تفسير سورة السجدة-02a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تفسير قول الله تعالى : (( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ))
وقوله: (( أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ ))[السجدة:18] المراد بالفسق هنا هو الفسق الأكبر الـمُخْرِج عن الإسلام وليس الفسق الأصغر الذي يبقى فيه الإنسان مُؤْمِنًا ناقص الإيمان: (( كمن كان فاسقًا )) الجواب: لا يستوون، وانتبه أيها القارئ فقف على قوله: (فاسقاً)، فإن كثيرًا من القراء يقرأ ويستمر:
(( أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ ))[السجدة:18 ] ما يصلح هذا أفمن كان فاسقا لا يستوون ما يستقيم (( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا )) وقِفْ ثم قال: )( لا يستوون )) هذا الجواب جواب مَن؟ جواب الله عز وجل (( لا يستوون )) فالله تعالى استفْهَمَ وأجابَ نفسه: (( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا )) أجاب: (( لا يستوون )) أي المؤمنون والفاسقون لماذا ؟
(( أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ ))[السجدة:18 ] ما يصلح هذا أفمن كان فاسقا لا يستوون ما يستقيم (( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا )) وقِفْ ثم قال: )( لا يستوون )) هذا الجواب جواب مَن؟ جواب الله عز وجل (( لا يستوون )) فالله تعالى استفْهَمَ وأجابَ نفسه: (( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا )) أجاب: (( لا يستوون )) أي المؤمنون والفاسقون لماذا ؟
تفسير قول الله تعالى : (( أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون ))
(( أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا " وهو ما يعد للضَّيْف " بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[السجدة:19] أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم (أمَّا) هذه حرف شرط وتفصيل وتفيد مع الشرط والتفصيل تفيد التوكيد نعم :(( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره ...)) ((وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره... )) هنا (( أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى )) لكم فيها ثلاث فوائد، شرطية: بدليل أنها أتى لها جواب (فلهم)، تفصيلية: لأنها أتت بقِسمين أما الذين آمنوا وأما الذين فسقوا ايش بعد؟ توكيدية: لأنه لا شك أن هذه الصيغة تفيد التوكيد (( أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم )) هذا جواب الشرط
(( فلهم جنات المأوى )) الجنات جمع (جَنَّة) وهي في اللغة الحديقة الكثيرة الأشجار، وسُمِّيَت به لأنها تُجِن من فيها أي تسترهم، لكنها في الشرع الدار التي أعدها الله تعالى لأوليائِه فهو أعلى مما يدور في الخيال أو يخطر على البال، وقوله جنات المأوى جنات المأوى يعني التي هي مأواهم لا يبغون عنها حولاً ولا يتحولون عنها فهي مأوى كما أن الجحيم مأوى الكافرين فلا يتحولون عنها، فالمأوى مكان الإيواء أي أنها هي جناتهم التي يأوون إليها ولا يخرجون منها.
(( نُزُلًا )) يقول المؤلف: "هو ما يعد للضيف" وعلى هذا فهي تكون مصدرا كما هو الحال، يعني أنه يُعد لهم هذا النزل نعم،
(( بما كانوا يعلمون )) الباء هنا للسببية
(( فلهم جنات المأوى )) الجنات جمع (جَنَّة) وهي في اللغة الحديقة الكثيرة الأشجار، وسُمِّيَت به لأنها تُجِن من فيها أي تسترهم، لكنها في الشرع الدار التي أعدها الله تعالى لأوليائِه فهو أعلى مما يدور في الخيال أو يخطر على البال، وقوله جنات المأوى جنات المأوى يعني التي هي مأواهم لا يبغون عنها حولاً ولا يتحولون عنها فهي مأوى كما أن الجحيم مأوى الكافرين فلا يتحولون عنها، فالمأوى مكان الإيواء أي أنها هي جناتهم التي يأوون إليها ولا يخرجون منها.
(( نُزُلًا )) يقول المؤلف: "هو ما يعد للضيف" وعلى هذا فهي تكون مصدرا كما هو الحال، يعني أنه يُعد لهم هذا النزل نعم،
(( بما كانوا يعلمون )) الباء هنا للسببية
2 - تفسير قول الله تعالى : (( أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون ))
(( وأما الذين فسقوا - بالكفر والتكذيب- فمأواهم النار )) والعياذ بالله، مأواهم أي مرجعهم النار يخرجون منها؟ لا.
(( كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها )) أعوذ بالله كلما أرادوا أن يخرجوا منها يُمَنّون بالخروج ترتفع بها إلى أن يقربوا من أبوابها ثم بعد أن يتمنون الخروج ويُريدونه يعادون فيها وهذا أشد والعياذ بالله في التعذيب ولّا لا؟ لو فرضت أنك محبوس في مكان فقيل لك: تعال تعال ثم إذا قربت من الباب رَدّك أيُّ هذا أو أن تبقى في حجرة الحبس أيهم أشد؟ أن تبقى في الحجرة أشد؟ أيهما أشد؟
الطالب: الأول.
الشيخ : أي نعم أن يُقرب من الباب ثم إذا أراد أن يخرج قيل له: ارجع، لأن والعياذ بالله إذا فعل هكذا صار كأنه يُحبَس عدة مرات، لأن من أشرف على الحياة ثم عاد إلى الموت صار ذلك موتا آخر، فتكون إعادته إلى محبسه تكون حبسًا ثانيًا هكذا أهل النار والعياذ بالله يُمنون الخروج وكلما أرادوا أن يخرجوا أعيدوا فيها، نعم وقيل لهم أيضا توبيخا:
(( قيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون )) فيجتمع عليهم والعياذ بالله يجتمع عليهم العذاب الجسمي والعذاب القلبي، الجِسْمِيّ مِن أين؟ مِن النار والعياذ بالله (( كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها )) والقلبي؟ مِن هذا التوبيخ (( ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون )) وش حَسْرَة الإنسان عندما يقال له هكذا؟ ألا يتحَسَّر ويقول: ليتني ما كذبت كيف أكذب نعم، يتمنى، يكون هذا والعياذ بالله فيه من التوبيخ والتنديم وإدخال الحسرة ما هو ظاهر ولهذا قال سبحانه وتعالى في آية أخرى: (( كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ))[البقرة:167] الآن نحن إذا فاتنا شيء بقضاء الله وقدره وهو مما يسرنا هل الواحد يندم ؟ يندم ويقول يا ليتني فعلت ويا ليتني فعلت مع أنه منهي عنه لأن هذا يفتح عمل الشيطان يفتح باب الندم أو الاعتراض على القدر، ولهذا نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عنه فالمهم أن هذا التوبيخ يكون عذاباً ايش؟ قلبيا، وأما كونهم يرددون كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها فهو عذاب جسمي بدني فهم دائمون والعياذ بالله في عذاب وحسرة وندم (( لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون )) دائمًا وأبدًا ما فيه فترة راحة ولهذا يقولون: (( وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ ))[غافر:49] شوف والعياذ بالله الخزي والتقاصر ما قالوا ادعوا ربكم يرفع العذاب قالوا: يخفف فقط ولا قالوا يخفف دائما قالوا: يخفف يوما، وهذا يدل على شدة يأسهم لأنهم أُيِّسوا من الرحمة والعياذ بالله، يتمنون ولا لهم وجه على الله أن هم يسألون يطلبون من خزنة جهنم أن يشفعوا لهم إلى الله أن يخفف عنهم يُخفف لا يرفع، يوما لا دائماً يخفف عنا يوما من العذاب ولكن وش تقول لهم الخزنة؟ توبخهم (( قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات )) فيقولون: بلى (( قالوا بلى )) ثم يقولون: إذن نحن برئاء منكم ما نتدخل في الشأن فادعوا أنتم يقول الله عز وجل: (( وما دعاء الكافرين إلا في ضلال )) ضلال ما ينفعهم ولهذا إذا ألحوا على ربهم: (( رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ))[المؤمنون:106] (( ربنا أخرجنا منها )) شوف التضرع (( ربنا )) والاعتراف (( غلبت علينا شقوتنا )) نعم و(( كنا قوما ضالين )) هم حكموا على أنفسهم وكل هذا من باب التضرع لأن الإنسان إذا اعتذر لإساءته فإن هذا مدعاة لرحمته لو جاءك واحد يعتذر لذنبه ويعترف بذنبه هذا يوجب إنك ترحمه، فهم يعترفون لعلهم يُرحمون (( ربما أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون )) قال الله تعالى: (( اخسئوا فيها ولا تكلمون )) اخسئوا أي ذُّلوا وكونوا حَقَارَى، نعم ولا تكلمون بأي كلمة حينئذ والعياذ بالله ييئسون من كل خير نسأل الله السلامة ولهذا قال: (( وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون ))
(( كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها )) أعوذ بالله كلما أرادوا أن يخرجوا منها يُمَنّون بالخروج ترتفع بها إلى أن يقربوا من أبوابها ثم بعد أن يتمنون الخروج ويُريدونه يعادون فيها وهذا أشد والعياذ بالله في التعذيب ولّا لا؟ لو فرضت أنك محبوس في مكان فقيل لك: تعال تعال ثم إذا قربت من الباب رَدّك أيُّ هذا أو أن تبقى في حجرة الحبس أيهم أشد؟ أن تبقى في الحجرة أشد؟ أيهما أشد؟
الطالب: الأول.
