فوائد قول الله تعالى : (( الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ))
ومِن فوائدها أن كل مخلوق خُلق على ما يناسب حاله، وجه الدلالة من الآية، عبدَ الوهاب! كل...ما كان ...قط كل مخلوق خلق على ما يناسب حاله ووجهه من الآية أنه لو لم يكن الأمر كذلك لما كان أحسنَ خلقه طيب إذا كان هذا ... إلى آية سورة طه وهو قوله: (( الذي أعطى كل شيء خلقه " يعني خلقه المناسب له " ثم هدى )) أي هداه لمصالحه المناسبة له، أليس كذلك؟ أعتقد أن البقرة لو فرضت مسابقة في وظيفة تذهب تسابق؟ لا، طبعا لأنه ما من شأنها لكن لو ألقي علف في زاوية من البيت تسابق إليه؟ نعم تُسابق إليه، لأن الله هدى كل مخلوق لما يناسبه طيب.
ومِن فوائد الآية الكريمة: تفنِيدُ النظرية الفاسدة وهي نظرية داروين الذي يقول: إن الخلق نشأ بالتطور، وأن أصل الإنسان قرد ثم صار على طول الزمن إنسانًا وعلى قاعدته ما ندري ماذا سيكون الإنسان على طُول الزمن نعم، ولا شك أنَّ هذه النظرية باطلة وكفر بالله عز وجل، نأخذه من قوله: (( وبدأ خلق الإنسان من طين )) ما أصرح من هذه الآية شيء وبدأ خلق الإنسان من طين.
ومِن فوائد الآية الكريمة: تمام قدرته عز وجل حيث خلق هذا الإنسان العجيب في خلْقه وفهمِه وتدبيرِه وذكائِه من هذا الشيء الجماد وهو الطين نعم.
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات أفعال الله الاختيارية التي تتعلق بمشيئته، من أين تؤخذ؟ من قوله: (( وبدأ )) فإن البدء يكون عن عدم، واضح.
ومن فوائدها: أن الإنسان حادث بعد أن لم يكن لقوله : (( وبدأ )) نعم.
فوائد قول الله تعالى : (( ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ))
ومن فوائدها: أن الإنسان يُخلق من المني لقوله تعالى:(( نسله من سلالة )) والسلالة هي الخلاصة، والماء المهين هو المني، وعلى هذا فهو مخلوق من مني الرجل لا مني الأنثى، لأنه هو الماء المهين.
ومن فوائد الآية الكريمة: حكمة الله عز وجل لهذا الماء حيث جعله على هذا الضعف وعلى هذا النوع، من أجل حفظ الحيوان المنوي، إذ لو كان سائلاً ... الماء ما احتفظ بهذه الحيوانات ولو كان غليظا أكثر من هذا لكان منه ضرر على هذه الحيوانات فربما تموت، ولكن الله عز وجل جعله على هذا الوضع ...، نعم.
فوائد قول الله تعالى : (( ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون ))
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الإنسان جسم لا يكون إنساناً إلا بالروح، لقوله: (( ونفخ فيه من روحه )) ومنها وليس بذاك القول أن الروح جسم لأنها تنفخ في هذا الجسم البائس، وهو ذلك لأن الروح جسم لكن لا يرى، لا يرى مع أن الملائكة تقبضه وتجعله في الحنوط وتصعد به إلى السماء لكن نحن لا نراه عندما تخرج روح الميت فنحن عنده هل نرى شيئا؟ لا، ما نرى شيئا نعم.
ومِن فوائد الآية الكريمة: بيان نعمة الله عز وجل على الإنسان بجعل السمع والأبصار والأفئدة التي بها إدراك المعقول وعقله، إدراك المعقول بماذا؟ بالسمع والبصر، وعقله؟ بالقلب ووعيه.
ومِن وفوائد الآية الكريمة: أن الإنسان قليل الشكر لقوله: (( قليلاً ما تشكرون )) كما أن الشاكر قليل أيضاً، الشاكر قليل والقائم بالشكر على الوجه المطلوب قليل، قال الله تعالى: (( وقليل من عبادي الشكور )).
