الجنة والناس، طيب هل الجن... الآن من هذه الآية ومن آية أخرى أنهم يدخلون النار كما قال تعالى: (( قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ ))[الأعراف:38] يدخلون النار وهذا بإجماع المسلمين أن كافر الجن يدخل النار، مؤمن الجن هل يدخل الجنة ولّا لا ؟ اختلف فيهم العلماء والصواب أنهم يدخلون الجنة، قال تعالى: (( يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح )) من أين؟ من الجن والإنس (( فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * والذين كذبوا بآياتي واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )) وقال تعالى: (( ولمن خاف مقام ربه جنتان )) ثم (( فبأي آلاء ربكما ... ))) يخاطب من؟ الجن والإنس فهذا دليل على أنهم يدخلون الجنة وكذلك قوله: (( لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان )) يدل على أنهم يدخلون الجنة وهذا الذي عليه جمهور أهل العلم، وقال بعضهم إنهم لا يدخلون الجنة لأن الذين ولوا إلى قومهم منذرين(( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ))[الأحقاف:31] ولا قالوا يدخلكم الجنة فهذا يدل على أن المؤمن منهم يجار من العذاب الأليم فقط، فيقال: إن هذا استدلال بنص وترك نصوص، وما هكذا حال الإنسان الذي يوفق بين الأدلة، ثم إن مقام هؤلاء القوم مقام إنذار وتخويف (( ولوا إلى قومهم منذرين )) دون مبشرين فهو مقام إنذار وتخويف وهم إذا استقاموا وخافوا فإنهم لا شك أنهم يدخلون الجنة لأن من أجير من العذاب الأليم من المكلفين فلا بد أن يدخل الجنة إذ أن مآل الورى إلى الجنة أو النار وهذا القول هو الحق أن مؤمنهم يدخل الجنة وكافرهم يدخل النار والثاني بالإجماع ما فيه خلاف لأنه نص القرآن وهذا نص أو قريب من النص نعم .
الطالب :...
قال: (( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها )) -اللهم اهدنا فيمن هديت- ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها فتهتدي بالإيمان والطاعة باختيارٍ منها، (( لو شئنا )) الخطاب الضمير يعود على الله عز وجل وأتى بضمير الجمع تعظيماً، فإذا قال النصراني: الآلهة ثلاثة ولهذا قال الله تعالى: (( ولو شئنا )) هنا للجمع جيبوا لنا دليل يُخرج هذا اللفظ عن معناها وإلا فالصواب معنا وأنتم أيها الموحدون على ضلال، وإلا لقال الله: (( ولو شئت )) ؟ فالجواب أن هذا من باب التشبيه والتلبيس، وإلا فارجع إلى قوله تعالى: (( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ))[البقرة:163] كم يصير؟ واحد فيكون لو شئنا للتعظيم، ولو شئنا من باب التعظيم، والله تعالى عظيم بصفاته كل صفة من صفاته تقتضي عظمة غير ما تقتضيه الصفة الأخرى، وباجتماع هذه الصفات يكون هناك عِظم أعظم وأجل كذلك ... (( ولو شئنا لآتينا )) أعطينا ولهذا نصبت مفعــــــــــــــولين المفـــــــــعول الأول
(( كل نفس )) والثاني: هداها، والهدى بمعنى الدلالة والتوفيق ولهذا قال: فتهتدي بالإيمان والطاعة ولو شاء الله تعالى لفعل كما قال تعالى في آية أخرى: (( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ ...))[هود:119] فالله تعالى لو شاء لجعل الناس أمة واحدة على الإيمان والتوحيد والاستقامة ولكنَّ حكمة الله تأبى ذلك لأسباب كثيرة منها أنه جل وعلا قال للنار: (( لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين )) (لأملأن) وهذا قسم وتعهد من الله عز وجل للنار أن يملأها لأملأن جهنم من الجنة، ولو كان الناس أمة واحدة على التوحيد صَدَق هذا ولّا ما صَدق؟ ما صدق، فإذن لا بد أن يصدق، ثانياً لو كان الناس على أمة واحدة على التوحيد هل يتميز المؤمن من الكافر؟ كلهم واحد ما فيه امتحان واختبار، ولو كان الناس أمَّة واحدة على التوحيد لانسَدَّ بابُ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، السبب؟ ما فيه منكر يحتاج إلى نهي عن منكر، ولو كان الناس على أمة واحدة على التوحيد لبطل الجهاد ولّا لا من نجاهد؟ ما فيه أحد أمهم أن هناك حكم كبيرة في كون الله عز وجل جعل الناس إلى قسمين، ولهذا قال هنا: (( ولكن حق القول مني )) حَقَّ بمعنى وجب وثبت و(القول) فاعل و(مني) متعلق بمحذوف حالا من القول، ولكن حق القول صادرا مني، ما هذا القول؟ (( لأملأن جهنم من الجنة - الجن - والناس أجمعين )) نعم أملأها وهنا الفعل مؤكد بالنون وباللام وبالقسم المقدر والتأكيد هنا واجب نحوياً ولّا لا؟ واجب لأنه في قسم مثبت مستقبل لم يُفصل بينه وبين لامه فاصل، وقوله: (( لأملان جهنم )) جهنم هذا اسم من أسماء النار قيل إنها عربية والنون فيها زائدة وأنها من الجهم أو التجهم وهو الظلمة، وقيل إنها اسم معرب مو هو عربي لكنه معرب وعلى كل الأقوال فالمراد بها النار نسأل الله العافية، (( لأملأن جهنم من الجنة والناس )) الجنة الجن والناس بنو آدم أجمعين تُملأ من هؤلاء وهؤلاء وأيهما أكثر؟
الطالب: الله أعلم.
الشيخ : الله أعلم، لكن ظاهر القسمة أنهم سواء من الجنة والناس، طيب هل الجن... الآن من هذه الآية ومن آية أخرى أنهم يدخلون النار كما قال تعالى: (( قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ ))[الأعراف:38] يدخلون النار وهذا بإجماع المسلمين أن كافر الجن يدخل النار، مؤمن الجن هل يدخل الجنة ولّا لا ؟ اختلف فيهم العلماء والصواب أنهم يدخلون الجنة، قال تعالى: (( يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح )) من أين؟ من الجن والإنس (( فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * والذين كذبوا بآياتي واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )) وقال تعالى: (( ولمن خاف مقام ربه جنتان )) ثم (( فبأي آلاء ربكما ... ))) يخاطب من؟ الجن والإنس فهذا دليل على أنهم يدخلون الجنة وكذلك قوله: (( لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان )) يدل على أنهم يدخلون الجنة وهذا الذي عليه جمهور أهل العلم، وقال بعضهم إنهم لا يدخلون الجنة لأن الذين ولوا إلى قومهم منذرين(( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ))[الأحقاف:31] ولا قالوا يدخلكم الجنة فهذا يدل على أن المؤمن منهم يجار من العذاب الأليم فقط، فيقال: إن هذا استدلال بنص وترك نصوص، وما هكذا حال الإنسان الذي يوفق بين الأدلة، ثم إن مقام هؤلاء القوم مقام إنذار وتخويف (( ولوا إلى قومهم منذرين )) دون مبشرين فهو مقام إنذار وتخويف وهم إذا استقاموا وخافوا فإنهم لا شك أنهم يدخلون الجنة لأن من أجير من العذاب الأليم من المكلفين فلا بد أن يدخل الجنة إذ أن مآل الورى إلى الجنة أو النار وهذا القول هو الحق أن مؤمنهم يدخل الجنة وكافرهم يدخل النار والثاني بالإجماع ما فيه خلاف لأنه نص القرآن وهذا نص أو قريب من النص نعم .
الطالب :...
9 - تفسير قول الله تعالى: (( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين )) أستمع حفظ
هل في الجن رسل ؟
الشيخ : السؤال هل في الجن رسل؟ بعد محمد ما فيه إلا محمد لكن مِن قبل هل فيهم رسل؟ (( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ ))
الطالب: ....
الشيخ : مِن باب التغليب يعني؟ ...
الطالب: ....
الشيخ : مِن باب التغليب يعني؟ ...
اضيفت في - 2011-05-25