الشيخ : أي نعم أن يُقرب من الباب ثم إذا أراد أن يخرج قيل له: ارجع، لأن والعياذ بالله إذا فعل هكذا صار كأنه يُحبَس عدة مرات، لأن من أشرف على الحياة ثم عاد إلى الموت صار ذلك موتا آخر، فتكون إعادته إلى محبسه تكون حبسًا ثانيًا هكذا أهل النار والعياذ بالله يُمنون الخروج وكلما أرادوا أن يخرجوا أعيدوا فيها، نعم وقيل لهم أيضا توبيخا:
(( قيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون )) فيجتمع عليهم والعياذ بالله يجتمع عليهم العذاب الجسمي والعذاب القلبي، الجِسْمِيّ مِن أين؟ مِن النار والعياذ بالله (( كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها )) والقلبي؟ مِن هذا التوبيخ (( ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون )) وش حَسْرَة الإنسان عندما يقال له هكذا؟ ألا يتحَسَّر ويقول: ليتني ما كذبت كيف أكذب نعم، يتمنى، يكون هذا والعياذ بالله فيه من التوبيخ والتنديم وإدخال الحسرة ما هو ظاهر ولهذا قال سبحانه وتعالى في آية أخرى: (( كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ))[البقرة:167] الآن نحن إذا فاتنا شيء بقضاء الله وقدره وهو مما يسرنا هل الواحد يندم ؟ يندم ويقول يا ليتني فعلت ويا ليتني فعلت مع أنه منهي عنه لأن هذا يفتح عمل الشيطان يفتح باب الندم أو الاعتراض على القدر، ولهذا نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عنه فالمهم أن هذا التوبيخ يكون عذاباً ايش؟ قلبيا، وأما كونهم يرددون كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها فهو عذاب جسمي بدني فهم دائمون والعياذ بالله في عذاب وحسرة وندم (( لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون )) دائمًا وأبدًا ما فيه فترة راحة ولهذا يقولون: (( وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ ))[غافر:49] شوف والعياذ بالله الخزي والتقاصر ما قالوا ادعوا ربكم يرفع العذاب قالوا: يخفف فقط ولا قالوا يخفف دائما قالوا: يخفف يوما، وهذا يدل على شدة يأسهم لأنهم أُيِّسوا من الرحمة والعياذ بالله، يتمنون ولا لهم وجه على الله أن هم يسألون يطلبون من خزنة جهنم أن يشفعوا لهم إلى الله أن يخفف عنهم يُخفف لا يرفع، يوما لا دائماً يخفف عنا يوما من العذاب ولكن وش تقول لهم الخزنة؟ توبخهم (( قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات )) فيقولون: بلى (( قالوا بلى )) ثم يقولون: إذن نحن برئاء منكم ما نتدخل في الشأن فادعوا أنتم يقول الله عز وجل: (( وما دعاء الكافرين إلا في ضلال )) ضلال ما ينفعهم ولهذا إذا ألحوا على ربهم: (( رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ))[المؤمنون:106] (( ربنا أخرجنا منها )) شوف التضرع (( ربنا )) والاعتراف (( غلبت علينا شقوتنا )) نعم و(( كنا قوما ضالين )) هم حكموا على أنفسهم وكل هذا من باب التضرع لأن الإنسان إذا اعتذر لإساءته فإن هذا مدعاة لرحمته لو جاءك واحد يعتذر لذنبه ويعترف بذنبه هذا يوجب إنك ترحمه، فهم يعترفون لعلهم يُرحمون (( ربما أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون )) قال الله تعالى: (( اخسئوا فيها ولا تكلمون )) اخسئوا أي ذُّلوا وكونوا حَقَارَى، نعم ولا تكلمون بأي كلمة حينئذ والعياذ بالله ييئسون من كل خير نسأل الله السلامة ولهذا قال: (( وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون ))