3 - فوائد قول الله تعالى : (( ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون )) أستمع حفظ
ما معنا الشاكر قليل ؟
الشيخ : الشاكر قليل لأنه من حيث الأفراد والأشخاص، واحد في العشرة هذا قليل، ونفس الواحد هذا أيضا شكره قليل، والشاكر قليل وشكر الشاكر أيضا قليل، فقوله (( قليلاً ما تشكرون )) هذا باعتبار شكر الشاكر، وقوله: (( وقليل من عبادي الشكور )) باعتبار الأفراد الشاكرين، نعم.
تتمة فوائد قول الله تعالى : (( ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون ))
ومنها أنه ينبغي للإنسان أن يكون شكرُه على حسب النعمة، ففي السمع يستعمل السمع فيما يقرب من الله ويمنعه عما حرم الله، وكذلك في البصر كذلك في البصر، أما القلب فنعم يجب عليه أن يُعْرِضَ بقلبه عن كل ما حرم الله، وأن يقبل بقلبه على كل ما أمر الله به.
5 - تتمة فوائد قول الله تعالى : (( ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون ))
ومن فوائدها: أن هؤلاء المكذبين كانوا شاكِّين في قدرة الله، نعم، لقولهم: (( أئذا ضللنا أئنا )) ويَحتمل أن يكون ذلك منهم مكابرة وأنهم عالمون بقدرة الله لكن يكابرون ويؤيد هذا قوله: (( بل هم بلقاء ربهم كافرون )) يعني الأمر واضح لكن هؤلاء كفار.
ومن فوائد الآية الكريمة: تمام قدرة الله عز وجل بإعادة الأموات بعد أن غابوا في الأرض واضمَحَلُّوا فيها ينشئهم الله تعالى خلقاً جديداً.
ومن فوائد الآية الكريمة: إبطال قول من يقول: إن البعث إيجاد من عدم ، لأن فيه من يقول: إنه على الخلق يعدم بالكلية ثم يُنشأ من جديد، وهذا القول باطل، لأنه لو كان الأمر كذلك لكان الثواب لمن لا يعمل، والعقوبة على من لم يعمل، فكونه أنه يعدم بالكلية ثم ينشأ خلق جديد ويُحاسب طيب هذا الجديد ما هو موجود الأول فيكون معاقباً على ما لم يفعل ومثاباً بما لا يفعل، والله تعالى قد بين أن الإنسان نفسه هو الذي يعاد فليس يُعدم ثم يُخلق من جديد ولكنه يعاد: (( كما بدأنا أول خلق نعيده )) ما قال: نخلق غيره، نعم، الشاهد قوله: (( أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد )) أئذا ضللنا، يقولون: كيف بعد ما نغيب في الأرض ونكون ترابا كيف نبعث؟ فدل هذا على أن البعث هو إعادة ما سبق وليس ابتداء خلق جديد.
ومن فوائد الآية: أنَّ هؤلاء المنكرين بالبعث ليس عندهم حُجَّة إلا مجرد الكفر لقوله: (( بل هم بلقاء ربهم كافرون )).
ومن فوائدها: إثبات ملاقاة الله عز وجل يوم القيامة، لقوله: (( بلقاء )) ومثله قوله: (( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ ))[الانشقاق:6] ومنها.
6 - فوائد قول الله تعالى : (( وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون ))
ومن فوائدها: إثبات الملائكة، لقوله: (( ملك الموت )) والملائكة عالم غيبي خلقهم الله عز وجل من نور، وجعلهم من السامعين المطيعين له، وأقدرهم على فعل المأمور، نعم، لقوله تعالى: (( ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليل والنهار لا يفترون )) وقال عز وجل: (( عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ))[التحريم:6] من كمال الامتثال وكمال القدرة نعم طيب.