3 - تفسير قول الله تعالى : (( وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ))
(( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر )) هذا فعل مؤكَّد بالنون واللام (( ولنذيقنهم )) تأكيدا وجوبِيًّا وجوبيا لأنه مُستقبل بجواب قسم غير مقسوم باللام،
(( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى )) عذاب الدنيا في القتل والأسر والجدب والسنين والأمراض.
(( دون العذاب )) أي قبل (( دون العذب الأكبر )) عذاب الآخرة،
(( لعلهم )) أي من بقي منهم (( يرجعون )) إلى الإيمان هذا وعد من الله عز وجل بل وعيد من الله عز وجل أنه يذيقهم العذاب الأدنى قبل العذاب الأكبر وهو عذاب الآخرة لعلهم يرجعون لعل للتعليل، ولكن هل رجعوا؟ منهم من رجع ومنهم من لم يرجع، فإنّ قريش أصيبوا بالجدب وبالسنين والقتل ببدر قَتْل شرفائهم والأسر أيضا ومع ذلك رجعوا ولّا لا؟ منهم من رجع ومنهم من لم يرجع، فمَن أراد الله له النجاة أحيا الله قلبه بهذه المواعظ فرجع، ومن طَبَعَ الله على قلبه بقي على ما هو عليه ولم يرجع، الباقي نناقش هذا الدرس أو كثير خلنا نخليه الدرس القادم
(( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى )) عذاب الدنيا في القتل والأسر والجدب والسنين والأمراض.
(( دون العذاب )) أي قبل (( دون العذب الأكبر )) عذاب الآخرة،
(( لعلهم )) أي من بقي منهم (( يرجعون )) إلى الإيمان هذا وعد من الله عز وجل بل وعيد من الله عز وجل أنه يذيقهم العذاب الأدنى قبل العذاب الأكبر وهو عذاب الآخرة لعلهم يرجعون لعل للتعليل، ولكن هل رجعوا؟ منهم من رجع ومنهم من لم يرجع، فإنّ قريش أصيبوا بالجدب وبالسنين والقتل ببدر قَتْل شرفائهم والأسر أيضا ومع ذلك رجعوا ولّا لا؟ منهم من رجع ومنهم من لم يرجع، فمَن أراد الله له النجاة أحيا الله قلبه بهذه المواعظ فرجع، ومن طَبَعَ الله على قلبه بقي على ما هو عليه ولم يرجع، الباقي نناقش هذا الدرس أو كثير خلنا نخليه الدرس القادم
4 - تفسير قول الله تعالى : (( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون ))
(( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه - القرآن - ثم أعرض عنها )) أي لا أحد أظلم منه (( إنا من المجرمين منتقمون )) من المجرمين أي: من المشركين، منتقمون. ( مَن أظلم ) أفاد المؤلف بقوله: لا أحد أظلم أن الاستفهام هنا للنفي أي لا أحد أظلم منهم، والظلم سبق هنا عِدة مرات أن المراد أو عُدة مرات أن المراد به ايش؟ النقص في الأصل لقوله تعالى: (( كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا ))[الكهف:33] أي لم تنقص، فالمراد به نقص الإنسان فيما يجب عليه فيدعه، أي نقصه فيما مُنع منه فلا ينتفع ويرتكب المحرم وقوله: (( ممن ذكر بآيات ربه )) (ذُكِّر) ما قال: ممن ذَكَّره الرسول صلى الله عليه وسلم يعني يشمل كل مُذكِّر لأن بعض الناس قد يخضع لبعض المذكِّرين لكون فلانا وهذا ليس خاضعًا للآيات هذا خاضع للأشخاص تجده إذا ذُكِّر بهذه الآية إن ذكره فلان قبِل وإن ذكره آخر، نعم لم يقبل أليس كذلك؟ يوجد أناس إذا ذكرهم إنسان بأمر معروف ما هموا بل ربما يستهزؤوا به، وإذا أمرهم به آخر امتثل وأظهر الموافقة، ولهذا قال: ممن ذُكِّر، لئلا يَتَقَيَّد المذكَّر بمذكِّر معين أي مذكر يكون.
وقوله: (( بآيات ربه )) قال المؤلف: المراد به القرآن. والأصح أنه أعم من القرآن ويشمل حتى من ذُكِّروا بالتوراة أيام التوراة ومن ذُكّروا بالإنجيل في زمن الإنجيل نعم وبالزبور في زمن الزبور لأن هذا حكم عام وقوله: (( بآيات ربه )) أتى بالربوبية الـمُقْتَضِيَة للانقياد، لأنه ما دام التذكير بآيات ربٍّ لك فأنت مَرْبُوبٌ عَبْد والمربوب في تدبير مَن؟ ربِّه، (( ثم أعرض عنها )) وفي آية أخرى (( فأعرض عنها )) والفرق أنه في الآيات الأخرى (فأعرض) أنه بادر بالإعراض فأعرض، في الثانية بعد ما فكر وقدر في هذه الآية أعرض، والناس هكذا منهم من يُعرض لأول وهلة ولا يلتفت ولا يفكر، ومنهم من قد يفكر ولكن في النهاية يعرض.
وقوله: (( إنا من المجرمين منتقمون )) الجملة استئنافية لبيان أو لتهديد هؤلاء المُعرضين وبيان أنهم من المجرمين ولهذا قال: إنا من المجرمين وهو إظهار في موضع الإضمار، والأصل (إنا منهم) لكن أظهر في موضع الإضمار للسببين السابقين وبما أشرنا إليهما أنه من أجل أن يحكم على هؤلاء بالإجرام ولأجل أن يكون الحكم عاما لكل مجرم فيهم وفي غيرهم، والإجرام بمعنى الإثم فالمجرم هو الآثم الذي ارتكب ما لا يحل له كما في قوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ))[المطففين:29] قال: (( إنا من المجرمين منتقمون )) جَمْع ليُطابق المبتدأ، أين المبتدأ؟ (إنا) اللي هو اسم إن، يعني أصلها إننا لكن حذفت النون الثانية تخفيفا، (( إنا من المجرمين منتقمون )) والجمع هنا وفي كل ما يضاف إلى الله يرد به التعظيم وقد سبق لنا أن النصراني لو استدل بالجمع على التعدد قلنا له أنت من أصحاب الزيغ الذين يتبعون ما تشابه منه لأنك لو رجعت إلى قوله تعالى: (( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ))[البقرة:163] زال عنك هذه الاشتباه نعم، وقوله: (( إنا من المجرمين منتقمون )) هي كقوله تعالى: (( والله عزيز ذو انتقام )) فكلمة ذو انتقام تعني أنه صاحب انتقام يعني ممن يستحقه وهو من المجرمين منتقمون مقيدة منتقمون من المجرمين وبهذا نعرف أن المنتقم ليس من أسماء الله المنتقم ليس من أسماء الله لأن الاسم من أسماء الله يكون مطلقا دالا على المعنى الأحسن على كل تقدير، لقوله تعالى: (( ولله الأسماء الحسنى )) كل كلمة تحتمل هذا وهذا فإنها لا تكون مِن أسماء الله لأن الله يقول: (( وللهِ الأسماءُ الحسنى )) والانتقام لا شك أنه حَسن في محله وعليه فلا يصح أن يُوصف الله به على سبيل الإطلاق وهو مَعدود من الأسماء الحسنى المشهورة لكنَّ هذه الأسماء الحسنى المشهورة كما قال شيخ الإسلام وغيره في التحقيق ليست ثابتة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، ما هي ثابتة، لأن فيها أشياء من الأسماء لا تصح اسمًا لله طيب إذاً هل يوصف الله بالانتقام مطلقا فيقال المنتقم؟ الجواب: لا، لأنه ما ورد إلا مقيدًّا، وورد (ذو انتقام) نكرة في سياق الإثبات فلا تدل على العموم لأن النكرة في سياق الإثبات كما هو معروف لا تفيد العموم إنما تفيد العموم إذا كانت في سياق النفي أو النهي أو الشرط أو الاستفهام الإنكاري كما ذكره أهل الأصول