ومن فوائد الآية الكريمة: كمال تنظيم الله عز وجل للأمور وإحكامه لها، لقوله: (( الذي وُكل بكم )) فإن كل ملك موكل بشيء من الأشياء بتمام النظام وإحكامه وإتمامه.
ومن فوائد الآية الكريمة: عظمة سلطان الله، من أين تؤخذ؟ من قوله: (( الذي وكل بكم )) وقد سبق لنا في الدرس أن هذا التوكيل ليس عجزا من الله عز وجل، ولكنه... سلطانه وعظمته، طيب.
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الرجوع إلى الله: (( ثم إلى ربكم ترجعون ))، ويؤخذ منه إثبات الجزاء، لأن هذا هو المقصود من قوله: (( ثم إلى ربكم ترجعون )).
فوائد قول الله تعالى : (( ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون ))
ومن فوائدها: أن هؤلاء المجرمين المستكبرين في الدنيا الرافعي رءوسهم ستكون حالهم في يوم القيامة على العكس من ذلك لقوله: (( ناكسوا رءوسهم )) المؤلف يقول: "حياءً " والصواب أنه ذلاً وعاراً وخزياً والعياذ بالله.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن المجرمين يوم القيامة يقرون بالحق من أين تؤخذ: (( ربنا أبصرنا وسمعنا )) ولكن هل ينفع هذا؟ لا، بعد أن شاهد الإنسان العذاب أو الجزاء ما ينفعه هذا اليوم.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن هؤلاء يطلبون الرجعة إلى الدنيا، لقوله: (( فارجعنا نعمل صالحا ))، ويتفرع عليها أن الآخرة قد يكون فيها شيء من العبادات، لأن الدعاء من العبادة، وهم يدعون الله، وعليه فمن نفى أن الآخرة دار تكليف أو دار عمل فإن نفيه على سبيل العموم فيه نظرٌ ظاهرٌ، فإن الآخرة قد يكون فيها تكليف (( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ ... ))[القلم:42] طيب (( يُدعون )) هذا تكليف ولا لا؟ تكليف، فالآخرة قد يكون فيها تكليف، نعم.
ومن فوائد الآية الكريمة أن هؤلاء المكذبين يوقنون بالآخرة لقوله: (( إنا موقنون )).
ومن فوائدها: إقرارهم على أنفسهم بأن عملهم السابق ليس بصواب، من أين؟ من قوله: (( نعمل صالحا )) يعني وكأنهم في الأول لا يعملون صالحا نعم.
الطالب:...
الشيخ :....
8 - فوائد قول الله تعالى : (( ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ))
ومن فوائدها: كمال سلطانه، قال: (( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها )).
ومن فوائدها: أيضا إثبات حكمته حيث لم يعط كل نفس هداها، وقد سبق لنا شيء من الحِكَم في اختلاف الناس إلى مؤمن وكافر.
ويستفاد من هذه الآيات الكريمة: الرد على القدرية، من هم القدرية؟ القدرية هم الذين يقولون: إن الإنسان مستقل بعمله ما لله تعالى فيه تقدير ولا خلق، يشاء لنفسه ويفعل بنفسه ولكن لا تعلق بفعله. هؤلاء هم القدرية وقوله: (( ولو شئنا لآتيانا )) يرد عليهم، ولكن هل في الآية دليل لمسألة الجبرية؟ ظاهرها، إلا أن الآيات الأخرى تدل على أنه لا حجة فيها لأن الله تعالى أعطى الإنسان قدرة واختياراً، ونحن معشر أهل السنة لا نأخذ ببعض الكتاب ونضع بعضا بل نأخذ بالكتاب كله، فنؤمن بأن مشيئة الله فوق كل شيء ونؤمن بأن الإنسان له مشيئة وإرادة وقدرة على العمل، لأن الإنسان هو الفاعل وليس الله هو الفاعل.
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات كلام الله أن الله يتكلم، لقوله: (( حق القول مني لأملأن )).