وقوله: (( بآيات ربه )) قال المؤلف: المراد به القرآن. والأصح أنه أعم من القرآن ويشمل حتى من ذُكِّروا بالتوراة أيام التوراة ومن ذُكّروا بالإنجيل في زمن الإنجيل نعم وبالزبور في زمن الزبور لأن هذا حكم عام وقوله: (( بآيات ربه )) أتى بالربوبية الـمُقْتَضِيَة للانقياد، لأنه ما دام التذكير بآيات ربٍّ لك فأنت مَرْبُوبٌ عَبْد والمربوب في تدبير مَن؟ ربِّه، (( ثم أعرض عنها )) وفي آية أخرى (( فأعرض عنها )) والفرق أنه في الآيات الأخرى (فأعرض) أنه بادر بالإعراض فأعرض، في الثانية بعد ما فكر وقدر في هذه الآية أعرض، والناس هكذا منهم من يُعرض لأول وهلة ولا يلتفت ولا يفكر، ومنهم من قد يفكر ولكن في النهاية يعرض.
وقوله: (( إنا من المجرمين منتقمون )) الجملة استئنافية لبيان أو لتهديد هؤلاء المُعرضين وبيان أنهم من المجرمين ولهذا قال: إنا من المجرمين وهو إظهار في موضع الإضمار، والأصل (إنا منهم) لكن أظهر في موضع الإضمار للسببين السابقين وبما أشرنا إليهما أنه من أجل أن يحكم على هؤلاء بالإجرام ولأجل أن يكون الحكم عاما لكل مجرم فيهم وفي غيرهم، والإجرام بمعنى الإثم فالمجرم هو الآثم الذي ارتكب ما لا يحل له كما في قوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ))[المطففين:29] قال: (( إنا من المجرمين منتقمون )) جَمْع ليُطابق المبتدأ، أين المبتدأ؟ (إنا) اللي هو اسم إن، يعني أصلها إننا لكن حذفت النون الثانية تخفيفا، (( إنا من المجرمين منتقمون )) والجمع هنا وفي كل ما يضاف إلى الله يرد به التعظيم وقد سبق لنا أن النصراني لو استدل بالجمع على التعدد قلنا له أنت من أصحاب الزيغ الذين يتبعون ما تشابه منه لأنك لو رجعت إلى قوله تعالى: (( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ))[البقرة:163] زال عنك هذه الاشتباه نعم، وقوله: (( إنا من المجرمين منتقمون )) هي كقوله تعالى: (( والله عزيز ذو انتقام )) فكلمة ذو انتقام تعني أنه صاحب انتقام يعني ممن يستحقه وهو من المجرمين منتقمون مقيدة منتقمون من المجرمين وبهذا نعرف أن المنتقم ليس من أسماء الله المنتقم ليس من أسماء الله لأن الاسم من أسماء الله يكون مطلقا دالا على المعنى الأحسن على كل تقدير، لقوله تعالى: (( ولله الأسماء الحسنى )) كل كلمة تحتمل هذا وهذا فإنها لا تكون مِن أسماء الله لأن الله يقول: (( وللهِ الأسماءُ الحسنى )) والانتقام لا شك أنه حَسن في محله وعليه فلا يصح أن يُوصف الله به على سبيل الإطلاق وهو مَعدود من الأسماء الحسنى المشهورة لكنَّ هذه الأسماء الحسنى المشهورة كما قال شيخ الإسلام وغيره في التحقيق ليست ثابتة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، ما هي ثابتة، لأن فيها أشياء من الأسماء لا تصح اسمًا لله طيب إذاً هل يوصف الله بالانتقام مطلقا فيقال المنتقم؟ الجواب: لا، لأنه ما ورد إلا مقيدًّا، وورد (ذو انتقام) نكرة في سياق الإثبات فلا تدل على العموم لأن النكرة في سياق الإثبات كما هو معروف لا تفيد العموم إنما تفيد العموم إذا كانت في سياق النفي أو النهي أو الشرط أو الاستفهام الإنكاري كما ذكره أهل الأصول
5 - تفسير قول الله تعالى : (( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل ))
ثم قال تعالى: (( ولقد آتينا موسى الكتاب )) (آتينا) بمعنى أعطينا وهو إعطاء شرعي قدري، وقوله (موسى الكتاب) موسى مفعول أول والكتابَ مفعول ثاني، وال في قوله (الكتاب) للعهد انظر للتكميل (ال) في الكتاب للعهد الذهني، لأنه ما سبق له ذكر حتى يُحال على المذكور، وليس شيئا حاضراً حتى يقال أنه عهد؟
الطالب: ...
الشيخ : إذاً فهو عهد ذهني يعني: الكتاب المعهود المعروف وهو التوراة، (( فلا تكن في مرية )) نعم (فلا تكن في مرية) شكٍّ من لقائه (فلا تكن) الخطاب هنا على ما مشى عليه المؤلف الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام والضمير في (لقائه) يعود على موسى والمعنى: فلا تكن يا محمد في مرية أي في شك من لقائه لقاء من؟ لقاء موسى، يعني: فإنك ستلاقيه، قال المؤلف :" وقد التقيا ليلة الإسراء " هذا ما ذهب إليه المؤلف وذهب إليه كثير من المفسرين أيضاً أن الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام والضمير يعود على موسى والمعنى: لا تكن يا محمد في شك من ملاقاة موسى فإنك ستلاقيه، وقد لاقاه في ليلة الإسراء، قال المؤلف: (الإسراء)، لأن الإسراء والمعراج في ليلة واحدة طيب هذا ما ذهب إليه المؤلف ويحتمل أن قوله: (( فلا تكُن )) الخطاب لموسى يعني: آتينا موسى الكتاب قائلين له: لا تكن في مرية من لقائه أي: لقاء الجزاء عليه أي على الكتاب، والمعنى: أن هذا الكتاب الذي آتيناك إياه لا بد أن يُحاسَبَ عليه من نزل إليهم حتى يلاقوا جزاءهم، ويحتمل المعنى: (فلا تكن في مرية من لقائه) أي: لقاء موسى أي: لقاء مثل ما لقيه من الأذى (( ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه )) أي لقاء ما لقيه موسى من الأذى فإن موسى أوذي، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: ( لقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر ) وهذا أيضاً معنى حسن أن المعنى: أننا آتيناه وآتيناك أيضا وأوذي فستؤذى، فلا تكن في شك من هذا، وهذا هو الواقع، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام لقي من الأذى الشيء الكثير، وكل من تَبِع شريعته وانتهَج منهاجه في الدعوة إلى الله والعمل بشريعة الله فسيلقى الأذى، ولكن الشأن كل الشأن هل يلزم من الأذى الضرر؟ ما يلزم من الأذى الضرر؟ ما يلزم، ولهذا يصح أن نقول إن الله يؤذى ولا يتضرر كما قال الله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ))[الأحزاب:57] وكما قال تعالى في الحديث القدسي: ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ) مع أنه قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: ( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضُّري فتضروني ) فلا يلزم من الأذى الضرر، ها نحن الآن نتأذى برائحة إنسان أكل بصلا أو ثوما ولّا لا؟ ونتضرر؟ ما نتضرر، فلا يلزم من الأذى الضرر والرسول عليه الصلاة والسلام لا شك أنه أوذي ولكن ما ضره ذلك والحمد لله صار الأمر والعاقبة للرسول صلى الله عليه وسلم نعم.
الطالب : لا بد من أذى...
الشيخ : لا لا ما هو (لا بد).
الطالب :...