ومن فوائدها: أن كلامه سبحانه وتعالى بحرف، لأن قوله: (( لأملأن )) حروف ولا لا؟ حروف، فكلام الله تعالى بحرف.
ومن فوائد الآية الكريمة: الرد على من زعم أن كلام الله هو المعنى القائم في النفس، إذ لو كان كذلك لقال سبحانه وتعالى: ولكن أردت أن أملاها، ولم يقل: (( ولكن حق القول مني لأملأن )).نعم.
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات النار، لقوله: (( لأملأن جهنم )).
ومن فوائدها: أن الله جل وعلا أوفى المعاهدين، أين؟ أنه وعد النار أن يملأها ووفى لها بما وعدها، ولهذا قال الله تعالى: ((ومن أوفى بعهده من الله ))، وقال تعالى: (( وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم )).
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الجن يدخلون النار: من أين؟ (( من الجنة والناس أجمعين ))، وهل يدخلون الجنة؟ تقدم أن في ذلك خلافاً وأن الصواب أنهم يدخلونها وبينا الأدلة على ذلك من القرآن نبدأ درس جديد؟ نعم.
الطالب :...
الشيخ : وهذا ذكره الشيخ رحمه الله ... وقد نُقلت عن بعض السلف ولكن ما فيه دليل على مثل هذه...نعم
9 - فوائد قول الله تعالى : (( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين )) أستمع حفظ
هل في الآخرة إمتحان لأهل الفترة ؟
الشيخ : إيه نعم ولهذا أهل الفترة يكلفون في الآخرة فمن أطاع منهم دخل الجنة ومن عصا دخل النار.
قوله تعالى (( ثم استوى على العرض )) هل كان مستوي قبل أن يخلق السماوات والأرض ؟
الشيخ : .. للترتيب من بعد خلق السماوات السبع، لكن قبل أن يخلق السماء ما استثنى فهو حين الخلق غير مستو وبعد الخلق مستو وأما قبله فالله أعلم
تفسير قول الله تعالى : (( فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم ))
الطالب: لا.
الشيخ : من القائل إذن؟ الله، نعم، كما قال تعالى: (( نسوا الله فنسيهم )) والصواب أن هذا القول من قول الله عز وجل، يقول لهم تقريعاً وتوبيخاً وتنديماً أيضاً يقول: (( فذوقوا بما نسيتم ))، الأمر هنا ليس لل... ولا لمجرد الأمر ولكن لمجرد التوبيخ والتقريع والإهانة: (( فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا )) قال المؤلف:" فذوقوا العذاب " أفادنا بهذا التقرير أن مفعول ذوقوا؟ نعم؟ مفعولها محذوف تقديره العذاب ويحتمل ألا يكون لها مفعول نعم والمعنى كقوله: (( ذق إنك أنت العزيز الكريم )) يكون المراد مجرد التوبيخ والإهانة، نعم، قال:" (( فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا )) أي: بترككم الإيمان به والعمل له "، وأفادنا بقوله بترككم أن ( ما ) مصدرية وأن ( نسيتم ) بمعنى تركتم، وهو كذلك فإن ( ما ) مصدرية أي النسيان والنسيان هنا بمعنى الترك وليس النسيان الذي هو ذهول القلب عن معلوم، لأن النسيان المعروف هو ذهول القلب عن معلوم وهذا لا يُعاقب عليه الإنسان، ويطلق النسيان على الترك وهو الذي يعاقب عليه، والدليل على إطلاق النسيان على الترك قوله تعالى: ((ولا تكونوا كالّ... )) لا (( نسوا الله فنسيهم )) وهذه الآية ((إنا نسيناكم )) بمعنى تركناكم، وليس معنى هذا ذهول القلب عن معلوم كقوله تعالى: (( في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى )) فالنسيان المنفي عن الله غير النسيان المُثبت له، النسيان المُثبت له هو الترك، والنسيان المنفي عنه هو الذهول، الذهول عن الشيء نعم، و(( بما نسيتم لقاء يومكم هذا )) نسيتم: تركتم لقائه تركتم اللقاء المراد: تركتم العمل له والإيمان به (( إنا نسيناكم )) تركناكم في العذاب- نسأل الله العافية -تركهم الله عز وجل وما نسيهم لا يزال يعلم بهم جل وعلا ولكنه تركهم وقال لهم بعد المراجعة قال لهم: (( اخسئوا فيها ولا تكلمون )) هل يتكلمون بعد ذلك داخل العذاب؟ أبداً، لأنه في الآخرة لا يقدروا يخالفوه لما قال: (( اخسئوا فيها ولا تكلمون )) انقطع رجاءهم من كل رجاء والعياذ بالله نعم وأيِسوا من كل خير (( إنا نسيناكم
تفسير قول الله تعالى : (( وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون ))
تفسير قول الله تعالى : (( إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون ))
الطالب: لا.