الشيخ : لا لا، ما يتضرر أحد حتى الآن أنا لو تأذيت من كلامك مثلاً أو تأذيت من رائحة شخص وما أشبه ذلك ما أتضرر ما أتضرر، وأما قوله تعالى: (( لن يضروكم إلا أذي )) فالمعنى أنه لن يضروكم أبداً، ولكن الأذى ولذلك قالوا إن الاستثناء في هذه الآية
الطالب: منقطع.
الشيخ : منقطع.
(( فلا تك في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل )) وجعلناه هدىً جعلناه الضمير يعود على ....
الطالب: ...
الشيخ : إذاً فهو عهد ذهني يعني: الكتاب المعهود المعروف وهو التوراة، (( فلا تكن في مرية )) نعم (فلا تكن في مرية) شكٍّ من لقائه (فلا تكن) الخطاب هنا على ما مشى عليه المؤلف الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام والضمير في (لقائه) يعود على موسى والمعنى: فلا تكن يا محمد في مرية أي في شك من لقائه لقاء من؟ لقاء موسى، يعني: فإنك ستلاقيه، قال المؤلف :" وقد التقيا ليلة الإسراء " هذا ما ذهب إليه المؤلف وذهب إليه كثير من المفسرين أيضاً أن الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام والضمير يعود على موسى والمعنى: لا تكن يا محمد في شك من ملاقاة موسى فإنك ستلاقيه، وقد لاقاه في ليلة الإسراء، قال المؤلف: (الإسراء)، لأن الإسراء والمعراج في ليلة واحدة طيب هذا ما ذهب إليه المؤلف ويحتمل أن قوله: (( فلا تكُن )) الخطاب لموسى يعني: آتينا موسى الكتاب قائلين له: لا تكن في مرية من لقائه أي: لقاء الجزاء عليه أي على الكتاب، والمعنى: أن هذا الكتاب الذي آتيناك إياه لا بد أن يُحاسَبَ عليه من نزل إليهم حتى يلاقوا جزاءهم، ويحتمل المعنى: (فلا تكن في مرية من لقائه) أي: لقاء موسى أي: لقاء مثل ما لقيه من الأذى (( ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه )) أي لقاء ما لقيه موسى من الأذى فإن موسى أوذي، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: ( لقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر ) وهذا أيضاً معنى حسن أن المعنى: أننا آتيناه وآتيناك أيضا وأوذي فستؤذى، فلا تكن في شك من هذا، وهذا هو الواقع، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام لقي من الأذى الشيء الكثير، وكل من تَبِع شريعته وانتهَج منهاجه في الدعوة إلى الله والعمل بشريعة الله فسيلقى الأذى، ولكن الشأن كل الشأن هل يلزم من الأذى الضرر؟ ما يلزم من الأذى الضرر؟ ما يلزم، ولهذا يصح أن نقول إن الله يؤذى ولا يتضرر كما قال الله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ))[الأحزاب:57] وكما قال تعالى في الحديث القدسي: ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ) مع أنه قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: ( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضُّري فتضروني ) فلا يلزم من الأذى الضرر، ها نحن الآن نتأذى برائحة إنسان أكل بصلا أو ثوما ولّا لا؟ ونتضرر؟ ما نتضرر، فلا يلزم من الأذى الضرر والرسول عليه الصلاة والسلام لا شك أنه أوذي ولكن ما ضره ذلك والحمد لله صار الأمر والعاقبة للرسول صلى الله عليه وسلم نعم.
الطالب : لا بد من أذى...
الشيخ : لا لا ما هو (لا بد).
الطالب :...
الشيخ : لا لا، ما يتضرر أحد حتى الآن أنا لو تأذيت من كلامك مثلاً أو تأذيت من رائحة شخص وما أشبه ذلك ما أتضرر ما أتضرر، وأما قوله تعالى: (( لن يضروكم إلا أذي )) فالمعنى أنه لن يضروكم أبداً، ولكن الأذى ولذلك قالوا إن الاستثناء في هذه الآية
الطالب: منقطع.
الشيخ : منقطع.
(( فلا تك في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل )) وجعلناه هدىً جعلناه الضمير يعود على ....
اضيفت في - 2011-05-25