الشيخ : إذاً الفائدة الترتيب والتعقيب نقول تعقيب كل شيء بحسبه، وقال تعالى (( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً ))[الحج:63] وهل المطر إذا نزل وصار الصباح وإذا هي مخضرة؟ لا، ولكن بعد مدة تخضرّ وبعد مدة يُولد لهذا المتزوج، كذلك هذه (( إذا ذكروا بها خروا )) لا يلزم من ذلك مجرد التذكير يسجدون، بل المعنى أنهم يلتزمون بذلك إذا ذُكروا بها التزموا بذلك السمع والطاعة فسجدوا في موضع السجود ولم يوجد منهم استكبار، وعلى هذا فلا إشكال في الآية، نعم (( خروا سجدا )) ( سجدا ) حال من فاعل
( خروا ) و( سبحوا ) معطوف على ( خروا ) ومعنى ( سبحوا ) أي نزهوا نعم فالمفعول محذوف التقدير لسبحوا ربهم أو سبحوا الله وقوله: " متلبسين بحمد ربهم " أفادنا المؤلف أن الباء في قوله ( بحمد ربهم ) باء الملابسة لأن معناه أن التسبيح مقرون بالحمد، ولو أنه ذهب إلى أن الباء للمصاحبة فسبحوا تسبيحا مصاحَبا بحمد ربهم لكان أولى لسبحوا بحمد ربهم وهم نعم، أي قالوا سبحان الله وبحمده، هذا معنى سبحوا بحمد ربهم يعني قالوا: سبحان الله وبحمده، ويَحتمل ألا يكون المراد بالتسبيح والحمد تسبيح اللسان وحمده، وأن المراد نزهوه بقلوبهم وحمِدوه بألسنتهم، نزهوه بقلوبهم عما لا يليق به وحمدوه بألسنتهم بما يستحق (( وهم لا يستكبرون )) الجملة حال يعني والحال أنهم لا يستكبرون عن الإيمان والطاعة بل ينقادون ويخضعون
14 - تفسير قول الله تعالى : (( إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ))
الطالب: غلب عليهم جانب الطمع.
الشيخ : غلب عليهم جانب الطمع، فهم يسيرون بجناحين جناحي الخوف والطمع ولكن أيهما ينبغي أن يُغَلب؟ ...قال الإمام أحمد رحمه الله: ينبغي أن يكون خوفه ورجاءه واحداً فأيهما غلب هلك صاحبه، لأنه إن غلّبَ جانبَ الخوف قنط من رحمة الله، وإن غلّبَ جانبَ الرجاء أمن مكر الله ولكن يكون بين بين، يقول: الصحيح يغلِّب جانب الخوف، والمريض يُغلِّب جانب الطمع، يعني عند المرض يُغلّب جانب الطمع والرجاء، في حال الصحة يُغلِّب جانب الخوف، وقيل: إن فعل الطاعة فليُغلِّب جانب الرجاء وإن هم بالمعصية أو عمِلها فليُغلِّب جانب الخوف، نعم، يقول: (( خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون )) يتصدقون، ( من ) هل هي لبيان الجنس أو أنها للتبعيض يعني بعض ما رزقناهم ينفقون؟ للتبعيض، إذا قلت إنها للتبعيض صار من يبذل كل ماله تقربا إلى الله صار مذموماً، وإن قلت إنها لبيان الجنس وأنهم ينفقون مما رزقناهم فإنه لا يقتضي أن يكون من بذل ماله كلَه مذموما لأن المراد بيان الجنس فيشمل القليل والكثير، وهذه المسألة اختلف فيها العلماء هل يبذُل الإنسان كل ماله في طاعة الله وفي سبيل الله أو يقتصر على بعضه؟ والصواب أن ذلك يرجِع إلى حال الشخص وإلى الأسباب التي بها يدفع الضرورة عن نفسه وأهله، فإن كان الإنسان ضعيف التوكل أو ضعيف القدرة على التكسب فالأفضل أن يبذل شيئا ما ماله، وإن كان الأمر بالعكس فله أن يتصدق بجميع ماله كما فعل من؟ أبو بكر، أما أبو لبادة لما نذر أن ينخلع من ماله صدقة لله ورسوله قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك ) فجعل من الخير له أن يمسك بعض المال نعم، وقوله: ينفقون الإنفاق البذل
15 - تفسير قول الله تعالى : (( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ))
قال الله تعالى قال المؤلف: " وفي قراءة بسكون ياء المضارع " أخفيَ هذا فعل ماض، أخفي نعم فعل مضارع أُخفي يعني أنا (( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم )) أخفي لهم أنا يعني الله عز وجل (( من قرة أعين )) أما (( ما أخفيَ لهم )) فهو فعل ماض مبني للمجهول وفاعله مستتر جوازاً ولّا وجواباً؟ قالوا: مستتر جوازا ولّا وجوبا؟ إذا كانت أخفيَ فهو مستتر جوازاً، إذا كانت أخفيَ فهي فعل ماض وفاعله مستتر جوازاً، وإذا كانت أخفي بالسكون فهي فعل مضارع وفاعله مستتر وجوبا تقديره أنا، والمعنى على كلتا القراءتين صحيح، فالله هو الذي أخفاه حتى على المبني للمجهول (( ما أُخْفِيَ )) فإن المُخفي هو الله (( ما أخفيَ لهم من قرة أعين )).
قال: (( جزاءً بما كانوا يعملون )) ( جزاءً ) مفعول لأجله، ولكن هل المفعول من أجله هل عامله ( أخفي ) ولّا ( قرة ) الظاهر أنها ( قرة ) يعني قرت أعينهم جزاءً، وليس المعنى أخفيَ لهم جزاءً لأنه قد يقال: إن الإظهار أبلغ في الجزاء لكن من قرة أعين جزاءً نعم (( جزاء بما كانوا يعملون )) أي بالذي كانوا يعملونه في الدنيا من طاعة الله، فإن قلت: هذا يدل على أنهم يُجازون بعملهم وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لن يدخل الجنة أحد بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله! قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته ) فما هو الجمع بين هذا الحديث وبين هذه الآية وأمثالها؟ قال أهل العلم: إن الجمع بينها باختلاف معنى الباء فالباء التي للسببية هي الموجودة في مثل هذه الآية: (( جزاءً بما كانوا )) أي بسبب ما كانوا يعملون، والباء التي للعوض هي المذكورة في قوله: ( لن يدخل الجنة أحد بعمله ) أي عوضاً عن عمله، لأننا لو أردنا المعاوضة والمقاصة لظهر العامل مغبوناً مطلوباً، لو أردنا المقاصة والمعاوضة كان العامل مهما عمل من الصالحات فهو مطلوب، نعمة واحدة من نعم الله عليه تستوعب جميع الأعمال، يقول مثلا القائل: أنا الحمد لله أصلي الصلوات الخمس وأصوم رمضان وأدفع زكاة مالي وأحج البيت، هذه منزلة للجنة صح ولا لا؟ لو أردنا أن نقارنها بنعمة من النعم...